أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سليم نصر الرقعي - هل يولد الناس احرارا بالفعل !؟














المزيد.....

هل يولد الناس احرارا بالفعل !؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 22:11
المحور: حقوق الانسان
    


لا توجد حرية مطلقة ابتداء للانسان ، فالحرية الفردية الطبيعية هي مجرد فرضية نظرية تبين ما ينبغي ان يكون عليه الوضع الانساني من حيث الكمال والمثال ، وعلى هذه الفرضية قامت نظرية العقد الاجتماعي لفيلسوف الديموقراطية الشعبية والثورة الفرنسية (جان جاك روسو) وهي مجرد فرضية نظرية فلسفية بينما الواقع والتاريخ يؤكدان ان الناس لا يولدون احرارا كما تدعي بيانات الثورة الامريكية والفرنسية وبيانات حقوق الانسان في كل مكان ! ، بل في الحقيقة يولد الناس وهم مكبلون بالاغلال والقيود والحدود على حرياتهم ، ويبقى النضال التحرري الرشيد المطلوب لا لتحطيم القيود والحدود كلها كما يدعو غلاة الشيوعيين والفوضويين بل وغلاة الليبراليين الراديكاليين وصولا الى حرية مطلقة مزعومة او موهومة للافراد والمجتمعات (!!!؟؟) بل من اجل ازالة فقط القيود والحدود التي تتنافى مع كرامة الانسان وتعيق تحقيق التقدم الاجتماعي والرقي الحضاري للبشر ، حتى عندما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) فلا يعني هذا انهم يولدون احرارا بالمعنى المطلق بل يقصد العبودية بمعنى الرقيق (الخدم المملوكين) في ذلك الزمن حيث كان نظام العبودية والرقيق طور مهم وضروري في مراحل تطور الانظمة الاجتماعية والاقتصادية للبشر فرض نفسه عليهم بشكل محتوم بحكم آلية التقدم الحتمي التي تسوق البشر بطريقة شبه لا ارادية ولا واعية (!!؟؟) ، ذاك الطور المحتوم ، طور العبودية ، الذي لم يكن من الممكن تجاوزه حتى لو ثار العبيد كما حاول (الوحش الليبي)(سبارتكوس) الذي قاد اول ثورة للعبيد ضد روما دون ان يدرك (سبارتكوس) ان نظام العبودية طور اجتماعي واقتصادي حتمي لا مفر منه و لا يمكن تجاوزه وتبديله الا بتبدل وتطور الاحوال الاقتصادية من خلال تقدم وارتقاء النظام الاقتصادي العالمي الذي يتأثر كثيرا بخط التقدم العلمي والتقني والصناعي للبشر !.

الشاهد هنا انني اعتقد ان (الحرية الطبيعية) التي يتغنى بها فلاسفة القانون الطبيعي وعلى راسهم (جان جاك روسو) وشعراء وادباء المذهب الطبيعي والرومانسي ليست سوى (وضع مثالي افتراضي) نصبو اليه ونحلم به نحن بني البشر ، إنه نموذج مثالي فوق قمة جبل شاهق ينادينا بصوته الساحر ويدغدغ مشاعرنا واحلامنا ، ولكن الواقع ان الناس لا يولدون احرارا بالمعنى المثالي والمطلق للحرية ولا اقول ايضا يولدون عبيدا بالمعنى القانوني القديم اي كرقيق مملوكين ، بل يولدون ضعفاء عاجزين مكبلين بكثير من القيود والحدود بعضها مفيد ورشيد وبعضها ضار ومهين ، بعضها طبيعي ناتج عن الفطرة والعقل والحس الاخلاقي المشترك لدى البشر وبعضها الآخر متعسف وايديولوجي من صنع بعض السلاطين الطغاة او المفكرين الراديكاليين و المنحرفين او حتى من صنع رجال الدين الغلاة المتطرفين ! ، يولد الناس في ظل اوضاع اجتماعية واقتصادية وسياسية يجدون انفسهم ملزمين بالخضوع اليها وبالتالي تكون درجة حريتهم ودرجة كرامتهم بمقدار رقي وتطور هذه الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، فهم قطعا لا يولدون احرارا بالمعنى المثالي والطبيعي للحرية ! .

ومع ذلك عندما يبلغ الانسان الفرد (انا وانت وهو وهي) سن الرشد ويشب عن الطوق ويبدأ في ادراك وجوده الفردي وواقعه الشخصي فإن من واجبه على نفسه وكرامته الآدمية ان يحرر نفسه من هذه الاوضاع اذا كانت بالغة القسوة والانغلاق والاهانة للكرامة الآدمية بل وتوجب عليه الشهامة الانسانية حيال الناس ايضا ما توجبه عليه الكرامة الانسانية على نفسه اي توجب عليه ان يسعى الى تحرير الضعفاء والمستضعفين بالعمل على تحريرهم من ظلم وقهر هذه الاوضاع غير الانسانية غير الكريمة غير السليمة غير الطبيعية ! ، اي ان يتحرك مع غيره في حركة اصلاحية ، او حتى حركة ثورية جهادية مسلحة اذا اقتضى الامر ! ، لتغيير هذه الاوضاع الظالمة بما يحقق كرامة الانسان ، او ، اذا عجز عن ذلك ، اي عجز عن مواجهة هذه الاوضاع القاهرة وتغييرها ، فلا عذر له ان يبقى ذليلا مهانا تحت قيود وسياط هذه الاوضاع الظالمة والمهينة وهذه الظروف القاهرة ، ويكون الحل عندئذ هو بالهروب من هذا السجن الكبير المهين وهذا الوضع المشين الى ارض الله الواسعة بحثا عن حياة كريمة في ظل اوضاع اجتماعية واقتصادية وسياسية وقانونية ارحم واكرم وافضل ، اوضاع تحترم كرامته الانسانية ولا تستعبده ، بمعنى انه عند العجز عن تغيير هذه الأوضاع الظالمة والظروف القاهرة المهينة والتي تحرم الانسان من حق الكرامة وحق الاختيار يكون الحل هو الهجرة في أرض الله الواسعة طلبا للتحرر ودار الكرامة ، فهنا وفي سبيل الحرية والعقيدة ينبغي ان يضحي الانسان حتى بحق وواجب الاقامة في وطنه وبين قومه ليهاجر حيث يجد حريته وكرامته في ارض الله الواسعة ، ولا عذر الا للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا ! ، قال تعالى : (( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم ؟ ، قالوا كنا مستضعفين في الأرض ، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ؟؟!! ، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا )) ، ان هذه الآية الكريمة المخيفة وغيرها من آيات القرآن الكريم التي حجبها الفكر السلفي التقليدي المغلق بحجاب دعاوى النسخ والمنسوخ او حجاب تقييد الخاص للعام تبين لنا بشكل قاطع قيمة الحرية وخصوصا حرية العقيدة في الاسلام ، ففي سبيل حرية الاعتقاد يوجب الاسلام على المرء اذا تعرض للفتنة والاضطهاد بسبب عقيدته ان يترك وطنه وارضه وقومه ويهاجر في ارض الله الواسعة ليتنسم عبير الحرية ، وهذا ما فعله المسلمون الاوائل بالهجرة الى دار النصارى اولا في "الحبشة" ثم دار الانصار ثانيا في " يثرب" !.
-------------------------
سليم الرقعي
1 جمادي الاولى 1437 هجري/عربي/قمري
10 فبراير 2016 ميلادي/غربي/شمسي




#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انت فضولي بما يكفي !؟
- الفلسفة الاسلامية والايمان بالله !؟
- العلمانية ليست هي الحل !؟
- الفرق بين المفكر السياسي والمتخصص في العلوم السياسية!؟
- فتش عن الاقتصاد !؟
- جدلية الحي والميت !؟
- داعش ضريبة الفشل العربي العظيم!؟
- تجربة الموت !؟
- الأنا والأنا الأخرى!؟؟
- حينما تتنازل عن أحلامك الرومانسية !؟
- الرأسمالية لم تستنفد أغراضها التاريخية بعد !؟
- الانسان بين مشكل المعاش ومشكل الوجود!؟
- مشكلة العقل !؟
- داعش صناعة خارجية أم نبتة داخلية محلية!؟
- مشكلة الوعي والارادة !؟
- الصادق النيهوم وكولن ولسون واللامنتمي!؟
- تطور البشرية بين منحنى التقدم ومنحنى الرقي!؟
- يوم فقدت رشدي !؟
- الأدب والفن ملح الحياة ولكن ...!؟
- بين مشروعاتهم ومشروعنا مرة أخرى!؟


المزيد.....




- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سليم نصر الرقعي - هل يولد الناس احرارا بالفعل !؟