أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم نصر الرقعي - مشكلة الوعي والارادة !؟















المزيد.....

مشكلة الوعي والارادة !؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5037 - 2016 / 1 / 7 - 22:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماهي آفات ومشكلات الوعي والارادة !؟
وهل للوعي علاقة بالطاقة الحيوية!؟
ماهي وسائل تقوية الوعي والانتباه والارادة !؟
- محاولة للفهم !؟ -
العادة اليومية هي أكبر سبب في البلادة الحسية والشعورية وانحسار الوعي والانتباه ! ، فالعادات والتقاليد الروتينية والحياة اليومية الاعتيادية تساهم بشكل كبير في اضعاف قوة الوعي والارادة بل واحيانا يؤدي ذلك الى نوع من التخدير و البلادة للحس والوعي! ، فتركيز الوعي والارادة وتشغيل ماكنة العقل على اشد طاقتها وعلى الجهد العالي يحتاج الى طاقة نفسية وعصبية وبيولوجية كبيرة جدا وهو أمر غير محبب لدى الحياة التي تنزع الى الاقتصاد في هذه الطاقة الحيوية وادخارها للحظات الخطر والتهديد والازمات التي تهدد الحياة ! ، وبالتالي تقوم الحياة الغريزية بتحميل ما جد على الوعي والارادة الى ذلك (الروبوط) [١-;-] ! ، ذلك (الروبوط) الذي يدير أمورنا المعتادة وحياتنا اليومية بطريقة آلية وشبه لا شعورية ولا ارادية ولا واعية ! ، فتعلم قيادة السيارة وممارسة القيادة مثلا في بدء الامر يتطلب شدة الوعي وحضور الانتباه والارادة وهذا يستهلك الكثير من الطاقة الحيوية في صورة طاقة عصبية وذهنية ولكن سرعان ما يتم تحويل فن قيادة السيارة شييا فشيئا ويوما بعد يومي الى جهاز الروبوط الداخلي وتخرج العملية بالتالي من مركز الانتباه والوعي والارادة لتحدث كما لو أنها عملية لا ارادية ولا شعورية ، فعندما تتعود بشكل يومي على (مشاوير) لأماكن معينة بالسيارة ذهابا وايابا كنقل الأولاد للمدرسة واحضارهم للبيت والذهاب لمقر العمل والعودة من نفس الطرق المعتادة فهذا يكاد يتم بطريقة آلية لا واعية وبالتالي تحقق هذه الألية اقتصاد في الطاقة الحيوية ، وأتذكر أنني ذات مرة قدت سيارتي من مقر عملي الى بيتي مسافة بعيدة دون وعي وانتباه لأنني كنت مستغرقا في التفكير في مسألة ما الى درجة أنني حينما وصلت بسيارتي للبيت وعاد الي كامل وعي وانتباهي شعرت بشي من الصدمة واستغربت وسألت نفسي : ( كيف قطعت كل هذه الطريق من مقر عملي للبيت دون انتباه ) (هل انا بالفعل من كان يقود السيارة!؟ أن ذاك الروبوط !!؟) [٢-;-] ، الواقع أنه كان الروبوط هو من كان يقودني ويقود سيارتي للبيت ولم أكن انا بكامل وعيي وانتباهي وارادتي ! ، والربوط يفعل ذلك من باب توفير الطاقة الحيوية واقتصادها ! ، هذه الطاقة التي تستهلك منها العمليات الذهنية والشعورية الواعية وتركيز التفكير والانفعالات النفسية والوجدانية والعصبية كمية كبيرة قد لا يلاحظها الانسان الصحيح العادي ولكن الانسان المراقب لاحواله الداخلية والذي يستبطن ذاته خصوصا عندما يكون مصابا بمرض السكري المزمن كحالتي يدرك بالفعل أن التفكير المركز والانتباه الشديد والاعمال الارادية الواعية غير الاعتيادية والانفعالات العاطفية تستهلك بالفعل مقدارا كبيرا من الطاقة الحيوية والتي يمثل (سكر الجليكوز) مصدرها الاساسي ، فالجلوكز هو بمثابة (الفحم/الوقود) اللازم لعمليات الاحتراق الداخلي التي تتم في غرف خلايا الجسم من اجل انتاج الطاقة الحيوية في صورة حرارة وكهرباء بيولوجبة عصبية للمحافظة على استمرارية مصنع الحياة وامتداد الجسم بالطاقة اللازمة للعمليات الحيوية البدنية المعتادة وكذلك امداد النفس والعقل بالطاقة اللازمة للعمليات الذهنية كالوعي والانتباه والتفكير والحفظ والتذكر والتخيل والفهم والحكم وللانفعالات النفسية والعصبية والعضلية التي تظهر على أسارير الوجه وحركات البدن (لغة الوجه و الجسم !)!.


ومن هنا وبهذا الشرح نعلم أن الحياة ذاتها تعمل على التقليل من استهلاك الطاقة الحيوية والاقتصاد فيها قدر الامكان وادخارها لوقت الضرورات والحاجات الملحة والطارئة وغير المعتادة ومن ثم تنزع الحياة ذاتها الى تضييق دائرة الوعي والارادة والانتباه توفيرا للطاقة الحيوية ولهذا فإن اغلب الناس الاعتياديين يعيشون حياتهم تحت هذه الألية الاقتصادية الصارمة بطريقة شبه لا ارادية ولا واعية فيتحركون في واقعهم المادي والاجتماعي بطريقة شبه آلية كما لو أنهم آلات ذكية تعمل بطريقة آلية او كحال من يمشي ويتكلم اثناء نومه !!!.

بل المعتقدات الاعتيادية التي يتم تلقينها للانسان منذ طفولته في تقديري وتحليلي هي ايضا تساهم في دعم مخطط الحياة في اقتصاد وتوفير الطاقة الحيوية فهي تؤدي لدى اغلب الناس الى عدم استعمال الطاقة الذهنية والعقلية المصحوبة بشدة الوعي وقوة الارادة اذ ان هذه المعتقدات الموروثة الجاهزة تعطي العقل اجابات جاهزة ومريحة حيال مسألة الوجود الكوني والانساني وسر الحياة فلا يحتاج المرء الى بذل جهد ةاعي وذهني وارادي لاعمال العقل والانتباه والوعي والارادة في البحث عن اجابات عن الاسئلة الوجودية الكبرى والمحيرة وبهذا يتم توفير الكثير من الطاقة الحيوية وبالتالي يجنب (المعتقد الجاهز) الناس مشقة التفكير والتدبر والبحث عن اجوبة كافية ومريحة !.. تماما كما تجنبهم العادات والتقاليد والأداب الاجتماعية الجاهزة مشقة البحث عن التصرفات الملائمة في المناسبات والمحافل الاجتماعية المختلفة ، فهذه العوائد كتلك العقائد تجنب الفرد تبديد طاقته الحيوية ووقته الحياتي القصير في البحث عن الحلول المريحة !!.

فهذه هي أكبر آفات الوعي الانساني بالوجود وأكبر مشكلات الارادة بل والسبب الاساسي في خلق تلك (البلادة) الروحية والحسية والشعورية التي تجعل الانسان من جهة يعيش كما لو انه آلة ذكية شبه واعية ومن جهة هي وراء مشكلة الضجر والملل والسأم ! ، لهذا يحتاج الانسان كي يشعر بوجوده شعورا كافيا وينتبه له انتباها حقيقيا الى التخلص والتملص من هذه القوانين الآلية للغريزة الحيوية التي لا تميل الى تشغيل اجهزة الوعي والانتباه في كامل طاقتها الا في حالات الخطر وفي مواجهة التحديات الحقيقية ! ، وعملية التخلص والتملص من هذه القوانين الصارمة والآلية المعتادة يحتاج من جهة الى اجراءات الى كسر روتين الحياة اليومية المعتادة تغييرا دائما او مؤقتا من باب التجديد وكسر سلطان التعود الممل او المميت للوعي ، ومن جهة يحتاج الأمر الى مجاهدة ارادية داخلية ذاتية مستمرة وقد تكون مرهقة للنفس في صورة محاولات لتركيز الوعي واستعادة الانتباه الى الوجود ! ، ولكن في بعض الاحيان تشكل الاحداث القدرية غير الاعتيادية وغير المتوقعة التي تهدد الحياة (حياتنا او حياة احبائنا) كالإصابات والأمراض الخطيرة او حصول كارثة كبيرة او فقدان حبيب بالموت او الخطف والاختفاء او هجران الحبيب لنا وما يسببه كل ذلك من جرح وشرخ عميق ومؤلم لقلوبنا او خوف شديد يحرمنا الاحساس بالأمان والاستقرار المعتاددين ،او بفقدان الثروة وضياعها بصورة مفاجئة غير متوقعة والمرور بتجربة الفقر المذل بعد الغنى المستقر لوقت طويل او الاضطرار الى مغادرة الوطن والاقرباء بشكل مفاجئ ... الخ فمثل هذه الحوادث الشديدة والكبيرة غير المعتادة تشكل صدمات تستفز الانتباه والوعي والارادة ، ومن ثم نجد الكثير من الناس في آتون هذه الازمات الحادة والجادة والأوقات العصيبة المضطربة في حياتهم يغيرون افكارهم ومعتقداتهم وطريقة حياتهم ربما بشكل جذري ويعيشون اوقات قد تستمر لعدة شهور من الوعي والانتباه والشعور والحضور والقوة والفاعلية خارج قبضة ذلك (الروبوط) الذي يستهدف من جهة الى التقليل من استهلاك الطاقة الحيوية والتخفيف من حدة الانفعالات النفسية وشعورنا بالألم والتعب والخوف المصاحب للتجارب الجديدة وغير المعتادة ! ، فهذه الحوادث غير المعتادة وما تثيره من انفعالات وجدانية شديدة تستثير الوعي والانتباه والارادة قبل تدخل ذلك الروبوط الحيوي ، حارس الطاقة الحيوية ، ليقوم باستعادة هؤلاء (المنتبهين والمنفعلين أكثر من المعتاد) الى حظيرة الحياة اليومية الاعتيادية والرتيبة ليعودوا الى التصرف بشكل اعتيادي وفق نمطهم الجديد بعد تلك الازمة كما لو أنهم آلات ذكية او كحال ذلك الشخص الذي يمشي ويتكلم بلا وعي ولا ارادة أثناء نومه !!!.
وللموضوع صلة وبقية اذا اراد رب البرية .....
سليم الرقعي
يناير 2016
(*) كلمة (الروبوط) هي تعريب لكلمة روبوت اي الانسان الآلي او الآلة الذكية التي تؤدي أعمالا ميكانيكية حركية وفق برمجة هذا الذكاء الآلي.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصادق النيهوم وكولن ولسون واللامنتمي!؟
- تطور البشرية بين منحنى التقدم ومنحنى الرقي!؟
- يوم فقدت رشدي !؟
- الأدب والفن ملح الحياة ولكن ...!؟
- بين مشروعاتهم ومشروعنا مرة أخرى!؟
- النهضة والاشتراكية بين موسى والعقاد!؟
- الغرب والاخوان..محاولة للغهم!؟
- الناس ومسألة الايمان بالخالق!؟
- حول رب الفيسبوك وتصريحه بيهوديته!؟
- حرية الكفر في الدولة المسلمة!؟
- الليبرالية والوجودية محاولة للفهم !؟
- لماذا فشل الليبيون ونجح الاماراتيون !؟
- اليهود العرب !؟
- من هم الليبيون !؟
- المرأة والعنف والاحتباس الحضاري !؟
- التباس !!؟؟
- الاسلام ومشكلة الفقر!؟
- في قبضة الدواعش (2)!؟
- في قبضة الدواعش (1)
- العقل عندنا وعندهم !؟


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم نصر الرقعي - مشكلة الوعي والارادة !؟