أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم نصر الرقعي - في قبضة الدواعش (1)














المزيد.....

في قبضة الدواعش (1)


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 4983 - 2015 / 11 / 12 - 07:08
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا في قبضة الدواعش (1)
(الحلقة الأولى)
************************
كانت الساعة تقترب من منتصف الليل وكنت مستلقيا ً في استرخاء على سريري في غرفتي المعتمة هنا في بيتي في شفيلد ببريطانيا ، احضر نفسي للنوم مستمعاً ، كعادتي ، لأصوات المطر وأمواج البحر من خلال جهازي المحمول ، مسترخيا ً في أمان الله ثم أمان الدولة الديموقراطية الليبرالية (الكافرة!) التي هاجرت اليها هروبا ً من جحيم ديار المسلمين !! ، ولكنني فجأة - وبقدرة قادر - وبشكل محير غير متوقع ! - وجدت نفسي أجلس على مقعد على متن طائرة تحلق في الجو فنظرت للشخص الذي بجواري والذي كان مستغرقا ً في اللعب من خلال هاتفه الذكي المحمول وسألته : "إحم ! ، بالله لو سمحت يا اخ ! ، هالطياره وين ماشيه بالزبط !؟" ، فنظر الى بشك وارتياب وأجاب بضيق شديد : " الى بنغازي طبعا ً !!" ، فاستغربت وقلت في نفسي : " بنغازي !!؟؟ ، ألم أكن منذ قليل مستلقيا ً على سريري في غرفتي في شفيلد !؟ فماذا جاء بي الى هنا !!؟" ، ولكنني سرعان ما شعرت بشئ من الراحة والاستبشار وقلت في نفسي لنفسي : " مش مشكله ! ، فلتكن فرصة لزيارة الاقرباء والاحباء في بنغازي" ، وبعد لحظات قليلة سمعت صوت كابتن الطائرة وهو يعلن عن وصول الطائرة لأجواء بنغازي مردداً أنها ستهبط في مطار (سي فرج) بعد قليل ! ، احترت وقلت في نفسي : "أليس مطار بنغازي في منطقة (بنينا) ؟ ، فمتى حولوه الى منطقة (سيدي فرج) !!؟".
***
هبطت الطائرة بسلام وصاح احد الركاب بصوت عال وانفعال كبير : تكبييير ! ، فهتف الكثير من الركاب وخصوصا ً الأطفال : الله أكبر ! ، وأطلقت إحدى النساء (زغرودة) بطريقة ركيكة غير متقنة ثم أخذ الركاب بشكل عفوي وفوضوي سريع يحملون حقائبهم على عجل ويتوجهون في ازدحام للخروج من الطائرة ، فبحثت عن حقيبتي ولم اجدها وشعرت بالقلق والارتباك وقلت في نفسي : أين ذهبت الحقيبة !؟ ، ثم تذكرت جواز سفري وأخذت ابحث عنه في جيوبي فلا وجدت الجواز السفر الليبي ولا الجواز البريطاني واسقط في يدي وشعرت باضطراب تام وقلت : كيف سأدخل البلد بدون جواز سفر !؟ .
***
نزل جميع الركاب وظللت وحدي في الطائرة ابحث تحت المقاعد عن اوراقي الثبوتية بدون جدوى ، فجأة دخل للطائرة رجل ملتح بلحية كثة كثيفة ويرتدي ملابس افغانية وصاح في وجهي بلهجة عربية ركيكة مكسرة وبلكنة غير ليبية : " أنت !؟ ويش تعمل هنا !؟" ، قلت له في ارتباك : "انا أفتش عن جواز سفري !، لا أدري أين ضاع مني؟" ، فقال بشدة وحزم وبشئ من العصبية : " هيا ! ، أنت انزل تحت ونحن هناك سنتفاهم ! "، شعرت بالشكوك تحوم حول رأسي وقلت لنفسي : "ربما نزلت بنا الطائرة بطريق الخطأ في بلد آخر غير ليبيا أو أنني أساسا ً صعدت في الطائرة الخطأ منذ البداية ! ، ربما ، من يدري !؟"، فقلت له : " عفوا ً يا استاذ ! ، يبدو انني جئت هنا بطريق الخطأ ، انا سابقى هنا واعود مع الطائرة من حيث جاءت !" ، فضحك حتى ظهرت اسنانه الصفراء القبيحة وقال لي بلهجة ساخرة : "انزل انت بس تحت اولا وبعد ذلك لكل حادث حديث!"، ولما رأيتُ أنه مصر على نزولي فنزلت معه واكتشفت للوهلة الأولى ان الطائرة كانت قد هبطت بنا في مكان ضخم يشبه المخزن الكبير وهو عبارة عن مخزن اسلحة (!!) وعندما وصلتُ الى آخر سلم الطائرة كانت هناك مجموعة من الاشخاص في انتظارنا يرتدون ملابس غريبة هي خليط بين الزي الشعبي الليبي والزي الشعبي الافغاني وكان معهم شخص حليق يرتدي ملابس مدنية عادية ما إن رآني حتى صاح في انفعال قائلا ً لمن حوله : "ألم أقل لكم !؟ فهذا هو الكاتب العلماني الفاجر (سليم الرقعي) الذي كان يكتب ضدنا دائما ً ! ، هاهو اصبح اليوم في قبضتنا !" ، قال ذلك ثم صاح باعلى صوته هاتفا : تكبييير ! ، فتصايح الجميع في ابتهاج وهياج عجيب : (الله أكبر ! ، الله أكبر) ... وتجمعوا حولي مبتهجين يتلمسونني ويتحسسونني بأيديهم كما لو أنهم يريدون التأكد مني كحقيقة ملموسة ! ، وشعرت بحيرة وذهول وبأن قلبي وقع بين قدمي فأنا قد وقعت في ورطة كبيرة واصبحت وسط هؤلاء الارهابيين كما لو أنني خروف في سوق الغنم يقوم البعض بمعاينته يدويا ً للتأكد من صلاحيته لأن يكون اضحية العيد !! ، قال لي احدهم ساخرا : "والله ووقعت في ايدينا يا (الرقيعي) يا عدو الله ! " ، فقلت له في ارتباك وضيق : "انا اولا ً لقبي (الرقعي) وليس (الرقيعي) ثانيا ً انا مسلم ولست عدو الله ! "، فصاح في وجهي احدهم بصوت مرتفع متشنج ، وكان سميناً طويل القامة يرتدي الساعة في يده اليسار وذا لحية كبيرة ، صاح قائلا ً "مسلم !!؟ ، أنت مسلم !!؟؟؟؟ ، مسلم في عينك ! ، انت علماني مرتد تؤمن بالديموقراطية الكافرة وعميل للمخابرات البريطانية الفاجرة !" ثم صاح بعصبية وتشنج في وجه الرجال الاخرين : "خذوا هذا الكافر النجس من أمام وجهي وضعوه في الحجز وشدوا وثاقه حتى ننفذ فيه حكم الله بعد الفجر ليكون عبرة لمن يعتبر !" .
***********
الى اللقاء في الحلقة الثانية .....
سليم الرقعي
1436 هجري



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل عندنا وعندهم !؟
- طيور لم تذق طعم الطيران !
- حذاء يطير !!؟
- النشيد الأخير !؟
- وطنيتنا ووطنيتهم !؟
- جماهيرية القذافي مصحة نفسية أم معتقل سياسي!؟
- نواح الذئاب!؟
- أكثر شئ خدم نظام الأسد في سوريا !؟
- الديموقراطية لا تعني حكم الشعب نفسه بنفسه!؟
- بين التوصيف العلمي والتوصيف الأدبي للاشياء؟
- أكبر وأخطر آفات الديموقراطية !؟
- نظرية المؤامرة كعبة العقل العربي !؟
- بؤس الاخوان بعد الربيع المغدور !؟
- طلاء المنازل وخراب البيوت !؟
- هل ثورات الربيع العربي صنيعة الغرب !؟
- الديموقراطية هل تعني حكم الشعب بالفعل!؟
- حكم ديموقراطي فاشل ام ديكتاتور عادل!؟
- دعوة للتدرج في تطبيق الديموقراطية!؟
- أهم 7 أمور تعجب الغربيون في العرب !؟
- علاقة الدولة بالشعب كعلاقة العقل بالنفس !؟


المزيد.....




- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم نصر الرقعي - في قبضة الدواعش (1)