الديموقراطية لا تعني حكم الشعب نفسه بنفسه!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 14:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قال لي : الديموقراطية تعني حكم الشعب ، وفي الاسلام الحكم لله لا الشعب ، وحكم الله يكون من خلال تحكيم الشريعة لا تحكيم الشعب! .. فقلت له : انا والله ياعزيزي هنا في بريطانيا (أم الديموقراطية الليبرالية) كما يسمونها ولم ار ان الشعب البريطاني هو من يحكم فالشعب البريطاني ليس هو من يمارس الحكم ويتولى السلطة ! ، الادعاء ان الديموقراطية هي حكم الشعب نفسه بنفسه هو ادعاء فلسفي نظري لا أساس له من الصحة في واقع الدول الديموقراطية ، فالذين يحكمون هم الساسة اي أهل الحل والعقد ممن ينتخبهم الناخبون ، وحتى الناخبين لا يشكلون الغالبية العددية للشعب فاغلب الشعب لا يشارك حتى في الانتخابات ! ، اذن من الذي يحكم !؟؟؟ ، الجواب : الذي يحكم هو الحزب الفائز بالانتخابات .
سؤال آخر : هل يشرع هذا الحاكم المنتخب ويسن القوانين بشكل مطلق حر ولا قيود !؟ ، الجواب : لا ، فهو محكوم بشريعة وهوية المجتمع البريطاني !؟ ، ماهي شريعة وهوية المجتمع البريطاني !؟ ، الجواب : شريعة وهوية المجتمع البريطاني هي القيم الليبرالية المختلطة بالقيم المسيحية ! ، وبهذا نعرف أنه في الديموقراطية ليس الشعب هو من يحكم ، بل ولا اغلب الشعب من الناحية العددية في الغالب يشارك في الانتخابات والحياة السياسية ، ثم ان الذي يحكم لا يحكم بشكل مطلق بل هو محكوم بثوابت شريعة وهوية المجتمع الذي يحكمه ، وهذا ما نريده في ليبيا ، ان يحكمنا ولاة الامر المنتخبون من جمهور الأمة ، وأن يحكمونا وفق ثوابت شريعتنا وهويتنا الاسلامية ووفق قواعد الدستور الذي يمثل عقد سياسي بين الحاكم والمحكوم ، والمسلمون عند شروطهم كما هو معلوم ، هذه هي الديموقراطية التي ندعوكم لتطبيقها في ليبيا وليست ديموقراطية الحكم الشعبي المباشر والمطلق التي لا وجود لها الا في خيال المفكرين المثاليين الطوباوين والحالمين لأنها غير قابلة للتطبيق الفعلي العملي الفعال في واقع البشر الطبيعيين ! ...نحن يا سادة يا كرام لا ندعوكم الى ديموقراطية الحكم الشعبي المباشر وحكم الغوغاء بل ديموقراطية حكم العقلاء الراشدين !.

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل