أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - قصة اولاد مزرعتنا !














المزيد.....

قصة اولاد مزرعتنا !


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


البحث عن (صاحب الزرع) !؟
قصة اولاد مزرعتنا !
******************
مهما قلتم ومهما قيل لكم ، فالشئ المؤكد ان (القذافي) لم يكن هو صاحب الزرع ولا صاحب المزرعة التي وجدنا وولدنا فيها منذ سنوات بعيدة ، فهو كغيره من شذاذ الافاق والانتهازيين رأي أن المزرعة (سايبه) كما لو أنها كلأ مباح وصاحبها غايب فقفز من فوق سور المزرعة وسكن فيها بالقوة وبالبلطجة والاحتيال واصبح حاميها حراميها شاء من شاء وأبى من أبى ! ، ولكن وما ان ذهب شبابه وبلغ من الكبر عتيا حتى بدأت الأمور تنفلت من بين اصابعه ومن تحت رجليه! ، فجأة هبت ريح القبلي فسخنت الدماء في العروق وفار التنور وثار عليه المزارعون العاملون في المزرعة بعد ان سمعوا عن حكاية المزارعين الاجراء في المزرعة المجاورة وكيف أنهم ثاروا فجأة على كبيرهم ثورة اربكته وارعبته فقفز من سور المزرعة واطلق ساقيه للريح مذعورا لا يلوي على شي ! ، لهذا ارادوا ان يقلدوهم ويثوروا مثلما ثاروا فيفوزوا بالحسنيين ، حريتهم وزرع مزرعتهم ! ، فثاروا على كبيرهم - حاميها حراميها - وقتلوه بمساعدة فتوات المزارع الاخرى ودفنوه في مكان مجهول ! ، الا انهم بعد ذلك اختلفوا في من منهم يترأس المزرعة؟ وفي كيفية تقسيم الحصص بينهم من محصول المزرعة ؟ ، ودب الخلاف بينهم وكثر الجدال والقيل والقال فحملوا عصيهم وفؤوسهم ومناجلهم وسكاكينهم وأخذوا يتقاتلون فيما بينهم ليل نهار في حقد غريب وكره عجيب وجنون رهيب (!!!؟؟؟) ، كان كل فريق منهم يحاول بكل قوته وبشكل جنوني أن يحتل المزرعة ويستحوذ عليها لوحده هو وعياله ويكون هو (بوها وكيالها)[1] او (حاميها حراميها) ! ، كثر الهرج والمرج وتدفقت الدماء وسالت على ارض المزرعة كالانهار واطاحت الفؤوس بكثير من الرؤوس ، العصافير رحلت والزهور ذبلت والربيع انقلب خريفا ! ، وبعض من اعتزلوا هذه الفتنة ولم يشاركوا في هذا الصراع الدموي المحموم انسحبوا و اختبأوا في مخزن العلفة في آخر المزرعة هناك بجوار حظيرة الدجاج ! ، وبعضهم قفز من سور المزرعة وفر لا يلوي على شي ، فر يجري كالمعتوه على طريقة (غير اطلق عمك بجرده !)[2]، بدأ بعض الفارين وبعض المختبئين في مخزن العلفة يهمس بعضهم لبعض في خوف وبؤس : (أمتى يجي صاحب المزرعة !؟؟؟) ، فهم يعرفون ، كما حدثهم اباؤهم ، أن الذي قتلوه لم يكن هو صاحب المزرعة الحقيقي ولا صاحب الزرع ، فهو مجرد حاطب ليل ومغامر مغمور استولى ذات ليلة على المزرعة بقوة الحيلة والاغتصاب في ايام الغفلة ! ، سأل بعضهم بعضا عن صاحب الزرع ومن يكون ؟ ولكن لا جواب ! ، فلا احد يدري حتى هذه اللحظة أين هو صاحب المزرعة الحقيقي ولماذا رحل ومتى رحل؟ والى أين ذهب !؟ الى درجة أن بعضهم ، ممن أكل اليأس قلوبهم ، اصبحوا يرددون شائعات غريبة ومريبة مفادها أن المزرعة اصلا لا صاحب لها ! ، البعض الآخر يرفض هذا الكلام ويؤكد ان صاحب المزرعة شخص حقيقي موجود لكنه مسافر في رحلة للحج فقط وانه سوف يعود في يوم من الايام من هناك ليملأ المزرعة عدلا وسلاما وحبا بعد أن ملئت جورا وحقدا وحربا ! ، والبعض الآخر ، وفي محاولة لتفسير ما يجري لهم من كوارث والام ومصائب وحظ عاثر ، صدقوا قصة ترويها عجوز شمطاء شبه مجنونة تركض وهي تصرخ شبه عارية وسط المزرعة مفادها بان المزرعة مسكونة وملعونة منذ قرون لأنها مبنية على قبر فتاة شابة جميلة تعرضت لاعتداء من قاطع طرق ماكر ترصدها عند البئر منذ زمن بعيد فحملت منه سفاحا فقتلها ابوها واخوتها للتخلص من عارها ودفنوها هي وجنينها في بطن هذه الأرض قبل ان تتحول الى مزرعة !! ، هكذا يفسر البعض حصول هذه الكوارث المتتالية لسكان المزرعة ، وهكذا يبررون سوء حظهم ! ، ولا احد يعرف الحقيقة (الحقيقية) حتى الآن ، ولا احد يعرف اين هو صاحب الزرع وأين اختفى كل هذه القرون !!؟ ، ولماذا لا يعود لينقذ مزرعته من الدمار !؟ ..... هذه هي قصة اولاد مزرعتنا ، كما حدثني عنها جدي !! ، جدي المسكين الذي اعتزل المعركة لكنهم قتلوه برصاصة طائشة في لحظة طيش ! ، نعم ، هكذا كانت الحكاية منذ البداية ولا احد يدري كيف ستكون النهاية !! ، ولكن الشئ المؤكد هو ان البحث عن (صاحب المزرعة) لايزال مستمرا !؟.. وأن (صاحب الزرع) لم يظهر بعد !!.
-----------------------------
صياما مقبولا وافطارا شهيا
سليم الرقعي
رمضان 2015
[1] (بوها وكيالها) : عبارة شعبية ليبية تشير للحاكم المطلق.
[2] (غير اطلق عمك بجرده) : مثل شعبي ليبي بدوي يعبر عن الرغبة في الخلاص والنجاة وترجمته للعربية الفصحى (دعني أتخلص وأنجو وأفر بملابسي فقط من هذا المأزق !).



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدين قد يكون غطاء لأزمات شخصية واجتماعية!؟
- علاقة الفكر بالواقع !؟
- الزهرة اليتيمة والرسالة الحميمة!؟
- الماجناكارتا والاسلام!؟
- زهرة الربيع والرأس المقطوع !؟
- داعش منا وإلينا وفينا وعلينا !؟
- الزواج والعشق والحرية !؟
- رأي في اصناف الشعر العربي !؟
- قهقهة ٌ ودماء !؟
- قصة أبطال بلا قصة 2 !؟
- قصة أبطال بلا قصة !؟
- لماذا المسلمون في ذلة وشقاء والغربيون في عزة وهناء!؟
- المرأة والعين السرية !؟
- الديموقراطية حكم الشعب أم حكم النخب !؟
- نظرية المؤامرة .. مؤامرة !؟
- في اليوم العالمي للغة العربية !؟
- الاخوان والنزعة السلطوية الشمولية (التوليتارية)!؟
- الاخوان والطموح القطري والمشروع الامريكي !؟
- أفول نجم جماعات الاسلام السياسي !؟
- خطر رجال الدين على الدين أكثر من خطر السلاطين !


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - قصة اولاد مزرعتنا !