لماذا المسلمون في ذلة وشقاء والغربيون في عزة وهناء!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 04:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سأل سائل في حيرة وواستغراب وقال : لماذا الكفار في راحة وعزة وهناء والمسلمون في قلاقل وتعب وذلة وشقاء!؟.. هل هو بلاء وتعذيب وعقوبة ونقمة أم هو ابتلاء وتجريب وتكفير ذنوب ورحمة !!؟؟؟؟... (اذا كان ما يحدث من قتل و حرب و نهب وفاقة وفقر وظلم وانعدام الصحة والأمن وقلة المطر هو نتيجة غضب من الله عز وجل علينا.. فهل ارتفاع مستوى المعيشة و جودتها فى أوروبا وغزارة المطر وكثرة الأنهار والأشجار .....هل هو لان الله عز و جل راض عن هؤلاء القوم غير المسلمين؟.."
فكان جوابي هو أن قلت له : التفسير الوحيد الذي وجدته لهذا الأمر هو في قول بعض علماء وحكماء السلف : (( إن الله يقيم وينصر دولة العدل ولو كانت كافرة .. ويخذل ولا يقيم دولة الظلم ولو كانت مسلمة ! )) فالله مع العدل ويكره الظلم ، فكمية العدل عند الغربيين في ديارهم وطريقة معاملة مواطنيهم بل وبعضهم بعضا ً كبيرة جدا وهو واقع اعيشه انا كمسلم يتمتع بحقوق المواطنة هنا في بريطانيا .. عدل لا نملك حتى عشره نحن في بلادنا ! ... وليس العدل هو عدل الدولة فقط والحكومات بل عدل التعاملات بين الناس بعضهم بعضا ً ... اما نحن - ورغم اننا مسلمون وديننا اوصانا باقامة العدل - فكمية الظلم عندنا والتظالم كبيرة وكثيرة جدا ً فضلا ً عن كثرة الجهل والعناد والتحاسد!... فكيف يمكن ان يتحقق عندنا الهناء والرفاه العام !؟ .. كيف ينصرنا الله ويرزقنا الهناء والراحة والأمان والعزة ونحن هكذا حالنا هكذا !؟ .. الله تعالى لا يجامل المسلمين لمجرد أنهم اعترفوا له بالالوهية والوحدانية ولمحمد بالرسالة ، فسننه الكونية لا تحابي احدا ً بل تمضي على الجميع فقد جاء في القرآن الكريم : (( كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا )) !... فمن كان كافرا ً بالله والاسلام ولكنه عادل وأمين في معاملاته جزاه الله خيرا ً في الدنيا على عدله وأمانته بالقوة والهناء والرخاء والتمكين والنجاح ثم عاقبه في الآخرة على كفره .. ومن كان ظالما ً عاقبه الله في الدنيا والآخرة على ظلمه ولو كان من المسلمين!... هذه سنن كونية الهية لا تحابي احدا ، فالله هو العدل ويحب العدل سواء أجاء من المؤمن أم الكافر ويكرم أهل العدل والانصاف ويرزقهم القوة والرخاء والتمكين ولو كانوا كفارا اذ أن العدل هو اساس الملك !... بل هو اساس الكون !.. بل إنه تعالى ولأجل تحقيق العدالة في الارض ارسل الرسل وأنزل الكتب اي لكي يقوم الناس بالقسط فقد جاء في القرآن الكريم : ((لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )) .. فإن لم يقيموه في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لن يقيم الله لهم قائمة والعقوبة في حقهم عامة وماضية !... هذا هو تفسيري فالأمر يتوقف على ((كمية العدل والظلم)) في المجتمع والدولة أكثر من مسألة الانتساب للاسلام من عدمه !.. فمناط النصر والتمكين والعزة والرخاء هو العدل او بمعنى ادق زيادة ((كمية العدل)) في المجتمع والدولة الى أعلى قدر ممكن ونقصان ((كمية الظلم)) في المجتمع والدولة الى ادنى قدر ممكن !... هذا هو المناط الأساسي في التمكين!.. وهذا هو الارتباط الشرطي بين العدل والرفاه العام!.

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات