بين التوصيف العلمي والتوصيف الأدبي للاشياء؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 4920 - 2015 / 9 / 9 - 16:09
المحور: الادب والفن
    

ماهو الفرق بين التوصيف العلمي والتوصيف الأدبي للاشياء والاحداث !؟
لتعرف الفرق اليك المثال التالي : ما هو البحر !؟
الجواب والتوصيف العلمي للبحر هو كالتالي : البحر يطلق على كل تجمع كبير للمياه المالحة وهو عبارة عن حوض مائي ضخم يتصف ماؤه بالملوحة وتعيش فيه كائنات مختلفة وهو يشكل اكثر مساحة سطح الارض ..... الخ ... فهذا هو التعريف والتوصيف العلمي للبحر ! ....
أما التوصيف الأدبي للبحر فهو قد يكون كالتالي : البحر ! .. وما أدراك ما البحر!!؟ ، هو ذلك الكائن الاسطوري العجيب والمهيب والعميق الذي يحيط بنا من كل جانب والذي سكن هذا الكوكب قبلنا بقرون بل بملايين السنين !! ، انه مخزن الحياة وشاهد التاريخ منذ فجر الخليقة بل هو مخزن الاسرار ، ماؤه الازرق الساحر يسحر العقول وامواجه المتدفقه تهمس في قلوبنا بلحن الوجود ! ، وحين يتعانق موجه المتدفق في انسياب مع الشمس عند الغياب يتحول ذلك المشهد الجميل الجليل الى خمرة اسطورية سحرية معتقة تسكر عقول الشعراء وتأسر وجدانهم وتلهمهم اجمل الاناشيد ! .
فهذا هو الفرق بين التوصيف العلمي والتوصيف الادبي للاشياء والاحداث ! ، فالنظرة العلمية تقوم على العقل والقياس والحساب واستنباط القوانين التي تحكم طبيعة الظواهر الطبيعية وتتصف بالموضوعية والدقة في اختيار الالفاظ المعبرة عن ظواهر الاشياء والاحداث ، بينما النظرة الادبية تقوم على القلب والاحساس والخيال واستنباط الجمال من هذا الوجود وتتصف بالذاتية واستعمال العبارات الجميلة والانيقة والرقيقة والمؤثرة التي تخاطب القلوب والاحاسيس في توصيف هذه الاشياء والاحداث ، فالتوصيف الادبي ينتج عنه خطاب اديي وشاعري وفني موجه للقلوب وحاسة الجمال والجلال لدى الانسان بعكس الخطاب العلمي الذي يتصف بالموضوعية والجدية والحدية والتعبير الحديدي الصارم في وصف الاشياء والاحداث.
والسؤال الاخير هنا : ماهي طبيعة ونوعية التوصيف الصحافي والاعلامي للاشياء والاحداث !؟ هل التوصيف الصحفي يدخل ضمن التوصيف العلمي والموضوعي أم التوصيف الأدبي والذاتي !!؟ ، أم هو خليط من هذا وذاك !!؟؟ ..... اترك الجواب للقارئ العزيز ! .
•••••••••••
سليم الرقعي

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل