أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - جماهيرية القذافي مصحة نفسية أم معتقل سياسي!؟















المزيد.....

جماهيرية القذافي مصحة نفسية أم معتقل سياسي!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جماهيرية القذافي ،هل كانت معتقل سياسي كبير أم كانت مصحة للأمراض النفسية والعقلية والعصبية!؟
********************
اختلفت الأيام الماضية ، يا سادة يا كرام ، أنا وأحد الاصدقاء حول مسالة تشبيه الحال في ليبيا قبل وبعد ثورة فبراير ، فأنا شبهت ليبيا وجماهيرية القذافي بالسجن السياسي الكبير بينما هو أصر على أن جماهيرية القذافي كانت بمثابة مصحة للامراض النفسية والعقلية والعصبية يديرها طبيب هو نفسه مريض ومجنون !!.
توصيفي يقوم على أساس أن الجماهيرية كانت معتقلا سياسيا رهيبا حيث كان القذافي هو السجان والجلاد ، ومن اجل احكام قبضته على المساجين وخوفه أن تخرج الأمور عن نطاق سيطرته كان من حين الى حين يقوم باستعراض قوته وقوة ارهابه داخل ذلك السجن الكبير لفرض هيبته على السجناء ، فكان احيانا يقوم بتعليق بعض السجناء في المشنقة بطريقة استعراضية همجية مرعبة أمام السجناء واحيانا يطلق كلابه المسعورة وراء من قفزوا من السور محاولين الفرار من ذلك السجن الكبير فتنهش الكلاب لحومهم وتقضي عليهم فليلتقط السجان لجثثهم المشوهة الممثل بها الصور ويعلقها داخل السجن لبث الرعب في نفوس كل من يحاول التمرد ! ، وهكذا مرت اعوام واعوام ونحن سجناء في ذلك السجن الكبير ، بقي من بقي ومات من مات وجن من جن وانتحر من انتحر وفر من فر ، ثم كبر السجان ودخل في سن الشيخوخة ولم يعد بتلك السطوة والقوة التي كان عليها ايام شبابه وبدأت معاملته بالتالي للسجناء تتحسن شيئا فشيئا حيث فتح باب الزيارات وقام بتحسين ظروف المعيشة الى حد ما داخل السجن وبدأت أحوال السجناء تتحسن مع انهم يتطلعون ان تكون احوال سجنهم افضل وأفضل لتكون مثل سجن الامارات العربية مثلا حيث السجناء هناك يتمتعون بحياة مخملية داخل ذلك السجن الكبير ، عناية صحية افضل ومعيشة افضل وترفيه اكبر داخل السجن الى درجة باتوا معها لا يشعرون أنهم سجناء في معتقل سياسي! ، واصبح بعض السجناء الليبيين يقولون يا ليت لنا مثلما للسجناء الاماراتيين ! ، فجأة احرق احد السجناء في احد السجون العربية (تونس) المجاورة لسجننا نفسه احتجاجا على سوء المعيشة وسوء المعاملة التي لقيها من احد رجال الشرطة في ذالك السجن فاشتعلت نار الغضب في نفوس السجناء في ذلك السجن المجاور لسجننا وثارت ثائرتهم وقاموا باحتجاجات انتهت بمصادمات مع حرس السجن التونسي الكبير وخرجت الامور عن نطاق السيطرة وتحولت العملية الى ثورة عارمة ففر رئيس ومدير السجن وزوجته بعيدا حيث استضافه احد مدراء السجون العربية المخملية الاخرى هو وعائلته في المعتقل السياسي الكبير الذي يديره (السعودية)! . بعد ذلك انتقلت شرارة التمرد الى سجن مجاور آخر (مصر) وثار السجناء هناك حتى اضطر مدير سجنهم أن يقدم استقالته ! ، ومن هنا تطلع السجناء الليبيين في سجن الجماهيرية الخضراء - اول سجن جماهيري في التاريخ ! - الى حياة افضل وسجن افضل تكون قضبانه من ذهب وفضة وحلوى بدل هذا الحديد الصدي القبيح ! ، سجن كبير وواسع وجميل ومخملي كالسجن المخملي والذهبي الذي يعيش فيه اخوانهم الاماراتيون والقطريون ! ، تحركت وهاجت التطلعات لحياة افضل داخل المعتقل السياسي الجماهيري الحديدي الرهيب وتحرك ايضا بعض الطامحين للسلطة للحلول محل مدير ورئيس هذا السجن السياسي الكبير ، المسمى الجماهيرية العظمى ! . وقام رئيس السجن القطري الكبير (حمد) بدعم هذا التمرد بعد الاتفاق مع احد السجناء السابقين (الاخوان) ليكون هو مدير السجن الجديد محل رعاة السجن الليبي المكروهين اي القذافي واولاده ! ، اشتعلت نار التمرد داخل السجن ، كان في البداية تمردا سلميا ثم تحول الى تمرد مسلح عنيف بعد أن استولى بعض السجناء المسجلين خطر على اسلحة الحراس واشتعل السجن بالنار وانحاز بعض السجناء لمدير السجن ودارت معارك رهيبة داخل السجن ودبت الفوضى وتدخل بعض الفتوات الغرباء القادمين من مناطق حرة بعيدة من خارج السجن بقوتهم بدعوى مساعدة السجناء الليبيين على تحرير انفسهم من ظلم سجانهم واستبداله بسجان ارحم وأنعم ! ، وتمكن السجناء المتمردو- ن بمساعدة هؤلاء الفتوات الاجانب - من محاصرة مدير سجنهم العجوز (القذافي) وبالتالي اسره وتعذيبه بطريقة وحشية بشعة ثم اعدامه . واستتب الامر للسجناء المتمردين لعدة اسابيع ولكن دب الخلاف بينهم حول من يجلس على كرسي المدير المخلوع ويتولى منصب مدير السجن الجديد ونشب الاقتتال بينهم ودبت الفوضى من جديد في السجن وكثر القتل والهرج والمرج وشبت الحرائق وانتشرت موجة الاغتيالات والفرار خارج الاسوار !...... ويؤكد الكثير من المراقبين والمحللين ان الفوضى ستستمر وتأخذ مداها لأن طبيعة الحياة في السجن لزمن طويل تترك لدى معظم السجناء تشوهات فكرية ونفسية واخلاقية عميقة في نفوس وسلوك السجناء لا يسهل الشفاء منها ! ، وهذا ما حدث لليبيين فهم بحكم البقاء في ذلك السجن السياسي الرهيب (الجماهيرية الخضراء العظمى!!؟) كل تلك الفترة تكونت لديهم تشوهات فكرية ونفسية واخلاقية كان لها دور اساسي في افشال ثورتهم ! ، هذا هو التشبيه الذي تبنيته أنا للحالة الليبية الا أن صاحبي يصر على أنه تشبيه وتوصيف خاطئ ، اذ أنه يعتقد أن جماهيرية القذافي لم تكن بمثابة معتقل وسجن سياسي كبير يعيش بداخله كل الليبيين حيث القذافي هو السجان والجلاد ومدير السجن ، بل التوصيف والتشبيه الصحيح في رايه انما هو أن جماهيرية القذافي كانت مصحة كبيرة للامراض النفسية والعقلية والعصبية وكان الليبيون جميعا نزلاء هذه المصحة وكان القذافي هو مدير هذه المصحة الا أنه هو الآخر كان طبيبا مجنونا يعتقد أنه يملك طرق مبتكرة في معالجة المجانين والمرضى النفسيين ! ، فكان يجري تجارب غريبة ورهيبة ومريبة على نزلاء هذه المصحة العامة الرهيبة من حين الى حين وهو يعدهم بأنه سيشفي كل أمراضهم ويحل كل مشكلاتهم وبأنه سيحملهم للفردوس الارضي بل وسيجرهم بنفسه اذا لزم الامر للجنة بالسلاسل ! ، كان طبيبا معتوها ومجنونا بالفعل ، شعره منكوش وضحكته مخيفة ولا يكف عن الثرثرة وادعاء البطولات الخارقة للعادة وكان يسجل تعليماته ووصفاته الطبية الغريبة في اشرطة مرئية ويبثها ليل نهار في شاشات مثبتة في جميع نواحي المصحة ليشاهدها ويستمع اليها النزلاء كل يوم حتى وهم في دورات المياه ! ، كان يصر في حماسة عجيبة على انه يملك السر الاعظم وانه نبي الجماهير وحكيم العالم وملك ملوك افريقيا وصقر العرب الاوحد بل وانه يملك عقاقير سحرية ثورية جذرية تكفي لحل كافة امراض البشرية برمشة من عينه وكان يحلف لهم بكل عزيز وبرأس جمال عبد الناصر بأنه هو وحده القادر على شفائها ! ، بعض النزلاء صدقوه وبعضهم كانوا لا يصدقونه بل يكرهونه ويخشونه خصوصا وانه يستعمل جلسات العلاج بالكهرباء والعزل الانفرادي بكثرة مع اي نزيل يحاول مناقشة طريقة العلاج في المصحة أو التشكيك فيها !..... يقول صاحبي : وقد تمكن القذافي رغم جنونه أن يدير هذه المصحة وضبط سلوك النزلاء فيها من خلال سلاح التخويف من الجلسات الكهربائية من جهة ومن جهة اخرى من خلال حبوب الهلوسة التي تنتج هلوسات تجعل متعاطيها يعتقد بأنه يعيش في الجنة والنعيم الأرضي المفقود بالفعل وفي المجتمع الجماهيري الحر السعيد والوحيد في العالم ! ، وظل الحال هكذا لعدة اعوام الا ان نزلاء المصحة اصابتهم فجأة عدوى فيروس عجيب يخرج الناس عن طورهم وهدوءهم ويفجر طاقاتهم الغضبية ويجعلهم في حالة هيجان عجيب ، ثار نزلاء المصحة كل منهم بطريقته وعمت الفوضى واعمال الشغب والسلب والنهب وتمكن بعض النزلاء العصابيين من قتل طبيبهم المجنون والتمثيل بجثمانه الى درجة ان احدهم اصر على ان يدخل خازوق في دبر مدير المستشفى !!، وفرح النزلاء بهذا الخبر واخذوا يصفقون ويزغردون ويرقصون ويتشقلبون في الشوارع في سرور لكن ونزلاء المصحة في غمرة فرحتهم فجأة جن جنون بعض المجانين العصابيين من المسجلين خطر واتهموا الجميع بالكفر ودخل بعضهم في قتال عنيف وبعضهم كان يضرب هنا وهناك بعصبية و بشكل عشوائي في جنون وحقد عجيب ، خرجت الامور عن نطاق السيطرة في تلك المصحة النفسية والعقلية وعم الرعب والهرج والمرج وقام النزلاء من شدة الهلع بتحطيم باب البوابة الرئيسية للمستشفى وخرجوا بركضون في الشارع العام في جنون وهياج !! ، هكذا وصف صاحبي ما جرى في ليبيا وهو توصيف يختلف عن توصيفي الشخصي الذي يقوم على اساس فكرة السجن السياسي لا المصحة النفسية والعقلية والعصبية لكن صاحبي اصر على أن توصيفه هو التوصيف الدقيق فما كان مني الا أن قلت له : (والله يا عزيزي انا يوم هربت من جماهيرية القذافي وقفزت من الاسوار كانت الجماهيرية عبارة عن معتقل سياسي كبير ورهيب خصوصا في بنغازي ! ، فاذا كانت الأوضاع بعدي تغيرت وقلبها القذافي الى مصحة نفسية وعصبية فهذي قصة أخرى! ) .
هذا ما جرى من حوار جدلي بيني وبين صديقي ا(لمتعقد) حول هذه المسألة ، فما هو رأيكم أنتم ياسادة يا كرام خصوصا وأن الحال في العالم العربي من بعضه !؟ هل كنا في عهد القذافي نعيش في معتقل سياسي كبير أم في مصحة نفسية وعقلية كبيرة في حارة نسيها الزمن !!؟؟




#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نواح الذئاب!؟
- أكثر شئ خدم نظام الأسد في سوريا !؟
- الديموقراطية لا تعني حكم الشعب نفسه بنفسه!؟
- بين التوصيف العلمي والتوصيف الأدبي للاشياء؟
- أكبر وأخطر آفات الديموقراطية !؟
- نظرية المؤامرة كعبة العقل العربي !؟
- بؤس الاخوان بعد الربيع المغدور !؟
- طلاء المنازل وخراب البيوت !؟
- هل ثورات الربيع العربي صنيعة الغرب !؟
- الديموقراطية هل تعني حكم الشعب بالفعل!؟
- حكم ديموقراطي فاشل ام ديكتاتور عادل!؟
- دعوة للتدرج في تطبيق الديموقراطية!؟
- أهم 7 أمور تعجب الغربيون في العرب !؟
- علاقة الدولة بالشعب كعلاقة العقل بالنفس !؟
- رسالة عاجلة الى الله !؟
- قصة اولاد مزرعتنا !
- التدين قد يكون غطاء لأزمات شخصية واجتماعية!؟
- علاقة الفكر بالواقع !؟
- الزهرة اليتيمة والرسالة الحميمة!؟
- الماجناكارتا والاسلام!؟


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - جماهيرية القذافي مصحة نفسية أم معتقل سياسي!؟