اليهود العرب !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 5001 - 2015 / 11 / 30 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اليهود العرب !؟
*********
مصطلح اليهود العرب كمصطلح المسيحيين العرب كمصطلح المسلمين العرب هو وصف لديانة وليس لقومية وعرقا وسلالة ! ، انني اعتبر المصريين والسوريين واللبنانيين والعراقيين سواء اكانوا مسلمين او مسيحيين او حتى يهودا عربا ، لا العروبة بالمعنى العرقي ولا العروبة بالمعنى القومجي الايديولوجي بل العروبة الثقافية العامة التي جوهرها وحدة اللغة والانتماء ، فالعروبة اصلا حتى قبل الاسلام كانت رابطة وهوية مرنة منفتحة تستوعب كل من ينتمي اليها ويندمج فيها ، فنبي الله اسماعيل بن ابراهيم لم يكن عربيا بالمعنى العرقي ولكنه اعتبر ابا للعرب! .. الا اذا اعتبرنا العرب هم الساميون والساميون هم العرب فذلك شي آخر !.

اليهودية ديانة وليست قومية ولا نسلا ولا عرقا ولكن الخديعة الصهيونية الكبرى تقوم على اساس اسطورة ان اليهود قوم وعرق انحدروا من اب واحد هو يعقوب/اسرائيل ! ، وهذه اكذوبة تاريخية كبيرة لان الحقيقة ان اليهودية ديانة ضمت ، في زمان موسى ثم سليمان عليهما السلام ، عدة اعراق وجماعات قومية مختلفة وانتشرت في ذلك الزمن في عدة بلدان كما انتشرت المسيحية والاسلام بين عدة اعراق واوطان واقوام بعد ذلك !.

هناك خلط بين مفهوم (بنو اسرائيل) وبين مفهوم (اليهود) ! ، وهو يشبه الى حد كبير الخلط بين مفهوم (العرب) ومفهوم (المسلمين) ! ، فبنو اسرائيل جماعة عرقية او قبيلة سامية تنحدر من نسل ابراهيم عليه السلام المهاجر من العراق ، هم (ابناء يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم) بالتالي هم ابناء عمومة العرب (بنو اسماعيل بن ابراهيم) الا اذا اعتبرنا العرب هم الساميون والساميون هم العرب عندئذ يكون بنو اسرائيل وبنو اسماعيل عربا على السواء !! ، لكن الظن الاغلب والراجح ان العرب شعب من الشعوب السامية كابناء يعقوب الذين يطلق البعض عليهم اسم (العبرانيين) ، والصحيح ان بني ابراهيم (الاسماعليين والاسرائيليين) لم يكونوا يهودا فاليهودية كديانة بدأت مع موسى ونزول التوراة وهو امر حدث بعد ابراهيم واسرائيل بزمن طويل ! ، بل كان ابناء اسماعيل وابناء اسرائيل على دين ابراهيم وكتابهم المقدس هو (صحف ابراهيم) وهي صحف قديمة تقوم على توحيد الله الخالق وعبادته وحده .

العرب بالمفهوم الثقافي والحضاري العام الحالي ليس مفهوما عرقيا فأغلب عرب اليوم هم عرب مستعربة ينتمون من حيث السلالة الى اعراق شتى ، منهم الاتراك ومنهم الاكراد ومنهم الشركس ومنهم الكريت ومنهم الامازيغ ...الخ ، ولكن هؤلاء استعربوا منذ اجيال بل منذ قرون وانصهروا في بوتقة الانتماء العروبي بالكامل ، وهؤلاء العرب منهم المسلمون (سنة وشيعة واباضية وزيدية) ومنهم المسيحيون ومنهم اليهود وهم من نطلق عليهم اسم (يهود العرب) ! ، اما اليهود غير العرب الذين استقدمتهم الصهيونية وبعض الدول الغربية لفلسطين من اوروبا واسيا وافريقيا السوداء وامريكا ، وربما بغرض التخلص منهم !! ، هم في الحقيقة ليسوا سوى مستعمرين ومستوطنين اجانب لا ناقة لهم ولا جمل في فلسطين العربية ! ، تخيل معي مسلما هنديا او صينيا ياتي بعد عدة قرون لمكة او للمدينة ويقول هذه أرضي وارض اجدادي وملكي الشرعي والتاريخي منذ القدم ! ، لا لشئ الا لأن اجداده كانوا مسلمين من حيث الديانة !!!! ...... يجب ان لا نستسلم للتضليل الصهيوني فاليهودية ديانة وليست عرقا او قومية ، وأهلها ليسوا جميعا من بني اسرائيل بل هم خليط من سلالات واعراق شتى جمعتهم العقيدة اليهودية واللغة العبرية !.. فليس كل يهودي هو بالضرورة من بني اسرائيل كما ان ليس كل مسلم هو بالضرورة من العرب وبني اسماعيل ، هذه هي الحقيقة !.
*********
سليم الرقعي
صفر 1437 هجري/عربي/قمري
نوفمبر 2015 ميلادي/غربي/شمسي

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل