أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - هل القوميون العرب والإسلاميون صنيعة الغرب!؟















المزيد.....

هل القوميون العرب والإسلاميون صنيعة الغرب!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5246 - 2016 / 8 / 6 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



(مناقشة موضوعية)
*****************************************
يزعم الاسلاميون ، وخصوصا ً العثمانيون الجدد الذين تحن قلوبهم لمجد الدولة العثمانية ، أن القومية العربية صنيعة غربية وأن القوميين العرب بكل أصنافهم هم عملاء للغرب !!، وفي المقابل يزعم القوميون العرب وبعض النظم العربية الحاكمة أن الحركات الاسلامية وعلى راسها الحركة الوهابية والاخوان صنيعة المخابرات البريطانية والغرب لتفريق شمل العرب وافشال مشروع وحلم الوحدة العربية الحديثة !! ، هكذا يتهم بعضهم بعضا ً مستندين في مزاعمهم واتهماتهم على نظرية المؤامرة التي اصبحت الشماعة التي يعلق عليها العقل العربي المأزوم والمسطح والمجنح والحفظي كل مصائب العرب !! ، أما الحقيقة الواقعية فهي غير ذلك ، فلا الحركة القومية العربية صنيعة الغرب بل هي حركة قومية طبيعية نمت في مواجهة سباسة التتريك والقومية الطورانية التركية أو العثمنة التي تبناها حزب تركيا الفتاة محاولا ً تحويل العرب إلى شعب تركي !! ، فحركة القومية العربية في الاساس هي حركة ثورية لحماية الهوية العربية ولتحقيق استقلال العرب عن حكم الاتراك وتحقيق وحدتهم تحت ملك عربي واحد ، هكذا كان الحلم وكان المشروع ، ولكن الانجليز ، ثعالب السياسة الدولية ، استغلوا هذه الحركة والثورة العربية بخبث ودهاء ضد الاتراك ثم حينما تحقق لهم ما ارادوا واتفقوا مع تركيا/أتاتورك باعوا الثورة العربية والشريف حسين الذي اختاره العرب ليكون ملكا ً لدولتهم العربية المستقلة وتخلوا عن وعودهم السابقة بمساعدة العرب على اقامة مملكة عربية تحت ملك عربي في المشرق العربي ، فكون الغرب استغل الثورة العربية في بدايات القرن العشرين ضد الترك فهذا لا يعني ان هذه الثورات والحركات صنيعة الغرب بل هذا يشبه للقول ان ثورات الربيع العربي هي صنيعة الغرب لأن الدول الغربية دعمتها ولكن في الحقيقة هي ثورات حقيقية ضد الاستبداد والفساد ولكن الغرب امتطى موجتها وصهوتها ليوجهها حيث يريد فلما فشل في التحكم فيها وتوجيهها حيث يريد تركها تغرق في الفوضى العارمة محاولا ً تقليل مفاسدها قدر الامكان على مصالحه في المنطقة العربية على طريقة اخف الضررين واهون الشرين !! ، كذلك الحال بالنسبة للحركات الاسلامية سواء الوهابية او السنوسية ثم الاخوان وحزب التحرير والسلفية الوهابية فالسلفية الجهادية ، فهي حركات وتنظيمات يتهمها القوميون العرب والنظم العربية بانها صنيعة الغرب لتفريق شمل العرب وافشال مشروعات النهضة والتنمية وخلق توترات في العالم العربي بصورة دائمة لمنع تطور المجتمعات العربية فالتطور يحتاج الى امن واستقرار !! ، هكذا يقولون عن الحركات الاسلامية وهذا ليس صحيحاً من الناحية التاريخية والواقعية ، فالحقيقة ان بعض هذه الحركات الدينية جاء كرد فعل على واقع اجتماعي تكثر فيها مظاهر البدع والشرك وانتشار انتهاك المحرمات وغياب الالتزام بالواجبات كما هو حال الحركة الوهابية السلفية في الجزيرة العربية حيث نهضت لمقاومة ما تعتبره شركا ً وبدعا ً واستعانت بقوة وسيف حكام نجد الاقوياء آل سعود لتحقيق اهدافها الدينية بقوة السلطان ، وبعض الحركات الاسلامية جاءت في حينها كرد فعل لاسقاط العلمانيين والقوميين الاتراك للخلافة التي كانت في ذلك الوقت مجرد اسم وشكل بلا مضمون ، فحركات وجماعات مثل حركة الاخوان وحزب التحرير جاءت كرد فعل على سقوط الخلافة عام 1924 ، اما حركة الجهادية السلفية بجماعاتها المختلفة في مدارج التنظير و التكفير والعنف فقد جاءت كرد فعل على البطش والقمع الذي مارسته انظمة الحكم العربية الشمولية والديكتاتورية من جهة ومن جهة كرد فعل على فشل هذه الانظمة في تحقيق حياة كريمة ومستقرة للمجتمعات العربية وخصوصا ً في الدول التي ابتليت بحكم جمهوريات اشتراكية شمولية تحولت الى حكم عائلي وبوليسي !! ، فكل هذه الحركات والثورات والجماعات القومية العربية والاسلامية انما جاءت كرد فعل على مشكلات حقيقية وأزمات واقعية تعج بها مجتمعاتنا العربية وليست نتيجة صناعة غربية بالأساس ولكن كالعادة فإن الغربيين يحاولون امتطاء مثل هذه الحركات والجماعات وهذه الاحداث و توجيهها عن بعد بما يخدم او يحمي مصالحهم كما فعلوا مؤخرا مع ثورات الربيع العربي فهم قطعا ً ليسوا من اختلقها او اصطنعها بل كانت ديار الدول التي وقعت فيها هذه الثورات مشبعة بالغاز القابل للاشتعال بسبب فشل النظم الحاكمة وغياب العدالة والحرية وملل الشعوب من حكامهم ووجوه قادتهم وتطلع الناس الى حياة افضل واكرم وزعماء جدد يجددون حياتهم السياسية ، فلما اشعل التاجر المتجول (البوعزيزي) في قرية بتونس النار في نفسه غضباً على تعسف السلطات المحلية وضيقاً بفقره وضيق حاله اشتعلت النار في تونس كلها واستغلت القوى السياسبة المعارضة وخصوصا جماعة الاخوان هذه النار المشتعلة لتوسيع دائرتها وتضخيمها فهرب الرئيس (بن علي) في لحظة صدمة وهلع وخوف ونجحت الثورة واسقطت النظام رغم محاولة فرنسا حماية بن علي !! ، ثم شجع نجاح الثورة في تونس اشتعال الثورة في مصر ثم في ليبيا وسوريا واليمن وحاولت فرنسا ان تصحح غلطتها في تونس من خلال الوقوف مع الثوار في ليبيا ضد القذافي وفي الوقت ذاتها لتحاول امتطاء صهوة جواد الثورة لترويضه وتوجيهه حيث تريد !! ، وتدخلت القوى الغربية هنا وهناك لمحاولة ضبط الامور وتوجيهها حيث تريد ولكن هذه الثورات حطمت ايضا القمقم الذي كان يقطن فيه من قرون مارد التطرف الاسلامي الغاضب فخرج الدواعش وانصار الشريعة والقاعدة من قمقهم الذي تربوا فيه ليحاولوا استغلال الفوضى والتوحش الناجم عن سقوط انظمة الحكم او انحسار سلطانها لفرض مشروعهم للدولة الاسلامية من خلال منهج الإرهاب وشعاره جئناكم بالذبح ونـُصرنا بالرعب!! ، فساهم هذا في فشل الثورات وخروجها عن نطاق السيطرة وتوسيع دائرة الفوضى العارمة خصوصاً في سوريا وليبيا واليمن !! ، هكذا هي الحقيقة بمنظور تحليلي واقعي وموضوعي لا ينفي وجود المؤامرات الغربية ولكنه لا يجعلها العامل الاساسي في نشوء وتطور هذه الاحداث وهذه الثورات وهذه الحركات وهذه الصراعات ، فهي بالاساس بنات واقعنا العربي المازوم والمهزوم عسكريا ً وسياسيا ً وحضاريا ً ونتاج فكرنا العربي والاسلامي الملغوم ضيق الأفق ، ثم بعد انتاج واقعنا وفكرنا لهذه التوجهات والجماعات والثورات والصراعات تاتي بعد ذلك التدخلات الاجنبية في محاولة لادارة وتوجيه هذه الحركات والثورات والصراعات والأحداث بما يخدم مصالحهم او على الاقل إدارة التوحش والفوضى بما يقلل خسائرهم في بلداننا الى اقل حد ممكن ! ، وللعلم ان الكثير من هذه التغيرات والانقلابات الحاصلة تكون مفاجئة وغير متوقعة حتى للدوائر الاستخباراتية وراسمي الاستراتيجية الغربية فالدول الغربية على قوتها ودهائها ليست الهة تعلم كل شي ، كل صغيرة وكبيرة ، ولا هي آلهة تقدر على توجيه وإدارة - كما تشاء حيث تشاء - كل هذه التفاعلات الظاهرة والخفية و المتعددة وغير المحددة وغير المنظورة للمجتمعات البشرية التي تحمل في بطونها واعماقها من اسرار وتفاعلات بطيئة وغير منظورة لا يمكن ان تتوقع حدوثها او تعلم بخفاياها اعتى اجهزة المخابرات الدولية !! ، صدقوني لا حركات البعث العربي او الثورة العربية الكبرى ضد الترك هي صنيعة الاستعمار ولا الحركات الاسلامية صنيعة الاستعمار والغرب ولا القذافي يهودي ولا هو عميل مجند لامريكا وبريطانيا كما قيل لنا ، ولا ثورات الربيع العربي تم طبخها في مطبخ المخابرات الدولية !! ، كل هذه التفسيرات لهذه الاحداث التاريخية والواقعية هو تبسيط لمسالة شديدة التعقيد كثيرة العوامل والمسببات وتسطيح لمشكلة مديدة العمق متشعبة المسارب لكن (عقل الرجل العربي) كعادته القديمة والعقيمة ومنذ قرون خلت قد تعود ان ينسب ما يحل به من كوارث أو ما لا يفهمه من أحداث للغرب والإستعمار والكفار واليهود ويعلقها على شماعة المؤامرة ثم يريح عقله من البحث والتنقيب والتدبر والتحليل الواقعي والتعليل الموضوعي لفهم مشكلاته الحقيقية وايجاد حلول واقعية وعقلانية لها !! ، ثم يتفرغ بعد ذلك للعب دور (الضحية المسكينة) والبكاء طويلا ً على أطلال المجد التليد !!!.
************
سليم الرقعي
كاتب ليبي من "برقة" يقيم في بريطانيا



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما جناه القوميون والاسلاميون على مجتمعاتنا !؟
- الدولة ! ، محاولة للفهم !؟
- داعش ليس نبتا ً شيطانيا ً بلا جذور!؟
- الإدارة والإرادة وفن الحياة !؟
- سلطان المال ومال السلطان!؟
- اصناف الديموقراطيات والديكتاتوريات في عصرنا!؟
- أسلمة الجيش كأساس لأسلمة الدولة !؟
- ثورة فكرية تلوح في الأفق !؟
- هل أصبح الانجليز شعوبيين شعبويين !؟
- لماذا صوت الاسكوتلنديون لصالح أوروبا!؟
- البريطانيون يهزمون عاصمتهم لندن!؟
- الاستفتاء البريطاني واسلوب التخويف!؟؟
- كولين ولسون وتحضير الأرواح !!؟
- الذكورة والأنوثة والجنس الثالث !؟
- اغتيال كوكس عمل ارهابي لصالح الاتحاد الأوروبي!؟
- الحرية بين مجتمعاتهم ومجتمعاتنا !؟
- برنامج الصدمة والشارع العربي !؟
- العرب ولغة الدراما والسينما العالمية !؟
- المخطط الغربي الحالي لمنطقتنا !؟
- العروبة والاستعراب والهوية القومية!؟


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - هل القوميون العرب والإسلاميون صنيعة الغرب!؟