أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - عن شميت ، لوحة سينمائية رائعة!؟














المزيد.....

عن شميت ، لوحة سينمائية رائعة!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5313 - 2016 / 10 / 13 - 19:42
المحور: الادب والفن
    


فيلم (عن شميت !؟) About Schmidt
(أروع فيلم شاهدته لهذا العام ! )
********************
الفيلم من بطولة (جاك نيكلسون) انتاج عام 2002 ، والفيلم ، كما ستشاهده من خلال الرابط أدناه (*) ، يحكي قصة السيد (شميت) الموظف الناجح الذي يترأس شركة تأمين كبيرة ثم يضطر الى التقاعد لكبر سنه فيقرر التفرغ للعيش مع زوجته العجوز لكنه سرعان ما يجد نفسه وحيدا بعد وفاتها بشكل مفاجيء وبعد رحيل ابنته مع خطيبها لمدينة أخرى ، وهكذا يجد (شميث) العجوز نفسه في بيته الكبير كوحيد المنزل وجها لوجه مع نفسه لأول مرة في حياته ! ، فنراه يقضي بعض الوقت في احتضان ملابس واحذية زوجته الراحلة في حنين اليها ولكنه يكتشف صدفة وهو يفتش في خزانة اغراضها الخاصة رسائل حب متبادلة بينها وبين صديقه المقرب دارت بينهما منذ اكثر من 20 عام (!!؟؟) فينقم عليها وعلى صديقه العجوز ويذهب مغاضبا ليواجهه ويتشاجر معه ثم يرحل بسيارة البيت المتنقل (الكرافان) من مكان الى مكان ، ويقوم من حين الى حين بمراسلة طفل افريقي يتيم يعيش في بلد افريقي فقير كان بعد تقاعده قد تكفل بمصاريف معيشته وتعليمه من خلال 22 دولار يبعثها اليه شهريا ، ويأخذ (شميت) يبث الى ربيبه الافريقي الصغير من أمريكا شجونه واحزانه عبر تلك الرسائل ! ، ثم وفي غمرة مواجهة نفسه وسط كل هذا الفراغ الهائل الذي وجد نفسه فيه عقب تقاعده ورحيل زوجته يكتشف بأنه طوال السنين الماضية كان مستغرقا في تحقيق طموحه الشخصي للوصول الى اعلى درجات النجاح في ادارة شركة التأمين التي كان يترأسها ! ، ونسى في غمرة تحقيق هذا النجاح بيته (زوجته وابنته الوحيدة) ولم يعطيهما الوقت الكافي من عمره ولا الاهتمام والحنان الكافي من قلبه حيث كان عمله منذ أيام شبابه هو شغله الشاغل الذي يملأ كل وقته وكل حياته ! ، يكتشف (شميت) ذلك فيشعر بأنه ، ورغم كل النجاح الوظيفي الذي حققه ، لم يقدم اية اضافة فارقة لعائلته ولا للحياة الانسانية بشكل عام ! ، هنا يسيطر عليه الاحساس بالفشل وعدم الجدوى بل وعدم المعنى ! ، فهو لم يكن طوال حياته الماضية الا عبدا لطموحه الشخصي بصورة انانية فبدد عمره في خدمة سيده الراسمالي المتمثل في شركة التأمين الشرهة التي لا تشبع ! ، لقد أدرك مدى انانيته وتقصيره الشنيع في حق زوجته واهماله لها فغفر لها وسامحها بل وطلب من روحها ذات ليلة صافية وهو على سطح الكارفان الصفح والغفران ويشعر بسعادة غامرة حينما يشاهد شهابا يظهر فجأة في عباب السماء ثم يتلاشى معتقدا أنه اشارة من زوجته اليه من العالم الآخر ! ، لقد ادرك ان سعادة الحياة تكمن في الحب والدفء العائلي وليست في النجاح الوظيفي والمالي لكنه وصل الى هذه الحقيقة متاخرا جدا و بعد فوات الآوان كحال معظم الأباء والازواج في الدنيا !!.

الفيلم اعجبني وامتعني بالفعل من حيث القصة والتمثيل والاخراج فهو دسم جدا من الناحية الادبية والفنية ، وربما لامس وترا حساسا في ضميري اذ انني أشعر كأب وكزوج بل وكإبن وكأخ بالتقصير مع عائلتي خلال استغراقي لأكثر من عشرين عاما من عمري في الهم السياسي العام!! .

فيلم (عن شميت) يشدك ويضحكك ويسليك ويبكيك أيضا ويضعك في مواجهة حقيقة الانسان وحقيقة الحياة ، وتظل تعيش احداث القصة وسط حالة من الكوميديا الحزينة او الحزن الكوميدي والمواقف الطريفة المتعاقبة التي يقع فيها بطل القصة الى أن يصل بك قطار الأحداث الدرامية الى المحطة الاخيرة حيث نهاية الفيلم الرائعة جدا والتي بمثابة (تاج النجاح) فوق رأس هذا العمل الفني الجميل حيث تجلت في هذه الخاتمة قمة الابداع القصصي الانساني مع قمة ابداع بطل الفيلم في أداء وتمثيل هذه الشخصية مع قمة الاخراج السينمائي ، ليشعر بطل قصتنا المسكين والوحيد (شميت) ان لحياته معنى حقيقي وكبير وأنه تمكن اخيرا من فعل ما يجعله يحس بأنه قد قدم شيئا بالفعل للحياة !! ، لتجد نفسك وقد خرجت من هذا الفيلم بباقة رائعة من المعاني الانسانية والوجودية العميقة السامية والمؤثرة ولتشعر بأنك لم تنفق وقتك على الخواء او على مساهدة الافلام التجارية الاستهلاكية الضخمة الاستعراضية التافهة التي يتم تضخيمها من خلال ابواق الدعاية لجر الجمهور لمشاهدتها من اجل الفوز بأعلى دخل في شباك التذاكر ! ، بل ستشعر مع هذا الفيلم (حول شميث) ، أنك عشت وتنسمت عبير عمل أدبي وفني حقيقي وعميق وجاد جدا بوجه كوميدي ضاحك وساخر ، كما لو أنك قد تناولت في وجدانك وجبة أدبية وفنية وانسانية جميلة دسمة ومغذية للعقل والوجدان بكل معنى الكلمة ! .
°°°°°°°°°°°°°
سليم الرقعي
كاتب ليبي من اقليم (برقة) مقيم في بريطانيا
(*) رابط الفيلم للمشاهدة : http://darkom.me/129033-about-schmidt-server-1.html



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين عاشوراء المسلمين وعاشوراء اليهود!؟
- أمريكا والتوحش المقنع بالديموقراطية!؟
- الفرق بين مفهوم الهوية ومفهوم الشخصية!؟
- الراوي وقصة العربان والديموقراطية!؟
- الانسان والأسرة المضطربة ودور الدولة!؟
- المتورط!؟،الفصل الثالث والأخير.
- المتورط!؟.الفصل الثاني.
- المتورط !؟ ، الفصل الأول.
- علو الهمة شرط لنهوض الأمة!؟
- ليبيا دولة مركبة من بلدين عربيين!؟
- هويتي بين المنتمي واللامنتمي !؟
- هل النفط نقمة على العرب ولماذا !؟
- الدولة العلمانية والدولة الدينية والدولة المسلمة المدنية!؟
- هل القوميون العرب والإسلاميون صنيعة الغرب!؟
- ما جناه القوميون والاسلاميون على مجتمعاتنا !؟
- الدولة ! ، محاولة للفهم !؟
- داعش ليس نبتا ً شيطانيا ً بلا جذور!؟
- الإدارة والإرادة وفن الحياة !؟
- سلطان المال ومال السلطان!؟
- اصناف الديموقراطيات والديكتاتوريات في عصرنا!؟


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - عن شميت ، لوحة سينمائية رائعة!؟