سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 5307 - 2016 / 10 / 7 - 10:34
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
هناك خلط شائع في كتاباتنا العربية وخصوصا في مجال الكتابة السياسية بين (مفهوم الهوية/Identity) و(مفهوم الشخصية/personality ) حيث يدور الحديث في الغالب عنهما كما لو أنهما شيء واحد ! ، والحقيقة أن هناك فرق دقيق بينهما مع كل ما بينهما من ارتباطات ومشتركات وثيقة وعوامل تأثر وتأثير متبادل ، فمفهوم (الهوية) يتعلق بالانتماء للأمة والدولة والبلد والدين واللغة والثقافة والطائفة والجهة والعائلة ... الخ ، بينما مفهوم (الشخصية) يرتبط بمكونات (الشخص)(الفرد او الشعب(*) ) الظاهرة والباطنة ، أي مكوناته الشكلية والسلوكية وطباعه الغالبة عليه ومزاجه النفسي والعصبي واخلاقه وطريقة تعامله مع الاشياء ومع الآخرين ومستواه المعرفي والمادي ، عيوبه ومميزاته ، مواهبه ومكاسبه ، المظهر والمخبر والمعشر ، طريقة تفكيره وحكمه على الامور ، هل هو متسرع طائش ام متأني متعقل ؟ ، كمية الجهل والعلم عنده؟ ، عدواني شرس أم مسالم وديع؟ ، نشيط عصامي أم كسول اتكالي !؟ متفائل الطبع ام متشائم ؟ ، موضوعي أم ذاتي !؟ ، واقعي عقلاني ام خيالي و عاطفي انفعالي (كالريشة في مهب الريح ! ، يشتعل بسرعة وينطفئ بسرعة ، يحب بسرعة ويكره بسرعة ، يأمل ويتحمس بسرعة ويمل وييئس بسرعة !؟) ، فهذه الصفات كلها وغيرها تتعلق بالشخصية الانسانية ، شكلا ومضمونا ، سواء كانت هذه الشخصية الانسانية هي شخصية الفرد أم شخصية الشعب/المجتمع الوطني ، أم الهوية فهي تتعلق بالشعور بالانتماء لأمة ودين ووطن ودولة ومكان وقوم أو طائفة او مذهب ديني او سياسي ..الخ ! ، هذا الفرق بين أساس مفهوم (الهوية) وأساس مفهوم (الشخصية) ، فهناك في تقديري فرق دقيق يجب الانتباه اليه ، فمثلا موضوع الهوية الليبية غير موضوع الشخصية الليبية ولكن جرت العادة في الكتابة الفكرية والسياسية منذ زمن طويل على الخلط والدمج بين الامرين واعتبارهما شيء واحد او كأنهما اسمان مترادفان لشيء واحد ، فالهوية هي الشخصية والشخصية هو الهوية ! ، وهذا عند التحقيق والتحليل العميق غير صحيح وغير دقيق!.
***********
سليم الرقعي
كاتب ليبي من "برقة" مقيم في بريطانيا
(*) في تقديري أن مفهوم (الشعب) يختلف عن مفهوم (الأمة) ، فالأمة كيان اجتماعي قومي تاريخي ممتد من الماضي مرورا بالحاضر نحو المستقبل أما (الشعب) فهو الجزء الحاضر والجيل الحالي من الأمة ، فالشعب العراقي هو الجيل الحاضر والجزء الآني الحالي من (الامة العراقية) ،والشعب الليبي هو الجيل الحاضر والجزء الحالي الظاهر من (الامة الليبية) الممتدة بوجودها وكيانها عبر التاريخ من الماضي مرورا بالحاضر وانطلاقا نحو المستقبل!.
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟