أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم نصر الرقعي - الوجودية كما فهمتها !؟














المزيد.....

الوجودية كما فهمتها !؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5343 - 2016 / 11 / 14 - 03:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأنا هي محور الشخصية بل هي الجوهر الدائم المستمر الحاضر والثابت من النفس والشخصية الانسانية ، الانسان الفرد ، أما ما حولها من من نفس وعقل وجسم ومعارف وعواطف وممتلكات ومقومات الشخصية فهي متغيرات ! ، البعض يعبر عن هذه (الأنا) الواعية الحاضرة بالذات او الوجدان والبعض يطلق عليها اسم (الروح ) التي هي جوهر الانسان ومركز الشعور بالوجود والحضور الوجداني والهوية الذاتية ، وهي مسألة فلسفية شديدة التعقيد تتعلق من جهة بفلسفة النفس ومن جهة بالفلسفة الوجودية التي محورها كما فهمت يدور حول المطالب الوجودية التالية :

(1) البحث عن الذات !؟
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
فالوجودي انسان يبحث عن ذاته وحقيقة وجوده ولسان حاله يقول : ( من أنا !؟ ، وماذا أفعل هنا !!؟) ، والبحث عن ذات هو بحث معرفي أي ان الوجودي يسعى الى معرفة ذاته وحقيقة وجوده انطلاقا من معرفة ذاته ومنهج العرفان هنا لا يقوم على البرهان المنطقي والحسي فقط بل يقوم أيضا على الوجدان واستبطان النفس فالبحث عن الذات ينطلق من الوجدان ، من العالم الداخلي لا من العالم الخارجي ، كما لو ان الباحث الوجودي يغوص بعقله وحدسه في أعماق نفسه محاولا اكتشاف ذلك العالم الخفي غير المرئي من الانسان ، يغوص في اعماق محيطات النفس محاولا اكتشاف ذاته ، وشعاره في هذا السعي لاكتشاف الذات قول الفيلسوف الاغريقي الشهير (سقراط) : ( اعرف نفسك !) .

(2) تحرير الذات وتحقيق استقلالها عن الذوات الاخرى وعن سطوة وغريزة القطيع البشري !.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
فالوجودي في هذه المرحلة يجاهد كل الضغوطات التي تحاول تحويله الى مجرد أداة طيعة عمياء تحركها قوى تسعى الى قهره وسلب وعيه وارادته وحريته ، وتتمثل هذه القوى الجبرية القهرية أولا في غرائز ومطالب الجسم وشهوات ومخاوف ووسواس النفس ، وثانيا في الواقع المادي وسلطات المجتمع العرفية والرسمية التي تحوال تطويعه وتشكيله وفق متطلبات مصلحة الجماعة والدولة والقطيع البشري ! .

(3) اثبات الذات وتأكيد تميزها وتفوقها وجدارتها في الحياة! .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
فالوجودي خلال هذه المرحلة لا يكتفي ان ينتزع وعيه وارادته وحريته من الواقع المادي والاجتماعي والسياسي الذي يحاول استعباده وتشكيله وفق متطلبات ومصالح القطيع القومي والبشري بل هو يحاول اثبات وجوده الفردي وتميزه بل وتفوقه في جانب من جوانب الحياة وعادة يكون هذا الجانب هو الجانب الفكري والادبي والفلسفي والمعرفي ولكن هذا يشمل الوجودي الايجابي الفعال فقط الذي لا يفر الى الطبيعة والبرية ويهجر المدن والقطيع البشري في محاولة للفوز بحريته وذاته واستقلاله الفردي والذاتي من خلال العيش في البراري معتزلا المدن والناس والدولة ، فهذا وجودي أي نعم ولكنه وجودي فار من المعركة الوجودية ، وجودي سلبي منهزم ! ، أما الوجودي الايجابي الفعال يظل في ساحة المعركة محاولا تحقيق وجوده الشخصي والمحافظة على استقلاله الذاتي وسط الناس ، لا شك ان هذا هو الخيار الصعب والتحدي الحقيقي ولكن الوجودي الايجابي يختار هذا الطريق ولا يكتفي بهذا وحسب بل يحاول اثبات تميزه وتفوقه ، حتى التفوق المادي احيانا ، داخل المجتمع ، فهو يدرك ان المال سلاح ضروري في معركته الوجودية وعامل مهم في تحقيق الحرية والاستقلالية ولكنه لا يتحول ابدا الى اداة وعبد للمال ، فالمال وسيلة وليس غاية انما الغاية هي ايجاد ذاته ومعرفتها وتخليصها من التبعية العمياء والجبرية وكل وسائل القهر والتطويع ، فهو يطلب المال لأنه يساعده في تحقيق استقلاله الذاتي دون ان يتحول الى عبد وخادم لهذا المال ، فالمال هو الخادم له وهو ، اي الفرد الوجودي ، هو المخدوم ! .

هذا هو محور الفلسفات الوجودية وتطلعات الوجوديين سواء من كان منهم مؤمنا بالله والغيب او كان من الملحدين، فالهدف العملي من المعرفة والفلسفة والتجربة الوجودية هو استعادة الانسان لذاته الفردية وسط أوهام العقل وركام الدنيا وحطام الأحلام وقسوة الآلام وضياع الأعوام ومشاغل الحياة اليومية وضجيج وعجيج الناس وضغوطات الواقع الاجتماعي والمادي وضغوطات حاجات الجسم وغرائزه الحيوانية وضغوطات ونزوات القطيع البشري الجماعي الذي وجد نفسه فيه كفرد من افراده! ، هكذا يحاول الوجودي وسط هذه الامواج المتلاطمة والتيارات الجارفة ان يبحث عن ذاته ابتداء بمعرفتها ثم المجاهدة لانتشالها من ضغوطات الجسم والنفس وضغوطات المادة والاقتصاد وضغوطات الدولة والمجتمع القومي ليشعر بوجوده الفرداني واستقلاله الانساني.
**********
سليم الرقعي
مدون ليبي من اقليم (برقة) يقيم في بريطانيا
(*) هذه خلاصة فهمي للوجودية كفلسفة وطريقة حياة وتجربة شخصية كما فهمتها من عدة ادباء ومفكرين يمكن تصنيفهم ضمن الوان الطيف للمدرسة الوجودية ذات الاطياف المتعددة وخصوصا تجربة الكاتب والأديب والباحث الوجودي البريطاني (كولن ولسون) الذي يمكن لكل من اطلع على كتبه أنه خاض تجربة وجودية شخصية تمكن من خلالها الى حد كبير تحقيق المطالب الثلاثة السابق ذكرها للوجودية وهي البحث عن الذات ومعرفتها ثم تحريرها وتحقيق استقلاليتها داخل الوجود الجماعي مع ادراك اهمية المال في تحقيق الحرية الفردية والاستقلالية الذاتية ثم اخيرا اثبات الذات وتحقيق تفوقها وتميزها وسط القطيع البشري المتلاطم الامواج !! .



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية المؤامرة ونظرية الانتقام الالهي!؟
- فلسطين للفلسطينيين،كيف ولماذا !؟
- العرب وشماعة وعد بلفور !؟
- تأثير كمية المعرفة والقدرة في كمية الحرية!؟
- بين مفهوم (النخبة) و مفهوم (الأئمة)!؟
- مشكلة نخب أولا لا مشكلة شعب !؟
- العرب وسن المراهقة والمهدي المنتظر!؟
- هل الديموقراطية أسيرة للرأسمالية!؟
- عن شميت ، لوحة سينمائية رائعة!؟
- بين عاشوراء المسلمين وعاشوراء اليهود!؟
- أمريكا والتوحش المقنع بالديموقراطية!؟
- الفرق بين مفهوم الهوية ومفهوم الشخصية!؟
- الراوي وقصة العربان والديموقراطية!؟
- الانسان والأسرة المضطربة ودور الدولة!؟
- المتورط!؟،الفصل الثالث والأخير.
- المتورط!؟.الفصل الثاني.
- المتورط !؟ ، الفصل الأول.
- علو الهمة شرط لنهوض الأمة!؟
- ليبيا دولة مركبة من بلدين عربيين!؟
- هويتي بين المنتمي واللامنتمي !؟


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم نصر الرقعي - الوجودية كما فهمتها !؟