تصويت مجلس النواب على قانون الحشد الشعبي هزيمة للديمقراطية .

صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5353 - 2016 / 11 / 26 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تصويت مجلس النواب العراقي على قانون
الحشد الشعبي ... هزيمة للديمقراطية ...
كما عودونا قادة التحالف الوطني الشيعي الحاكم في العراق منذ عقد من السنوات ... بعدم أكتراثهم بسير العملية السياسية وأنجاحها ودفعها لتشق طريقها لتحقيق أماني شعبنا في الأمن والسلام والتقدم والرخاء والأستقرار ، والأبقاء على نهجه اللاغي لباقي المكونات وتحت ذريعة كونهم يمثلون الأكثرية وحسب الأطر الديمقراطية !
بالرغم من كل الدعوات الصادقة والمخلصة من قبل الكثير من القوى السياسية والشخصيات الوطنية والمثقفة ، من داخل العملية السياسية ومن خارجها ، من السياسيين والمستقلين ، بدعواتهم الى الأصغاء لمنطق العقل والحكمة ومراعات المصالح العليا للبلد والشعب ، وأشراك حقيقي لكل الأطياف العراقية ومهما كان حجمهم كموكونات عراقية ، وعدم التفرد في أدارة البلد وأشراك الجميع في أتخاذ القرارات المصيرية والهامة ، وخاصة في تشريع مثل تلك القوانين ، والتي تمس حياة البلد ومستقبله وتقدمه ونجاحه ، ولا تساعد على تقريب وجهات النظر والتعاون المشترك .
بالرغم من المناشدات والمطالبات من الكثير من أطياف شعبنا بتأجيل التصويت على قانون الحشد الشعبي المثير للجدل ، والمخالف للدستور ، ولا يساعد في خلق أرضية مشتركة وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء والأطياف ، والعراق يمر في مرحلة مهمة ومفصلية في محاربة داعش ، والتخطيط لما بعد داعش ، ولخلق ظروف مختلفة عن الفترة السابقة ، وتبني مشروع وطني يساعد على أعادة بناء دولة المواطنة ، دولة مؤسساتية عادلة ، وجعل الطائفية والمحاصصة والأنفراد بأدارة الدولة وسياسة الألغاء والأقصاء والتمييز الطائفي والأثني والمناطقي والحزبي ... جعلها خلف ظهورنا !
ولكن بالرغم من كل المرارة التي عاشها شعبنا ومواقع الفشل والخذلان والأخفاق التي منيت بها العملية السياسية بقيادة التحالف الوطني الشيعي ، والتي كلفت سياساتهم هذه ، شعبنا ألاف من الضحايا والخسائر المادية والخراب والدمار والفساد وغياب الأمن والخدمات والبطالة وغير ذلك !
بالرغم من ذلك لم تكترث ولم تتعض من كل الأخفاقات والهزائم والفشل الذي وقعت بها قوى الأسلام السياسي الحاكمة ، ولم تنزل عن ( بغلتها ) ومصرة على دفع الأمور الى مزيد من التدهور والأنقسام وتعميق الخلافات بين الفرقاء والتأكيد على التفرد في أتخاذ القرارات التي عليها خلافات عميقة ، والتي لها نتائج وتبعات للها أعمق الأثر بوضع العصي في عملية دفع أعادة بناء الدولة وعجلتها الى أمام .
أن التصويت على قانون الحشد الشعبي اليوم في مجلس النواب ، ورغم المعارضة الشديدة من الكثير من المكونات والفرقاء والساسة والمثقفين على الساحة العراقية ، والذي يؤشر الى أصرار التحالف على عدم الأنصات لمنطق العقل والروية والحكمة ، ووضع كل هذه الأصوات المعارضة خلف ظهورهم ، والذهاب للتصويت على القانون ، فهذا يعني بأننا سائرون الى المجهول .. وسوف يبقى العراق يخوض في مستنقع الطائفية والفساد والخراب والمحاصصة ، وسيتعمق الصراع ، وسيأخذ مديات من الصعب التكهن بنتائجها وما يترتب عليه !
وعلى التحالف الوطني وأحزاب الأسلام السياسي الحاكمة في العراق ، ان تتحمل المسؤولية كاملة وما يترتب عليها من عواقب غير مدروسة ومتسرعة ومتفردة وبأصرار غير مبرر وغير مسؤول .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
26/11/2016 م

#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات