أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - تعالوا نتفاءل.. علي سبيل التغيير














المزيد.....

تعالوا نتفاءل.. علي سبيل التغيير


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1419 - 2006 / 1 / 3 - 09:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تعبنا من عد السنوات العجاف.. وأرهقتنا عادة كسر »القلة« وراء كل سنة تولي الأدبار ونتصور أنها الاسوأ وانه لا يمكن ان يكون ما هو اسود منها ونعلق كل آمالنا علي العام التالي.. ثم نكتشف مع مرور الايام ان تمنياتنا وتصوراتنا لم تكن في محلها، وأن هناك أياما أسود من قرون الخروب مازالت قادرة علي أن تفرض نفسها علينا وعلي جدول أعمالنا.
ومع أن المفروض ان يتعلم المرء من تجاربه وألا يكرر اخطاءه فانني قررت ان استمر في التفاؤل بالعام الجديد رغم أنف السنوات العجاف السابقة ورغم الملابسات غير السارة لولادة الحكومة الثانية للدكتور أحمد نظيف.
وقررت -كذلك- ألا أستسلم للتشاؤم والعدمية، وألا أغلق باب الأمل ولا صندوق التمنيات.
وتمنياتي لعام 2006 كثيرة..
الأمنية الأولي أن يكون هذا العام الوليد هو عام بدء تحقيق أحلام الإصلاح الذي تحدثنا عنه كثيرًا وتجادلنا حول بنوده بشراسة لكننا لم نضعه -بعد- موضع التنفيذ. والنزر اليسير الذي نفذناه منه جاء أشبه بالولادة القيصرية المتعثرة، كما جاء الجنين مصابًا بتشوهات عديدة لا حصر لها.
لذلك.. أرجو أن نكون قد استوعبنا رسالة نتائج انتخابات برلمان ،2005 سواء من حيث استمرار الأغلبية الساحقة من المصريين في الإحجام والعزوف عن المشاركة السياسية لأسباب كثيرة، أهمها إحساسهم بعدم جدوي هذه المشاركة، وأيضًا إحساسهم بأن أحدًا من اللاعبين الرئيسيين في الحلبة يستحق ثقتهم.
وسواء من حيث اتجاهات تصويت الأقلية التي شاركت، وهي اتجاهات لا تبشر بخير ولا تعبر تعبيرًا صادقا عن المجتمع المصري الذي كنا نعرفه وإذا كانت تعبر عن شيء فإنما تعبر بدرجة أو أخري عن الاحتجاج والسخط والغضب، حيث كان التصويت تصويتا انتقاميًا بشكل أو بآخر.
هذا التصويت الانتقامي جاء بدوره نتيجة سنوات وعقود من اغتيال السياسة وتأميمها واحتكارها.
وكانت النتيجة الطبيعية لهذه العقود المتصلة -منذ عام 1952- من وضع السياسة في ثلاجة الحزب الواحد والتعددية المقيدة بألف قيد وقيد، خلق حالة من الفراغ ولأن الطبيعة تكره الفراغ فان من استطاع سده كان واحدا من اثنين: إما المال أو الدين. ولهذا كانت »البطولة« في انتخابات برلمان 2005 للشعارات الدينية من جانب وللمتاجرة بالأصوات بيعا وشراء والاستخدام الواسع النطاق للرشاوي الانتخابية التي يصاحبها قدر فادح من البلطجة والعنف.
وأفرزت هذه التجاوزات والخروقات برلمانا يضع المجتمع بين مطرقة الحزب الوطني وسندان الإخوان المسلمين بينما المعارضة العلمانية تم سحقها بعنف وفظاظة ولم تستطع -لأسباب كثيرة من بينها ضعفها الذاتي وجمودها وتكلسها وعزلتها عن الجماهير- أن تصمد في النزال غير المتكافئ بين المطرقة والسندان.
فإذا كنا قد قرأنا الرسالة التي تقولها لنا هذه النتائج فإن هذا يجعلنا نتمني لعام 2006 أن يكون عام الإصلاح السياسي والدستوري لأن أهم عنصر في هذه الرسالة التي نتحدث عنها هو أن هذه النتيجة الشائهة هي نتيجة التلكؤ في الإصلاح وليس نتيجة البدء فيه.
أتمني إصلاحا سياسيًا ودستوريًا يبدأ بإعادة صياغة العلاقة بين السلطات الثلاث بما يخلق توازنًا نفتقده حاليًا، حيث السلطة التشريعية تعاني من السلطة التنفيذية، وحيث السلطة القضائية لاتزال تدق الأبواب طلبًا لقانون يكرس استقلاليتها، وحيث صلاحيات رئيس الجمهورية -بكلمات الرئيس حسني مبارك نفسه في برنامجه الانتخابي- تحتاج إلي نقل جزء منها إلي الحكومة.
بل إن تعديل المادة 76 من الدستور يحتاج هو ذاته إلي تعديل جديد يزيل الشروط التعجيزية الموضوعة علي حق الترشيح لمنصب الرئاسة ويفتح الباب أمام تعديلات لبنود أخري من الدستور من بينها تحديد فترات ولاية الرئيس بولايتين فقط لا تزيد مدة كل منهما علي أربع سنوات.
اتمني أن يكون عام 2006 عام بناء مؤسسات الحرية، فالبيروقراطية لا يمكن اختزالها في الانتخابات وصناديق الاقتراع، وإنما يجب صيانة هذه الانتخابات بمؤسسات تعمق الحرية في جميع المجالات.
اتمني أن يكون عام 2006 عام بناء الثقة بين الأطياف السياسية والفكرية للجماعة الوطنية، وأن نضع كل مخاوفنا المتبادلة علي مائدة الحوار الوطني دون انتقائية أو وصاية أو ادعاء أحد احتكار الحقيقة أو الحكمة وأن يشارك الجميع في هذا الحوار الوطني دون خيار أو فاقوس، أي دون تمييز بين تيار وآخر تحت أي دعوي أو مبرر.
اتمني أن يكون عام 2006 عام الأمل للفقراء الذين سحقهم البؤس والبطالة وضيق ذات اليد وغول الأسعار الذي لا يرحم، وأن تكون مساعدة الفقراء ليست »بالاحسان« وإنما بالإصلاح الاقتصادي الذي لا نبحث عن شهادة له من مؤسسات بريتون وودز أو واشنطن أو غيرها من العواصم الغربية، بل ننال شهادته من أهلنا إذا شعروا بثماره في حياتهم اليومية، وبداية طريق الإصلاح الاقتصادي هي ضمان الشفافية ومحاربة الفساد وتعزيز مناخ الاستثمار بالأفعال وليس بالأقوال والشعارات.
اتمني أن يكون عام 2006 عام إعادة الروح إلي فكرة العروبة، علي الأقل في حدها الأدني، الذي يوفر قدرًا من التضامن والمصحلة المشتركة حتي لا نكون كالأيتام علي مائدة اللئام، وحتي لا تنفرد بنا المخططات الامبراطورية الأمريكية والإسرائيلية الواحد تلو الآخر.
وعلي المستوي الشخصي.. اتمني أشياء كثيرة.. لكني سأكون راضيا إذا اقتصرت علي الصحة والستر.. والحب.
دعونا نحلم.. ونأمل.. ونتمني
وكل عام وأنتم بخير.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يشعل فتيل القنبلة النوبية؟
- لماذا خطاب »الوقاحة«؟
- أشياء ترفع ضغط الدم!
- كمال الابراشى .. والسادات .. والسفير الإسرائيلي!
- برلمان الهراوات والعمائم!
- أخيراً.. جامعة في أرض الفيروز
- هل الأزهر فوق القانون ؟!
- احتفال -تحت الأرض- لجماعة -الأخوان-!
- فقر العرب!
- نريد المعرفة.. والحرية
- أطاح بالملك فاروق .. وهزمه إخوانى -فرز ثالث-
- -الاخوان- و-الأمريكان-
- المواطنة.. لا تعني مساواة المسيحيين بالمسلمين
- من الذي حول -طحينة- البحر الأبيض إلى -خل أسود-؟!
- السحل فى أرض الكنانة .. ياللعار
- »فتح مصر«.. يا حفيظ!!
- مطلوب إعادة الاعتبار إلي «فكرة» الانتخابات
- رسالة »الإخوان« للحزب الوطني: وجب الشكر علينا
- -أبانا- الذى فى البيت الأبيض!
- صدق أو لا تصدق: إسرائيل أخضعت -السادات- لاختبارات كشف الكذب!


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - تعالوا نتفاءل.. علي سبيل التغيير