أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - رسالة »الإخوان« للحزب الوطني: وجب الشكر علينا















المزيد.....

رسالة »الإخوان« للحزب الوطني: وجب الشكر علينا


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من حق الحزب الوطني الديموقراطي أن يتلقي برقية شكر من جماعة »الاخوان المسلمين« علي المساعدات الجليلة التي أسداها إليها وكانت أحد أسباب الفوز الكبير التي أحرزتها في المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية.
صحيح أن »الاخوان« لم يفوزوا بهذا العدد الكبير من المقاعد (34 مقعدا) بضربة حظ، بل كانت هذه النتيجة ثمرة عمل دءوب ومخطط ومدروس لكن أغلب الظن أنه كان من غير الممكن أن يتحقق لهم انتصار بهذا الحجم دون أن يقدم لهم الحزب الوطني يد المساعدة.
وبعبارة أخري فإن الحزب الوطني الحاكم »مسئول« بصورة مباشرة وغير مباشرة عن فوز الاخوان بهذا الحجم الذي يضعهم في مرتبة ثاني أكبر كتلة برلمانية في المجلس النيابي الجديد.
نعم.. الحزب الوطني مسئول - أولا - بحكم احتكاره للسلطة خلال الثلاثين سنة الماضية وبالتالي فإن نتائج الانتخابات ـ بجميع تفاصيلها ـ إنما هي بمثابة كشف حساب ختامي له ولرأي الناس فيه وفي البدائل التي يراهنون عليها.
والحزب الوطني مسئول ـ ثانيا ـ بقتله للسياسة وتمثيله بجثتها خلال هذه العقود الثلاثة من خلال استمرار حالة الطوارئ وما رافقها من قيود علي الأحزاب السياسية والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني، وتكبيل حقوق التنظيم والاجتماع والتعبير، وما نجم عن ذلك من تكريس للاستقالة الجماعية لأغلب القطاعات الشعبية من الاهتمام بالسياسة والشأن العام وانحسار المشاركة السياسية إلي الحضيض.
ولأن الطبيعة تكره الفراغ.. فإن الدين كان أحد أكبر العناصر التي تحركت لشغل فراغ السياسة.
والحزب الوطني مسئول ـ ثالثا ـ لأن ممارساته البيروقراطية في التعامل مع جماعة الاخوان المسلمين أدت إلي تقويتها مرتين:
مرة حينما دأب علي توجيه الضربات الأمنية، بمناسبة ودون مناسبة، فأكسبها تعاطف الناس، خاصة وأن من شيم المصريين التعاطف مع »المظلوم«.
ومرة حينما »لعب علي أرضها« أو تنافس معها في الترويج لشعاراتها وأيديولوجيتها في الوقت الذي يناوشها فيه أمنيا وتم ضبط الدولة المصرية متلبسة ـ مرارا وتكرارا ـ وهي ترتدي العمامة الاسلامية وتنافس »الاخوان المسلمين« وباقي الجماعات الاسلامية في الخلط بين الدين والسياسة، كما تم ضبطها متلبسة أكثر من مرة بالخضوع لابتزاز هذه التيارات والقيام عنها بمهام الوصاية علي الفكر وتقييد حرية الابداع ومصادرة الكتب واشاعة جو من التزمت في المجتمع ووصل الأمر في بعض الحالات إلي اهدار هيبة الدولة وتحدي الدستور علنا مثلما حدث في عقر دار القضاء حيث حكم قاض بالتفريق بين أستاذ جامعي وزوجته وأصدر قاض آخر أحكاما بالجلد والرجم وقام ناظر احدي المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم برفض تحية العلم المصري ومنع التلاميذ من الهتاف بحياة وطنهم!
والحزب الوطني مسئول ـ رابعا ـ عن تقوية شوكة الاخوان المسلمين عن طريق استمرائه ممارسة جميع الألاعيب لتخريب الأحزاب العلمانية، الليبرالية واليسارية والقومية، من الداخل، وتشجيع ضعاف النفوس داخل هذه الأحزاب علي الانشقاق والانقسام والعمل بجميع السبل ومعظما لا اخلاقي لتلويث سمعة القيادات التي تبزغ أو تكتب شيئا من الجاذبية الجماهيرية وإذا نظرنا إلي خريطة الأحزاب السياسية القائمة سنجد أنه ما من حزب منها قد نجا من هذه المؤامرات، حتي يكاد الانشقاق قانونا لا فكاك منه، وحيث تكاد أصابع الحزب الوطني حاضرة دائما في معظم هذه الألاعيب التي تشبه انقلابات القصور أو مؤامرات البلاط.
وغني عن البيان أن خلق المشكلات للأحزاب العلمانية، واضعافها أكثر مما هي ضعيفة أصلا، يقدم خدمة مجانية للاخوان ومن لف لفهم يقدمها لهم الحزب الوطني علي طبق من فضة.
والحزب الوطني مسئول ـ خامسا ـ عن تعزيز المراكز الانتخابية لمرشحي الاخوان المسلمين في انتخابات برلمان ،2005 بتكتيكاته المرتبكة وقصيرة النظر التي وصلت إلي حد إقامة تحالفات سرية وشبه سرية، بل وعلنية في بعض الأحوال، بين مرشحين يحملون اسم الحزب الوطني وبين مرشحي الاخوان.
كما أن بعض مرشحي »الوطني« تفرغوا للتنافس الطاحن بين بعضهم البعض في معارك وصلت إلي حد تكسير العظام، بين من يسمون بالحرس القديم والحرس الجديد وكان الرابح الأكبر بطبيعة الحال هم مرشحي الاخوان نتيجة لتغليب مرشحي الوطني لتناقضات ثانوية علي التناقض الرئيسي.
والحزب الوطني مسئول - سادساً - عن تعظيم فرص مرشحي الاخوان باندفاعه الأرعن، والأعمي، إلي تحطيم رموز المعارضة العلمانية، علي النحو الذي حدث مثلا في الحملة الشرسة التي خاضها مرشح الحزب الوطني ضد منير فخري عبد النور وهذا نموذج صارخ علي العمي السياسي، حيث كان من الواجب علي الحزب الحاكم - لو تعرض الحد الأدني من الموضوعية - أن يساند هذا المرشح الليبرالي والقبطي، أو علي الأقل ألا يجيش ضده الجيوش ويترك لمرشحه الحبل علي الغارب من أجل اسقاطه. ففقد برلمان 2005 نائبا محترما ومستنيراً ورمزاً للوحدة الوطنية وبالطبع فان كل مقعد تخسره المعارضة العلمانية يعد مكسبا للاخوان المسلمين حتي لو ذهب هذا المقعد إلي الحزب الوطني ولم يذهب إليهم مباشرة.
والحزب الوطني مسئول - سابعاً - عن ايجاد المناخ المواتي لمرشحي الاخوان المسلمين عن طريق نبذ السياسة نبذ النواة في الدعاية الانتخابية، وبذلك اصبحت الانتخابات أقرب إلي انتخابات المحليات منها إلي الانتخابات البرلمانية.
ولأن السياسة قد اختفت فان ذلك أفسح المجال للمال والدين وفي المسألتين توجد لجماعة الاخوان ميزة نسبية مقارنة بأحزاب المعارضة العلمانية.
ولم يكتف الحزب الوطني بذلك، بل ان بعض مرشحيه نافسوا الاخوان في رفع الشعارات الدينية، فبينما رفع مرشحو الاخوان شعار »الاسلام هو الحل« شاء بعض مرشحي »الوطني« ان يرفعوا شعار »القرآن هو الحل« و»الله هو الحل«!!
هذه الخدمات السبع السابقة خدمات مجانية قدمها الحزب الوطني إلي جماعة الاخوان المسلمين علي طبق من فضة، وساهمت في زيادة عدد المقاعد التي حصلت عليها علي حساب أحزاب المعارضة العلمانية.
وكما قلنا في البداية، فان هذا لا يعني أن هذا السبب الوحيد للفوز الكبير الذي حققه »الاخوان« في المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية، فهناك أسباب أخري بلاشك، في مقدمتها العمل الدءوب والمخطط الذي قامت به الجماعة »المحظورة«، والاستعداد الجيد لهذه الانتخابات التي تبدو كما لو كانت »مفاجئة« للجميع فيما عدا »الاخوان« الذين رتبوا كل كبيرة وصغيرة قبل المعركة الانتخابية بشهور وربما سنوات.
والسبب الثاني الذي لا يقل أهمية هو الأخطاء التي ارتكبتها أحزاب المعارضة العلمانية.. لكن هذا موضوع آخر ليس هذا أوان الحديث عنه.
لكن سبب التركيز في السطور السابقة علي مسئولية الحزب الوطني عن تضخم الشريحة التي قضمها الاخوان المسلمون من كعكة برلمان 2005 ينبع من ثلاثة اعتبارات:
الاعتبار الأول هو أن المفترض في الحزب الوطني انه حزب علماني لكن الواضح أن ممارساته العملية تساندت وظيفيا مع المرشحين الذين يرفعون شعار »الإسلام هو الحل« والدعوة الصريحة إلي اقامة دولة دينية، بما يمثله ذلك من تحديات للتحول الديمقراطي المنشود.
الاعتبار الثاني هو أن المفترض في برلمان 2005 انه سيضطلع بمهمة الاصلاح السياسي والدستوري وهي مهمة جسيمة، وتحتاج إلي نواب بمستواها، وما رأيناه في المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية، التي تم »تعقيمها« من السياسة وركن البرامج علي الرف ذرا للرماد في العيون، ينبئ بأن النواب القادمين سيكونون - في الأغلب الأعم - »فرزاً ثالثاً«، لا علاقة لاكثريتهم بالسياسة والدستور ووجع الدماغ، أما أكبر تكتل معارض فسيكون لأناس يضعون الدستور والمجتمع بأسره تحت العمامة.
وهؤلاء مدينون بالشكر للحزب الوطني.
أما نحن فلنا أن ننتظر أوقاتا »سعيدة« بين مطرقة »الوطني« وسندان »الاخوان« .. حتي برلمان 2010.
وربنا يعطينا ويعطيكم طول العمر.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أبانا- الذى فى البيت الأبيض!
- صدق أو لا تصدق: إسرائيل أخضعت -السادات- لاختبارات كشف الكذب!
- !أبو الغيط يؤذن فى المنامة
- السودانيون يتدخلون فى الشئون الداخلية ل -جمهورية المهندسين-!
- اغتيال -الحرية والإخاء والمساواة- فى عقر دار الثورة الفرنسية
- برنامج الثلاث كلمات
- اكثر المفكرين تأثيراً فى العالم
- هل تتذكرون تراجيديا الفتنة الطائفية بالإسكندرية؟!
- ! مسرحية الإسكندرية أكذوبة
- مرصد انفلونزا طيور الظلام الطائفية
- ! أربعة تعهدات.. وثماني علامات استفهام
- فيروس التعصب الدينى يصل إلى مكتبة الأسرة
- اعتذار .. عن مطالبة الكنيسة بالاعتذار
- تقرير القاضي »ميليس«.. ليس حكم إدانة
- -التَّوْلَه- الجماعية .. فى قضايا مصيرية!
- سور شرم الشيخ .. غير العظيم
- أول قصيدة الحزب الوطنى .. تسد النَّفْس
- هل يطلب المصريون حق اللجوء -البيئى-؟
- لغز الكويز ينافس فوازير رمضان
- تاريخ صلاحية صرخة يوسف إدريس مازال سارياً -2


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - رسالة »الإخوان« للحزب الوطني: وجب الشكر علينا