أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - ! مسرحية الإسكندرية أكذوبة














المزيد.....

! مسرحية الإسكندرية أكذوبة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1372 - 2005 / 11 / 8 - 05:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أعلن المستشار ماهر عبد الواحد النائب العام في تصريحات خاصة للزميل الاستاذ محمد زايد مستشار تحرير »الأهرام« أن أحداث الاسكندرية الأخيرة كشفت عن مفاجأة مهمة، فقد تأكد أن المسرحية التي قيل أنها عرضت داخل كنيسة مار جرجس في منطقة محرم بك، وتضمنت إساءة للإسلام لم يحدث أن عرضت أصلا، كما ثبت أنه لم يشهدها أحد، ولا استمع مواطن لأسطوانة الـC.D المدعاة.
وحيث وضع الاستاذ محمد زايد أمام النائب العام »ما يمكن أن يتساءل به المواطنون حول أسباب اعلان هذه المفاجأة الان وليس في وقت مبكر« رد النائب العام قائلا »هذا بالفعل موضوع نبحثه حاليا، كما نبحث هل عرضت من قبل الأحداث مسرحية تتهجم علي الإسلام ترتب علي العلم بها إنطلاق الشائعة التي دفعت إلي التجمهر والشغب خاصة أنه لم يشهدها أحد ولا حتي سمع بالفعل شريط الـ C.D الذي قيل إنه تضمن هجوما علي المسلمين«.
هذه التصريحات التي أدلي بها الاستاذ النائب العام لزميلنا الاستاذ محمد زايد خطيرة جدا، ومحيرة في نفس الوقت.
فقد كان الناس ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء تحقيقات النيابة العامة في أحداث الاسكندرية، ليعرفوا الملابسات الحقيقية لهذه الكارثة التي كادت تشعل حريقا هائلا يهدد الوحدة الوطنية ويعرض السلم الأهلي للخطر.
وكان الناس ينتظرون علي أحر من الجمر معرفة الاصابع التي أضرمت النيران وأثارت المواطنين.
وإذا بالنتيجة تأتي بصدمة مذهلة.. حيث إن خلاصة تصريحات الاستاذ النائب العام هي أن كل ما حدث وكل التداعيات المروعة التي أعقبته لم يكن له سبب حقيقي!
ورغم أن هذه الخلاصة فيها جانب يبعث علي الارتياح، وهو أنه ليس هناك سبب، فإنه علي ينطوي جوانب مزعجة ومحيرة.
فإذا كانت هناك إمكانية لأن تثور فتنة تهدد الوحدة الوطنية دون سبب، فإن هذا معناه أن المناخ العام في المجتمع مسموم، ومشحون بالتربص، ومسكون بالهواجس والشكوك والكراهية، بحيث تكفي إشاعة حقيرة لا أساس لها من الصحة، ولا وجود لها من الأساس، لإطلاق مظاهرات وتحريك جحافل وتفجير مصادمات وايقاع خسائر في الأرواح والممتلكات وتكريس الارتياب في بعضنا البعض.
فما الذي أوصلنا إلي هذه الحالة الهستيرية، التي تجعل إشاعة، مجرد إشاعة لا أصل لها ولا فصل، تفعل بنا كل هذا؟
وما الذي جعل أعصاب المجتمع مكشوفة بهذا النحو بحيث يصيبها بالجنون والالتهاب مجرد كلام فارغ ليس له ظل من الحقيقة؟
وما الذي أعطي الشائعة قوة تأثير علي الناس أكثر من كل وسائل الإعلام الحكومية والحزبية والمستقلة، وأكثر من كلام المسئولين وقادة الرأي العام ومنظمات المجتمع المدني معا؟!
إن هذا الوضع خطير جدا، لأنه يعني بصراحة أنه مثلما يوجد لدينا اقتصاد رسمي واقتصاد غير رسمي، وتعليم رسمي وتعليم غير رسمي، وما إلي ذلك من ثنائيات، كأنه أصبح لدينا عموما خطاب رسمي وخطاب غير رسمي في كل المجالات، بما يعني أن كل الكلام الذي تردده اجهزة الدولة والاحزاب الشرعية ومنظمات المجتمع المدني المعترف بها: في واد، والكلام الذي يتردد في »مجتمع الظل« أو »مجتمع العشوائيات« ومجتمعات ما تحت خط الفقر وبئر السلم الاجتماعي: في واد اخر تماما، والدليل علي ذلك أن الشائعة أصبحت أكثر مصداقية، وأكثر تأثيرا علي قطاعات متزايدة من كل وسائل الإعلام ومصادر المعلومات الرسمية والحزبية والأكاديمية.
وبعبارة أخري، فإن هذا إذا صح فإن معناه أننا إزاء شرخ خطير في المجتمع، وأن الأمة أصبحت »أمتين« أو علي الأقل أنها علي وشك أن تكون كذلك.
لكن تصريحات النائب العام، فضلا عن أن ظاهرها »مريح« وباطنها »مزعج« تبعث علي الحيرة أيضا وليس الانزعاج فقط.
فطالما أن التحقيقات قد اثبتت أنه »لم تعرض أصلا« أية مسرحية داخل كنيسة مار جرجس القائمة بمنطقة محرم بك تسيء إلي الاسلام، وهو ما سري به وانتشر ادعاء مضلل خدع فيه المصلون ، واثار سريعا الاحداث المؤسفة ، فلماذا لم يقل ذلك المسئولون عن هذه الكنيسة من اليوم الاول للاحداث بل منذ اليوم الاول الذي نشرت فيه جريدة الميدان ، اول »خبر« عن ذلك ؟!
بل .. لماذا قالت بعض المصادر المرتبطة بكنيسة مار جرجس بالاسكندرية والكنيسة القبطية عموما ، ان هناك عرضا مسرحيا تم بالفعل ، لكن لليلة واحدة، ومنذ عامين؟!
بل .. ولماذا قال بعض رجال الكنيسة لوسائل الاعلام انه قد تم ايقاف هذه المسرحية بعد عرضها يوم واحد احساسا بالمسئولية تجاه الوحدة الوطنية؟
بل .. كيف نشرت بعض الصحف مقتطفات من هذه المسرحية التي لا وجود لها اصلا؟!
بل .. كيف تناقل الناس اخبار شريط الـ CD اياه؟
بل .. كيف عرضت بعض الفضائيات مشاهد من هذه المسرحية »المزعومة« استنارا إلي CD »ثبت بالدليل القاطع انه لا وجود له«؟!
هل كل هذه الوقائع مختلقة من الاساس؟
واذا كانت مختلقة فمن الذي اختلفها؟
وكيف؟
ولماذا؟
هكذا .. يتضح ان تصريحات الاستاذ النائب العام ومن حيث اراد طمأنة الناس اثارت مخاوف مزعجة بقدر ما اثارت اسئلة حائرة مازالت تحتاج الي اجابات شافية أو علي الاقل فان هذه هي قراءتي لتلك التصريحات ولعله لا يكون تأثير كعك العيد.
وكل عام والمصريين ـ مسلمين ومسيحيين ـ بخير



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرصد انفلونزا طيور الظلام الطائفية
- ! أربعة تعهدات.. وثماني علامات استفهام
- فيروس التعصب الدينى يصل إلى مكتبة الأسرة
- اعتذار .. عن مطالبة الكنيسة بالاعتذار
- تقرير القاضي »ميليس«.. ليس حكم إدانة
- -التَّوْلَه- الجماعية .. فى قضايا مصيرية!
- سور شرم الشيخ .. غير العظيم
- أول قصيدة الحزب الوطنى .. تسد النَّفْس
- هل يطلب المصريون حق اللجوء -البيئى-؟
- لغز الكويز ينافس فوازير رمضان
- تاريخ صلاحية صرخة يوسف إدريس مازال سارياً -2
- الانتقال من »الملّة« إلي »الأمة« .. مقتل الطائفية
- نصف جائزة.. ونصف فرحة
- تاريخ صلاحية صرخة يوسف إدريس مازال ساريا
- دمج البنوك.. وتفكيك الأحزاب!
- هل المطالبة بتعديل المادة الثانية من الدستور .. حرام؟
- إطلاق سراح السياسة فى المؤسسة الجامعية .. متى؟
- مثقفون.. ملكيون اكثر من الملك فاروق -الثانى-
- كرامات الوزير المعجزة: 9 و10 يونيه في عز سبتمبر!
- لا مكان للمعارضة.. في الدولة الدينية


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - ! مسرحية الإسكندرية أكذوبة