أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - نصف جائزة.. ونصف فرحة















المزيد.....

نصف جائزة.. ونصف فرحة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1343 - 2005 / 10 / 10 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من نافلة القول إن فوز مصري بجائزة نوبل هو مصدر فخر لكل المصريين، لأنها أرفع الجوائز العالمية وأكثرها أهمية علي الإطلاق.
والفوز بهذه الجائزة المرموقة ليس حدثاً عادياً بكل تأكيد، ورغم أن قيمتها المالية ليست متواضعة (1.29 مليون دولار)، فان قيمتها الأدبية هي الأهم.
ولذلك اجتاحت الشعب المصري فرحة غامرة عندما فاز بها نجيب محفوظ في الأدب، وأحمد زويل في الكيمياء.
وكان سبب هذه الفرحة الغامرة هو أن حصول كل من محفوظ وزويل بهذه الجائزة الكبيرة اعتراف بإسهام اثنين من المواطنين المصريين في إثراء الحضارة الانسانية، سواء في مجال الآداب أو العلوم.
كما أنها شهادة بجدارة المصريين وقدرتهم علي كسر طوق التخلف والتبعية، حيث لا تنقصهم العقول النابهة والأدمغة العبقرية والمبدعة، وإنما ينقصهم المناخ الملائم لإطلاق طاقاتهم.
وبعكس هذه الفرحة التلقائية التي ترددت في ربوع مصر من أقصي الشمال إلي أقصي الجنوب ومن مشارق أرض الكنانة إلي مغاربها، دون تعليمات من أحد أو تحريض من الحكومة أو الحزب الوطني تلقي المصريون قبل ذلك نبأ فوز الرئيس الراحل أنور السادات بنفس الجائزة، ببرود، ودون اكتراث.
وكان سبب ذلك أن السادات عندما فاز بجائزة نوبل للسلام، فإنما فاز بها مناصفة مع السياسي الإسرائيلي المخضرم مناحم بيجين.
وهذه »القسمة« أحاطت فوز السادات بالجائزة بظلال سلبية، لأن الرأي العام المصري كان ـ ولايزال ـ ينظر إلي بيجين ـ وغيره من قادة إسرائيل ـ باعتباره مجرم حرب، وليس داعية سلام، وأن يديه ملطختان بدماء العرب والمصريين، وأنه شارك شخصياً في اتخاذ قرارات شن حروب الإبادة وارتكاب المذابح الجماعية.
وبالتالي.. فان اقتسام السادات لجائزة السلام مع مجرم حرب لم يكن مبعث فرح أو فخر معظم المصريين.
أضف إلي ذلك أن معظم المصريين لم ينظروا إلي اتفاقات كامب ديفيد عام 1977 ومعاهدة الصلح مع إسرائيل عام 1978 علي أنها معاهدات »سلام« حقيقية، وأنها لا تلغي جرائم إسرائيل منذ اغتصابها لفلسطين عام ،1948 ولا تغفر لها ما تقدم من ذنبها وما تأخر.
وثبت أن هذه التحفظات التلقائية للأغلبية الساحقة من المصريين كان لها ما يبررها، والدليل علي ذلك أنه رغم مرور ثمانية وعشرين عاماً علي توقيع هذه الاتفاقات مازال الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني محتدماً، وكان أكبر »انجاز« تحقق مؤخراً هو الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وسط بكائيات ولطم خدود وكأن الإسرائيليين لا ينسحبون من أرض فلسطينية محتلة، وإنما يقطعون جزءاً من لحمهم الحي و»يتكرون« باعدائه للفلسطينيين، رغم استمرار تحكمهم في الأجواء والمعابر والمياه الإقليمية الفلسطينية، فضلاً عن استمرار احتلالهم للضفة الغربية والقدس، واستمرارهم في سياسة الاغتيال للقيادات الفلسطينية.. إلي آخر هذه الممارسات الصهيونية الاستعمارية.
لهذا كله لم يفرح المصريون كثيراً عندما حصل السادات علي جائزة نوبل للسلام، لدرجة أنني لاحظت أن التعليق الأولي لكثير من الصحفيين الشبان عند تلقيهم نبأ فوز الدكتور محمد البرادعي بجائزة نوبل للسلام هو اعتقادهم بأنه »ثالث« مصري يفوز بـ »نوبل« وكأن العقل الباطن قد أسقط فوز السادات بها، أو لم يعتبره فوزاً من الأصل.
وهذا يقودنا إلي الفوز »الرابع« بهذه الجائزة الكبيرة.
وأول ملاحظة بهذا الصدد أن إعلان فوز البرادعي بها قد قوبل بحالة من الابتهاج الشعبي التلقائي لأول وهلة، والشعور بالفخر أيضاً.
لكنه ابتهاج مشوب بقدر من التحفظ كذلك.
وأسباب ذلك ـ في رأينا ـ متعددة.
وتعالوا أولاً نستعيد معاً حيثيات حصول البرادعي علي الجائزة.
الحيثيات ـ باختصار ـ هي أن لجنة نوبل منحت جائزتها للسلام لعام 2005 إلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام محمد البرادعي وذلك »تقديراً لجهودها في منع انتشار الأسلحة النووية للدول وللارهابيين وضمان استخدام الطاقة النووية في الأغراض المدنية بطريقة آمنة«.
وكان أول رد فعل للبرادعي علي منحه هذه الجائزة هو قوله: »إن منح الجائزة يبعث برسالة قوية، استمروا فيما تقومون به، لا تنحازوا، وتصرفوا باستقامة. وهذا ما نزمع أن نفعله«.
لكن الذي يلفت النظر أيضاً هو رد الفعل الإيراني حيث قال مسئول إيراني: »منذ بداية الأزمة قاوم البرادعي الضغوط الأمريكية، وغلب علي تقاريره الطابع التقني، لكنني لا أدري لماذا بدل موقفه أخيراً، فتقريره الأخير كان سياسياً جداً«.
أما المتحدث باسم لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الإيراني، كاظم جلالي، فقد قال: »إن منح هذه الجائزة يمكن قراءته من زاويتين فهناك قراءة متفائلة فحواها أنه سيعزز دور الوكالة وعملها التقني بهدف تفادي انتشار الأسلحة النووية.
أما القراءة المتشائمة فمفادها أن البرادعي بعد الجائزة سيقترب أكثر من الموقف السياسي الأمريكي والأوروبي، وخصوصاً فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، بحيث يمارس مزيداً من الضغوط علي طهران«.
ولم يترك المسئول الإيراني مستمعيه حائرين بين التفاؤل والتشاؤم فاستطرد قائلاً: »في رأيي أن القراءة الثانية هي الأقرب إلي الحقيقة«.
ومما أعطي وزناً متزايداً للشكوك الإيرانية أن إسرائيل، علي لسان نائب رئيس وزرائها شمعون بيريز، ادعت أن هذه الجائزة تشكل »تحذيراً لإيران«.
هذا التفسير الإسرائيلي.. يجب أن نتوقف أمامه طويلاً.. وألا نمر عليه مرور الكرام.
يضاف إلي ذلك أن الأوساط الصحفية العالمية استقبلت نبأ منح جائزة نوبل للبرادعي والمنظمة الدولية للطاقة الذرية بصورة يكتنفها التضارب.
فمن جانب نجد أن صحيفة »الاندبندنت« البريطانية نظرت إلي الأمر من زاوية العنوان المثير التالي: »الرجل الذي تحدي جورج بوش وفاز« وتحت العنوان قالت الصحيفة أن إعلان الجائزة شكل »ضربة دراماتيكية للرئيس بوش عبر منح جائزة نوبل للسلام للرجل الذي تجرأ علي أن يقول للأمريكيين أن مبرر الحرب التي شنوها علي العراق كان في الأساس كذبة«.
بل إن »الاندبندنت« مضت أبعد من ذلك لتقول إن الاعتراف بدور البرادعي والوكالة الدولية للطاقة الذرية يشكل تحذيراً لبوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ضد شن هجمات عسكرية علي إيران بسبب برنامجها النووي.
وبالعكس تماماً من ذلك وصفت جريدة »تايمز« البريطانية قرار لجنة جوائز نوبل بـ »الغريب« معتبرة أنه يستحق »جائزة لسوء الحكم«.
أما »فاينانشيال تايمز« فقد تحفظت، وكان سبب تحفظها هو »أنه من الغريب منح جائزة نوبل للسلام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولرئيسها علي جهودهم لوقف انتشار الأسلحة النووية في الوقت الذي يتقاضون أجوراً من أجل ذلك«.
أما المنظمات التي دأبت علي التغريد خارج السرب، مثل »شبكة الخروج من النووي« الفرنسية التي تضم 720 جمعية، فقد قالت إنه »يجدر تفكيك الوكالة الدولية للطاقة الذرية« بدلاً من مكافأتها متهمة إياها بأداء »دور أساسي في عملية تقود البشرية إلي هلاكها«.
كذلك الحال بالنسبة لمنظمة السلام الأخضر »جرينبيس« التي قالت إن اختيار الوكالة الدولية للطاقة الذرية يطرح »إشكالية« نظراً للدور المزودج الذي قالت إن الوكالة تلعبه فهي تمارس دورها تارة كشرطي يحاول كبح جماح الانتشار النووي، وتارة أخري كمشجع للقطاع النووي. إلا أنها اعترفت بأن »البرادعي جسد في الفترة الأخيرة صوت المنطق في عالم منع انتشار الأسلحة النووية، إذ عارض الحرب في العراق ودافع عن فكرة شرق أوسط منزوع السلاح النووي«.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ صلاحية صرخة يوسف إدريس مازال ساريا
- دمج البنوك.. وتفكيك الأحزاب!
- هل المطالبة بتعديل المادة الثانية من الدستور .. حرام؟
- إطلاق سراح السياسة فى المؤسسة الجامعية .. متى؟
- مثقفون.. ملكيون اكثر من الملك فاروق -الثانى-
- كرامات الوزير المعجزة: 9 و10 يونيه في عز سبتمبر!
- لا مكان للمعارضة.. في الدولة الدينية
- !هيا بنا نلعب .. ونتعلم
- انتبهوا أيها السادة : النار مازالت تحت الرماد
- توابع هولوكوست بنى سويف
- بلاط صاحبة الجلالة فى انتظار الفارس الجديد
- ! البقية في حياتكم
- لغز وزير الثقافة وأنصاره
- لماذا حصل -الاستبداد- على تأشيرة -إقامة- في أرض الكنانة؟
- محرقة بنى سويف: الجريمة والعقاب
- الدين والسياسة: سؤال قديم وإجابات معاصرة
- من هنا نبدأ
- بعد انقشاع غبار الانتخابات : صورتنا بدون رتوش
- محور الشر.. كاترينا وبوش
- بناء الثقة .. اليوم وليس غداً


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - نصف جائزة.. ونصف فرحة