أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - بعد انقشاع غبار الانتخابات : صورتنا بدون رتوش














المزيد.....

بعد انقشاع غبار الانتخابات : صورتنا بدون رتوش


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1311 - 2005 / 9 / 8 - 07:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذهبت "السكرة" وجاءت "الفكرة" .. وانتهت زفة الانتخابات بما تضمنته من وعود وردية أطلقها المرشحون لمنصب الرئاسة اللذين جعلوا البحر طحينة ورفعوا سقف توقعات المواطنين بأن حياتهم ستكون أفضل وأن الغد سيكون أحسن من اليوم.
والآن .. أصبح من المتعين علينا أن ننتقل من عالم الوعود والأحلام الى عالم الواقع والحقيقة.
والبداية التى لابد منها هى أن نتحرر من الأوهام وخداع الذات وأن نعرف أين نقف بالضبط.
الزميل أحمد السيد النجار المحلل الاقتصادى المعروف والباحث بمركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية بالأهرام يعطينا صورة دقيقة – ومفجعة – لواقع الحال.
يقول "النجار" – فى كتابه "الانهيار الاقتصادي" الصادر حديثا عن سلسلة "مختارات ميريت" أن نقطة البدء التى لابد منها هى إدراك أن المكانة الاقتصادية لمصر قد انهارت فى السنوات والعقود الأخيرة. ويدلل على ذلك بعدد من المؤشرات.
أولها أن الناتج المحلى الإجمالي لمصر فى عام 1982 كان نحو 29.8 مليار دولار، فى وقت كان الناتج المحلى الإجمالي للصين (266.2 مليار دولار) وكوريا الجنوبية (74.5) وماليزيا (26.8) وتايلاند (35.7) وتونس (8.1) والمغرب (15.4) مليار دولار فى العام نفسه.
وفى عام 2003 – وهو آخر عام صدرت عنه بيانات فى مطبوعات صندوق النقد الدولى – ارتفع الناتج المحلى الإجمالي فى الصين (الى 1434) وكوريا الجنوبية (605.4) وماليزيا (103.2) وتايلاند (143.2) وتونس (25.1) والمغرب (43.7) مليار دولار .
أى أن الناتج المحلى الإجمالي قد زاد خلال الفترة من 1982 حتى 2003 بنسبة 126.5% بينما زاد فى الدول محل المقارنة بالترتيب بنسبة 438.7% ، 712.6%، 285.1%، 301.1%، 208.6%، 183.8% خلال الفترة نفسها.
وكنتيجة للزيادة البطيئة فى الناتج المحلى الإجمالي المصرى والزيادة الأسرع فى البلدان الأخرى، فان الناتج المحلى الإجمالي المصرى الذى كان يشكل نحو 11.2% من نظيره الصينى عام 1982 قد تدهور إلى مجرد 4.7% منه عام 2003، كما تراجع من نحو 40% من نظيره الكورى الجنوبى عام 1982 إلى 11.3% منه عام 2003، كما تراجع من نحو 367.9% من نظيره التونسى عام 1982 إلى 268.9% منه عام 2003.
وقد أدى هذا إلى تحويل مصر من عملاق اقتصادي بالمقارنة مع دول كبيرة فى العالم النامى مثل كوريا الجنوبية وماليزيا وتايلاند فى عام 1965 إلى قزم اقتصادى بالمقارنة بهذه الدول فى الوقت الراهن.
وينطبق ذلك على مؤشر آخر هو القدرة التنافسية للاقتصاد المصرى والذى يعكسه عمليا التطور فى قيمة صادراته السلعية.
وتوضح الأرقام بهذا الصدد أن الصادرات المصرية التى كانت تمثل نحو 14.3%، 14.3%، 25.9%، 44.9%، 157.6%، 151.3%، من صادرات كل من الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا وتايلاند وتونس والمغرب بالترتيب فى عام 1982 قد تدهورت لتصبح مجرد 1.4%، 3.3%، 6.3%، 7.8%، 78.8%، 66.5% من صادرات الدول المذكورة بالترتيب فى عام 2003. كما تدهورت حصة الصادرات المصرية من إجمالى الصادرات العالمية من نحو 0.18% عام 1982 إلى 0.085% عام 2003.
هذه الأرقام تقدم لنا صورة أكثر دلالة من كل بلاغة لغة الضاد وأفعل تفضيلاتها، وهى تقول لنا – على بلاطة – أن القدرة التنافسية للاقتصاد المصرى قد تدهورت، وحدث انهيار حقيقى للقدرة التصديرية لمصر التى تدهورت حصتها من الصادرات العالمية بصورة مأساوية، وتدهورت نسبتها الى صادرات الدول الناهضة وبعض الدول العربية غير النفطية بصورة مأساوية أيضا.
هذه الصورة التى يقدمها لنا كتاب أحمد السيد النجار مناقض على طول الخط للخطاب السائد الذى يتغنى بإنجازات هائلة نتصور من كثرة اللت والعجن فيها أننا فى مقدمة الاقتصادات العالمية, أو الإقليمية على الأقل، لكننا نفيق من هذه الأوهام على حقيقة مضجعة هى أن مصر قد احتلت فى نهاية عام 2003 المرتبة الثامنة من بين 12 دولة عربية أجرى تقييم لدرجة المخاطرة فيها، كما احتلت مصر المرتبة 13 من بين 16 دولة عربية طبقا لمؤشر التنافسية العربية، بحيث أنه لم يأت خلف مصر فى هذا الصدد سوى اليمن وموريتانيا والسودان!
هذا هو مكاننا الفعلى – بالأرقام وليس بالشعارات – وهو مكان لا يليق بمصر وإمكاناتها الهائلة، لكننا يجب أن نعترف به دول لف أو دوران، وأن نحلل الأسباب التى دفعتنا إليه، إذا كنا نريد أن ننطلق إلى الأمام كى نتبوأ مكانة أفضل نستحقها، ليس بحكم التاريخ والجغرافيا، وإنما أيضا وأساسا بحكم الإمكانات الهائلة التى نمتلكها ونتفنن فى إهدارها.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محور الشر.. كاترينا وبوش
- بناء الثقة .. اليوم وليس غداً
- -الجمهورية- تستعيد ذاكرتها.. ودورها التنويرى
- قطار الديمقراطية الذي تلكأ كثيرًا قبل دخول محطة مصر
- الدين لله والوطن للجميع.. أمس واليوم وغدًا
- المبادرة الغائبة
- المنافقون.. اخطر أعداء مبارك
- استنساخ الكهنة!
- تراجيديا الكولونيل والشيخ
- دموع في عيون استعمارية
- (1-2) الدين.. والسياسة : سؤال وقديم إجابات معاصرة
- واقع الحال في مصر.. دون مساحيق تجميل
- الأسلحة الفاسدة
- الصحافة القومية .. سقطت فى أول امتحان
- مبارك يطبق شعارات المعارضة .. برجال الحزب الوطنى
- أهميــة العلــم.. يــا نـــاس!
- شارون يطلب مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب!
- شرم الشيخ ترتدي ملابس الحداد.. ولا عزاء للمتهاونين
- رياح التغيير تهب علي الصحافة القومية
- وزير الصحة .. مصطفى النحاس باشا!


المزيد.....




- انفجارات قوية في مطار بورتسودان إثر استهداف مسيرات جديد لخزا ...
- فرنسا تشدد شروط الحصول على الجنسية ... فما هي المؤهلات المطل ...
- بن زايد يقلّد رئيسة تنزانيا وسام -أم الإمارات-
- قصف متبادل بين روسيا وأوكرانيا يحصد ستة قتلى في سومي وكورسك ...
- واشنطن تجمد رسميا المنح البحثية لهارفارد حتى تلتزم الجامعة ب ...
- قوات الدعم السريع تقصف مستودعات الوقود ومطار بورتسودان
- اختراق تطبيق استخدمه مستشار الأمن القومي السابق لترامب.. وال ...
- كيف أظهر صاروخ مطار بن غوريون محدودية جهود أمريكا لإضعاف الح ...
- ماذا تعني عسكرة الذكاء الاصطناعي؟
- علماء: جروح البشر تلتئم ببطء مقارنة بالثدييات الأخرى


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - بعد انقشاع غبار الانتخابات : صورتنا بدون رتوش