أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - دموع في عيون استعمارية














المزيد.....

دموع في عيون استعمارية


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1290 - 2005 / 8 / 18 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأت أمس الأول، الاثنين، الموافق 15 أغسطس عملية »فك الارتباط« الإسرائيلي مع قطاع غزة.
وبعفوية شديدة قال أحد الفلسطينيين بهذه المناسبة: »نحن سعداء لأن الاحتلال سيجلو عن غزة بعد 38 سنة، وسيرتاح أهلنا هناك من معاناتهم اليومية ومن قمح الاحتلال ومن العيش في سجن كبير بلا حرية«.
ولا شك أن هذا التعبير العفوي لمواطن فلسطيني عادي يعكس فرحة كل المواطنين العرب بجلاء الاحتلال الإسرائيلي عن أي شبر من التراب الوطني المغتصب، حتي لو كان هذا الجلاء جزئيا، وناقصا، ومصحوبا باستمرار الهيمنة الإسرائيلية علي أجواء قطاع غزة، وعلي مياهها الإقليمية، وعلي مداخلها ومخارجها. أي أن غزة لا تزال ـ حتي بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ـ رهينة في يد إسرائيل. فضلا عن أن الضفة الغربية بأسرها لا تزال رازحة تحت نير الاحتلال، كما أن مخططات التهويد تستميت لطمس الهوية العربية للقدس، وجدار الفصل العنصري الذي أدانته محكمة العدل الدولية يهدد ميلاد دولة فلسطينية حقيقية.
ورغم كل هذه الأمور السلبية.. فإن الانسحاب الإسرائيلي من أي شبر من الأرض العربية يعتبر تطورا إيجابيا، واستعادة لجزء من حقوقنا المغتصبة، نأخذه ونواصل النضال من أجل انتزاع المزيد من الحقوق المسلوبة، دون أن نعتبره نهاية المطاف بأي حال من الأحوال.
وإذا كنا لسنا من أنصار »التهويل« من هذه الخطوة، أو »التهوين« من شأنها واعتبار وجودها كعدمه، فإنه من المهم أن نري كيف تتعامل الدوائر الصهيونية وبعض الدوائر الأمريكية مع هذه التطورات الفلسطينية.
وبهذا الصدد فإننا نلاحظ أن الإسرائيليين يصورون هذه الخطوة الجزئية علي أنها تنازل مؤلم.. مع أنهم لا يقدمون شيئا يخصهم حتي يمكن وصف التخلي عنه بـ »التنازل«، بل إنهم ينسحبون من أراض ظلوا يحتلونها 38 عاما متصلة.
وليس هذا شعور بضعة آلاف من غلاة المستوطنين اليهود، وإنما هو شعور »المؤسسة« العسكرية الذي عبرت عنه المذكرة التي تحمل عنوان »بلاغ من قائد المنطقة الجنوبية إلي المواطنين الإسرائيليين في قطاع غزة«.
يقول هذا البلاغ بالنص:
»انسجاما مع قانون تنفيذ خطة الإخلاء لعام 2005 والقرار اللاحق لحكومة إسرائيل، فإنك مطالب بمغادرة منزلكم وقطاع غزة اليوم الاثنين الموافق 15 أغسطس عام 2005«.
ولا ينسي الجنرال دان هارل قائد المنطقة الجنوبية الموقع علي هذا البلاغ أن يختتم هذه المذكرة بقوله: »إنه لوضع صعب بالنسبة إلينا جميعا. وجيش الدفاع الإسرائيلي وقوات الشرطة يشاطروكم الأسي والألم الذي تشعرون به وتعبرون عنه، لكننا سنمضي في تنفيذ مهمتنا إلي النهاية، فيما ستقدم كل المساعدة الممكنة«.
واستكمالا لهذه الصورة الغريبة يقول مراسل »بي بي سي« ريتشارد ميرون في »نيفية ديكالية« »إن هذا الوقت مشحون جدا بالعواطف لكل من المستوطنين وقوات الأمن. وقد بكي عدد من المستوطنين ومن قوات الأمن أيضا«.
لماذا كل هذه الدموع وكل هذا الإحساس بالفجيعة والأسي؟
أليس هذا جزءا صغيرا جدا من مسروقات كثيرة اغتصبتموها منذ سنوات وعقود والآن تعيدونها لأصحابها الذين يحق لهم أن يطالبوكم بتعويض عن انتفاعكم بها لمدة 38 عاما؟
وإذا تركنا الجانب الإسرائيلي وانتقلنا إلي الولايات المتحدة الأمريكية سنجد أصواتا متعصبة تلطم الخدود وتشق الجيوب لأن الدولة اليهودية أقدمت علي هذه الخطوة الجزئية.
من هؤلاء دانيال بايبس مدير مؤسسة »منتدي الشرق الأوسط« الذي كتب في جريدة »يو إس توداي« أمس الأول مقالا بعنوان »ديمقراطية تقتل نفسها«.
وقال بايبس في هذا المقال إجلاء إسرائيل لسكانها يعتبر أبشع خطأ ارتكبته أية دولة ديمقراطية علي الإطلاق.. وما يزيد هذه الخطوة سوءا هو كونها لم تأت بسبب ضغوط أمريكية«.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الذي ينفذ الآن خطة الانسحاب الأحادي الجانب كان قبل عام يعتبرها »وصفة للحرب وليست وصفة للسلام«، لكنه »تبناها لمبررات غير معروفة، مخالفا بذلك وعوده، وخائنا لمؤيديه، ومحدثا ضررا دائما للحياة العامة في إسرائيل«.
وأشار إلي أن الفلسطينيين ـ الذين ينظرون إلي الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان ـ لن يزيدهم هذا الانسحاب إلا تصميما علي استخدام مزيد من العنف لانتزاع الضفة الغربية، فالقدس، فحيفا، فتل أبيب فإسرائيل كلها«.
أرأيتم العقلية الاستعمارية لهذا الكاتب الأمريكي الذي هو أكثر صهيونية من غلاة الإسرائيليين؟
أليست مثل هذه الأصوات هي التي تخلق الأرضية للإرهاب والإرهاب المضاد؟



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (1-2) الدين.. والسياسة : سؤال وقديم إجابات معاصرة
- واقع الحال في مصر.. دون مساحيق تجميل
- الأسلحة الفاسدة
- الصحافة القومية .. سقطت فى أول امتحان
- مبارك يطبق شعارات المعارضة .. برجال الحزب الوطنى
- أهميــة العلــم.. يــا نـــاس!
- شارون يطلب مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب!
- شرم الشيخ ترتدي ملابس الحداد.. ولا عزاء للمتهاونين
- رياح التغيير تهب علي الصحافة القومية
- وزير الصحة .. مصطفى النحاس باشا!
- ! مطالبة علي الهواء باستقالة وزير الخارجية
- !من الذى شن الهجوم على لندن.... ولماذا؟
- لعنة صفر المونديال تطارد الدبلوماسية المصرية
- إيهاب الشريف : ثلاثية الحزن والسخط والدهشة
- مطلوب حوار وطني حول مستقبل صحافة تبحث عن هوية الصحافة »القوم ...
- إنقاذ السفير المصري المختطف.. كيف؟!
- تقرير الأرقام القياسية للفساد يدق أجراس الخطر
- طوارئ.. في دارفور فقط
- الهموم الأكاديمية في حوار ساخن بالتليفزيون المصري
- »إبن الحداد« أطاح بــ »شاه إيران «الجديد


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - دموع في عيون استعمارية