أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مطلوب حوار وطني حول مستقبل صحافة تبحث عن هوية الصحافة »القومية«.. أبوها الحزب الواحد.. وأمها سياسة التأميم














المزيد.....

مطلوب حوار وطني حول مستقبل صحافة تبحث عن هوية الصحافة »القومية«.. أبوها الحزب الواحد.. وأمها سياسة التأميم


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1252 - 2005 / 7 / 8 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخيرا.. صدر قرار مجلس الشوري بتعيين رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء التحرير الجدد في الصحف »القومية«.. بعد أن يئس الصحفيون، والقراء، ووقر في أذهانهم أن تغيير القيادات الصحفية أصبح من رابع المستحيلات.
ورؤساء التحرير القدامي، الذين رحلوا، من بينهم أصدقاء وكفاءات مهنية محترمة، ورؤساء التحرير الجدد، الذين حلوا محلهم، من بينهم أصدقاء وكفاءات مهنية متميزة. ولذلك فإننا نحيي »المغادرين« ونشكر من ساهم منهم في الدفاع عن مهنة البحث عن المتاعب والذود عن تقاليدها في ظروف صعبة وغير مواتية، ونرحب بـ »القادمين« ونتمني لهم النجاح والتوفيق في قيادة دفة السفينة الصحفية في فترة بالغة الحساسية.
والملاحظة الأولي التي تفرض نفسها ـ في هذه المناسبة ـ هي الترحيب بالتغيير في حد ذاته، ليس فقط لأن هذه هي سنة الحياة، ولكن لأن هذا بمثابة امتثال لحكم القانون الذي تم تجاهله وانتهاكه سنوات طويلة ظل فيها رؤساء التحرير جالسين علي مقاعدهم دون سند قانون، ودون مبرر، وتم فيها أيضا خنق طموحات أجيال متعددة للتقدم إلي الصفوف الأولي والحصول علي حقها في تولي المسئولية والتعبير عن رؤاها والإفصاح عن مواهبها وملكاتها الحبيسة، وتم فيها أيضا تدهور أحوال الصحافة المصرية، وتراجع مكانتها محليا وعربيا.
ولذلك فإن الترحيب بتغيير القيادات الصحفية ينطوي ضمنيا علي رغبة عارمة في تغيير ملموس في الصحافة المصرية ذاتها، تستعيد به مكانتها المفقودة وريادتها الضائعة، وتستطيع معه أن تواجه تحديات العولمة وعصر الثورة العلمية والمعلوماتية، ناهيك عن التفاعل الخلاق مع أشواق الإصلاح الشامل الذي بدأ فتح ملفاته المهملة والمركونة علي الأرفف منذ سنوات تستعصي علي الحصر.
ولاشك في أن ضخ دماء جديدة، وشابة، في شرايين الصحافة المصرية، يمكن أن يكون خطوة في هذا الاتجاه المنشود. لكنه لا يكفي وحده.
بل لعل »الولادة المتعثرة« للتغيير الذي حدث أمس الأول للقيادات الصحفية للمؤسسات »القومية«، هي في حد ذاتها مؤشر علي عمق الأزمة التي نواجهها والتي يجب أن يتوصل المجتمع إلي حلول جادة لها من خلال حوار وطني شامل.
والأزمة التي نقصدها هي مأزق ما يسمي بالصحافة »القومية«.
فهذه أولا ليست صحافة »قوية«، بل هي صحف مملوكة للدولة وخاضعة لسيطرة الحكومة في واقع الأمر.
وهي ثانيا ابنة عصر التأميم، بكل ما له وما عليه.
هذا العصر، الذي كان عنوانه الرئيسي سيطرة الدولة علي الاقتصاد واحتكار السياسة، قد ولي وغربت شمسه بانتهاج سياسة الانفتاح والخصخصة محليا، والعولمة دوليا.
ومن هنا.. فقدت »الصحافة القومية« مبرر وجودها الأصلي.
ولذلك وجدنا هذه المفارقة العجيبة: فبينما تسير عجلة الخصخصة بأقصي سرعتها في جميع المجالات الاقتصادية، بما فيها مجالات كان مجرد التفكير في خصخصتها يعد من المحرمات، ومازالت الصحافة ـ ووسائل الإعلام عموما ـ محصنة ضد هذا التيار. والأهم أن المبررات التي يتم ترديدها في معرض تبرير رفض خصخصة المؤسسات الصحفية »القومية« مبررات ليست فوق مستوي الجدال في الأغلب الأعم.
المفارقة الثانية هي أن الصحافة القومية إذا كانت »أمها« هي سياسة التأميم للاقتصاد، فإن »أباها« كان هو »الحزب الواحد«.. أي الاتحاد الاشتراكي، الذي كان هو »المالك« لها من الناحية القانونية.
والآن.. فإن سياسة التأميم قد أصبحت في خبر كان، والحزب الواحد لم يعد له وجود بعد أن داسته سنابك التعددية الحزبية، حتي لو كانت تعددية مقيدة.
ومع التعددية.. يوجد »تداول السلطة«، حتي ولو كاحتمال نظري.
وهذا الاحتمال.. ينسف بدوره مبرر وجود الصحف القومية التي كانت بمثابة المتحدث الرسمي باسم حزب واحد ووحيد محتكر للسلطة. فماذا يكون موقف هذه الصحف »القومية« إذا انتقلت السلطة من يد هذا الحزب إلي ذاك؟ هل تغير انتماءاتها كما يغير المرء جواربه؟!
الملاحظة الثالثة أن الصحافة ليست »رسالة« فقط ـ أيا كانت طبيعة هذه الرسالة ـ وإنما هي »صناعة« أيضا. والحال أن المؤسسات الصحفية »القومية« تحولت إلي تركة مثقلة بالخسائر والديون ـ في معظمها ـ وتصل تقديرات هذه الديون إلي مليارات الجنيهات. وعدم وجود رقم محدد لهذه الخسائر هو بدوره مؤشر علي الأسلوب الذي تدار به هذه المؤسسات التي لم تحفل باحترام القانون الذي يلزمها بنشر ميزانياتها السنوية. ولم تكترث أغلبيتها بالاستجابة إلي مطالبات الجهاز المركزي للمحاسبات بالامتثال لحكم القانون ونشر هذه الميزانيات!
كل ما سبق يبين أن المؤسسات الصحفية »القومية« أصبحت تحتاج إلي إعادة نظر، وإلي إعادة هيكلة لأوضاعها تستجيب للمستجدات التي طرأت علي الحياة الاقتصادية والسياسية في البلاد، كما تستجيب لمتطلبات الثورة المعلوماتية التي اجتاحت العالم.
والأهم أن تستجيب لاستحقاقات الإصلاح المراوغ.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنقاذ السفير المصري المختطف.. كيف؟!
- تقرير الأرقام القياسية للفساد يدق أجراس الخطر
- طوارئ.. في دارفور فقط
- الهموم الأكاديمية في حوار ساخن بالتليفزيون المصري
- »إبن الحداد« أطاح بــ »شاه إيران «الجديد
- مستقبل الصحافة.. أولي بالرعاية
- مصر والسودان
- نعم.. »ك« وريا.. وليست »س« وريا
- مبادرة هيكل
- الانتماء للوطن.. أهم من النوم في سرير الحكومة
- العالم يضبط البيت الأبيض متلبساً بالنصب علي القارة السوداء
- ! الأجانب يمتنعون
- مبادرة من أجل بناء الثقة.. المفقودة
- اعتذار.. لفنان محترم
- السياسة المصرية خرجت من غرفة الإنعاش.. وهذا هو المهم
- مبادرات علي الهواء
- !الحقونا : لماذا يبيع المصريون أعضاءهم؟
- لماذا نتفاوض مع أمريكا.. ولا نتحاور مع أنفسنا؟!
- مفاجآت من الوزن الثقيل فى استطلاع رأى رجال الأعمال
- !فضيحة العرب بجلاجل.. حتي في برازيليا


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مطلوب حوار وطني حول مستقبل صحافة تبحث عن هوية الصحافة »القومية«.. أبوها الحزب الواحد.. وأمها سياسة التأميم