أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الانتماء للوطن.. أهم من النوم في سرير الحكومة














المزيد.....

الانتماء للوطن.. أهم من النوم في سرير الحكومة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1230 - 2005 / 6 / 16 - 07:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أننا بدأنا خطواتنا الأولي - في أوقات متقاربة - في بلاط صاحبة الجلالة بمركز الأبحاث بجريدة الجمهورية.. إلا أن علاقتي بالدكتور أسامة الغزالي حرب لم تتطور إلي صداقة شخصية - لسوء حظي - خاصة بعد أن اخذته رحلة الحياة والعمل إلي مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بجريدة الأهرام، ثم إلي الحزب الوطني ولجنة السياسات ومجلس الشوري وخلافه.
ومع وجود هذا التباعد المكاني - المصاحب لتباعد فكري وأيديولوجي وسياسي - استمرت علاقة احترام من جانبي لهذا الباحث الجاد رغم اختلافي مع الكثير من استنتاجاته.
وأذكر أنه عندما رشح نفسه في انتخابات نقابة الصحفيين قلت لأصدقائي المقربين اني سأضع الدكتور أسامة الغزالي حرب ضمن القائمة التي سأنتخبها.
وعندما اندهش كثير منهم لهذا الاختيار قلت لهم ان السبب الرئيسي هو المعيار المهني الذي يرجح كفته وهو المعيار الذي نحتاجه بشدة في نقابتنا ومهنتنا المهددة بتحديات جسيمة فضلا عن ارتباط هذا البعد المهني المهم بسجايا أخلاقية رفيعة من أهمها البعد عن الغوغائية والنفاق الرخيص.
ودارت الأيام.. ولمع اسم الدكتور أسامة في سماء »النادي السياسي« الرسمي بعد أن نجح في الحصول علي عضوية هذا النادي المغلق بالضبة والمفتاح أمام اي وافد جديد، والمكتفي بـ »أهل الثقة« مهما كانت درجة كفاءتهم أو انعدامهم من الكفاءة.
وتفاءل بعض أصحاب النوايا الحسنة بذلك ورأوا فيه مؤشرًا علي إمكانية »الاصلاح من الداخل« إذا ما تم التوسع في الاستعانة بـ »أهل الخبرة« من أمثال اسامة الغزالي حرب.
وجاءت مبادرة تعديل المادة »76« من الدستور، وما رافقها من جدل شديد حول »الضوابط« و»الضمانات« و»الشروط« التي تم وضعها بهذا الصدد، والتي رأي فيها الكثيرون »إجهاضًا« لهذه المبادرة التاريخية من مضمونها الديمقراطي.
وكان الدكتور أسامة الغزالي حرب من بين اولئك الذين انتقدوا هذا التشدد الفظ، والمغالاة الفظيعة، في وضع قيود علي حق الترشيح لمنصب الرئاسة.
وكان المفروض أن يباهي الحزب الوطني الحاكم أحزاب المعارضة بأن هناك ديمقراطية في صفوفه تسمح بوجود عناصر مثل الدكتور أسامة، تغرد خارج السرب، وترفض عقلية القطيع.
وكان من الممكن أن يستفيد الحزب الوطني الحاكم من وجود مثل هذه الأصوات العاقلة، والمتبصرة، ليتجنب وضع العقدة في المنشار ووصول الحوار مع باقي الأطراف إلي طريق مسدود لا توجد في نهايته خيارات أخري سوي المقاطعة، بما ينطوي عليه ذلك من مخاطر تحول الجدل السياسي الصحي إلي احتقان كان ممكنًا تفاديه.
لكن الحزب الوطني الحاكم - الذي يتكلم كثيرًا عن الاصلاح داخله وخارجه - لم يفعل شيئًا من ذلك، بل اختار أن يتخلص من أحد اهم رموز الاصلاح داخله، بدلاً من أن يستمع إلي صوت العقل الصادر عن أكاديمي متخصص في السياسة مفضلاً عليه أصوات المصفقين والمطبلين والمزمرين، الذين لم تذق بلادنا علي أيديهم - في شتي العصور - سوي الهزائم والنكسات.
ليس هذا فحسب.. بل جاءت بعد ذلك أخبار وتكهنات تغيير قيادات المؤسسات الصحفية »القومية«، وترددت اسماء ما أنزل الله بها من سلطان في بورصة التكهنات.
وبعد أن كان اسم الدكتور أسامة الغزالي حرب يرد دائما علي رأس قائمة المرشحين لقياداة »الأهرام«، اختفي تمامًا هذه المرة.
والأدهي والأمر.. أن اختفاء اسمه جاء مقترنًا بجملة اعتراضية خلاصتها أن موقفه من تعديل المادة »76« من الدستور هو الذي أهدر فرصته في الصعود إلي قمة هذه المؤسسة العريقة!
والأخطر.. أن هذه الجملة الاعتراضية قد تناقلتها الألسن ببساطة، وكأنها تتحدث عن مسألة »طبيعية« أو »بديهية« مع أنها ليست كذلك بأي حال من الأحوال.
لأن التسليم بفحواها يعني أن قيادة المؤسسات الصحفية »القومية« أصبحت حكرًا علي المؤيدين تأييدًا مطلقا لكل سياسات الحكومة، ما ظهر منها وما بطن.. ما صدر منها وما لم يصدر بعد ومازال في علم الغيب.
يعني - باختصار - أن يقدم رئيس تحرير الصحيفة »القومية« تأييدًا »علي بياض« للحكومة.. مهما فعلت، وبغض النظر عن احتمالات وقوعها في الخطأ مستقبلاً كذلك.
وهذا مفهوم مبتذل للتأييد، لا يفرق بين الاستراتيجية والتكتيكات، ولا يميز بين الثابت والمتحول، ولا يرضي بغير التأييد الأعمي والمطلق بديلاً.
فضلاً عن أنه يتعامل مع المؤسسات الصحفية »القومية« كما لو كانت نشرات حزبية للحكومة، يجب أن يجثم علي أنفاسها أهل الثقة فقط، بصرف النظر عن جدارتهم المهنية، فما بالك وأن هذا »التنكيل« يقع بواحد من »أهل الثقة« و»أهل الخبرة« معًا.. لكن نفسه سولت له أن يتخذ موقفًا معارضًا في جزئية واحدة ووحيدة.
وإلا.. فما معني شطب اسم مثل أسامة الغزالي حرب من قائمة الترشيحات لقيادة المؤسسات الصحفية القومية عقابًا له علي اتخاذه موقفا »مستقلاً« تجاه قضية تهم مستقبل الأمة.
الوطن - يا سادة - أبقي واهم من المناورات والتكتيكات الحزبية الصغيرة.. والمصالح الزائلة.
وبدلاً من أن تجعلوا من شخصية محترمة كأسامة الغزالي حرب »أمثولة« لترهيب الآخرين من مغبة الاستقلال الفكري.. فإن موقفه يجب أن يكون »مثالاً« لتغليب المصلحة العامة علي الصالح الشخصي.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم يضبط البيت الأبيض متلبساً بالنصب علي القارة السوداء
- ! الأجانب يمتنعون
- مبادرة من أجل بناء الثقة.. المفقودة
- اعتذار.. لفنان محترم
- السياسة المصرية خرجت من غرفة الإنعاش.. وهذا هو المهم
- مبادرات علي الهواء
- !الحقونا : لماذا يبيع المصريون أعضاءهم؟
- لماذا نتفاوض مع أمريكا.. ولا نتحاور مع أنفسنا؟!
- مفاجآت من الوزن الثقيل فى استطلاع رأى رجال الأعمال
- !فضيحة العرب بجلاجل.. حتي في برازيليا
- أخيراً .. شئ يستحق القراءة !
- إرهابيون عشوائيون .. وإعلاميون على باب الله
- البريطانيون يقاطعون.. والعرب يطبّعون !
- القرن الآسيوي .. يدق الأبواب
- عناد الوزير الذى تجاهل وعد الرئيس
- علمـاء بـريطـانيا يهـددون بمقـاطعة الإسـرائيليين المتـواطئين ...
- ! ومازالت صاحبة الجلالة فى بيت الطاعة
- هل يحمل أخطبوط الإرهاب شهادة منشأ مصرية؟
- حوار عراقي.. بدون سلاح.. في القاهرة
- ثورة السوسن .. واللوز.. والليمون


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الانتماء للوطن.. أهم من النوم في سرير الحكومة