أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - لماذا نتفاوض مع أمريكا.. ولا نتحاور مع أنفسنا؟!














المزيد.....

لماذا نتفاوض مع أمريكا.. ولا نتحاور مع أنفسنا؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1201 - 2005 / 5 / 18 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


»كفاية« ليست ملاكا ولا شيطانا لأنها ببساطة حركة سياسية يمكن ان نتفق أو نختلف معها جزئيا أو كليا.
لكن هذا الاتفاق أو ذلك الاختلاف يجب ان يسبقهما توافر المعلومات الأساسية ذات الصلة.
وقد تبدو هذه واحدة من البديهيات التي لا خلاف عليها، لكن واقع الحال يبين ان بعضنا يعطي لنفسه الحق في اتخاذ موقف دون ان يكلف نفسه عناء تأسيس هذا الموقف علي معلومات موثوق منها. فما بالك إذا كانت هذه المواقف، التي غالبا ما تكون متطرفة في عصبيتها، مبنية علي أوهام أو شائعات أو هواجس أو أكاذيب!
وربما كان هذا هو السبب الاصلي الذي جعلنا نحرص علي إجراء الحوار الموسع المنشور علي صفحات هذا العدد وهو الحوار الذي امتد لأكثر من أربع ساعات، وحرص علي المشاركة فيه عدد من قادة حركة »كفاية«.
ويستطيع القاريء ان يكتشف بسهولة اننا قمنا بواجبنا المهني حيث نحينا جانباً مشاعرنا الذاتية ومواقفنا السياسية الخاصة ووجهنا الأسئلة التي تدور في أذهان الناس حول هذه الحركة التي ذاع صيتها من الاسكندرية إلي أسوان في فترة وجيزة، والتي نجحت في ان تفرض حضورها علي المسرح السياسي بقوة، وان تحطم كثيرا من المحظورات التي ظلت خطوطا حمراء أمام الكثيرين، بما في ذلك أحزاب المعارضة.
وتضمنت هذه الأسئلة نقل »الاتهامات« الموجهة إلي حركة »كفاية« بما في ذلك الاتهام الشائع بانها تتلقي أموالا من جهات أجنبية، والاتهام بأنها حركة »عشوائية« تقوم بدور »مقاول الهدد« وتفتقر إلي برنامج سياسي واقتصادي وثقافي صالح لإعادة بناء الدولة والمجتمع، والاتهام بالعدمية السياسية والتناقض الذاتي حيث تطالب اليوم بمقاطعة الاستفتاء علي التعديل الدستوري للمادة 76 التي كانت هي نفسها صاحبة الفضل في ان يري هذا التعديل النور، والاتهام بانها علي صلة بتنظيمات خارجية مثل »جبهة انقاذ مصر« التي تضم الشامي والمغربي.
بل لم نتورع عن توجيه السؤال إلي المنسق العام للحركة الاستاذ جورج اسحق عن خلفيته الدينية وعلاقتها بوضعه التنظيمي في حركة »كفاية« رغم ادراكنا لسخافة الخوض في هذه المسألة وسخافة الذهنية المتعصبة التي حركت التساؤل بصددها من الأصل.
وإلي جانب البحث عن اجابات لهذه »التساؤلات - الاتهامات« حرصنا علي الحصول علي المعلومات التي من حق كل قاريء ان يعرفها: من هم مؤسسو »كفاية«؟ ماهي شروط العضوية؟ ماهي آليات العمل؟ ماهو البرنامج وماهي الأهداف العاجلة والآجلة؟ ماهي العلاقة مع الأحزاب؟.. إلي آخر هذه الاسئلة التي لا يمكن اتخاذ موقف بالتأييد أو المعارضة بدون توفر الاجابات عليها.
والملفت للنظر بهذا الصدد ومن خلال التمعن في الاجابات المسهبة التي قدمها لنا زعماء »كفاية«، أنه يبدو ان هناك انسدادا في شرايين الحياة السياسية المصرية.
وهناك مظهران واضحان لهذا الانسداد.
المظهر الأول: ان صورة »الآخر« مازالت غائبة وضبابية رغم ان توضيحها أمر ميسور إذا حسنت النوايا.
المظهر الثاني.. والأهم: هو انعدام الحوار والاتصال.. من الأساس.
وقد سألت زعماء »كفاية« سؤالا مباشرا عما إذا كانت هناك اتصالات من أي نوع مع الدولة.. وكانت الاجابة بالنفي القاطع.
ولا أفهم سببا لهذه القطيعة، فمهما كان الرأي أو الموقف من هذه القوة السياسية أو تلك، فان الاتصال والحوار يظلان أمرين مطلوبين في كل الأوقات.. علي الأقل من زاوية توضيح الصورة أو استجلاء المواقف إن لم يكن من زاوية البحث عن حلول وسط، التي هي بالمناسبة ليست رذيلة سياسية.
ولا أفهم ان ترفض الحكومة - بإباء وشمم - الحوار مع »كفاية« في حين تقبل - بكل سرور - التفاوض مع حكومات دول أجنبية تعطي لنفسها الحق في التنطع علي شئوننا الداخلية، بما في ذلك شئون الانتخابات البرلمانية والرئاسية وكيفية إدارتها، حتي الرقابة عليها!
ليس المهم ان تتفق أوتختلف مع »كفاية« أو أي فصيل معارض.. المهم ان يكون هذا الاتفاق أو الاختلاف مبنيا علي معلومات موثوق منها ومعرفة دقيقة ومباشرة وليس »عنعنات« وأقاويل، دون ان يدعي أي طرف لنفسه حق احتكار الحكمة أو الحقيقة ناهيك عن الوصاية علي الشعب ومحاولة مصادرة المستقبل.
ومما يزيد الطين بلة.. ألا يغيب هذا المنهج البديهي المنشود فقط، بل ان يستبدله البعض بالأعيب خشنة وخطرة من قبيل الاستغناء عن العمل السياسي بالبلطجة والغثاثة وقلة الأدب.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاجآت من الوزن الثقيل فى استطلاع رأى رجال الأعمال
- !فضيحة العرب بجلاجل.. حتي في برازيليا
- أخيراً .. شئ يستحق القراءة !
- إرهابيون عشوائيون .. وإعلاميون على باب الله
- البريطانيون يقاطعون.. والعرب يطبّعون !
- القرن الآسيوي .. يدق الأبواب
- عناد الوزير الذى تجاهل وعد الرئيس
- علمـاء بـريطـانيا يهـددون بمقـاطعة الإسـرائيليين المتـواطئين ...
- ! ومازالت صاحبة الجلالة فى بيت الطاعة
- هل يحمل أخطبوط الإرهاب شهادة منشأ مصرية؟
- حوار عراقي.. بدون سلاح.. في القاهرة
- ثورة السوسن .. واللوز.. والليمون
- »ولفويتز« يقتحم البنك الدولي بأسلحة الدمار الشامل
- قاطرة مشروع الشرق الأوسط الكبير .. تدخل المحطة اللبنانية
- الفشل التاسع والعشرون
- يد تقود ثورة البرمجيات .. ويد تحمي الحرف التقليدية
- إسرائيل تحتل الأرض التى ينسحب منها -التنابلة- العرب .. فى ال ...
- الوطن اكبر من الاقتصاد .. والمواطن ليس مجرد مستهلك
- أحوال أكبر ديمقراطية في العالم
- باب الشمس ) اهم من المكاتب الاعلامية .. ومقررات التاريخ المي ...


المزيد.....




- إسرائيل تعلن مقتل عنصر -بارز- في فيلق القدس الإيراني في غارة ...
- حضور لافت لزيدان في مباراة الجزائر وبونجاح يغادر المباراة غا ...
- جدل حول إزالة مقبرة أمير الشعراء وسط مخاوف على تراث القاهرة ...
- قسد تكشف عن -تفاهم مشترك- مع دمشق بشأن دمج القوات العسكرية
- إسرائيل تعلن القضاء على عنصر من الحرس الثوري الإيراني في لبن ...
- إعلان الطوارئ بلوس أنجلس جراء مخاوف من فيضانات خلال عطلة عيد ...
- موقع بريطاني: فانس سيرث الحكم بعد ترامب لكن كيف سيحقق ذلك؟
- هكذا تفاعل الجزائريون بعد إقرار قانون تجريم الاستعمار الفرنس ...
- ما نماذج العالم؟.. الخطوة التالية في تطور الذكاء الاصطناعي
- 5 أمور تحسم شكل العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والإعلام في 202 ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - لماذا نتفاوض مع أمريكا.. ولا نتحاور مع أنفسنا؟!