أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - قاطرة مشروع الشرق الأوسط الكبير .. تدخل المحطة اللبنانية















المزيد.....

قاطرة مشروع الشرق الأوسط الكبير .. تدخل المحطة اللبنانية


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1150 - 2005 / 3 / 28 - 06:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصابنا الإرهاق ، والملل ، من اللهاث لحفظ أسماء وجنسيات ذلك الطابور الطويل الذى لا تبدو له نهاية – من المتنطعين على الشئون العربية والذين يدسون أنوفهم فى كل كبيرة وصغيرة تخصنا ، بما فى ذلك غرف نومنا ، التى نعطيهم نحن مفاتيحها بأيادينا !
آخر اسم فرض نفسه علينا ، واصبح واجبا علينا حفظه عن ظهر قلب ، هو الايدلندى بيتر فيتز جيرالد .
والسيد "بيتر" هذا هو رئيس لجنة تقصى الحقائق الدولية التى أوفدها الأمين العام للأمم المتحدة كوفى عنان الى لبنان ، والذى عاد الى نيويورك ليقدم تقريراً عن اغتيال الرئيس رفيق الحريرى .
وخلاصة هذا التقرير انه إذا لم يضع السلطة اللبنانية والسلطة السورية فى قفص الاتهام ، فانه يضعهما بكل تأكيد فى دائرة الاشتباه .
ورغم ان تقرير السيد الأيرلندي لا يوجه اتهاما صريحا الى كل من نظام الرئيس أميل لحود والرئيس بشار الأسد بمسئوليتهما عن اغتيال الحريرى ، فانه لا يبرئهما ، بل يثير شكوكا كثيرة حول دورهما . ويذهب اكثر من ذلك ليقول ان الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية ساهمت فى عدم "تأمين مستوى أمنى مقبول للمواطنين فى لبنان وفى إشاعة ثقافة التخويف والإفلات من العقاب " .
وذكر تقرير اللجنة ان هناك " نقصاً استثنائياً فى الالتزام " من قبل السلطات اللبنانية فى التحقيق الذى لم يجر وفقا للمعايير الدولية . واصدر التقرير حكماً مطلقاً على أجهزة الأمن اللبنانية بانها " تفتقد ثقة الشعب اللبنانى ، وهى ثقة ضرورية لكى تكون نتائج تحقيقاتها مقبولة " خاصة وان " عملية التحقيق التى قامت بها السلطات الأمنية اللبنانية قد شابها خلل كبير ، ولم تكن لديها لا القدرة ولا الرغبة فى التوصل الى نتائج ذات مصداقية ".
وكان هذا الحكم المطلق هو المقدمة المنطقية لمطالبة التقرير بإحالة التحقيق فى اغتيال الرئيس الحريرى الى لجنة دولية تملك صلاحية استجواب الشهود والقيام بالتفتيش وغير ذلك من المهام .
ورغم ان تقرير اللجنة لم يحمل مسئولية اغتيال الرئيس الحريرى لأى جهة فانه ألقى المسئولية السياسية على سوريا حيث قال بالنص أن " من الواضح ان الاغتيال جرى فى سياق سياسى وأمنى تميز باستقطاب حاد حول النفوذ السورى فى لبنان " .
مشيرا إلى ان سوريا تتدخل فى حكم لبنان بطريقة " ثقيلة " ، واضاف انه " من الواضح ان هذه الأجواء وفرت الستارة الخلفية لاغتيال السيد الحريرى " وجزم بان " الأجهزة الأمنية اللبنانية وأجهزة المخابرات السورية تتحمل المسئولية الرئيسية فى الخلل الامنى والحماية والقانون والنظام فى لبنان ".
والواضح ان تقرير السيد فيتز جيرالد يمهد الطريق أمام إصدار قرار من مجلس الأمن يقضى بالتحقيق الدولى فى اغتيال الرئيس الحريرى .
ورغم اوجه الاختلاف العديدة بين لبنان والعراق ، فان هذا القرار المتوقع صدوره من مجلس الأمن ربما سيكون مشابهاً للقرارات التى أصدرها نفس المجلس بالتفتيش على العراق بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل ، ومثلما فعلت فرق التفتيش – التى ثبت فيما بعد انها كانت حافلة بالجواسيس وعملاء وكالات المخابرات الأمريكية – عندما أصرت على تفتيش قصور الرئيس العراقى صدام حسين ، لا يجب ان نفاجأ إذا ما طلبت لجنة التحقيق فى اغتيال الرئيس الحريرى أن تفتش غرفة نوم الرئيس اللبنانى أميل لحود !
ومثلما فرح المعارضون لنظام صدام حسين بهذا الإذلال " الدولى " الذى تعرض له عدوهم اللدود ، ربما سيصفق كثير من معارضى الرئيس لحود لهذا التدخل الدولى على اعتبار انه يساعد قضيتهم بصورة غير مباشرة أو مباشرة .
صحيح ان نظام الرئيس أميل لحود له أخطاء اكثر من أن تعد أو تحصى ، وفى مقدمتها انتهاكه للدستور من اجل التمديد للرئيس حفنة سنوات ..
وصحيح ان النظام السورى له أخطاء فى التعامل مع لبنان واللبنانيين اكثر من الهم على القلب ، حتى مع الاعتراف له بفضل مساعدة لبنان وإنقاذه من أهوال الحرب الأهلية على حد تعبير الكاتب الكبير محمد حسين هيكل .
بيد انه من الغفلة إهمال العوامل الخارجية عموماً ، والأصابع الأمريكية والإسرائيلية خصوصاً فى الحلقات المتشابكة لهذه الأزمة اللبنانية الراهنة بما فيها الاغتيال الاجرامى لرفيق الحريرى .
والموضوعية تقتضى عند التعامل مع الأزمة اللبنانية الراهنة رصد الصورة الإجمالية ، بعناصرها الداخلية وعواملها الخارجية على حد سواء بعيداً عن الانتقائية .
وبهذا الصدد نحيل القارئ الى دراسة بعنوان " الأمن والإصلاح والسلام .. المحاور الثلاثة لاستراتيجية الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط " أصدرها " معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط " التابع للوبى الإسرائيلي فى أمريكا .
وفيما يتعلق بالموضوعين اللبناني والسورى يستعرض الكاتب اللبنانى المحترم جوزف سماحه ما استعاده وطوره روبرت ساتلوف فى أطروحته بعنوان " الفوضى البناءة " .
القسم الأول من الخطة الأمريكية حيال لبنان هو ضمان انسحاب القوات السورية بشكل كامل وشامل وفورى .
القسم الثانى هو ضمان إجراء الانتخابات وتوفير شروط النزاهة لها .
القسم الثالث : طرح قضية " حزب الله " وسلاحه تحت بند " تجريد الميليشيات من سلاحها ".
غير ان ساتلوف لا يعتبر هذه الأهداف اللبنانية الا حلقة فى سلسلة يتوجب ان تقود الى سوريا نفسها .. وهو يعتبر ان لا مصلحة أمريكية فى بقاء النظام السورى وان البعث ليس خيارا وكذلك الأصولية ليست خيارا. ويقترح بناء على ما تقدم العمل على ثلاثة محاور: جمع معلومات حول الديناميات السورية الداخلية ، بدء التطرق إلى قضية الديمقراطية داخل سوريا ( مع تلميح الى وجوب عدم التمديد للرئيس بشار الأسد فى عام 2007 ) ، وعدم التجاوب مع عروض السلام السورية الا اذا أرفقت باستعداد الرئيس بشار لزيارة إسرائيل وبطرد قادة المنظمات " الإرهابية " من دمشق .
ويعلق الكاتب اللبنانى المحترم جوزف سماحه على هذه الوقائع قائلاً " ان هذه الاطروحات هى للاطلاع ، وإثراء السجال وتوفير القدرة على رؤية الأزمة اللبنانية بما يتجاوز بعدها الداخلى وبما يضعها فى سياق إقليمي ودولى .. ذلك ان لبنان من وجهة نظر واشنطن ليس غاية فى ذاته. انه بوابة على المسرح الاقليمى وذلك فى مرحلة تتميز بالدعم الأمريكي المطلق لا للأمن الإسرائيلي وانما للتوسعية الإسرائيلية ".
وهذه معناه – بعبارة أخرى – ان نضع التحركات الأمريكية إزاء المسألة اللبنانية فى سياق مشروع الشرق الأوسط الكبير الذى يبدو انه تجاوز مرحلة التفكير والتنظير ودخل مرحلة التنفيذ الفعلى على ارض الواقع فى أنحاء شتى من خريطة المنطقة .
وهذا الاستنتاج لا يعنى التضحية بالمطالب الديمقراطية المشروعة بحجة مواجهة مشروع الشرق الأوسط الكبير الاستعماري ، وانما يعنى بالأحرى ضرورة تحلى القوى الديمقراطية باليقظة فى هذه المرحلة المعقدة ، وبان تضع نضالها الديمقراطى فى سياق التصدي للمشروع الإمبراطوري الأمريكي المتساند وظيفياً مع التوسعية الإسرائيلية .
فلا يمكن ان تكون الديمقراطية مناقضة للوطنية ، كما لا يمكن للوطنية ان تكون تكئة لـ "الصهينة " عن الاستبداد .
وليس هذا قدر القوى الديمقراطية والوطنية اللبنانية فقط .. وانما هو التحدى المشترك لكل قوى التغيير فى العالم العربى .. من المحيط الى الخليج .



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفشل التاسع والعشرون
- يد تقود ثورة البرمجيات .. ويد تحمي الحرف التقليدية
- إسرائيل تحتل الأرض التى ينسحب منها -التنابلة- العرب .. فى ال ...
- الوطن اكبر من الاقتصاد .. والمواطن ليس مجرد مستهلك
- أحوال أكبر ديمقراطية في العالم
- باب الشمس ) اهم من المكاتب الاعلامية .. ومقررات التاريخ المي ...
- »ملاسنة« بين أصحاب المعالي
- -يد- أبو الغيط.. و-جيب- السادات
- ! شعار البنوك المصرية : حسنة وأنا سيدك
- لمن تدق الأجراس فى بلاد الرافدين؟
- اغرب انتخابات فى التاريخ
- !عـــدلى .. ولينين
- برلمان العرب .. كوميديا سوداء
- ديمقراطية .. خلف القضبان !
- رجل الأعمال يحاور.. ورئيس التحرير يحمل مقص الرقيب
- لا يموت الذئب .. ولا تفنى الغنم !
- حرب عالمية ضد إرهاب الطبيعة
- إعادة انتخاب بوش أخطر من انفلاق المحيط الهندى
- !الأعمى الإنجليزى .. والمبصرون العرب
- الإعلام.. قاطرة الاستثمار


المزيد.....




- السعودية تحدد قيمة مخالفة من يضبط داخل مكة والمشاعر دون تصري ...
- بوتين يؤدي اليمين الدستورية لولاية خامسة.. شاهد ما قاله عن ا ...
- غزة: ما هي المطبات التي تعطل الهدنة؟
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي عنيف على القطاع ومخاوف من -الغزو ...
- وداعا للسيارات.. مرحبا بالمشاة! طريق سريع في طوكيو يتحول إلى ...
- يومين فقط من إطلاقها.. آثار كارثية للعملية الإسرائيلية برفح ...
- البيت الأبيض يعلق على -محاولة اغتيال- زيلينسكي
- اكتشاف سبب جديد يؤكد أن غواصة تيتان كانت ستقتل ركابها لا محا ...
- -إنسولين فموي- بتقنية النانو قد يغني عن الحقن لمرضى السكري
- السجن لمصري جمع 100 ألف دولار من أبراج الكويت


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - قاطرة مشروع الشرق الأوسط الكبير .. تدخل المحطة اللبنانية