أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الإعلام.. قاطرة الاستثمار















المزيد.....

الإعلام.. قاطرة الاستثمار


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1053 - 2004 / 12 / 20 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أن يتحدث الإعلاميون عن دورهم في مجال دعم التعاون الاقتصادي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وبالذات بين اليونان والبلدان العربية، تحدثت الدكتورة ماجدة شاهين سفيرة مصر لدي اليونان عن مناخ الاستثمار في مصر.
وفي العادة يكون كلام السفراء في مثل هذه المناسبات كلاماً دبلوماسياً حافلاً بالمجاملات والعبارات التوفيقية التي ترضي جميع الأطراف والتي تتجنب إغضاب أحد أو الإشارة ـ بالتصريح أو التصحيح ـ أي السلبيات والعراقيل.
لكن حديث السفيرة ماجدة شاهين لم يكن كذلك، بل كان أقرب إلي التحليل الموضوعي والتقييم العلمي للعلاقات الاقتصادية المصرية ـ اليونانية، وكان الفضل في ذلك راجعاً إلي أن الغلبة لم تكن لماجدة شاهين السفيرة بل لماجدة شاهين الحاصلة علي درجة الدكتوراة في الاقتصاد، والتي بخلاف عملها الدبلوماسي عملت كأستاذ في الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما شاركت كاستشاري وخبير في الندوات وورش العمل التي نظمتها »الانكتاد« و»الاسكوا« وغيرهما من المنظمات التابعة للأمم المتحدة للتنمية وشرح مبادئ وتأثيرات منظمة التجارة العالمية من منظور الدول النامية، فضلاً عن عملها كعضو في جهاز المراقبة الخاص بمنظمة التجارة العالمية في قطاع المنسوجات خلال فترة عملها بالوفد الدائم لمصر بالأمم المتحدة بجنيف ونيويورك.
هذه الخبرة الاقتصادية العريضة طغت علي الرداء الدبلوماسي للسفيرة ماجدة شاهين التي بدأت كلمتها بالإشادة بالزيارة التي قام بها رئيس الوزراء اليوناني كرامنليس لمصر مؤخراً، قائلة إن هذه الزيارة الناجحة تمهد الطريق لإقامة علاقات مؤسسية بين البلدين، وقالت بصراحة ـ غير مغلفة بكلمات دبلوماسية ملساء ـ أن هناك افتقاراً لمثل هذه العلاقة المؤسسية التي تجعلنا نستطيع أن نتابع ما يتحقق علي صعيد التعاون متعدد الأبعاد.
وأرجعت السفيرة التباعد بين القاهرة وأثينا في معظم السنوات الثماني عشرة والسابقة إلي أن مصر كانت مشغولة بمشكلات وأزمات الشرق الأوسط والعالم العربي والقارة الإفريقية، بينما كانت اليونان مشغولة بالاندماج في الاتحاد الأوروبي.
والأهم أننا نأخذ العلاقة كمسألة مسلم بها ومفروغ منها و»مضمونة« ولم نعمل علي تنشيطها.
ومن هنا جاءت زيارة كرامنليس للقاهرة كبداية لمرحلة جديدة، ورغم أن رئيس الوزراء اليوناني شاء أن تكون زيارته سياسية في المقام الأول، وأن يستمع إلي تحليل السياسة المصرية للأوضاع في العراق وفلسطين ودارفور، وأن ينقل إلي نظرائه المصريين رأي اليونان فيما يتعلق بتركيا والمسألة القبرصية، فإن الاقتصاد والتجارة كانت لهما مع ذلك مكانة مهمة علي الأجندة.
والمطلوب الآن أن نبني علي نتائـج زيارة كرامنليس وعلي رصيد العلاقات بين البلدين، وبهذا الصدد أشارت ماجدة شاهين إلي أن عدد المشروعات الاستثمارية اليونانية في مصر قد تضاعف من 12 مشروعاً عام 1999 إلي 24 مشروعاً عام 2004 باجمالي مساهمات استثمارية تقارب الـ 200 مليون جنيه مصري و1943 فرصة عمل، وتتشعب اهتمامات المستثمرين اليونانيين في مجالات اقتصادية عدة، حيث يحتكر اليونانيون ـ كما هو معروف ـ أكبر الأساطيل التجارية البحرية علي المستوي العالمي، كما يدير كبار مستثمريها مشروعات حيوية في مجال الطاقة من أمثال »فارد ينويانيس« الذي يحظي بامتياز للتنقيب عن البترول في مصر، و»كوكاليس« في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما توجد استثمارات يونانية في مجالات الأغذية المحفوظة وصناعة الورق والصناعات الكيماوية.
وقد ساهمت السفارة المصرية في تأسيس مجلس رجال أعمال مصري ـ يوناني مشترك برئاسة المستثمر اليوناني »زيريتيس« رئيس مجلس إدارة شركة »فلورا« التي أنشأها في مدينة 6 أكتوبر، ورجل الأعمال المصري نبيه برزي، وعضوية نخبة من المستثمرين.
ومع ذلك فان حجم التجارة بين البلدين لم يتجاوز الـ 3.199 مليون يورو عام ،2003 محققاً فائضاًَ في الميزان التجاري لصالح مصر قيمته 9.66 مليون يورو، حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية 1.133 مليون يورو، وقيمة الواردات المصرية من اليونان 2.66 مليون يورو، وتعد المنتجات البترولية ومشتقاتها من أهم الصادرات المصرية لليونان، تليها المنسوجات والحديد والصلب والأسمدة والبطاطس، أما الواردات المصرية من اليونان فأهمها التبغ والآلات والمعدات الكهربائية ومنتجات الألومنيوم.
وفي إطار الاهتمام باليونان كدولة أوروبية بازغة وبوابة مثلي إلي دول منطقة البلقان التي تتمتع بأسواق رحبة وفرص استثمارية يمكن الاستفادة منها أوصت ماجدة شاهين بتأسيس لجنة وزارية مشتركة للاستثمار والتجارة كإطار مؤسسي لمتابعة وتفعيل الاتفاقيات التي تبرمها مصر مع اليونان، والعمل علي زيادة حجم مساهمة الشركات المصرية في المعارض اليونانية العامة والمتخصصة، وتكثيف المشاركة المصرية في الندوات وورش العمل للتعريف بفرص الاستثمار في مصر، والتوسع في تنظيم البعثات الترويجية من المصدرين المصريين إلي اليونان، وتشجيع تنفيذ خط ملاحي منتظم بين مصر واليونان، إذ إنه علي الرغم من المسافة البحرية القصيرة الواقعة بين مصر واليونان، والتي تجعل الأخيرة أكثر دول الاتحاد الأوروبي قرباً من الشواطئ المصرية، فان هناك افتقاداً لوجود خط ملاحي منتظم بينهما. وتري السفيرة ماجدة شاهين أن وجود مثل هذه الوسيلة المنتظمة والآمنة بين البلدين لن يقتصر دورها علي خدمة السائحين القادمين من وسط وغرب أوروبا في زيارة مصر بسياراتهم فحسب، بل سيساهم أيضاً في تنمية وانعاش الحركة التجارية بين الطرفين نتيجة لاختصار الوقت وخفض تكلفة النقل، كما سيهيئ للمستثمرين ورجال الأعمال اليونانيين والأوروبيين الاستفادة من السوق المصري.
وأعربت ماجدة شاهين عن تفاؤلها بأن الظروف الحالية مواتية جداً لتدارك ما فات، خاصة أن اليونان بدأت هذا العام العمل بقانون التنمية؛ الجديد، في نفس الوقت الذي يشهد فيه ملف الإصلاح الاقتصادي في مصر حركة متسارعة.
واختتمت السفيرة المصرية كلمتها بالدعوة إلي »مأسسة« مثل هذه المؤتمرات وتناب عقدها بين القاهرة وأثينا، وأشادت باهتمام المؤتمر العربي اليوناني بدور الإعلام في تطوير الاستثمار قائلة: إن الإعلام يمكن أن يكون »مرآة« للمجتمع، لكنه يمكن أيضاً أن يكون »قاطرة« تقود المجتمع إلي مكانة أفضل، وأن الإعلام يستطيع أن يسهم بصورة خاصة في تعزيز حركة الاستثمار.
ومن الملحوظة الختامية لكلمة الدكتورة ماجدة شاهين التقط الإعلاميون الخيط.
الدبلوماسية الإعلامية
صلاح الدين مصطفي المذيع المعروف ورئيس الإدارة المركزية للأخبار المرئية بالتليفزيون المصري ألقي كلمة مهمة قال فيها إن الحصول علي المعلومة السرية والواضحة في التوقيت المناسب هو رهان عصرنا، بحيث إن التأثير المطلق للإعلام أصبح يوصف بأنه »الرصاصة الإعلامية« بمعني أن الإعلام يؤثر علي الأفراد والجماعات بشكل لا يستطيعون الإفلات من تأثيره، بينما يتحدث البعض الآخر عن »دبلوماسية الإعلام« وأعرب صلاح الدين مصطفي عن تفضيله للصفة الأخيرة.. وفي إطارها قال للمشاركين اليونانيين في المؤتمر:
»أحمل لكم أخباراً طازجة«:
* سنت مصر قوانين جديدة للضرائب والجمارك ودعم الشفافية.
* أصبح سوق المال المصري مفتوحاً أمام المستثمرين المصريين والأجانب.
* لدينا أكثر من منطقة حرة.
* لدينا مدن صناعية جديدة.
* لدينا قمران صناعيان يقدمان جميع الخدمات الحديثة بما فيها البث التليفزيوني المدفوع الأجر، ولم يسبقنا إلي هذا النوع من التطبيق التكنولوجي سوي المملكة المتحدة.
* لدينا خطة للانتقال إلي الخدمة الرقمية digital.
* من خلال القمر الصناعي المصري »نايل سات« تشهد مصر نهضة في الصناعات الالكترونية بدراسة أجهزة الاستقبال من الأقمار الصناعية.
واختتم صلاح الدين مصطفي كلمته بمخاطبة المشاركين اليونانيين في المؤتمر بقوله: إذا كنتم تعرفون هذه المعلومات فقد حقق الإعلام دوره، وإذا كنتم لا تعرفون فإن تشجيع الاستثمار يصبح ضرورة ملحة.
وباعتباري ممثلاً للتليفزيون المصري أقول ان لوسائل الإعلام الكلمة الفصل في هذا الصدد. وإذا كنا نريد مزيداً من الاستثمار المتبادل فلا مفر من التعاون.
فلنتعاون علي القضاء علي بؤر التوتر لأن الاستثمار لا يعرف سوي الاستقرار.
فلنتعاون حتي لا يتحول كلامنا إلي تابع يعيش علي استهلاك ما تنتجه الدول المتقدمة.
فلنتعاون لإبراز القيم الجميلة التي تتحلي بها الهوية المصرية واليونانية، وترجمة برامجنا التي تتعلق بالاستثمار من العربية إلي اليونانية وبالعكس، خاصة وأن قناة Nile Tv تتحدث علي مدار الـ24 ساعة بالانجليزية والفرنسية والعبرية وقريباً بالألمانية والصينية وإذا أردتم يمكن أن تضاف اليونانية، ويمكن أن تفعلوا نفس الشيء علي قنواتكم التليفزيونية.
الرصاصة الإعلامية
أما حسين عبدالغني مدير مكتب قناة »الجزيرة« بالقاهرة فقد فضل تناول الموضوع من زاوية مختلفة فقال ان الإعلام العربي، وبالذات ذا الطبيعة الإخبارية، يمكن الحكم عليه من زاوية درجة تمتعه بالحرية، وحتي وقت قريب كان المبدأ السائد في الإعلام العربي هو أنه وسيلة لخدمة النخبة الحاكمة. وفي كل الأحوال كانت الحكومات تبرر تحكمها في الإعلام بالأمن القومي.
ولهذا لم يكن الإعلام ضميرا للرأي العام، ولا حاملاً لمشعل التنوير للمجتمع، ولم تكن وسائل الإعلام قادرة علي القيام بمسئولياتها، ومن بينها توفير التدفق المعلوماتي.
تلك الصورة الكئيبة.. لم يقدر لها الاستمرار.. ففي العشرين عاما الأخيرة حتمت عوامل كثيرة ان تستجيب الحكومات العربية ووسائل الاعلام التابعة لها لضرورات التغيير علي الأقل للافلات من خطر يتهدد وجودهما ذاته.
ورغم ان المطالبة بالحريات وتداول السلطة واحترام حقوق الانسان وتفعيل المجتمع المدني.. مطالب قديمة، فان الحكومات ادركت انها لم تعد تستطيع تجاهلها لان الثمن يمكن أن يكون باهظا.
ومن هنا جاء قرار انشاء الفضائيات في كل الدول العربية تقريبا لإزالة الصورة النمطية السلبية عن الحكومات العربية غير أن الفضائيات العربية جاءت نسخاً طبق الأصل من المحطات الأرضية غير مما فتح المجال امام المحطات الفضائية العابرة للحدود، والتي أكدت ان سر النجاح هو احترام المعايير المهنية المتعارف عليها والابتعاد عن الاشكال التقليدية التي سئمها الناس.
والأهم.. التحرر من السيطرة الحكومية علي رءوس أموال هذه المؤسسات، وبالذات علي حرية العاملين بها، من خلال استلهام نموذج هيئة الإذاعة البريطانية الذي يفصل فصلا تاما بين الملكية والسياسة التحريرية.
ومضي حسين عبد الغني ليوضح انه ليس لدينا اعلام عربي واحد، وإنما »إعلامان«.. يتعايشان ويتفارقان.. إعلام رسمي وإعلام مستقل.
والإعلام المستقل يبث قدرا موثوقا به من التدفق المعلوماتي، وبإيقاع أسرع من نظيره الحكومي نتيجة لحرية الحركة التي تعطيها قنوات الإعلام المستقل لمحرريها دونما تعليمات فوقية أو خوف من رقابة، فضلا عن القدرة المالية التي تجعل هذه القنوات توظف أفضل الصحفيين مدعومين بقدرات فنية تمكنهم من التواصل وتغطية الحدث من أكثر من موقع واحد، مقارنة مع محطات أرضية حكومية تعتمد علي صحفيين يعانون الرقابة مما يجعل جهدهم قاصراً ومتأخرا عن الحدث.
كما أن القنوات المستقلة تقدم برامج تتسم بالروح النقدية دون الاقتصار علي الخبر، بينما تلتزم المحطات الحكومية بالرواية الرسمية دون المغامرة بتحليلها فضلا عن أن القنوات المستقلة تجاسرت علي فتح الملفات المسكوت عنها والتي كانت حتي وقت قريب في عداد المحظورات. وانها نجحت -لذلك- في تحريك بحيرة ظالت راكدة لسنين، ونجحت فيما فشلت فيه أحزاب سياسية لنصف قرن كامل من الاستقلال.
وهذا النجاح الذي أحرزه الاعلام المستقل هو رسالة واضحة للإعلام الرسمي الحكومي لمواجهة قصوره وأساليبه في العمل الصحفي، واعطاء الحق لكوادره في اختيار كفاءاتهم.
وأوضح حسين عبد الغني ان التمييز بين نوعين من الإعلام العربي لا يعني التمييز بين الإعلاميين العرب أنفسهم. فالكل إعلاميون تواقون للحرية ويتمتعون بدرجة كبيرة من الحرفية، بدليل ان من نجحوا في القنوات المستقلة جاءوا من قنوات حكومية.
وينعكس هذا التمييز علي تناول أمثال مؤتمر أثينا فبينما لا تعطي وسائل الإعلام الحكومية سوي مساحة محدودة للشئون الدولية والزيارات والاتصالات الرسمية تعطي وسائل الإعلام المستقلة اهتماما كبيرا للاحداث العالمية وقضايا الهجرة ومعدل التبادل التجاري اللامتكافئ والإدارك الخاطئ للجانبين عن بعضهما البعض.
وهذا يعني ان الإعلام المستقل لاعب مهم في تحقيق أهداف مثل هذا المؤتمر الذي يتجاوز مجرد العلاقات بين الحكومات.
وأختتم حسين عبد الغني مداخلته بالتأكيد علي ان هذه لحظة تاريخية مناسبة لإعادة اللحمة المتوسطية فهي علي المستوي الدولي لحظة تاريخية للعرب والأوروبيين الذين يتفقون علي رفض احتكار أمريكا لقيادة النظام العالمي، وعلي اعتماد الشرعية الدولية وحكم القانون وقرارات الأمم المتحدة محل الصراعات وليس استخدام القوة أو التلويح بها.
وهي علي المستوي الوطني لحظة تاريخية أيضا.. حيث جاءت آلية تداول السلطة في اليونان بحكومة شابة لديها تقييم سياسي علي أن تكون حلقة وصل بين أوروبا والعالم العربي، وحيث توجد في العالم العربي صحوة تطالب بالإصلاح السياسي.
وفي عصر بناء الاهرام جاء اقليدس واقرانه الي مصر واطلع علي منجزات علم الهندسة في بناء الاهرامات وعلم الطب في تحنيط الموتي، وحولوا هذه المنجزا ت الي علم نظري اصبح اساسا لكل العلوم التي تحققت بها الحضارة الانسانية الحديثة.
ويستطيع احفاد الشعبين، احفاد الفراعنة والاغريق، استعادة هذه التجربة اليوم.
روافد الاستثمار
أما الزميلة زينب الامام رئيس قسم التحقيقات الخارجية بالاهرام.. فقد قالت إن الاستثمار، وان كان يبدو موضوعا اقتصاديا بحتا، فانه يحتاج الي قنوات متعددة، منها وفي مقدمتها: القناة الاعلامية، وان هذا يتطلب خططا اعلامية مشتركة، وحركة ترجمة نشطة، وتبادلا اعلاميا مبرمجا.
وأشارت الي ان CNN لاتزال المصدر الرئيسي لمعلومات مجتمع البيزنس اليوناني عن العالم العربي وان هذا لم يعد جائزا، وان المؤتمر يمكن ان يكون بداية لتوفير آلية اعلامية مباشرة بين البلدين.
وضربت مثالا بالدور الايجابي والبناء الذي لعبته الزميلة ايناس نور في توفير معلومات طازجة سواء لرجال الأعمال اليونانيين أو للقراء المصريين من خلال رسائلها التي تبعث بها من اثينا مباشرة.
وكذلك الدور الذي لعبته ايناس نور في إنجاح مؤتمر أثينا، بنصائحها واتصالاتها وخبراتها.
فاذا كانت هذه هي ثمرة مجهود فردي.. لنا ان نتصور حجم تبديد سوء الادراك المتبادل الذي يمكن تحقيقه بجهد اعلامي مخطط ومتبادل.
التليفزيون.. أولاً
الزميلة الشابة »اللهلوبة« دينا الغضبان ــ وهي نموذج لجيل من المحررين والمحررات الشبان المفعمين بالنشاط والحيوية والموهبة ــ رأت أن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت مهم للعلاقة بين المسلمين وغير المسلمين عبر البحر المتوسط.
واضافت ان الاعلام يؤثر دائما علي العلاقات بين الشعوب والأمم، وان تأثيره يمكن ان يكون بالسلب أو الايجاب، وأن تأثير التليفزيون اصبح هو الاكبر الآن. وأعربت عن اعتقادها بأن التليفزيون لم يستخدم الاستخدام الامثل في مجال الاستثمار بعد فمازالت اخبار البيزنس مجرد ملحق للنشرات الاخبارية، وهذا الوضع الذيلي للاخبار الاقتصادية والمالية يجب ان يتغير وأثارت نقطة أخري مهمة وهي ان التليفزيون لا يجب ان يستهدف فقط ترويج الاستثمار، وانما يجب ايضا ان يعكس الايجابيات والسلبيات بهذا الصدد، وان يتصدي لكشف السلبيات بقوة واقترحت مزيدا من التقارب الاعلامي بين العرب واليونانيين، وتفعيل الاقسام الاعلامية بالسفارات، وكذلك الحوار بين الاعلاميين العرب ونظرائهم اليونانيين كما المحت الي دور الدراما بهذا الصدد، وضربت مثلا لذلك بمسلسل »محمود المصري« الذي استعاد توازنه وعرشه المفقود بالسفر الي بلاد الاغريق والاستثمار هناك صاعدا السلم من أول درجة حتي القمة.
حسن الختام
اما نجم المؤتمر ــ بلا منازع ــ فقد كان السفير جمال بيومي الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب، والذي جاء مرتديا قبعة ثانية ــ علي حد تعبيره ــ هي قبعة مستشار الأمين العام بجامعة الدول العربية.
واستطاع ــ بالقبعتين ــ أن يقدم صورة خلابة لجذور وآفاق واشكاليات العلاقات المصرية ــ اليونانية خصوصا، والعلاقات العربية ــ اليونانية عموما.
وللحديث بقية في مقال قادم



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ! الحكم فى نزاع -جالاوى- و -ديلى تلجراف- .. يديننا
- مفارقة -مادونا- الأمريكية .. و-وفاء- المصرية
- بوش وشارون .. أسوا أعداء الاستثمار فى العالم العربى
- !درس للعرب فى الديموقراطية .. باللغة الألمانية
- ! الاقتصاد غير السياسى
- ! لكن البعض لا يحبون شرم الشيخ..
- بيان شرم الشيخ.. الآخر
- أبو عمار: حاصروه فى الجغرافيا .. فحاصرهم فى التاريخ
- !الفنادق وشركات الطيران.. الرابح الوحيد في مؤتمر شرم الشيخ
- نصــف أمـــريكا.. الآخــــر
- شامبليون ونظريات محمود سعد وفاروق الفيشاوى
- لماذا تخون الصحافة تقاليدها؟
- !تكريم وزير .. تحت الكوبرى
- العم - ســام - .. والخالة - ســـاميـة -
- مـدافـع رمضان .. ومدافع بوش وشـارون
- ثلاثية الأوهام فى - رأس الشيطان -
- ساويرس .. الآخر !
- هل يتطوع العرب لإنقاذ رقبة بوش فى العراق؟!
- الوطنى- وضع قدمه السياسية فى الجبس وقرر السير على ساق واحدة
- التليفـزيون المصرى رسـب فى امتحان الحـزب الــوطنـى


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الإعلام.. قاطرة الاستثمار