أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - !الفنادق وشركات الطيران.. الرابح الوحيد في مؤتمر شرم الشيخ















المزيد.....

!الفنادق وشركات الطيران.. الرابح الوحيد في مؤتمر شرم الشيخ


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1025 - 2004 / 11 / 22 - 07:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يلتئم اليوم شمل »المؤتمر الدولي حول العراق« بشرم الشيخ، وهو المؤتمر الذي استماتت الإدارة الأمريكية إلي عقده ودعت إليه دول مجموعة الثماني »الولايات المتحدة، وروسيا، واليابان، وكندا، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا«، والصين بصفتها عضواً دائماً، في مجلس الأمن، وهولندا بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، وماليزيا بصفتها الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، فضلاً عن دول الجوار العراقي »الأردن وسوريا وتركيا وإيران والكويت والسعودية« ودول الترويكا العربية »الرؤساء الحالي والسابق والمقبل للقمة العربية تونس والبحرين والجزائر« ومصر »بصفتها البلد المضيف«. وكوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة وعمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية وعبدالواحد بلقزيز الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وعدد من ممثلي الاتحاد الأوروبي، وبطبيعة الحال وجهت الإدارة الأمريكية الدعوة إلي حكومة إياد علاوي كممثل للعراق ذاته.
والهدف المعلن لهذا المؤتمر الدولي هو »بحث السبل الكفيلة بدعم الاستقرار والأمن في العراق ومساعدة الحكومة العراقية المؤقتة علي إجراء الانتخابات في يناير 2005 وكل ما يدعم تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1546 الصادر بشأن تسليم السلطة للعراقيين«.
بينما ذكر مصدر دبلوماسي أوروبي أن »هدف هذا المؤتمر هو إعادة بناء إجماع دولي في شأن العراق يتمحور علي قرار مجلس الأمن 1546 وتوجيه رسالة تشجيع إلي العراقيين بإرشادهم إلي الطريق للخروج من الأزمة«.
أما الدبلوماسية المصرية فقد استهدفت ـ حسبما قول جريدة »الأهرام« أول أمس السبت ـ »جمع فرقاء الأزمة العراقية علي كلمة سواء وإقناع كل من فرنسا وألمانيا من ناحية، وأمريكا وبريطانيا من ناحية أخري، علي الحضور والجلوس علي مائدة واحدة، ناهيك عن فرقاء دول الجوار مثل إيران وسوريا اللذين ناصبا الولايات المتحدة الأمريكية ـ بسبب الحرب علي العراق ـ الرفض، الذي وصل لحد العداء، من أجل تكريس كل هؤلاء الأطراف لفتح صفحة جديدة في العراق، ومساعدة العراق سياسياً واقتصادياً مع دعوة دولية من قبل الحضور برفض عمليات الارهاب، الذي يشهده العراق حالياً، ورفض مقاومة جز الرأس التي يتبناها الزرقاوي وغيره من منظمات العنف والإرهاب حالياً في العراق«.
واللغة المستخدمة علي لسان المصادر الثلاثة السابقة لغة غريبة وملتبسة ومراوغة فضلاً عن افتقارها للدقة.
وعلي سبيل المثال فان المصدر الأخير يتجاهل أن من جمع فرقاء الأزمة العراقية هي الإدارة الأمريكية وليست الدبلوماسية المصرية أو غيرها.
ثم إنه يردد كلمات ومصطلحات ملتبسة مثل »عمليات الإرهاب« بكل ما تحمله من خلط وتدليس ومحاولة لتشويه »المقاومة الوطنية« العراقية التي لا تقتصر علي ما اسمته مقالة الصحيفة المصرية الشهيرة برصانتها »بمقاومة جز الرأس التي يتبناها الزرقاوي وغيره من منظمات العنف والإرهاب حالياً في العراق«. فهذه أولاً ليست السمة الرئيسية للمقاومة العراقية، ثم إنها ليست هي الأصل بل هي مجرد فرع ورد فعل لأن الأصل كما يعرف القاصي والداني هو »الاحتلال« الأمريكي لبلاد الرافدين.
ومن العجيب أن كل التقارير الرسمية وشبه الرسمية التي تناولت مؤتمر شرم الشيخ تجاهلت بيت الداء، ألا وهو الاحتلال، وتشبثت بذيوله وردود أفعاله، علماً بأن الوجود العسكري الأمريكي في العراق لا يمكن توصيفه بأي صفة أخري غير الاحتلال، خاصة بعد أن أصبح واضحاً لكل ذي عينين أن شن الحرب علي العراق تم في ظل ازدراء الإدارة الأمريكية للشرعية الدولية والقانون الدولي والرأي العام العالمي، كما أن المبررات التي روجتها هذه الإدارة لغزو العراق ثبت بالدليل القاطع وباعتراف الإدارة الأمريكية ذاتها، وذيلها الإنجليزي، أنها كاذبة وملفقة.
فلماذا إذن يتم السعي الآن إلي اسباغ نوع من الشرعية علي نتائـج حرب عدوانية ليس لها أدني رصيد من الشرعية؟
وكيف يمكن لأناس يتحدثون عن »التحضر« و»التمدن« أن يتجاهلوا جرائم الحرب، بما فيها الإبادة الجماعية، التي تمارسها قوات الاحتلال الأمريكية في تلك الدولة العربية التي كانت أول دولة تلقن البشرية ألف باء القانون »شريعة حامورابي«؟
وما هو أنكي أن مؤتمر شرم الشيخ ينعقد بينما شلال الدم العراقي علي يد قوات الاحتلال الأمريكية مازال يصبغ مياه دجلة والفرات باللون الأحمر القاني.. فالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال الأمريكي في الفلوجة ستسجل في التاريخ باعتبارها جريمة ضد الإنسانية وواحدة من أحط الأعمال الوحشية ووصمة تلطخ جبين أمريكا.
وبدلاً من أن نسمع من المشاركين في مؤتمر شرم الشيخ كلمة واحدة تدين هذه الجرائم الأمريكية المشينة نسمع ثأثأة وكلاماً فارغاً عن »الاستقرار« و»الأمن« و»الديموقراطية« و»الانتخابات«!
وبدلاً من أن نسمع كلمة واحدة نطالب قوات الاحتلال الأنجلوأمريكية بالانسحاب في موعد محدد، نسمع كلمات مخنثة تقول علي استحياء إن »قوات التحالف وجودها مؤقت«!
وبدلاً من أن نسمع كلمة واحدة تؤيد حق الشعب العراقي في تقرير مصيره واستعادة سيادته الوطنية وحقه في مقاومة الاحتلال نسمع كلاماً سخيفاً يهاجم الضحية ويتستر علي الجلاد رغم أن الإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الاحتلال الأمريكي أفظع مائة مرة من العمليات البدائية المنسوبة لشبح اسمه الزرقاوي.
وبدلاً من أن نسمع إدانة لتواطؤ حكومة إياد علاوي علي قوات الاحتلال الأجنبية وتورطها في حرب الإبادة الجماعية لسكان الفلوجة والموصل والرمادي والقائم، ومن قبلها النجف، نسمع عن محاولات مستميتة لإسباغ الشرعية علي هذه الحكومة العميلة في نفس الوقت الذي تحرم فيه الفصائل المعارضة والمقاومة للاحتلال من التواجد داخل مؤتمر شرم الشيخ أو حتي علي هامشه.
وبدلاً من أن نسمع كلمة عن قيام الأطراف العربية المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ بأي مجهود لمساندة الشعب العراقي وحمايته من الجبروت الأمريكي المتوحش والدموي، نسمع عن خلو مشروع البيان الختامي من الإشارة حتي إلي »عروبة العراق«.
فبماذا نصف ذلك كله.. غير أنه يصب في خانة دعم الاحتلال..
لكن ما يخفف من الكرب والغم من هذه المواقف الرديئة أن المقاومة الوطنية العراقية تبدد كل هذا الهراء وتكنس الكلام الأجوف، وكما يقول الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك قائد قوات حلف الناتو والمرشح السابق للرئاسة الأمريكية فان »السيطرة علي مدينة الفلوجة من خلال قتل الكثيرين من المدنيين العراقيين الأبرياء والعشرات من الجنود الأمريكيين يجعل القوات الأمريكية في موقف الخاسر أو المهزوم في المعركة رغم سيطرتها علي الأرض، كما أن الفشل في منع المقاومين من العودة مرة أخري إلي المدينة وتنفيذ هجمات جديدة ضد القوات الأمريكية ومؤسسات الحكومة العراقية الموالية لها كما يحدث الآن في مدينة سامراء التي »حررتها« القوات الأمريكية من قبل يعني أن الأمريكيين خسروا معركة الفلوجة«.
هذا التقييم الذي قدمه جنرال أمريكي بارز يجعلنا نأسف لتصريحات عربية كثيرة، أحد أمثلتها تصريح وزير خارجيتنا أحمد أبو الغيط الذي قال فيه »نأمل ألا تؤدي العمليات في الفلوجة وغيرها إلي سقوط مدنيين« بينما واقع الحال يؤكد لمعاليه أن ذبح المدنيين يتم بالجملة والقطاعي وبأكثر الطرق وحشية، بما في ذلك قتل الجرحي العزل!!
لذلك.. واستناداً إلي تقييم الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك، وإلي خبرة حركات التحرر الوطني في سائر قارات الدنيا، أستطيع أن أقرر بكل ثقة أن البيان الذي سيسفر عنه مؤتمر شرم الشيخ لن يستحق ثمن الحبر الذي سيكتب به، وأن المستفيد الوحيد من هذا المؤتمر المنعقد في منتجع جميل معزول وبعيد عن الواقع وهمومه هو الفنادق وشركات الطيران.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصــف أمـــريكا.. الآخــــر
- شامبليون ونظريات محمود سعد وفاروق الفيشاوى
- لماذا تخون الصحافة تقاليدها؟
- !تكريم وزير .. تحت الكوبرى
- العم - ســام - .. والخالة - ســـاميـة -
- مـدافـع رمضان .. ومدافع بوش وشـارون
- ثلاثية الأوهام فى - رأس الشيطان -
- ساويرس .. الآخر !
- هل يتطوع العرب لإنقاذ رقبة بوش فى العراق؟!
- الوطنى- وضع قدمه السياسية فى الجبس وقرر السير على ساق واحدة
- التليفـزيون المصرى رسـب فى امتحان الحـزب الــوطنـى
- !الحثالة السياسية
- الوصاية الأمريكية على الدنيا .. والدين !
- !سيادة الوطن .. واستعمار المواطن
- - كولن باول - منافـق .. لكننا لسـنا ملائكـة
- الطبقة السياسية اللبنانية تتنازل عن امتياز التغريد خارج السر ...
- الحجـاب الفــرنســـى .. والنقـاب الامـريـكـى
- -مقهى- ينافس وزارات الثقافة العربية فى فرانكفورت
- دروس للعرب فى الإصلاح .. من أمريكا اللاتينية 3-3
- (دروس للعرب فى الإصلاح .. من أمريكا اللاتينية (2-3


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - !الفنادق وشركات الطيران.. الرابح الوحيد في مؤتمر شرم الشيخ