أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - (1-2) الدين.. والسياسة : سؤال وقديم إجابات معاصرة















المزيد.....

(1-2) الدين.. والسياسة : سؤال وقديم إجابات معاصرة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1288 - 2005 / 8 / 16 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علاقة الدين بالسياسة.. موضوع قديم.. ومطروح علي جدول أعمال البشرية ربما منذ بزوغ الدولة حيث كان أول سؤال شغل الفكر السياسي هو: ما مصدر القانون.. الله أم الإنسان؟
هذا السؤال المركزي الذي فرض نفسه منذ قرون في كل الحضارات.. شغل المصريين بأشكال شتي في المراحل المختلفة من تاريخهم ودار حوله جدل بالغ الثراء بين فصائل الجماعة الوطنية في التاريخ المصري الحديث، وبالذات لدي صياغة دستور عام 1923.
واختلف الوزن النسبي للدور الذي يلعبه الدين في الدولة والمجتمع منذ ذلك الحين بين فترة وأخري فكان يضعف أحيانا ويقوي أحيانا أخري لكنه لم ينعدم أبدا.
بيد أن مصر شهدت موجة صعود عارمة للعامل الديني خاصة بعد هزيمة يونية عام ،1967 ووصلت هذه الموجة إلي ذرا غير مسبوقة وبالذات مع اطلاق الرئيس الراحل أنور السادات لشعاره الشهير »أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة«، وما تبع ذلك من تحالف بينه وبين جماعات الاسلام السياسي وهو التحالف الذي انتهي نهاية تراجيدية دفع فيها السادات حياته علي يد حلفائه الأصوليين.
ورغم أن الشد والجذب بين الدولة والمجتمع من جانب وبين جماعات الإسلام السياسي من جانب اَخر ليس وليد عصر السادات، بل يسبقه بسنوات وعقود فإنه اكتسب معه، وبعده، أبعادا جديدة أعطت العامل الديني قوة دافعة وسيطرة علي البلاد والعباد وتغلغلا في كل كبيرة وصغيرة وهيمنة علي السياسة والاقتصاد والثقافة وجميع الشئون الاجتماعية.
واتخذ هذا العامل الديني أشكالا مختلفة، ومتناقضة، تبدأ »بدروشة« المجتمع، ومظاهر شكلية كالحجاب والزي الإسلامي »واللحية« الخ وتنتهي بجماعة التكفير والهجرة التي تشهر السلاح في وجه الجميع.. مرورا بشركات توظيف الأموال التي أطلق أصحابها لحي هائلة ورفعوا لافتات دينية لتجميل صورة هذه الشركات التي استحلت أموال المودعين وغيرها من الممارسات التي حرصت علي ارتداء المسموح الاسلامية والتي لم تتورع عن تهديد الوحدة الوطنية في كثير من الأحيان واشاعة مناخ من الارهاب الفكري للمجتمع والمثقفين بالذات، وصل إلي حد التفريق بين استاذ جامعي وزوجته بحكم محكمة ومصادرة الكتب بما فيها ألف ليلة وليلة، واغتيال الدكتور فرج فودة ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ ومكرم محمد أحمد.
واللافت للنظر ان صعود العامل الديني بهذه الصورة الكاسحة والمتشعبة لم يحدث في مصر فقط، بل ترافق مع صعود مشابه في معظم الدول العربية والاسلامية، فضلا عن ان بزوغ الاصولية الاسلامية كان جزءاً من بزوغ عام لكل الاصوليات الدينية، مسيحية ويهودية وحتي هندوسية وكان هذا المد الأصولي مصابحا لانهيار الامبراطورية السوفيتية وانتهاء عصر الحرب الباردة وظهور معالم نظام عالمي جديد أحادي القطبية.
وفي ظل هذا النظام العالمي الجديد، واستحقاقاته التي لم تكن مطروحة في ظل النظام العالمي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام زحف »العولمة« كانت عملية التحول الديمقراطي في الدول العربية أحد الآثار الجانبية لهذه التغيرات الراديكالية في البيئة الدولية، وإن كانت لها بطبيعة الحال أسبابها الداخلية، لكن هذه الاسباب الداخلية موجودة منذ سنوات وعقود وجاءت البيئة الدولية الجديدة كعامل مساعد لتفعيلها وزيادة سرعة وتائرها.
ومع صعود عملية التحول الديمقراطي في مصر والدول العربية وفتح ملفاتها المتعددة والمتشابكة، كان طبيعيا أن يكون أحد أهم هذه الملفات هو انعكاسات العامل الديني علي هذه العملية.
وحول هذه القضية الاخيرة عقد المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية بالاشتراك مع مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية لـ »الاهرام«، حلقة نقاش بالغة الأهمية أدارها الدكتور علي الدين هلال وشارك فيها الأديب جمال الغيطاني والدكتور أحمد الربعي والشيخ اسماعيل الدفتار والدكتور وحيد عبد المجيد والدكتور سيف الدين شاهين وقام بالتعقيب الدكتور أحمد عمر هاشم والدكتور قدري حفني وكاتب هذه السطور.
افتتح اللواء أحمد فخر النقاش باطلالة علي مدي توغل العامل الديني في حياة المصريين المعاصرين، بدءاً من انتخابات النقابات، والتجمعات الحزبية، والتعامل مع البنوك والبورصة، والمساجد، وبرامج الكمبيوتر، وحتي ملابس الرياضيين، وانتهاء باستخدام الاسلام بطريقة غير سليمة لغسل مخ الشباب الذي يتم تحويله إلي صيد سهل في مراعي الارهاب.
وتحدث الدكتور عبد المنعم سعيد عن الجهد الذي بذله »الآباء المؤسسون« في معالجة هذه الاشكالية عند صياغة دستور 1923 وكيف تحدي الاخوان المسلمون التوازن الذي حرص عليه الاباء المؤسسون بهذا الصدد ثم كيف تحول العامل الديني علي يد جماعات الاسلام السياسي الي مصدر لمقاومة الحداثة عموما وبالقوة المسلحة احيانا وليس لمقاومة الدولة المدنية فقط
اما الدكتور علي الدين هلال الذي ترأس الندوة وادار حلقة النقاش ببراعة وذكاء فقد وضع القضية في اطارها الاشمل مطالباً بالتمييز بين علاقة الدين بالدولة وعلاقة الدين بالمجتمع فلا يوجد مجتمع بدون تأثيرات دينية بينما بيت القصيد هو ما هو مصدر شرعية السلطة السياسية وهل من حق احد ان يتحدث باسم الدين في السياسة.
وحذر الدكتور علي الدين هلال من التعميم عند الحديث عن التيارات الاسلامية فهي ليست كتلة واحدة وهناك من بينها فصائل ترفض الديمقراطية شكلا ومضمونا وفصائل اخري تقبلها وتقبل التعددية الحزبية وتداول السلطة.
وانتقل من ذلك الي التساؤل عن تأثير هذه التيارات بتنوعاتها الفكرية والتنظيمية علي التحول الديمقراطي واجاب علي هذا التساؤل برصد نوعين من التأثيرات:
تأثير ايجابي لبعض هذه التيارات التي أعطت بمشاركتها كأحزاب في العملية السياسية شرعية تساهم في تعزيز مناخ الاستقرار السياسي.
وتأثير سلبي لتيارات اخري طرحت سحبا من الشك حول مفهوم الديمقراطية وفي مواجهة النظام المدني رفعت شعارات »القرآن هو دستورنا« اي انها عطلت فكرة تطور الديمقراطية من الاصل وغذت شعورا في الاوساط الشعبية بان الديمقراطية قد تكون متعارضة مع الدين كما طرحت افكارا متخلفة تروج لأن المرأة ادني من الرجل والمسيحي ادني من المسلم، واستخدمت بعض هذه الجماعات العنف وعرضت الوحدة الوطنية للخطر واستهانت بمشاعر ومصالح الاقليات المسيحية وغذت المفاهيم السخيفة التي لا تكن احتراما واجبا لهذه الاقليات. ووصل الحال ببعض هذه الجماعات الي التفريط في وحدة التراب الوطني ذاته، مثلما حدث في السودان حينما قالت هذه الجماعات ان تطبيق الشريعة الاسلامية مقدم علي وحدة السودان ممهدة الطريق الي تقسيم البلاد فعليا.
اما الدكتور احمد الربعي الوزير الكويتي السابق والمثقف العربي المعروف فقد حذر من »اختطاف الاسلام« وان المشكلة تكمن في تسييس الدين واتهم الاخوان المسلمين باختطاف الوهابية وان هذا التزاوج بين افكار الاخوان وافكار الوهابية المحافظة هو الذي انجب بذرة العنف.
ثم جاءت امريكا بعد الاخوان المسلمين لتدخل بقوة في لعبة تسييس الدين واستخدام الاسلام في حرب كونية لا ناقة ولا جمل فيها للمسلمين فقد كانت الحرب بين امريكا وبين الاتحاد السوفيتي حول مصالح استراتيجية ومع ذلك صورها الامريكيون للعالم الإسلامي انها حرب دينية ضد الاتحاد السوفيتي »الكافر« وقد انساق المسلمون وراء هذا الشعار المضلل واعتبروا اشتراكهم في هذه الحرب »جهادا«.
وبهذه الخلفية التي بدأت بكارثة تسييس الدين اصبحنا نواجه اليوم مشكلة تقديس غير المقدس ولم يعد بامكاننا ان نناقش شخيا في »الازهر« او »قم« او »كربلاء« كأنهم اصبحوا جزءا من المقدس الاسلامي.. وهم بالتأكيد ليسوا كذلك.. لكن هذا ما حدث بعد »اختطاف الاسلام«.
وللحديث بقية






#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع الحال في مصر.. دون مساحيق تجميل
- الأسلحة الفاسدة
- الصحافة القومية .. سقطت فى أول امتحان
- مبارك يطبق شعارات المعارضة .. برجال الحزب الوطنى
- أهميــة العلــم.. يــا نـــاس!
- شارون يطلب مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب!
- شرم الشيخ ترتدي ملابس الحداد.. ولا عزاء للمتهاونين
- رياح التغيير تهب علي الصحافة القومية
- وزير الصحة .. مصطفى النحاس باشا!
- ! مطالبة علي الهواء باستقالة وزير الخارجية
- !من الذى شن الهجوم على لندن.... ولماذا؟
- لعنة صفر المونديال تطارد الدبلوماسية المصرية
- إيهاب الشريف : ثلاثية الحزن والسخط والدهشة
- مطلوب حوار وطني حول مستقبل صحافة تبحث عن هوية الصحافة »القوم ...
- إنقاذ السفير المصري المختطف.. كيف؟!
- تقرير الأرقام القياسية للفساد يدق أجراس الخطر
- طوارئ.. في دارفور فقط
- الهموم الأكاديمية في حوار ساخن بالتليفزيون المصري
- »إبن الحداد« أطاح بــ »شاه إيران «الجديد
- مستقبل الصحافة.. أولي بالرعاية


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - (1-2) الدين.. والسياسة : سؤال وقديم إجابات معاصرة