أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الأسلحة الفاسدة














المزيد.....

الأسلحة الفاسدة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الزمن تغير .. لكن بعض الصحف مازالت مصرة على التعامل بلغة العصور التي ولت ولن تعود، واستخدام أبجدية بالية دخلت متاحف التاريخ، وانصرف المصريون المعاصرون عن تداولها أو التفاهم عن طريقها.
وأقرب الأمثلة على ذلك التغطية الصحفية للسباق الانتخابي على منصب رئاسة الجمهورية بنفس أسلوب الحملات الدعائية والتعبوية للاستفتاءات، مع ان الفارق بين الانتخاب والاستفتاء مثل الفارق بين السماء والأرض.
صحيح أن انتخابات الرئاسة التي ستجرى يوم السابع من سبتمبر المقبل هي الأولى من نوعها عبر تاريخ مصر العريق كله، وبالتالي لا يوجد رصيد من خبرة سابقة بهذا الصدد..
وصحيح أن هذه الانتخابات جاءت إثر ولادة متعثرة لتعديل المادة 76 من الدستور، بناء على مبادرة من الرئيس مبارك استجابة لمطلب عمره عقود من الزمان رفعت لواءه الحركة الديموقراطية المصرية وضحت من أجله بالغالي والرخيص.
وصحيح أن ترزية القوانين التفوا حول مبادرة الرئيس وأحاطوها بسياج كثيف من التعقيدات والقيود التعجيزية واللاديموقراطية التي أحبطت قوى المعارضة الرئيسية، والتي هي – بحكم طبيعة الأشياء – النصف الثاني من المعادلة السياسية.
وصحيح أن مقاطعة أحزاب المعارضة الرئيسية للاستفتاء على تعديل المادة 76، ثم مقاطعة الترشيح للانتخابات الرئاسية، أعطت للانتخابات الوشيكة مذاق الاستفتاءات البائدة.
لكن يبقى صحيحاً أننا إذا نظرنا إلى انتخابات 7 سبتمبر كجزء من عملية صراعية ديناميكية متصاعدة سنجد أنها تمثل نقلة نوعية فى الحياة السياسية المصرية رغم كل الملابسات المشار إليها آنفاً.
والدليل على ذلك أن النخبة الحاكمة كانت حتي وقت قريب تعتبر الدعوة إلى تعديل مادة واحدة من مواد الدستور رجساً من عمل الشيطان. حتى أن بعض زعماء الحزب الوطني اتهموا كل من يطالب بتعديل الدستور بالخيانة والعياذ بالله. والآن أصبح رئيس الجمهورية هو الذي يعلن تعهده بالعمل على تحقيق إصلاحات دستورية تعيد تنظيم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بما يشكل استجابة لجزء مهم من مطالب المعارضة.
ومن حق الاصلاحيين المصريين أن يفاخروا باستجابة الرئيس مبارك لمطالبهم بتعديل الدستور، وأن نضالاتهم السابقة لم تذهب أدراج الرياح، وان هذا يجب أن يحثهم على المضي قدماً في هذا الكفاح الديموقراطي من أجل دعم الوعود الرئاسية بالإصلاحات السياسية والدستورية والمطالبة بتحويلها إلى واقع من خلال جداول زمنية وآليات محددة، بل والعمل على توسيع نطاقها وصياغة دستور جديد بالكامل من خلال جمعية تأسيسية منتخبة والحيلولة دون ممارسة ترزية القوانين لالاعبيهم المعهودة لتفريغ أى مبادرة جيدة من مضمونها استناداً إلى قاعدة راسخة من ثقافة الاستبداد التى تتشبث بالوجود حماية لمصالح فلكية وفساد فى حجم الجبال.
هذا هو الأفق الأرحب لحملة الانتخابات الرئاسية الوشيكة، التي حتى لو غاب عنها مرشحو أحزاب المعارضة الرئيسية ولم يشارك فيها سوى "كومبارس" الأحزاب القزمية والكرتونية التي لا تعدو أن تكون نتوءات للحزب الوطني، يجب أن تتعامل معها الصحف القومية بمنطق الانتخابات وليس بـ "بروباجندا" الاستفتاءات.
و"المبايعة" التي بدأت هذه الصحف القومية في الترويج لها تنتمي إلى عصور الاستفتاءات التي ولت ولن تعود.
ثم إن الرئيس مبارك لا يحتاج هذه المبايعات، ولا يفيده نفاقها، بل ربما تضره وتسئ إليه.
والأهم .. أن مفعول هذا الأسلوب البالي قد انتهى تاريخ صلاحيته مع ظهور الصحف الحزبية والمستقلة والصحافة الإلكترونية، وكل المنتجات الأخرى للثورة العلمية والمعلوماتية العابرة للحدود والبحار والمحيطات والقارات.
ولذلك .. فان المتضرر الأساسي من التمسك بهذا الأسلوب العقيم، الذي يشبه الأسلحة الفاسدة، هو الصحافة القومية. لأن هذا السلاح الفاسد لا يقتل خصما وإنما يرتد إلى صدر مستخدمه. وتمسك الصحافة القومية بهذه الأسلحة الفاسدة يجعلها تحكم على نفسها بالإعدام حيث تعزل نفسها عن التكيف مع روح العصر والتأقلم مع أشواق المجتمع لفتح نوافذ الحرية والإصلاح الشامل والعاجل. كما تضيع على نفسها فرصة – لعلها أخيرة – لاستعادة ثقة القارئ الذي أدار ظهره لها بالفعل.
والخروج من هذا المأزق لا يحتاج إلى عبقرية.
كل ما يحتاجه هو احترام الصحافة لنفسها ولأصول المهنة ولعقل قارئها الذي أثبتت التجربة أنه أذكى من كل من حاولوا أن يعملوا له البحر طحينة.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة القومية .. سقطت فى أول امتحان
- مبارك يطبق شعارات المعارضة .. برجال الحزب الوطنى
- أهميــة العلــم.. يــا نـــاس!
- شارون يطلب مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب!
- شرم الشيخ ترتدي ملابس الحداد.. ولا عزاء للمتهاونين
- رياح التغيير تهب علي الصحافة القومية
- وزير الصحة .. مصطفى النحاس باشا!
- ! مطالبة علي الهواء باستقالة وزير الخارجية
- !من الذى شن الهجوم على لندن.... ولماذا؟
- لعنة صفر المونديال تطارد الدبلوماسية المصرية
- إيهاب الشريف : ثلاثية الحزن والسخط والدهشة
- مطلوب حوار وطني حول مستقبل صحافة تبحث عن هوية الصحافة »القوم ...
- إنقاذ السفير المصري المختطف.. كيف؟!
- تقرير الأرقام القياسية للفساد يدق أجراس الخطر
- طوارئ.. في دارفور فقط
- الهموم الأكاديمية في حوار ساخن بالتليفزيون المصري
- »إبن الحداد« أطاح بــ »شاه إيران «الجديد
- مستقبل الصحافة.. أولي بالرعاية
- مصر والسودان
- نعم.. »ك« وريا.. وليست »س« وريا


المزيد.....




- السعودية.. فيديو قبل ليلة على وفاة -الأمير النائم- يثير تفاع ...
- واتساب يغلق قرابة 7 ملايين حساب مرتبط بعمليات احتيال، فما ال ...
- من الحانة إلى خط النهاية.. متسابق ثمل يُكمل سباق 8 كم وينال ...
- هيروشيما: ثمانون عاما بعد القنبلة الذرية ودعوات متجددة للتخل ...
- لماذا يتسابق العالم لتطوير الصاروخ -الصامت-؟
- لماذا يرفض الصينيون الحوافز المالية الحكومية للتشجيع على الإ ...
- تركيا.. فيديو محاولة حرق مسجد آيا صوفيا ترصده كاميرا مراقبة ...
- -صواريخ نووية-.. فيديو ما قاله ترامب من على سطح البيت الأبيض ...
- العراق.. ضجة بعد فيديو شجار وأحذية تتطاير بالهواء بمجلس النو ...
- فيديو مداهمة سوريين في السعودية بعملية -حية- تشعل تفاعلا


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الأسلحة الفاسدة