أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - مبارك يطبق شعارات المعارضة .. برجال الحزب الوطنى















المزيد.....

مبارك يطبق شعارات المعارضة .. برجال الحزب الوطنى


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1273 - 2005 / 8 / 1 - 04:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


المشكلة مع خطب وتصريحات الرئيس حسنى مبارك – وربما كل الرؤساء – أن "الموالاة" لا تنظر إليها سوى بعيون الرضا المطلق بينما تراها "المعارضة" من خلال النظارة السوداء فقط. وبين مبالغات "المدح" و "القدح" تغيب النظرة النقدية ويتلاشى التقييم الموضوعى ويضيع صوت العقل وسط ضجيج كذابى الزفة وهستيريا المزايدات والمناقصات .
وليس هذا مجال تحليل هذه الظاهرة الضارة ، التى تقتل روح السياسة ، وتحولها الى سيرك، كما انه ليس مجال توجيه أصابع الاتهام إلى المسئولين عن استمرارها لسنوات وعقود متصلة ، وان كانت النخبة الحاكمة تتحمل النصيب الأوفر منها بحكم احتكارها للسلطة واستئثارها بالحل والعقد ، لكن هذا موضوع أخر يستحق معالجة مستقلة .
أما موضوعنا الرئيسى الذي نحن بصدده فهو الخطاب الأخير للرئيس حسنى مبارك الذي ألقاه يوم الخميس الماضى فى مدرسة المساعى المشكورة بشبين الكوم المنوفية ، والذي نخشى ان يتعرض لنفس المصير .
ولأنه خطاب " استثنائي " فانه يجدر إبعاده عن أيدي المنافقين المحترفين والرافضين مع سبق الإصرار والترصد .
أما لماذا هو خطاب استثنائي فلأنه خطاب الترشيح لأول انتخابات لمنصب رئاسة الجمهورية فى مصر عبر تاريخها الطويل والعريق .
وأيضاً لأن هذا الترشح يأتي فى قلب جدل سياسى ساخن جداً ربما لم تعرف مصر له مثيلاً فى تاريخها الحديث .
ولذلك فان خطاب الترشح يعتبر ، من هذه الزاوية ، وثيقة سياسية مهمة ينبغي قراءتها بتمعن وتحليل ظاهرها وباطنها بأكبر قدر ممكن من الموضوعية والتجرد .
وبهذا الصدد يمكن ملاحظة – ان الخطاب لم يقتصر على إعلان "خبر" ترشيح مبارك لنفسه، وهى مسألة لم تكن مفاجئة، بل طرح الخطوط العريضة لما يمكن أن نسميه "برنامج" الرئيس فى الفترة الرئاسية المقبلة .
وقد انطلق مبارك فى برنامجه من قاعدة التذكير بـ "الإنجازات" التى حققها فى الفترات الرئاسية الأربع السابقة وأهمها : بنية أساسية متطورة ، وإسقاط نصف المديونية الأجنبية، وخلق 9 مليون فرصة عمل ، وإقامة 12 مدينة جديدة ، ومضاعفة الإنتاج الكهربائي (7) مرات والسياحة الوافدة (8) مرات ، وبناء 6 آلاف مستشفى ووحدة صحية و 50 ألف كيلومتر من الطرق ، وزيادة الرقعة الزراعية مليونى فدان ، وبناء مظلة للتأمين الصحى تغطى 52% من المصريين وتأمينات اجتماعية تشمل 18 مليون نسمة ، ومظلة للمعاشات والضمان الاجتماعي تغطى 9 ملايين أسرة ، وتطوير التعليم الذي يستفيد منه 20 مليون طالب فى 35 ألف مدرسة و 500 كلية ومعهد .
وعلى الصعيدين الإقليمي والدولى حرص مبارك على التذكير باستكمال تحرير سيناء واستعادة طابا ، واستعادة علاقات مصر العربية وإعادة مقر جامعة الدول العربية للقاهرة ، والمحافظة على "السلام" مع إسرائيل ، وإقامة علاقات مع كل الأطراف الدولية .
وليس المهم الآن أن نتوقف أمام " إنجازات " الماضى ، وتقييم مالها وما عليها . المهم هو المستقبل. وبهذا الصدد قال مبارك " اعلن أن استكمال بنائنا الديمقراطى وتعزيز الحريات ستمثل تحديا رئيسياً خلال المرحلة المقبلة " وأضاف قائلاً : " إن رؤيتي للمستقبل ستتحقق بخطوات تستكمل بناء ديمقراطيتنا خلال السنوات المقبلة ، سنحققها بمزيد من الإصلاحات الدستورية والتشريعية "
وقال " إذا ما حزت تأييد الشعب وتفويضه لولاية جديدة ، فأنني سأعمل مع مجالسنا النيابية ، من اجل تبنى التعديلات الدستورية والتشريعية اللازمة لتنفيذ هذه الرؤية ، وما تتوخاه من إصلاحات ، فى إطار حوار مجتمعى أدعو إليه وأشجعه " .
وبتحديد اكثر المح مبارك لإصلاحات " تعيد تنظيم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، بما يحقق مزيداً من التوازن فى ما بينهما ، وتعزيز دور البرلمان فى الرقابة والمساءلة، إصلاحات تحدد دور مجلس الوزراء ، توسع اختصاصاته ، وتوسع المدى الذي تشارك فيه الحكومة رئيس الجمهورية فى أعمال السلطة التنفيذية، إصلاحات دستورية وتشريعية تتيح تحقيق النظام الانتخابي الأمثل الذي يكفل زيادة فرص تمثيل الأحزاب السياسية فى مجالسنا النيابية وتعزيز وجود المرأة وتمثيلها فى البرلمان " .
كما تعهد مبارك بان تصل الإصلاحات الدستورية إلى إضفاء مزيد من الضوابط على ممارسة رئيس الجمهورية للصلاحيات المخولة إليه وفق أحكام الدستور عند مواجهة أخطار تهدد سلامة الوطن أو تعوق مؤسسات الدولة عن أداء دورها الدستورى .
كما تعهد أيضا بسن قانون يصبح بديلاً تشريعيا لمكافحة الإرهاب ، من دون الحاجة لاستمرار مكافحته بقانون الطوارئ الراهن " .
هذه هى أهم نقاط الإصلاح السياسي والدستورى التى شكلت الخطوط العريضة لـ "برنامج" مبارك الانتخابي .
وهى نقاط لا يمكن المرور عليها مرور الكرام ، فهى تمثل بالفعل نقلة ربما تكون "نوعية" فى الخطاب السياسي الرسمى . ويأتي تبنى مبارك لها ليخلق إمكانية لبناء إجماع وطنى على العمود الفقرى للإصلاح السياسي والدستورى المنشود " فى إطار حوار مجتمعى "قال مبارك انه يدعو إليه ويشجعه .
هذا أمر جديد فى الخطاب السياسي الرسمى كما نقول ويمثل استجابة للعديد من المطالب التى ظلت المعارضة – على تعدد فصائلها – تنادى بها منذ سنوات وعقود ويصنع الحزب الوطنى الحاكم أذنا من طين وأخرى من عجين إزاءها ، او يحرض أبواقه وزعانفه على تسفيهها وتشويهها .
وها هى عجلة الزمن تدور ، وما كان يستهجنه الحزب الوطنى بالأمس اصبح موضوعاً على البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك شخصياً .
وهذا فضل يجب تسجيله للمعارضة ، واستجابة طيبة من الرئيس تحسب له . وبالسبق والاستجابة تنشأ أرضية وطنية مشتركة تسمح بإحياء السياسة ودفع عجلتها إلى الأمام ، بعد طول ركود وجمود وتصلب .
وهذه الأرضية الوطنية المشتركة مسألة بالغة الأهمية للابتعاد عن خنادق "الاحتقان" السياسي التى لا توجد فى نهاية أنفاقها المظلمة سوى أشباح "المقاطعة" و "القطيعة" التى لا تؤدى إلا إلى مزيد من التشرذم والتناحر غير السوى فى معارك الغالب فيها مغلوب ، والوطن هو ضحيتها الأولى .
ولذلك.. فانه مما يبعث على الأمل، والفرح، أن يجد صوت المعارضة صداه فى خطاب ترشيح الرئيس مبارك ، أي فى برنامجه الانتخابي .
لكن هذا لا يكفى .. رغم أهميته الشديدة .. بل يحتاج الى المزيد من الخطوات .
فالرئيس مبارك أول من يعلم أن الحياة السياسية فى البلاد تحتاج إلى مبادرات غير تقليدية لاعادة بناء الثقة . ولا يجب ان يغضب إذا ما استقبلت بعض الفصائل المعارضة برنامج الإصلاح السياسي والدستورى الذي طرحه فى مدرسة المساعى المشكورة بقدر من التشكك.
ففجوة الثقة القائمة ليست مفتعلة ، بل لها ما يبررها ، ولعل المسئول الأول عنها هو الحزب الوطنى الحاكم نفسه الذى تفوق على نفسه فى إطفاء أي بارقة أمل طوال العقود السابقة، وكان آخر "إنجازاته" دوره الفظ فى الالتفاف حول مبادرة مبارك نفسه بتعديل المادة 76 من الدستور إحاطتها بكمية هائلة من التعقيدات والقيود والشروط التعجيزية والفتاوى اللاديمقراطية .
ولعل المثال الثانى الذي لا يقل سوءا هو التفاف ترزية القوانين حول وعد الرئيس مبارك الذي تعهد فيه للصحفيين بإلغاء التشريعات التى تجيز الحبس فى قضايا النشر .. ورغم مرور اكثر من 17 شهرا مازال الوعد الرئاسى معلقاً، الأمر الذي يمثل – أولاً وقبل كل شئ– إساءة للرئيس وتوسيعاً لفجوة الثقة ، وتسميماً لأجواء الحوار الوطنى .
ومن اجل استعادة هذه الثقة المفقودة فان الخطوط العريضة لبرنامج مدرسة "المساعى المشكورة"، ومع التسليم بأنها تنطوي على خطاب جديد وتطورات مهمة ، تحتاج من الرئيس مبارك فى الأيام القليلة القادمة الى طرح جداول زمنية محددة ، وتحديد آليات واضحة المعالم, بل ووجوه وعقليات جديدة .. فليس معقولاً ان يقوم نفس الحرس القديم ، الذي احتكر السلطة خلال ربع القرن الماضى بوضع السياسات الجديدة موضع التنفيذ فى السنوات المقبلة أيضا.
ومن اعتادوا على التحصن بمتاريس حالة الطوارئ التى ظلت مفروضة على البلاد والعباد ستة وستين عاماً منذ عام 1914 حتى الآن، يستحيل عليهم ان يتأقلموا مع شروط العمل السياسي "الطبيعية" بدون أحكام عرفية .
ولم يكن من باب الصدفة ان الحزب الوطنى بحرسه القديم وحرسه الجديد ظل–حتى لحظة إلقاء الرئيس مبارك لخطاب مدرسة المساعى المشكورة –ظل يرفض التفكير -مجرد التفكير– فى إلغاء حالة الطوارئ .
ولهذا يستطيع الرئيس حسنى مبارك أن يتفهم مخاوف الناس من أن يلتف ترزية القوانين حول مبادرته الأخير مثلما التفوا حول وعده بإلغاء تشريعات حبس الصحفيين، وغير الصحفيين، فى قضايا النشر، ومثلما شوهوا مبادرته التاريخية الخاصة بتعديل المادة 76 من الدستور، فيقننوا حالة الطوارئ فى قانون الإرهاب ويأخذوا باليسار ما أعطاه الرئيس باليمين.
ومن هنا يأتي التلازم الشرطى بين العناوين الكبرى التى وضعها مبارك للإصلاح الدستورى والسياسي فى خطاب " المساعى المشكورة " ، وبين إجراءات بناء الثقة ، بما تتطلبه من آليات محددة ، وجداول زمنية موصوفة بالدقيقة والثانية ، فضلاً عن تغيير تأخر كثيراً فى الوجوه التى أصابت الناس بالإحباط والملل قرابة ربع قرن!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهميــة العلــم.. يــا نـــاس!
- شارون يطلب مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب!
- شرم الشيخ ترتدي ملابس الحداد.. ولا عزاء للمتهاونين
- رياح التغيير تهب علي الصحافة القومية
- وزير الصحة .. مصطفى النحاس باشا!
- ! مطالبة علي الهواء باستقالة وزير الخارجية
- !من الذى شن الهجوم على لندن.... ولماذا؟
- لعنة صفر المونديال تطارد الدبلوماسية المصرية
- إيهاب الشريف : ثلاثية الحزن والسخط والدهشة
- مطلوب حوار وطني حول مستقبل صحافة تبحث عن هوية الصحافة »القوم ...
- إنقاذ السفير المصري المختطف.. كيف؟!
- تقرير الأرقام القياسية للفساد يدق أجراس الخطر
- طوارئ.. في دارفور فقط
- الهموم الأكاديمية في حوار ساخن بالتليفزيون المصري
- »إبن الحداد« أطاح بــ »شاه إيران «الجديد
- مستقبل الصحافة.. أولي بالرعاية
- مصر والسودان
- نعم.. »ك« وريا.. وليست »س« وريا
- مبادرة هيكل
- الانتماء للوطن.. أهم من النوم في سرير الحكومة


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - مبارك يطبق شعارات المعارضة .. برجال الحزب الوطنى