أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - المبادرة الغائبة














المزيد.....

المبادرة الغائبة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1299 - 2005 / 8 / 27 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرون لا يرون فيما يجرى على الساحة السياسية المصرية حالياً من تطورات دراماتيكية غير مسبوقة سوى " مسرحية" – هزلية أو مؤلمة.. لا فرق – لكنها معلومة البداية والنهاية وتم توزيع الأدوار بما فيها دور البطولة وأدوار الكومبارس، كما تم إعداد الديكور والموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية ولزوم ما يلزم – وما لا يلزم- لاخراج استعراض مبهر يقوم به رجل واحد ( ون مان شو One Man Show) كل المشاركين فى المسرحية ليسوا أكثر من "سنيدة" له.
وخلاصة هذا " التحليل المسرحى" للأحوال السياسية الراهنة هى انه لا يوجد جديد تحت الشمس وان جوهر النظام السياسى باق على ما هو عليه منذ عقود بلا اى تغيير حقيقى . وان كل ما يحدث ليس اكثر من " نيولوك" قد يغير " المظهر " لكنه لا يقترب من " الجوهر".
هذا التفسير التآمرى ليس جديداً ، بل لنا معه – ومنه- تراث طويل ليس هذا مجال شرحه، كما أنه ليس بلا سبب دائما بل لعل له هذه المرة أسباب كثيرة ساهم الحزب الوطنى نفسه فيها بنصيب وافر.
وتمثلت أهم " إنجازات " الحزب الحاكم بهذا الصدد فى الطريقة المتعنتة التى أدار بها عملية تعديل المادة 76 من الدستور، والشروط التعجيزية التى أحاط بها هذا التعديل والتى أعطت الحق لخصومه فى استنتاج ان الضوابط التى أصر عليها ترزية القوانين جاءت بـ "التفصيل" على مقاس مرشح الحزب الوطنى لمنصب الرئاسة .. هذه المرة والمرات القادمة أيضاً.
وعزز من هذا الاستنتاج عناد الحزب الوطنى بعد ذك فى وضع تفاصيل إجراءات الحملات الانتخابات ، ومدتها التى لا تكفى للدعاية الانتخابية حتى لرئيس نادى رياضى، ثم تلكؤه فى قبول رقابة شعبية على سير العملية الانتخابية ، ناهيك عن الرقابة الدولية ، بما يضعه موضع الشبهات وكأنه قد عقد العزم على التزوير مع سبق الإصرار والترصد.
حتى عندما تضمن البرنامج الانتخابي للرئيس حسنى مبارك نقاطاً جديدة مهمة، وبخاصة فيما يتعلق بالإصلاح السياسي والدستورى، ووعودا اقتصادية واجتماعية تمثل استجابة لمطالب شعبية، كان السجل السلبى للحزب الوطني هو أول ما أعطى المعارضة الحق فى التشكك فى هذه الوعود، خاصة فى ضوء النجاح منقطع النظير للبيروقراطية العتيدة للحزب الحاكم فى تجميد وعود سابقة للرئيس مبارك شخصا ( مثلما حدث بالنسبة لوعده بالغاء التشريعات التى تجيز حبس الصحفيين وغير الصحفيين فى قضايا النشر) وتشويه مبادرات رئاسية أخرى (مثلما حدث بالنسبة لمبادرة تعديل المادة 76 من الدستور وقوانين الأحزاب ومباشرة الحقوق السياسية ).
بيد أن الأمور تجاوزت التلكؤ أمام هذه الممارسات السلبية السابقة ولم يعد البكاء على اللبن المسكوب يفيد أحداً .
وأصبحنا جميعا – " موالاة" و " معارضة " – أمام واقع جديد يحتاج منا إلا نكرر الأخطاء السابقة إذا كنا نريد أن نخطو بمجتمعنا ولو خطوة واحدة إلى الأمام .
وهذا لن يتحقق بان يتمسك الحزب الوطنى بموقف الاستعلاء والتعنت والوصاية الذى جربه فى السابق حتى لو أضاف إليه إغداق الوعود وان يعمل البحر طحينة للناخبين .
كما لن يتحقق بان تكتفى المعارضة بموقف التربص والتشكك (فى احسن الأحوال) أو المقاطعة والانسحاب ( فى أسوأ الأحوال).
فالخطاب الرسمى، بما فى ذلك البرنامج الانتخابي لرئيس مبارك ، قد طرأ عليه جديد لا يمكن أن تخطئه العين.وهذا الجديد يمثل – فى الكثير من النقاط- استجابة لمطالب دأبت المعارضة سنوات طويلة على المناداة بها وتمسك الحزب الوطنى برفضها وتسفيهها واعتبارها من رابع المستحيلات والزعم بأنها تهدد الاستقرار بل والأمن القومى أيضا.
حدث هذا بالنسبة لحالة الطوارئ، وتعديل الدستور، وإلغاء القوانين الاستثنائية والمدعى الاشتراكي ومحكمة القيم.. الخ.
وهذا تطور جيد يجب البناء عليه والانطلاق منه لتحقيق مكاسب وإصلاحات سياسية ودستورية ابعد مدى بدلا من الاكتفاء بالتساؤل عما إذا كانت استجابة الحزب الوطنى قد جاءت نتيجة عوامل داخلية أم ضغوط خارجية، بينما المهم إنها حدثت ، ويجب العمل على تحويلها من أقوال ووعود إلى أفعال وواقع حى.
وحتى إذا كانت تجارب الماضى تعطى الحق للمتشككين فى أن يواصلوا شكوكهم فى مصداقية هذه الوعود الجديدة ، فان الأجدى هو التشبث بهذه الوعود مع مطالبة أصحابها بتحديد جداول زمنية ، ووضع آليات عملية ، لتنفيذها.. حتى لا يكون مصيرها مثل مصير سابقاتها.
وبدلاً من عمل البحر طحينة من ناحية .. وبدلاً من صناعة اليأس وتكسير المجاديف من ناحية ثانية,, لماذا لا نعمل على بلورة مبادرات قابلة للتطبيق والتنفيذ السريع من اجل إعادة بناء الثقة.
فهل هناك مبادرات ممكنة بالفعل .. وان وجدت هل هناك مكان لها فى هذا الجو العصبى المزدحم بالمزايدات والمناقصات ؟
الإجابة هى : نعم .. والتفاصيل فى مقال قادم ...



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنافقون.. اخطر أعداء مبارك
- استنساخ الكهنة!
- تراجيديا الكولونيل والشيخ
- دموع في عيون استعمارية
- (1-2) الدين.. والسياسة : سؤال وقديم إجابات معاصرة
- واقع الحال في مصر.. دون مساحيق تجميل
- الأسلحة الفاسدة
- الصحافة القومية .. سقطت فى أول امتحان
- مبارك يطبق شعارات المعارضة .. برجال الحزب الوطنى
- أهميــة العلــم.. يــا نـــاس!
- شارون يطلب مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب!
- شرم الشيخ ترتدي ملابس الحداد.. ولا عزاء للمتهاونين
- رياح التغيير تهب علي الصحافة القومية
- وزير الصحة .. مصطفى النحاس باشا!
- ! مطالبة علي الهواء باستقالة وزير الخارجية
- !من الذى شن الهجوم على لندن.... ولماذا؟
- لعنة صفر المونديال تطارد الدبلوماسية المصرية
- إيهاب الشريف : ثلاثية الحزن والسخط والدهشة
- مطلوب حوار وطني حول مستقبل صحافة تبحث عن هوية الصحافة »القوم ...
- إنقاذ السفير المصري المختطف.. كيف؟!


المزيد.....




- -لا تُنسى-.. سعد لمجرد يحتفي بأصداء حفله الجماهيري في المغرب ...
- بسبب الوضع في غزة.. مظاهرة في بروكسل للمطالبة بوقف اتفاقية ا ...
- طهران في مرمى العقوبات مجددًا.. مهلة أوروبية أخيرة لإنقاذ ال ...
- فرنسا: بايرو.. إجراءات بالجملة لتقليص الدين
- السويداء: من يقف وراء الاشتباكات وماهي الأسباب؟
- بلجيكا: مدينة بروج تتخذ إجراءات لمواجهة ظاهرة -السياحة المفر ...
- خبيران: التطهير بالضفة يستدعي محاكمة سموتريتش كمجرم حرب
- القسام تعلن استهداف ناقلة جند من طراز -نمر- شمال خان يونس
- تركي آل الشيخ يكشف عن مفاجأة في موسم الرياض المقبل
- اشتباكات السويداء.. بيان رئاسي بمحاسبة -من يثبت تجاوزه مهما ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - المبادرة الغائبة