أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - قطار الديمقراطية الذي تلكأ كثيرًا قبل دخول محطة مصر














المزيد.....

قطار الديمقراطية الذي تلكأ كثيرًا قبل دخول محطة مصر


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1303 - 2005 / 8 / 31 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سامح الله ترزية القوانين في الحزب الوطني الذين أفسدوا مبادرة تاريخية كانت كفيلة بأن تغير وجه الحياة السياسية في مصر، وأن تكون نقطة فارقة تقود بلادنا إلي أجواء الديمقراطية بعد معاناة مزمنة من الاستبداد.
وبفضل الشروط التعجيزية التي وضعها هؤلاء لتعديل المادة »76« من الدستور، والتي ترتب عليها إغلاق الأبواب بالضبة والمفتاح أمام مرشحين يعتد بهم للاشتراك في السباق الرئاسي وتمهيد الطريق - بالعكس - أمام رؤساء احزاب كرتونية لم يسمع بها - وبهم - أحد ولا يمثلون سوي انفسهم وربما عائلاتهم وأقاربهم من الدرجة الأولي.
وبفضل »اختراعات« هؤلاء تم ايضا »زنق« حملات الدعاية الانتخابية، واختصارها في تسعة عشر يومًا هي كل الفترة المتاحة للمرشح لمنصب الرئاسة لعرض برنامجه علي الناخبين في 26 محافظة في الصعيد والدلتا، تضم مئات المدن وآلاف القري والنجوع.
وبفضل نفس هذه الاختراعات تم »سلق« خطوات العملية الانتخابية بصورة بالغة التعسف وبشكل يمكن - حتي إذا ما خلصت النوايا - أن يفسد الانتخابات من أساسها ويفرغها من مضمونها ويحبط هدفها.
ورفض هؤلاء بإباء وشممم وعناد منقطع النظير - كل الاقتراحات التي طالبت باعطاء فرصة لتنقية جداول الناخبين وإعداد كشوف جديدة دقيقة، وتوفير ما يلزم كي يستطيع أكثر من مليوني ناخب مصري يقيمون خارج البلاد أن يمارسوا حقهم الدستوري وأن يدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات، وإعطاء فرصة للمصريين الذين كانوا مخاصمين لصناديق الاقتراع في ظل عهود الاستفتاء والانتخابات المزورة لالتقاط أنفاسهم ومراجعة مواقفهم واستخراج بطاقات انتخابية لمن كان لا يري لها فائدة أو قيمة من قبل.
ويقدم الزميل جلال السيد بجريدة »الأخبار« صورة واقعية لحال قطاع كبير من جمهور الناخبين، وهي صورة جديرة بالتأمل.
يقول جلال السيد: إنني اجزم بأن عددًا كبيرًا بالملايين فقد بطاقته الانتخابية ولا يعرف مكانها خاصة كبار السن وحتي لو كان حريصًا ومنظمًا ومازال يحتفظ بها فهل مازال يسكن في نفس الحي الذي استخرج منه بطاقته؟ فمثلا من كان يسكن في شبرا أصبح الآن يعمل بالاسكندرية، ومن كان يسكن بالمنوفية أصبح الآن يقيم في 6 أكتوبر وهكذا.
وبعد أيام سيكون عليه أن يتوجه إلي القسم الذي استخرج منه بطاقته الانتخابية والبحث عن اسمه في أي لجنة انتخابية ليدلي بصوته فيها، وحتي إذا كلف نفسه بالتوجه إلي لجنته الانتخابية سيكون عليه مواجهة رئيس اللجنة لعله يقبل أن يدلي بصوته دون تقديم بطاقته الانتخابية حيث سيكون موضع شك وريبة.
وفي ظل هذه التعقيدات يضع الزميل جلال السيد نفسه مكان الناخب الذي داخ السبع دوخات فيقول: »علي إيه وجع القلب والدماغ«.
ويقترح المسارعة فورًا بوضع آلية تقوم علي التصويت ببطاقة الرقم القومي وفي أي لجنة قريبة من منزل الناخب بعد أن يقوم رئيس اللجنة بوضع اصبعه في الحبر الفوسفوري الذي لا يمكن إزالته قبل 24 ساعة لكي نضمن عدم تكرار الادلاء بالصوت من أي ناخب في أي لجنة أخري، وهكذا يمكن حل مشكلة من لا يملك بطاقة انتخابية وهم بالملايين.. أما من لا يملك بطاقة رقم قومي فعليه التحلي بالشجاعة والصبر والبحث عن اسمه في أي لجنة انتخابية ليدلي بصوته أو الجلوس في منزله - كالعادة - وانتظار الغرامة إذا طبق هذا فعلاً لا قولا.
هذه الصورة الواقعية التي رصدها زميلنا الأستاذ جلال السيد تبين أن هناك »ملايين« من الناخبين معرضون للاستبعاد من المشاركة بسبب البطاقة الانتخابية.
وأن هناك حوالي مليونين آخرين يعيشون في الخارج ممنوعون من المشاركة بسبب عدم اكتراث لجنة الانتخابات.
وأن هناك عددًا كبيرًا آخر - يقدر بالملايين - سيقاطع الانتخابات أصلاً، حتي لو كان من حاملي البطاقات الانتخابية، إما بسبب موقف سياسي يستجيب لدعوة بعض الأحزاب والحركات بادارة الظهر لصناديق الاقتراع كتعبير احتجاجي، وإما بسبب السلبية التقليدية والموروثة.
ألا تمثل هذه الحقائق المفزعة تهديدًا حقيقًيا للانتخابات المقبلة، وإهدارًا لأهدافها، وتشكيكًا في الشرعية الناجمة عنها؟
وهل فكر ترزية القوانين في أن عمليات »السلق« و»الزنق« التي أصروا عليها بعناء وغطرسة يمكن أن تؤدي إلي هذه النتيجة السلبية، أم ان كل ما كان يشغلهم هو إجراء الانتخابات بأي شكل وفي أسرع وقت، اعتمادًا علي أن النتيجة مضمونة سلفًا قياسًا بالتجارب السابقة.. وعلي المتضرر أن يضرب رأسه في الحائط أو يشرب من البحر؟!
والسؤال الأهم الآن هو: هل فات أوان تدارك الموقف بعد أن وقع الفأس في الرأس ووضع هؤلاء ظهورنا إلي الحائط.. أم ان هناك وسيلة ما لانقاذ ما يمكن إنقاذه؟
دبرينا يا لجنة الانتخابات.. حتي لا يكون يوم السابع من سبتمبر موعدنا مع مهزلة ممسوخة بدلاً من أن يكون تاريخًا لاستقلال قطار الديمقراطية الذي تلكأ كثيرًا قبل دخول محطة مصر.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين لله والوطن للجميع.. أمس واليوم وغدًا
- المبادرة الغائبة
- المنافقون.. اخطر أعداء مبارك
- استنساخ الكهنة!
- تراجيديا الكولونيل والشيخ
- دموع في عيون استعمارية
- (1-2) الدين.. والسياسة : سؤال وقديم إجابات معاصرة
- واقع الحال في مصر.. دون مساحيق تجميل
- الأسلحة الفاسدة
- الصحافة القومية .. سقطت فى أول امتحان
- مبارك يطبق شعارات المعارضة .. برجال الحزب الوطنى
- أهميــة العلــم.. يــا نـــاس!
- شارون يطلب مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب!
- شرم الشيخ ترتدي ملابس الحداد.. ولا عزاء للمتهاونين
- رياح التغيير تهب علي الصحافة القومية
- وزير الصحة .. مصطفى النحاس باشا!
- ! مطالبة علي الهواء باستقالة وزير الخارجية
- !من الذى شن الهجوم على لندن.... ولماذا؟
- لعنة صفر المونديال تطارد الدبلوماسية المصرية
- إيهاب الشريف : ثلاثية الحزن والسخط والدهشة


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - قطار الديمقراطية الذي تلكأ كثيرًا قبل دخول محطة مصر