أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - المعارضة السورية و أياديها البيضاء على الثورة السورية 2














المزيد.....

المعارضة السورية و أياديها البيضاء على الثورة السورية 2


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5344 - 2016 / 11 / 15 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحد مصائبنا مع المعارضة السورية هو أنها تفكر تماما بنفس طريقة النظام , أنها منشغلة تماما بدراسة مشاكل السوريين و "محاولة حلها" , ليس على أنهم هم أيضا سوريون , فقط , بل كممثلين عن السوريين و متحدثين باسمهم , كمرشدين لهم , كقادة .. لا يوجد تصور أو مشروع حل قدمته المعارضة بكل أطيافها من مجلس وطني و ائتلاف و هيئة تنسيق و هيئة مفاوضات الخ لا يبدأ بعقد "مؤتمر وطني للقوى الوطنية أو للقوى الفاعلة على الأرض" أو قوى أخرى تضيق و تتوسع حسب الظروف و حسب أصحاب الاقتراح لتشمل أحيانا "من لم تتلطخ أيديهم بالدماء" من جماعة النظام الخ , يفترض بهذا المؤتمر أن يقرر مصير السوريين , أن يضع الأساس لسوريا مدنية ديمقراطية و علمانية أو ديمقراطية بمرجعية إسلامية الخ من الأوصاف الشائعة بين المعارضين .. دور السوريين هنا لا يتجاوز التصفيق , المديح أو الصمت و الامتناع عن النقد , و عند الضرورة : الموت أو الاستشهاد بصمت .. مقابل ذلك قد تستشير هذه القوى السوريين كل عدة سنوات أو تمنحهم فرصة الذهاب إلى صناديق الاقتراع "ليختاروا" "ممثليهم" أو "مندوبيهم" من بينها .. بالنسبة للمعارضة يبدو هذا ديمقراطيا جدا .. أيضا تعرف هذه المعارضة ديمقراطيتها بمعارضة النظام الأسدي , لم تشعر المعارضة يوما إلى أكثر من الحاجة لأن تعلن أنها ديمقراطية كي تكون كذلك , حتى لو كانت "أحزابها أو مؤسساتها" صورة مصغرة عن سوريا الأسد .. و هي تفترض أيضا أنها تتمتع بتفوق أخلاقي , ساحق , على النظام الأسدي , الذي يقتل السوريين بالآلاف , و يدمر كل شيء فعليا , حتى الأبنية الخ .. و أيضا أمام "عالم خارجي" يتفرج على مأساة السوريين , أو يشارك فيها .. و هي تعتبر صراخها و ندبها المستمر على السوريين دليلا على هذا التفوق أو ممارسة له , ألا يكفي أنها حتى و هي في المنفى , ما تزال مهمومة بهموم السوريين العاديين الذين يموتون و يقتلون , بحل مشاكلهم و قيادتهم إلى بر الأمان , من الواضح أن السوريين العاديين لن يفلتوا من أيديها مهما فعلوا أو فعلت .. كم هم محظوظون هؤلاء السوريين العاديين , الجميع يفكر بهم و يتحدث عنهم , آلامهم تنغص على الكثير من سادة هذا العالم هناءهم و رغد حياتهم , لقد أطبق عليهم النظام الأسدي و لا يريد أن يفلتهم , إنه يستمر "بالدفاع" عنهم , حتى لو كان ذلك ضدهم بالذات , حتى لو أدى ذلك إلى فنائهم , و تستمر المعارضة بالتفكير فيهم و الحديث باسمهم دون أن تيأس منهم , حتى لو يئسوا هم , أو تتخلى عن مسؤولية قيادتهم إلى بر الأمان , حتى وسط المجازر و الجحيم , إلى سوريا ديمقراطية مدنية الخ , حتى عندما لا يبقى شيء اسمه سوريا فعليا على الأرض , و يدافع عن سنتهم زعماء السنة في الشرق و العالم , و عن شيعتهم أو أقلياتهم زعماء تلك الطوائف في العالم و في كل مكان , يدافع عنهم العلمانيون و الإسلاميون , أعداء الإرهاب و حماته و الإرهابيون أنفسهم , و أصدقائهم السلطويين من كل صنف و جنس و لون يبكون و يصرخون و يتشاتمون دون توقف , كرمى لعيونهم , لا أحد من هؤلاء يريد أن يفلتهم أو يطلقهم من قبضته تحت أي ظرف , مضحين بهنائهم و راحة بالهم , و أحيانا بما هو أكثر من ذلك , في سبيلهم , لكن السوريين العاديين رغم كل ذلك الحب و كثرة أصدقائهم و حماتهم و المتحدثين باسمهم و المدافعين عنهم و المنشغلين بهم , يستمرون بالموت أو الحياة بلا أمل , ناهيك عما يمكن تسميته بالحرية .. لنعد إلى التفوق الأخلاقي للمعارضة الذي كان حقيقيا بالفعل عندما كانت تلك المعارضة في السجون , لأنها كانت تعارض النظام , سواء فعلت ذلك من مبدأ منافسته أو كرمى لعيون السوريين حقا كما تقول .. لكن كل شيء بدأ يتغير عندما بدأ جزء من تلك المعارضة , الإسلاميون تحديدا , يقتل هو أيضا السوريين و يقمعهم , وسط صمت الجزء الآخر , الليبراليون , و سكوته التام عن ذلك القتل و القمع و حتى تبريره .. لا تجد المعارضة وقتا للدفاع عن ضحايا النصرة ( فتح الشام ) و إخوتها و شركائها و لا فصائل الجيش الحر المختلفة و سائر أمراء الحرب .. رغم أن هؤلاء في الأغلب "سوريون" أيضا , "سنة" , و مؤيدون للثورة , بل في بعض الأحيان مؤيدون للنصرة نفسها .. حتى أنها لا تكلف نفسها عناء مقارنة سجون النصرة و أخواتها بأقبية الأسد المرعبة و لا مقارنة سكاكينها ببراميل النظام , في مقارنة يفترض أن تكون لصالح النصرة و شركائها , باعتبار أن قتل السوريين بالمئات أو العشرات هو تقدم حقيقي بالمقارنة مع نظام الأسد أو أن جلادي النصرة لم يبلغوا بعد المستوى الاحترافي لجلادي الأسد , الأمر الذي يفترض أيضا أن يكون لصالحهم... يمكن لنا أن نقدر المسافة الطويلة التي قطعها السوريون إذا تذكرنا مشروع عمر عزيز لإقامة المجالس المحلية في ريف دمشق في بدايات الثورة , عندما بدا أن السوريون على وشك أن يحكموا أنفسهم بنفسهم من خلال منظمات قاعدية أفقية لا مركزية و لا هرمية .. لكن الذنب ليس ذنب المعارضة في الحقيقة .. المعارضة هي مجموعة قوى سلطوية , نخبوية , تعتقد مثلها مثل النظام , و مثل كل نظام , أنها تحقق مصالح الشعب إذا حكمته , و تعتقد أن حكمها هذا هو الحكم المثالي المنشود , و أن خصومها أو معارضيها لا يمكن أن يكونوا إلا خونة أو عملاء أو مندسين , و أن قمع هؤلاء العملاء و المندسين ضروري و منطقي جدا , من الناحية الوطنية و الديمقراطية أيضا ... إذا كان من درس للسوريين اليوم فهو أن يخلقوا "ديمقراطية" لا يخلقها أو ينتجها مؤتمر "للقوى الفاعلة أو الحية" الخ الخ , "ديمقراطية" ينتجوها و يمارسوها هم مباشرة دون أن يمكن لأي شخص أو قوة , مهما كانت إيديولوجيتها أو "مرجعيتها الفكرية" أن تقمعهم و تقتلهم مرة أخرى , بكل "وطنية و ديمقراطية" , "سوريا" يملكونها هم , حقا .. تحرير الشأن العام , أو الفضاء العام يفترض أن يعني أنه سيصبح وظيفة كل سوري مهما يكن , لا وظيفة نخبة متخصصة تفترض أنها دون بقية السوريين المسؤولة و المخولة ببحث مصيرهم و تقريره ...



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلفية الأناركية للأممية الأولى
- الشيوعيون و الهوموفوبيا أو رهاب – كراهية المثليين , حوار مع ...
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي
- المعارضة السورية و أياديها البيضاء على الثورة السورية
- الناشطون بين المشهد النيوليبرالي و التسيير الذاتي للجماهير
- دماغ لينين - بول غريغوري
- نعوم تشومسكي عن سوريا : مجموعة قاتمة من الخيارات
- من هو السجين هنا ؟ - بول غريغوري ... عن حراس معسكرات الغولاغ
- نصوص لدانييل خارمز مهداة إلى حلب
- ليس دفاعا عن تشومسكي - تعليق على مقال الرفيق فؤاد النمري
- الأناركية و القومية
- نظرة تاريخية على الموقف من المثلية الجنسية في العالم الإسلام ...
- فيصل القاسم و دي كابريو و بوتين و السوريون
- لقد أنقذوا دماغ لينين
- الدم الذي لا ينتهي
- الأناركيون الروس يتساءلون : هل انتهت أنتيفا ( حركة معاداة ال ...
- من الإنسكلوبيديا الأناركية – الأناركية , الهرمية
- مقتطفات من -لماذا لست مسيحيا- لبرتراند راسل
- برتراند راسل عن اللاأدرية
- الأغبياء , إنهم يشتمون النبي محمد


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. ترامب: تغيير النظام في إيران سيخلق فوض ...
- لماذا يعد تغيير النظام في إيران أمرًا صعبًا؟ أستاذ في جامعة ...
- لماذا اختارت إيران القاعدة الأمريكية في قطر لتوجيه رسالتها ل ...
- المستشار الألماني: -الوقت حان- لوقف إطلاق النار في غزة
- مقتل 4 أشخاص بصواريخ إيرانية أصابت مبنى سكنيا في بئر السبع ج ...
- إيران: هل من بديل سياسي؟
- دوي انفجارات في إيران رغم أمر ترامب بوقف الهجمات الإسرائيلية ...
- غزة: مقتل أكثر من 50 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي معظمهم ...
- إسرائيل: لن نهاجم إيران مجددا بعد مكالمة ترامب ونتنياهو
- ماذا تفعل حين يقرر طفلك التوقف عن رياضته المفضلة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - المعارضة السورية و أياديها البيضاء على الثورة السورية 2