أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - ايام الكرمة21















المزيد.....

ايام الكرمة21


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5334 - 2016 / 11 / 5 - 10:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


سقط على وجهه من التعب،نظر الى اخر قطعة خبز كانت لديه ،نهض من سقطته ،لم يكن حال المدينة بافضل من حال الجبل ،حل الجفاف على المدينة مرة اخرى وجلب معها الجوع والقحط ،لم يعد الناس يهابون رجال الغيور فلم يعد لديهم ما يخشون فقدانه ...تطلع يوحنان الى السماء كانه يرجوها ببعض الماء ليروى عطشه ..حتى الخزان قد ضحلت مياهه،سقط على ظهره كانت السماء امامه والساحة خالية الا ممن سقطوا مثله ولم يستطيعوا النهوض ،بالامس كنت فتى فقد والده فى الهيكل ..قتل امامى ولم اعرف قاتله ولم ارى وجه امى دعونى يوحنان وفقدت اسمى الاول..الان ارجوك انقذنى من الجوع والموت..انقذنى من يد ولدا الغيور ...اعدنى الى بيت امن...وتعود لى ...سيدى ....اكان فى طريقة الى الجليل حيث الاودية ..كان يبحث عن طعام المرعى الذى ينبت من الارض ويرتحل خلفه الراعى ...كان على بعد خطوات منها رأها ...سقطت على وجهه تمرغ فى التراب وهو يقطف تلك النباتات يبتلعها فى نهم ...كان يعلم ان امامه لايزال الطريق حتى يصل الى بيت ثامار ....زوجتة الكنعانية ...كان يعلم انها منجاته الاخير رغم رفض الغيورين لزواج من غريبة الا ان يوحنان كان قد احبها ..لذا تم العفو عن ابيها وما يملك بشرط ان تكون له زوجة وتنتظره فى بيت ابيها ..لم يكن ليستطيع ان يتحدى ولدا الغيور فى العلن ....برغم انه ربى معهم عندما حمل صغيرا الى الجبل ليتعلم القتال بالسيوف وقطع الطرق على القوافل الرومانية ..وانه عرفهم صغارا الا انه لم يكن اكثر من عبدا يعيش فى وسطهم ...اقسم لهم بالههم انه لن يخون عهدهم ماداموا احياء ...ويقبلونه كواحد منهم .....كان على جبل جزريم ...كان الهيكل هناك اقترب منه ..كان يبحث عن تقدمه..وجد بعض الخبز ..فاكل ....
كان الجوع يحيط بهم فى كل مكان بسبب الجفاف لكن والد ثامار استطاع بحرصه والاحتفاظ فى خزائنه ببعض الحبوب والكروم التى تكيفهم للانتهاء تلك المجاعة ،كان قد امرعبيده واهل بيته باغلاق الابواب جيدا فلا يريد من جائع او لص ان يدخل عليهم ....من بعيد راى يوحنان السور فعرف انه بيتها ،ركض حتى يصل لبوابتها ،كان هناك عبدا يجلس خلف البوابة ليحرسها ...قفز عندما راى اخرج سيفا ليهدده كان يوحنان يعلم ان العبيد لا يجيدون استخدام السلاح فلو اجادوه لما اقتيد ثوداس واتباعه وقطعت رؤسهم فى المدينة وامام الناس ....صرخ :اتيت لرؤية زوجتى .. قل لسيدتك ثامار ان زوجك حضر .....
خافت منه ...قالت الان لم يعد لهم قوى فى هذا الجوع ..رد والدها :منذ سنوات وهم يكثرون حتى العامة يحبونهم ياابنتى ...عندما يخرج واحد منهم لينادى على الجموع يجد اذانا صاغية ..والجوع لن يبقى الى الابد ...
قالت انه غير محبوب بينهم ..رد بابتسامة :لا تعلمين الغد ..من يبقى ومن يرحل فلتدخليه الان الى مخدعك ...وسط الجبال يجلونه منذ ان خرج والدا الغيور من خلفه ولم يستطيعا ان يتخلصا الان ..الان الحاكم يريدهم هم..والحاكم يا ابنتى وان وقفنا فى وجه بعض الوقت الا انه يعود لينتصر من جديد تذكرى ان كل ما يحدث لنا عقاب لذا فالسيد معهم ويؤدبنا فلا تكونى يد تهم بيت ابيك ..بل اطيعى وعمريه فالسيد رفض ان يعطينى الصبى ليشد ظهرى وعزمى وانا بحاجة الى رجل ..وزوجك هو ذلك الرجل ...
كانت تعلم انها لن تعود لخدمة سيدتها داخل قصرها فى اورشليم وانها نبذتها بعد ان كانت خادمتها الوفية والمخلصة ،واخبار متمردون جدد من اهل المدينة يريدون الخروج على اسيادهم ،تعلم انه سيحدث له مثل كل مرة ،وهذا ما يشعر بالفخر نوعا فهى تنتمى للاناس اقوياء حتى وان كانت مجرد عبدة فهى من نفس الجنس ..نفس الجنس ..ميتراديس كان دائما ما يرددها على اذنها وهى صغيرة ولم تعنيها سوى الان ،ترمقها بقية نساءهم بغضب ..يكرهون وجودها لكنها لاتبالى سوى به ...فى تلك المرة شعرت بالخوف عليه فى المرات السابقة كان هناك كهنة يعاقبون مع المتمردين بتهمة التحريض على الشغب ،لكنها تعلم انه يكره العنف ..تذكرت سيدها كلهم غوغاء ولا فار بينهم ما بين كبير او صغير يسارعون للعنف والتمرد حتى باتوا مصدر قلق من تحريض على العنف من المدن المحيطة بهم ...كانت سيدتها تقلق بشان بومبى السيد الصغير الذى صاهر هو ايضا الحاكم وفى طريقة الى روما ربما اذا حدث شغب سيكون على راس الجند فى فض التمرد ...لم يخطر على بالها بومبى حينها بل بتلك المراة الشابة التى تراودها فى احلامها منذ الصغر وان كانت ملامحها غير واضحة الا انها تعرفها جيدا ،ولكنهاهناك بالاسكندرية حيث يفصلها البحر ،فى مرة فى بيت الخوص على اطراف المدينة سالته كيف يذهبون اليها؟...ابتسم لها سالها هل تودين الذهاب الى هناك؟ردت بابتسامة نعم انها موطنى انا من هناك ....امى هناك ...هل نسافر من هنا ...نظر لها :وانا من هنا تلك المدينة هى لى وابى من هنا ولا يمكننى تركها ...
من اعلى الجبل وقف يتطلع الى الشمال حيث هناك "اورشليم "،اغمض عينه تنفسها،حث عازر قدمه على استكمال طريقها نحو وادى شعير وسهل شارون ،كان يحلم بان يرى البحر حلم به ،منذ ان اجبر على ان يعيش فى الجبال حرا بدلا عن مدينة يعيش فيها عبدا....لكنه كان عبدا لولدى الغيور وللغيور نفسه لسنوات طويلة والان انتهى....قتل الغيور وولديه ،نسى الجوع ،نسى المدينة ،اراد البحر ليرحل،سينسى تلك المدينة ومن قتل ومات ..ومن باعوه فى السوق لم يعد يهتم لامرهم ..هاهو البحر يقترب منه ،سقط على وجهه امام وضع الماء فى فمه ..لم ينفر من طعمه المالح بل تجرعه ،كان يشرب الخمر لينسى العطش حتى نفذ منه ...
كان العابد يلقى بشباكه قريبا من الشط ،فى المساء سيعود ببعض الطعام لاولاده ..اقسم لهم بالاله انه سيحضر معه سمكا اليوم وغدا يبخرون امامه فى المعبد ،نظر له ابن عمه بازدراء منذ ان تهود ولم يعد يتحدث اليه مثل السابق وعندما علم بالقتل الذى حدث مع مشاغبى الهيكل حزن ....تعجب عابد فهنا فى السامرة لا يحدث مثل هذا ..لكن بعض اليهود منذ فترة قاموا بقتل بعض السامريين ....كان يعلم ان اهله يريدون انتقام لابناء عمومتهم الابرياء الذين قتلوا ..كان مشايخ السامرة يجتمعون معا فى مجلس ليحددوا ماسوف يحدث ...لم يكن هناك يهود يعيشون وسطهم الا متهودين قله ...منذ ان ذهب للهيكل واحب من بناتهم ...ابتسم وهو يسحب الشبكة الثقيلة بالسمك الصغير ...سيحضر بعض الاقمشة الجديدة لاجل دينا"
جذب الشباك الى القارب ..سمع صوت لهاث التفت الى الخلف ..كان رجلا فى اواخر العشرينات ساقط على وجه بالقرب من الماء..قفز من قاربه وحمل راسة ..ادار وجه نحو السماء ..حمله على التنفس..شهق فتح عينيه ..انتصب ..سعل بشدة ....حمله على السير ..سار به فى دروب ضيقة ..كان يلمح اللون الاخضر يطفو من حوله من بعيد ...تبسم واغمض عينيه ....كان يسمع اصواتهم ..صوت الرجل الذى يحمله ويضعه على فراش مرتفع ..تاوه ..لقد اعتاد جسده على ملمس الارض وخشونتها ..كان هناك غطاء وليس عباءه شعر بالدفء ..سقط فى سبات ...
جلس حول الطاولةوبجواره زوجتةوصغارهم ..سالته عن الغريب ..قال لها سيحضر له فى الغد المداوية بالعشب لتراه ..كان الصغار ياكلون فى نهم ...ابتسم قال لها ساذهب لابيعه فى "تاريكى "يصلح للحفظ فى براميل سنحظى ببعض الدراهم ..سنقدم للاله ..ربما ذهبنا الى مرج ابيك ....
فتح لعازر عيناه ..لمح المراة وهى تضع العشب المطحون على جبهته ..انتفض ..ابعد يدها عنه نظر لها بنفور ....تراجعت ...نظر عابد له :اطمئن انها تداويك من جروحك ....
ما اسمك سأل عابد ؟
اجاب اسمى ......اسمى سمعان ..من اورشليم
علمه كيف يلقى الشباك ..جلس سمعان على طرف القارب ..وجلس عابد على الطرف الاخر ...اخبره انه فلاح وهرب من وجه جنود الحاكم بعد ان قام المتمردون بالشغب فى المدينة فقتلهم حرس الرومان ..اخبره ان عائلته قتلت لانها فى ذلك اليوم ذهبت للهيكل ..نظر له عابد بأسف :هنا ايضا يوجد هيكل ..اذهب لجزريم ..هناك لن يضايقك احدا نحن هنا لانتشاجر مع الحرس ..كلا منا لديه معبده ...اليس كذلك ؟...



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانهمى الاخيرة
- بانهمى13
- بانهمى14
- بانهمى12
- بانهمى11
- بانهمى9
- بانهمى10
- ايام الكرمة20
- بانهمى7
- بانهمى8
- عندما رسب توفيق الحكيم فى النظام التعليمى
- بانهمى6
- نعمة الاخيرة
- بانهمى5
- بانهمى4
- نعمى12
- بانهمى3
- بانهمى2
- نعمى11
- بانهمى 1


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - ايام الكرمة21