أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - نعمة الاخيرة














المزيد.....

نعمة الاخيرة


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5321 - 2016 / 10 / 22 - 10:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


انا الان فى طريقى الى هناك لو صديقتى كانت هنا لاخبرتنى اننى مجنونة وبحاجة لرؤية طبيب فى الحقيقة انا ارى طبيبى منذ سنوات منذ ان عدت هاربة بمفردى وتركت زوجى وابنى هناك فى بلاد الثلج بمفردهما دون ان اترك من خلفى حرفا واحدا حدث هذا فى صبيحة اول يوم دراسى لابنى حازم فى صفه السادس اوصلته صباحا بسيارتى مثلما اعتاد واتجهت الى البيت حملت حقيبتى التى اعددتها بعناية بعد ان سافر رشيد ليلقى محاضرة فى ندوته عن الشرق الاوسط ..راقبت يدى المتورمة بعد ان تعمد اغلاق احد الادراج عليها حتى اصرخ فلم افعل ..اعلم ان نعمى ماتت سأعود حيث المدينة القاهرة بلا نعمى ولا نعمة واخواتها ولا قصة سليمان الذى سحر ابى من خلفه ورحل ..استأجرت تلك السيارة لانى لم اعد استطيع القيادة بيدى ..لايزال الطريق مرهق وطويل سيارات مكدسة طرق غير مرصوفة اراقب الحيوانات والفلاحات فى الاراضى على الجانبين هل تغيرت حياتهم عما كنا فى السابق لايبدو,,قديما قالوا لنا ان جدى الاكبر كان من الرحالة الكبار وانه لم يمقت فى حياته اكثر من الفلاحين وان لعنة اصابتنا حتى نزرع الارض ونمث الى جوارها ترى كيف كنت سأبدو اذا كنت بدوية تتجول خلف راعى او ترى اغنامها وتعيش وسط الصحراء مع الذئاب والثعابين وتنام الخيام ولاتخشى هبوب الريح..هل كنت حينها ساتخلص من نعمى واحظى باخرى تحبنى بدل تلك ..لما كرهتنى الى كل هذا الحد وضحت بى ؟ لم اعرف اجابة كلما اشتد بى الامر لعنتها فى سرى ثم بصراخ مرتفع غيرمهتمة بمن يتطلع لى من حولى يرددون مجنونة لا باس لقد استطعت ان احيا برغم كره نعمى لى..تصطدم راسى اشعر بالدوار لااتذكر ان الطرق كانت بهذا السوء كيف كنت اسير فى الاراضى غير المرصوفة ..كانت صورة كبيرة معلقة على مدخل قريتنا رايتها من قبل كانت مرسلة لى عبر الايميل انها لمنصور ولد جليلة الذى مات هناك وسط النيران احترق جسده باكمله ..مات دون ان يعلم انه يشبه جده كثيرا ربما اخبروه ولكن لالا جليلة لم تكن لتتحدث عنه ابدا..
كما هى تجلس ممددة على اريكتها تراقب كنت اعرف جليلة اكثر من الاخريات بل هى فقط من عرفتها كنت على بعد خطوات منها راسها ارتفعت قليلا حدقت بعينى عرفتنى ..
كانت فتاتاها يحضرن ما تبقى لديهن من طعام العزاء وضعن طبليتهن حرصن على كل شىء كما لضيف اعتقدوا اننى صحفية او موظفة جئت اخبرهم عن موعد استلام معاش منصور واموال الشهيد التى استحقها يقولون انه مات واقفا مع زملاء اخريين علمت ان هناك فتى اخر من البلدة رحل اسمه سعيد ..
راقبت هالات الفتاتين السوداء وهن يراقبن جليلة لم تحرك عيناها عنى ..لم اكن نعمة التى هربت منذ عشرون عاما واكثر بل اخرى قريبا ربما تصبح جدة لفتاة او فتى لن تعرفه وابن هجرها ليعاقبها على هجرها لانه لم يفهم الخوف بعد كل تلك السنوات لاتزال عيونك مثلما كانت دوما يا جليلة ..لمحت اندهاش الفتاتين انسحابهما سريعا..
اين الباقين ؟سألت
جليلة انها انا نعمةاتذكرين من قبل قلت سأعود ..اعرف ربما تاخرت ولكن حدث الكثير لم اكن بمصر وعندما عدت كنت متاخرة ..حسنا لا ارى زوجك اين هو ؟
كانت تحدق بى ولا تجيب سمعت احدى الفتاتين من بعيد تهمس انها لم تعد تتحدث بعد المرحومة ..رددت كلمتها الاخيرة بحدة وكأنها تلومنى لااعرف لما شعرت بانى مسئولة ربما لو جئت مبرا لساعدت حنان هل كنت لامنع الموت عنها ..كلانا انا والبنات يعلم ان جليلة من حملتها على الرحيل انا اعلم عينى جليلة ونعمى كلاهما بداخلها
همست لما فعلت ذلك ان كنت احببتها كل هذا الحب؟
ردت ببطء:انها ..ابنتى
اعلم لم ارها اكانت تشبهك ام تشبهنى ؟ابتسمت لم تبادلنى الابتسام
نعمى زارتها اختارتها واخدتها منى
لاحظت اننى نسيت حتى لكنتنا اصبحت امراة من اللواتى اكرههن متكلفات لم انسى انى ولدت هنا فلاحة
عمرها انتهى ياجليلة نعمى ماتت
نعمى مامتتش نعمى لسه عايشة هنا .اشارت لقلبها وعقلها
نعمى نفحت فيا روحها من زمان وانا بخبى وادراى عرفاش سيبته ليه ..تطلعت الى دكان نصحى البقال
واكملت عشان متاخدوش منى هتاخده زى اى حاجة حبتها محبتش اكثر من منصور وراح وحنان كانت انا يا نعمة وخدتها امك ..بتكرهنا كدة ليه مش هى دى امنا مش زى كل امهات الدنيا ليه مفتحاش بيتها لعيالها ليه يا نعمة..
صدقينى بره مش امان لو كنت قدرت كنت رجعتلك يا جليلة ابنى هناك مش هشوفه تانى معوزنيش وانا مش نعمى قالوله سيبته وانا مسبتوش مسمعنيش يا جليلة .
عايش يا نعمة لو منصور كان بعيد ويعيش خدوه منى للموت هناك هناك كان بيته دورين طوب احمر شقا سنينى بنتهمله عشان يتجوز كانت حنان هتكون هناك كمان مع جوزها...اخدوه منها هو التانى مكنش ينفع تعيش يانعمة مكنش ينفع كان لازم تموت وتحصله قبل ما تفضحنا ..
سافرت ورجعت ولسه الناس
عارفة لسه مينسوش نعمى من سنتين راحوا الباقيين حتى بصيرة راحت كمان كانت امى يانعمة زى ما كنت امك.
تجولت فى قريتى ابحث عن تلك الشجرة التى اعتقدت انها ماتت وجدتها قوية ضاربة فى الارض رأيت فتاة تبكى الى جوارها سمعت صوت انها الشجرة تنادى من بعيد ارتعشت ..نعمة..نعمة .



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانهمى5
- بانهمى4
- نعمى12
- بانهمى3
- بانهمى2
- نعمى11
- بانهمى 1
- نعمى10
- نعمى9
- نعمى8
- نعمى7
- ايام الكرمة19
- نعمى6
- نعمى5
- نعمى4
- نعمى3
- نعمى2
- نعمى1
- متى نتحرر؟
- ايام الكرمة18


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - نعمة الاخيرة