أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ايام الكرمة18















المزيد.....

ايام الكرمة18


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5298 - 2016 / 9 / 28 - 11:13
المحور: الادب والفن
    


اسدلت البرقع على راسها واخر على وجهها ..تاكدت ان لا احد يراها ثم اسرعت بين الحوارى الضيقة ،كان الوقت قبل الغروب ،تعجلت مخافا ان يحل الظلام ،اذا اغلق البيت ولم تعد ستطلق ولن يدفع لها نفقة ولن يسمح لها برؤية اولادها مرة اخرى ..كانت ام يوسف تعلم كل هذا لكنها لم تستطع ان تنسى ان لديها ولدا مفقود ولم يمت ،كان الباب نصف موصد ينتظرها دخلت بيت ماريا المشعوذة سريعا ،فى المرة الاخيرة اخبرتها ماريا ان اعين الجيران تراقبها ونسوة الحارة يكرهنها ويقلن انها سبب الخراب الذى يحدث كل فترة على راس اورشليم ...
ارادت ان تسالها عن رقية اخرى ولكن ضد زوجات زوجها ،كان زوجها يكرها خافت من الطلاق ..لن تستطيع ان تبقى لتتسول او ان ترفع برقعها فى هذا السن ..سالتها عن عودة الغائب فاكدت لها انها ستراه عما قريب ..
رحل بيلاطس الحاكم وجاء باخر لكن الحارث لم يعد قلبه لمريم رحل عنها وصار مع اخرى ..حتى انه نبذ اولادها وابعدهم عنه فى المراعى البعيدة واعطى اولاده الاخريين الحقول وقوافل التجارة ....اقترب العيد نفطلبت ان تكون من القافلة الى اورشليم ارادت ان تذهب الى بهو النساء بالهيكل وتقدم نذورها المتاخرة ...كانت تعلم بامر ماريا اليهودية ولم يكن امامها من سبيلا اخر ..فى الطريق تاكدت جيدا انها تخفى تماثيل زوجها معها ..
كورثوبانوس اه كورثوبانوس ...ليتك ما رحلت ...كرهت ماريا الليل فهو يزيد الاشواق ولا يبددها ..كانت تعلم ان عيون النسوة المحيطة بها ستظل تحاوطها تنتظر الفرصة حتى تنهشها كما فعلت مع اخريات واخريين اتهموا بالسحر فكان جزائهم الموت من العامة..لم تكن ماريا تقدم سحرا او تعرفة ...ما عرفتة فقط هو تسكين الالام مهنة اجادتها وبرعت فيها زمن ..احبتها ولم يتركوا ذلك الحب يمضى دون منغصات ...مثل حب كورثوبانوس ..لم يكن مثل حزقياس لم يجبرها ..معه علمت ان ما شعرت به من حزقياس لم يكن الا خوف لم تعرف الحب سوى معه ..معه لم تكن لتتهم بالزنى او ترجم لم تكن لتخاف لانه سيقى معها ويحميها ...للكنها نسيت انه حارس فى النهاية عندما يامر بالرحيل يرحل مع حاكمه الى المنفى ليحرسه ..لم يكن ليتخلص من وفاءه لسادته ...قال لها الغال لم تعرفها ..لم تعرف سوى اورشليم والهيكل ..ماعدا ذلك لم يكن يهم ...كان هناك الكثير حولها من انساب مختلفة لهجات وبطون ..لكنها انتمت فقط لبطن ابراهيم وابناءه ..لم تحب ماعدا ذلك لكنها لم تهاجم اى منهم لم تكن تهتم اذا رحلوااو بقوا والرومان اذا رحلوا..كان دائما هناك رواق لهم ورواق اخرا لابناءجلدتها ..ودائما ما كانت اروقة النساء فى الخلف لذا لم تهتم كثيرا ...صنعت رقية ..سعدت صاحبتها واعتقدت ان الحظ معها تزوجت وانجبت واخرى شفيت واخرى واخرى ...من تاذى لا احد ..لم تقدم لمنحوت فلا لا يتركوها ....لم منعت من صحبة كورثوبانوس ...كان بيت فى نهاية حارة اليهود الضيقة مكونة من غرفة واحدة ملاذها الاخير ....لكن الاعين اصرت على متابعتها .....سمعت عن المخلص وانتظرته مثلهم كان هذا الاعلان هو خلاصها الوحيد من ايديهم ..فى منتصف الليل سمعت خطوات كثيرة تاتى وتركض ..سمعت عويل قادما من بعيد ..اقتربت لتسمع ..كانت اعدت نفسها سابقا ووضعت لها سلم داخلى عكس بقية البيوت من حولها الى العلية منها يمكنها ان تركض على اسطح البيوت المجاورة علها تنجو من ايديهم فى النهاية لكنهم لم ياتوا قبالتها بل مروا من عليها صوب البيت الاخر فى طرف الحارة ..كانوا جنود رومان ..سمعت صراخ نسوة البيت وهم يسلبونهم الصبيه ..كان همس النسوة يرتفع باسم ثوداس " سمعت من ام يوسف ان هناك مخلص جديد ظهر فى اورشليم وبعض البيوت الفقيرة تتبعه لكنها لم تعلم لما يتبعه الرومان ...فى الصباح اتت لها خادمتها قالت لها ان فادوس الحاكم ذاته يريد راسة ...حكت لها كيف هبط العديد من اهالى اورشليم من الهيكل عندما اخذ يصرخ فيهم فى بهو الهيكل ،قالت انها شعرت بالخوف رات مخلصين واتباع يقتلون من قبل ..اخبرتها ان لا عائل لها بعد موت زوجها وابنها الوحيد مريض يعيش على الطعام الذى تعده لها واذا رحلت يموت ...قالت ان شباب يخرجون من خلفه ويسلمهم السلاح همست يبدو ان زيلوت ايضا يا سيدتى ..كانت ماريا تنظر من نافذتها الوحيدة تراقب الطريق مثل الجميع ..ارادت ان لاتخرج ام يوسف وتاتيها فى مثل هذا الوقت ..حينها ابتلعت ام يوسف ريقها كانت تقف فى صحن بيتها الواسع تنظر الى زوجها وولديها وهم يتجهزون فى طريقهم للانضمام الى ثوداس ،كان يدعو الجميع لحمل السلاح واتباعه وبه ستخلص اورشليم من حكم الرومان وستنجو نفوسهم دعاهم الى اتباعه الى نهر الاردن من هناك سيشق لهم طريق العبور من جديد وسياتى الرومان ويحل الحاكم محل الفرعون ....كان والديها دون العشريين ذهبوا خلف زوجها تاركين لها زوجتين شابتين ،احداهم تنتظر مولود ..وابنتان عازبتان ، تاركين لها الصبى الصغير اصغر اولادها ...تحصنت فى بيتها تنتظر عودتهم وترقب الاخبار التى انطلقت مثل النار فى الهشيم ..كانت القوة الرومانية المرابطة فى اورشليم بجوار الهيكل صغيرة الحجم فاستطاع متمردى ثوداس التغلب عليهم ..عمت الفرحة على اهالى المدينة كانوا يخافون من الرومان ويكرهون وجودهم ..عندما فاز المتمردين تشجع بقية الاهالى ووقفوا خلفها وخرج الشباب الصحيح لينضم اليه ....قال لهم اتبعونى ولنذهب للاردن فيتبعنا وتكون نهايتة ...تنبأ امامهم فتبعوه ....رحل الرجال المتمردين من المدينة تبعهم المنضمين اليهم من الاهالى الى الاردن ..حملت ام يوسف بناتها وابنها الصغير حتى مدينة اجدادها القديمة وسط حقول الكروم اختبئت ..طارت الاخبار فادوس يحاصرهم ...تذكرت ما حدث ليوسف ارادت ان تردد بعض الصلوات التى كانت ترددها فى الماضى ونسيت بعضها ..قدمت نذور ان تترك احدى بناتها فى الهيكل اذا كتب لهم النجاة ....نامت ليلتها ..صوت عويل العجائز ايقظها ..ركضت نحو الباب فتحته على مصراعيه ..كانت اخبار حصار فادوس لهم عند النهر على لسان احد الفاريين تتناقل بين كل بيت ...لم يكن امامهم سوى معاودة الهرب ...لكن الجنود كانوا اسرع حاصروا الطرقات حتى يسقطوا المتمردين ..وضعت برقعها على وجهها امرت بناتها الا ينظرن الى الجثث الملقاه ويمضين عليها ...كان ابنها الاصغر يسير خلف منهم هى تحميه ربما شكوا فى امره ...استسلمت العجائز والنسوة والصبيه الصغار بعد ان علمت ان الحاكم امسك وقتل من قتل لم يكن هناك سوى الاستسلام لاتعلم اين زوجها وولديها امقتولان ام اسروا ..ام فروا هاربين ...جلست النساء والصغار فى الساحة المدينة الضيقة رافعين رايات السلم ..لكنها فوجئت بالجنود ياخذن البنات اسيرات ...كانت تنوح وهى ترى ابتها الصغير اسيرا فى طريقة الى رومية وبناتها عبدات ...لطمت وجهها ..سقطت عند قدمى الحارس الرومانى ان يفك وثاق ابنها ولياخذ الكروم والمال والتجارة ..القى بها بعيدا عن وجهه ....
من بقى منهم عاد هائما على وجهه ،منذ اشهر خرجوا معتقدين ان سنوات الجفاف والتشتيت والتذلل للامم التى دامت دائما منذ ان استيقظوا على تلك البقعة من الارض يسمعون فيها عن حكايات اجدادنا لهم كانوا ابطالا عظام بنوا وشيدوا فيها مدنا وحاربوا وانتصروا على من حولهم ،اخطئوا ولا يزالوا وعوقبوا وتأدبوا ثم عاد كل شىء على ما يرام ....ام الان فلا لم يعد شىء مثلما كان سابقا ،يقولون لهم فى الصباح والمساء فى الاعياد انه سياتى ،نعم سياتى ،ملك على جحش ،نعم ولكنه سيحارب مثلما فعل اجداده مثلما قيل لنا...وهاقد اتى واحدا ثم الاخر وجميعهم رحلوا ....وعدت انا مع من عادوا ..تخطيت على جثة اخى وابى وعمى وابن عمى ..وكل من عرفت وكل من احببت ،وقالوا النساء سبايا ،شقيقاتى وربما خطيبتى ايضا لم تنجو ...مالذى جنيته انا خاطئا ..انظر اليك فاخبرنى عن جرمى او خذنى اليك وارحمنى ما عدت اطيق او احتمل ..نشأت احفظ فروضك وصاياك اتبع ..كلمات انسخ ،اصحو وانام على كتاباتها ،صارت لى كالحياه ..بل هى حياتى فعلا ،كاتب انا فى اخر رقه جلد باقيا وجدتها وسط دماء ...دماء كاتبا اراد ان يخلد تلك اللحظة باصابع يده ..وان تنقل باسمه الى الاجيال اللاحقة وهى يصف لهم لحظة رؤيته للشق الثانى للمياه ،كان يجول وسط الحشود وكانة يحفظ ملامحهم ،ليكتب عنهم تلك المره ،شعر بالزهو ..وصف المخلص ومن خلفه ،لا يعلم من اين اتى ولكنه تبعه،كان الوحيد الذى استطاع ان يكمل درس الشريعة مع معلم خاص ،اصغر اخوته الذين ولدوا فى ايام قحط حكمت على بعض منهم بالعبودية وعاد من عاد وضاع منهم من ضاع ،لكنه ولد وعاد موسم المطر معه ،كان الاثير لدى اهل بيته لذلك ،تفائلوا بوجوده ،زاد الخير فاحضر له ابوه معلما خاص له ليتعلم الشريعة والقانون ،لكنه اراد ان يصير كاتب ،تميز بخطه الجميل تعلم اللهجات التى عمت كنعان واجاد الارامية ،حاول ان يتعلم لغة الاجداد القديمة لكنه لم يعثر على اثر لها ،كبر وعمل فى مجلس القضاء كاتبا ،كان يجلس فى المحاكم والاجتماع يدون بخطه ما يحدث بدقة متناهية تعلمها من نسخه الكلمات كلمات التى قالها الانبياء وظل الاجداد يرددونها شفاهية حتى تمت كتابتها ،عندما سمع به ثوداس يطالبها باخراج السيوف والاستعداد ،لم يكن لديه سيف ...بل ريشة وحبر ورقع جلدية سحبها من خلفه وودع اسرته قال لهم انه ذاهب لكتابة التاريخ .....او ما سيصير تاريخ .....كان يتبع الحشود ..فقراء بائسون خرجوا يبحثوا لهم عن الخلاص ...حمل غلمانهم السيوف ...سيوف تعلموا صناعتها لكنهم لم يحابوا بها منذ قديم ..من حمل سيفه تلك اللحظة تعلم كيفية استخدامه عبر حكايات الاجداد التى سمعها ....قال لنا انتظروا انه فى اليوم الثالث ،جلسنا عشرة عشرة فى مجموعات صغيرة نتناول الطعام الذى تشاركنا فيه ...وكان الصباح الثالث ....قال لنا هانا ساخذكم نحو العبور هيا فلتتقدموا خلفى الصبيه والشباب شيوخ الرجال فليتبعونى ام الاطفال والنساء فلينتظروا فى الخلف ......



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايام الكرمة17
- القلعةوالمقدام 39
- القلعةوالمقدام 40الاخيرة
- القلعة والمقدام 38الفصل الحادى عشر القلعة
- قدر
- ايام الكرمة16
- ايام الكرمة15
- لمن نكتب؟
- القلعة والمقدام37
- القلعة والمقدام38
- الطائرة الورقية 11
- الطائرة الورقية 12
- ايام الكرمة14
- القلعة والمقدام 36
- القلعة والمقدام 35
- الطائرة الورقية10
- ايام الكرمة13
- ايام الكرمة12
- القلعة والمقدام 34
- الطائرة الورقية 8


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ايام الكرمة18