أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ايام الكرمة13














المزيد.....

ايام الكرمة13


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5279 - 2016 / 9 / 8 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


ارتدى اللباس الابيض من الصوف ..اقترب رئيس الكهنة ومسحه بالزيت،وقف ببهو التقدمات ليقدم منها ثلاث ..ثورا وكبشين ..مزج الزيت بدم الحيوان الثالث ..مد رئيس الكهنة يده يمسح بها اذن شماى اليمنى وقدمه اليمنى ..ثم دهن يديه وفخديه بمزيج من شحم الكبش ..وما تبقى من الذبائح القت فى محرقة الهيكل تقدمة ...
ارتفع لبهو الكهنة ..تقدم جموع صلاة الغروب "مبارك انت ايها الرب الهنا ،اله ابائنا،ابراهيم واسحاق ويعقوب ،القدير ،المتعالى ،الذ ى يظهر رحمه واحسان،وخلق كل شىء،الذى يذكر اعمال التقوى التى عملها اباؤنا ويشاء بمحبة ان ياتى بمخلص للابناءه من اجل اسمك اسمع ايها الملك،المعين ..المخلص ..الترس ..مبارك انت ايها الرب ترس ابراهيم "فيردد الجمع من خلفه "امين"
اغلقت العجوز ابوابها جيدا ياتى المساء ويحمل معه الخوف القديم ..ماذا اذا اكتشف احدا امرها او تعرف عليها ستعود مطاردة من جديد لكنها لم تعد تحتمل الهروب سيمسكون بها وتحاكم تلك المرة ،كل ليلة ترى نفس الحلم وتستيقظ فزعة من الظلام ،تركت مصباحها مضاء جوار فراشها طوال الليل خوفا من ضيف ثقيل ياتى ليقبض روحها فى المساء ،تعود لتغمض جفونها "ماريا ..ماريا هيا اخرجى واجمعى الكرمه مع امك تبتسم لوالدها وتركض نحو امها تساعدها فى جمع الكروم من حقلهم ..منذ ان استيقظت للمرة الاولى فى هذا العالم وجدت نفسها محاطه بالكروم فى بيت كبيرا مكون من ثلاث طوابق تعيش بداخلة العائلة فى الاسفل يعيش جداها وهم يحصلون الطابق الثانى ام عمها واولاده ففى الثالث ...تنتظر العيد فيقوم والدها واخيها بذبح الخروف ،ووضع ايديهما عليه ،كانت العلامات توضع على عتبات البيوت قيل لها ان هذا هو ما حمى الاجداد من موت البكور ،فتجلس على طاولة منفردة مع اخواتها العشرة وابناء عمومها العشرة الاخريين على طاولة اخرى ليتشاركوا فى خروف الفصح ،وكلما تذكرت ذلك الخروف الذى كانت تراقبه لاشهر وتلقى له بحبات الكرم وتهرب تتخيله يبتسم لها ،يوم ذبحه جلست تبكى فى غرفتها وبختها امها وهددتها بالعقاب اذا راها احدا تبكى مجددا..صمت خافت ان تزوجها مثل شقيقتها الكبرى من صاحب حقل كرمه بجوارهم اتى ذات صيفيه وتزوجها مع حلول وقت الحصاد ..فى يوم اربعاء ..وكانت تبكى لم ترد ان تترك اخواتها ارادت الركض واللعب وسط ازهار الحقل وجنى الكرمه معهم ..ابتسمت لها امها سيكون لك غرفة بمفردك وحقل مخصص وسناتى لنراكى هناك هيا يا ابنتى لا تخذلينا وتعكرى صفو اباكى وجدك ..امسكت الصبيه عن البكاء ..احتضنت ماريا فقد كانت المقربة لديها بشدة وعدتها ماريا ان تاتى اليها ويقطفا ثمار الكرم سويا لكنها لم تاتى ولم تنفذ ماريا وعدها ..فقد رحلت الشقيقة بعد شهور بعد شهور اكتشفا والديها ان ذلك الزوج لا تعيش له زوجات..كانت الفتاة السابعة التى يجدونها ميتة فى فراشها فى اليوم التالى صباحا ،استشاط والدها غضبا وذهب للقاضى ليقاضى الزوج الذى كذب ولم يخبرهم بذلك من قبل وابطل عقد الزواج ....كبرت ماريا وعلمت انها مجرد شىء ليس له الحق فى الحديث تصمت امام الرجال ..والدها المنوط بزواجها ..لم تشعربالغضب فهى تحب اباها لكنها كرهت عمها لانه طلق زوجتة التى تحبها لاجل احراقها الطعام على الموقد ..هكذا قال الرابى له انه يحق له طلاقها فاعدها لدى اخواتها وارسل لها كتاب طلاق واتى باخرى شابة كانت تكره امها وكادت ان تتسبب لها بالطلاق بعد ان اضرمت النيران فى موقد الطعام وكاد ان يشتعل البيت ،غضبت ماريا من اباها الذى لطمها عندما رفعت صوتها بالحديث لتبرىء امها وصرفهما كعقاب لبيت اخوالها فمكثا هناك بالاشهر حتى قرر والدها مسامحتهما وفوجئت بهما يعودا الى البيت فى ذلك الصيف وطلب منها ان تعد نفسها جيدا للضيف القادم ..راته طويلا وعريض ..ابيض اللون فهمست من اين هو ..قيل لها من اورشليم لكنه سافر صغيرا مع والده الى المدن الخمسة الغربية من اجل تجارته واحداث الفوضى التى حدثت منذ فترة ..فى ذلك المساء علمت انها ستتزوجه بعد ان وافق عليه والدها اخبرتها امها ان عليها ان تتجهز فستغادر فى نهاية الصيف مع زوجها ..شىء بداخلها فرح رغم الحزن اعتقدت انها المفضلة لدى والدها وسيبقيها الى النهاية لكنه لم يفعل احب اخويها الصبيه اكثر من الجميع...حتى امها ....فى ذات صباح وضعت فى قافلة كانت تجلس فى هودجها فى مقدمة القافلة ومعها بقية النساء والاطفال ام زوجها والرجال فكانوا فى نهاية القافلة خوفا من هجوم قطاع الطرق عليهم فى اى لحظة ..اخبار الغيور كانت تطير فى كل مكان ورعب اصحاب الخناجر قد دب فى القلوب ...اخذها الى الهيكل اولا بقصد التبرك صعدت من خلفه فى بهو النساء وقامت ووضعت تبرعها بالصناديق الثلاث التى كانت تشبه الابواق ..ووضعت ثمن الحمام واخرى تبرع للهيكل ارادت من رب هذا الهيكل ان يقف معها فى حياة مجهولة مقبلة عليها ..تقدمت القافلة للخروج من مدينة اورشليم فى طريقها الى الخمس مدن الغربية حيث كان يعيش الفتى وعائلتة ابيه وامه الكهلين لم يعودا ليقدرا على السفر لذا فضلا العيش هناك حيث الارض الغريبة عنهما لكنه لم ينسى قبل الخروج من المدينة ان يشترى لهما المدفن حيث طلبا ان يدفنا فيها ...كان الوقت وقت غروب والقافلة تعبر من البوابات وتخرجت حيث الصحراء تقطع طريقها على ضوء المصابيح الخلفية التى اوقدها الرجال من الخلف ..لاحظت الاضاءات التى تاتى وتنقطع من الامام لم تفهم ..فى ثوانى خرجت امامها عباءات سوداء هاجمت القافلة من الامام ..صرخت باسم زوجها دفعت بقدمها بقوة الايدى التى امسكتها من وسطها وحملتها بعيدا كانت تسمع صوت صراخ النساء والاطفال قبل ان تفقد الوعى ....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايام الكرمة12
- القلعة والمقدام 34
- الطائرة الورقية 8
- الطائرة الورقية 9
- القلعة والمقدام33
- الطائرة الورقية 7
- رجل وثلاث عيون
- القلعة والمقدام32
- غرفة 15
- القلعة والمقدام 31
- الطائرة الورقية 6
- الطائرة الورقية 5
- القلعة والمقدام 30
- عزيز
- الطائرة الورقية 4
- القلعة والمقدام 29
- الطائرة الورقية 3
- طائرة ورقية 2
- طائرة ورقية 1
- القلعة والمقدام 28


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ايام الكرمة13