مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 09:38
المحور:
الادب والفن
خرجت مريم تتبع قطيع الماعز ،تاكدت من ان عددهم هو مائة ولم تضيع اى واحدة منهم فبالامس كادت ان تفقد احداهم فى الوادى السحيق لكنها استطاعت انقاذه فى اللحظة الاخيرة ،جلست تستمع الى صوت الناى القادم من بعيد ،صوت المزامير كان يتردد فشردت فيها وكادت ان تسقط احدى قطعانها فى الوادى المنحدر ،كانت تتجول كل يوما من شروق الشمس حتى مغاربها تبحث عن قطعة ارض خضراء لترعى فيها والماعز...زفرت عندما تذكرت ان عليها العودة باكرا اليوم ..كانت اضغر اخواتها الفتيات لم يكن لدى والدها صبى ..كان يشعر بالخجل ويمشى منكس الراس فى الاسواق والهيكل لانه لم يحمل الصبى ..الكهنة اخبروه ان الرب غاضبا عليه لذلك لم يمنحه صبيا ليحمل اسمه ..كانت اصغره الفتيات وكان لدى والدها الحقل فخرجت هى للرعى ..كادت ان تغو عندما سمعت اصوات الاقدام ناحيتها انتبهت ،لا لن تسمح لاحد الرعاه ان ياتى ليسقى قطيعه من هنا ..انتصبت واقفة تتطلع فى القادم من بعيد ..كادت ان تتشاجر معه ...كان عريضا وقصير ياتى من خلفه قطيعة من الماعز ..عقدت حاجبيها لا يوجد لك مكان هنا يا ابن مؤاب ارحل فهذا الماء لى جئت من قبلك الى هنا ....
جلست وفتحت مزودها فاخرجت قطعة الجبن الخشن وحبات الزيتون ..تاكدت من وجود مقلاعها بجوارها ..كان الراعى يجلس بالقرب منها بعد ان وافقت ان يرعى فقط ولا يستخدم الماء ..كان انتيباس المؤابى يشاهدها وهى تاكل من بعيد ..يعلم انه لم يكن مسموحا لها بالاقتراب والحديث مع من ليس ابن ابائها ....عقدت حاجبيها وهى تستعد للرحيل ..عند باب البيت رأت الارائك وهى تدخل الى البيت ..الضيوف بالداخل ..استلقى الرج العجوز على الاريكة وكانت رأسة بالقرب من المائدة مستندا بكل جسده على احد الكوعين فاردا قدمة فى استقامة وهو يتناول طعامة على الطاولة..قدمت ووضعت الماء عند قدمى الضيف اكراما له ..ردد ابوها "مبارك انت ،الهنا ،ملك العالم كله الذى اخرج الخبز من الارض"...كان الرجل العجوز جالسا على يمينه ..كانت ترمقه بغضب وهو ياكل من القصعه النحاسية المطلية بالقصدير ..ارادت ان تقدم له الفخار ولكنها ستتعرض للتبويخ وربما شعر والدها بالعار ان نجست ضيفه بالفخار .
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟