|
بانهمى4
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5318 - 2016 / 10 / 19 - 09:46
المحور:
الادب والفن
عدل هندامه استقبل حراره الشمس وهى تلفح ظهره فى الجنوب الحراره مرتفعة ،كلما اسرعت السيارة على الطريق الرملى تحسست حقيبته الى جواره جيدا انه حذر على ادواته يخاف ان يصيبها خدش فى النهاية هو فى مهمة عمل وتعلم ان كل شىء لديه عهده حتى اصبحت حاجياته الشخصية بمثابه عهده عليه الحفاظ عليها اطول فترة ممكنة فكلما سعى لتطوير ادواته اصطدم بارتفاع الاسعار فى كل شىء مما يلتهم راتبه ..انه باحث فى الاثار لسنوات لكنه لم يفكر حتى الان فى الاستقرار يهرب بفكره بعيدا عن الفكرة لايمكن لاخرى ان تشاركه ادواته وابحاثه فضل ان يعشق البحث عن التوابيت القديمة بدلا من اللهاث خلف ثمن حجرة النوم والسفرة واقساط شقة وسيارة ..تذكر انه بعد ساعتين من الان فى منتصف النهار سيتم السادسة والثلاثين احيانا يشعر بمراره يدركها سريعا قبل ان تكبر ..يعرف انه لديه طريق طويل حتى يثبت ابحاثه فلا وقت لديه لاخر.. فرملت السيارة بقوه كادت راسه ان تصطدم بزجاج السيارة الامامى ..سمع اعتذار السائق مرار وهو يحاول ان يساعده فى النهوض ..زفر منذ الامس شعر ان شىء ما سيحدث غدا وقت بدأ زيارة البعثة الاجنبية للمقابر والوزير ومسئولين بالوزارة وباحثين اخريين ايضا سوف ياتون من القاهرة وهو من ينتظر تلك الفرصة منذ سنوات..حاول ان يسيطر على نبضاته قلبه التى يشعر بها ويسمعها باذنه يحاول ان ينسى الام كتفه المبرحة ..لا يزال الخوف يلمع فى اعين العمال وهو يتقدم بعضهم لايزال يردد انهم يستمعون الى اصوات خارجة من المقبرة ليلا وان جزاء ما نفعله هو اللعن وعلينا ان نتعلم مما حدث للسابقين ممن فتحوا تلك المقبرة ..كانت انظار العالم تلتف الان حول تلك المقبرة الملكية للفرعون الصغير كان يتعجب لما لم يخاف اللصوص واتوا وسرقوا المقابر وارسلوها الى المتاحف بالعالم تعرض فيه قطعا تنافس القطع المعروضة فى ارضها ولم تحدث لاحدهم لعنة على الاقل ليكونوا عبره للصوص ولكن اللعنات تصيب فقط عمال الحفر الماجورين للعمل لحساب البعثات العلمية من قبل اصحابها والخارج على الاقل هم يعرفون حقائق جديدة عما حدث فى السابق..انتبه عادل انه يتحدث الى نفسه نظر من حوله راى السائق يتحدث مع زميله ربما ظن انه اصيب فى عقله من الاصطدام وسيتحمل هو تلك المصيبة..اجابه بابتسامه مطمئنه كى يهدا.. وقعت عيناه على عم محمود حارس المقبرة المكلف بحراستها ليلا ..وكانه يراقبه شعر بالتوجس زفر نفض عن عقله الفكرة من شاهد ظله بالامس كان اطول قليلا ثم لما راقبه حارس المقبرة ..كان عليه ان يضبط انفاسه ويتعيد تركيزه سريعا ليصرف انتباه عن الارتياب الذى يصيبه كلما هم ببحث او ترقى فى عمله يزداد قلقه وارتيابه فى المحيطين به اكثر..منذ ان جاء الى هنا وهو يدرب عقله الا ينزعج كثيرا لانه يتعرق كثيرا ويتناول الطعام دون ان يتاكد من غسل يديه جيدا بالمطهر ربما اصيبت معدته بميكروب مميت لالا ليس صحيحا انا بخير يهمس اكثر انا بخير ساذهب للطبيب فى المساء وربما اجرى فحص على راسه..تحسسها من جديد وهو يتمتم انا بخير بخير من بعيد شاهد غبار الاتربة التى تحدثه السيارات راقبها وهى تقترب فى موكبها الصغير..وكانه الموكب..موكب الملك القتيل وهو يتحرك فى جنح الليل ليدفن مليكه على عجل دون احزان او اخطار الشعب بما يحدث يتقدمه كاهن مرتاب يقترب من وجه اكثر انه يشبه كثيرا يشهق يتراجع ..انت كويس يا بشمهندس؟ لاتعلم كيف اقنعتها انها ستسافر الى المدينة الجنوبية ولا تعرف المده المحددة للمهمة ربما تمتد لاكثر من شهر او اكثر تمنى نفسها ان تمكث بالقرب من النيل هناك لتشاهده اكثر هدوءا ..زفرت امها قالت حسنا اذهبى يا ماريا ولكن ساصلى من اجلك وانت فكرى ستغيرين رايك وتقتنعين اننى على الصواب واعرف ما لاتعرفينه عن الحياهوفى النهاية ستعودين على الموافقة تركتها ترحل عنها فى هدوء قبل ان تغضب وترفض الذهاب كانت فرصتها الاولى لتخرج من الوظيفة لعملها الرئيسى فى التنقيب ربما كانت مصادفة خطا من موظف سهو لاباس لم تخبر امها عن احاديث زملائها شعرت انها لاتبالى بهم هم فقط يريدون منها ان تخاف وتتراجع تذكرت كلماتهم عندما تفتح مجلد جديد او تتابع ما يحدث او تعلن عن غضبها عن عرض قطعة جديدة مسروقة بالخارج على صفحات التواصل وتدعو زملائها للاحتجاج لمخاطبة المسئولين ..تريدين الشهرة فحسب انت لاتزالى صغيرة غدا تتزوجين ويصبح لديك اطفال وكل ما يشغل بالك هو اعداد الطعام لهم هكذا انتن جميعا كان شىء ما صار بعد الاولاد اتعلمين زوجتى كانت زميلة لى وصارت مدير قطاع الان كانت مثلك فى شبابها ..يبدا عقلها فى التجول فى اماكن اخرى تبتسم فى وجه زميلها الاربعينين وهو يلقى نكاته ويضحك عليها وحده فيهتز جسده باكلمه بينما الجميع يشاركه الابتسام مجاملة فهو صاحب لسان سليط على من يعاديه ولديه الوقت لكتابة مذكرات وشكوى لاحصر لها الى من هم فوقه من اصدقائه .فالجميع قد نبهها من عدم اغضابه فى يومها الاول فى العمل وحسنا فعلت انها تجيد استخدام النصيحة الجيدة ..فى العمل تعلمت ان تتحاشى ذكر المعلومة او ايضاح المعرفة حتى وهم يسخرون من مجلداتها كانت تبادلهم الابتتيام فحسب..تبتسم لنفسها فى نصر فسياستها الوظيفية وفرت لها فرصة ما حلمت ان تاتى صدفة بتلك السرعة نتيجة غضب ذلك الزميل من اخريين فلم يتبقى للترشيح سواها..حتى عندما سمعت زميلاتها تردد كيف ستذهبين بمفردك انت وحيدة ولكن انه عمل شاق على المراة هل ستنقبين معهم فى الصحارى انه عمل الرجال فحسب هل تظنين ان الاجنبيات الاخريات ينتظرن منك شىء لسنا افضل منهن نصيحتى ان تنتهى سريعا وتعودى حتى تنقطع الالسنة تعلمين هنا الثرثرة لاتنتهى.. كان عليها ان تلحق بالقطار المتوجه الى الصعيد فاستعدت باكرا لزحام الطريق تشعر بالخوف تحاول ان تنسى كلماتهن التى سمعتها تريد التفكير فحسب فى كل ما قراته عن حورمحب وتوت عنخ امون وابيه وامه ومصيرهم فهو كل ما يهم الان والكل يريد اجابه عليه تعلم ان قنوات عاليمة ستتابع مع الفريق ما تم التوصل اليه .. شعرت بالراحة لانها ستبتعد عنه ولن يلح عليها برسائله ..لما يلح لتلك الدرجة طالما لا تقبل ..لم ترث الكثير عن ابيها ولكنه يعد الان افضل من لاشىء من يستطيع توفير شقة ودفع اقساط والتزامات كانت تردد امها على مسامعها انها فرصة طيبة لاتعوض لكل شاب فلديها ما يساعدها فى البنك وبيت كبير انها كنز وعليها ان تعجل بالموافقة علىه انه من اقاربها ..كانت تخاف تفكر فى ابنة خالتها التى تدور فى المحاكم الى لان محاولة الوصول الى ورقة الطلاق من القانون واخرى كنسية لاتدرى متى ستحصل عليها ؟اكثر من سبع سنوات مرت عليها شبحه يطاردها وابنائها فى كل مكان ..لما لايحق لى الانفصال ان كنت لا اريده كانت تصرخ فيرددون اصبرى واثبتى انه خائن انها قضية تحل بالوقت لولا بيتها الذى لجات اليه مع اولادها لما استطاعت مغادرة بيته كانت تحاول شكر ماريا بكل الطرق اخبرتها انها ستعمل وستستاههم فى البيت مع اولادها تصدت هى لمحاولات امها لطردها حتى لاتكون عقبة فى زيجة ابنتها..زفرت والقطار يسرع ويغطى صوته على انفاس النائمين من حولها على كراسيهما ماعدا شاب لايزال يطالع كتابه واضعا سماعته فى اذنه ليمنع عنه الضوضاء الى الصباح ..كلما ابتعدت شعرت بالراحة اكثر هل تستطيع نسيانهم ولو قليلا..
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نعمى12
-
بانهمى3
-
بانهمى2
-
نعمى11
-
بانهمى 1
-
نعمى10
-
نعمى9
-
نعمى8
-
نعمى7
-
ايام الكرمة19
-
نعمى6
-
نعمى5
-
نعمى4
-
نعمى3
-
نعمى2
-
نعمى1
-
متى نتحرر؟
-
ايام الكرمة18
-
ايام الكرمة17
-
القلعةوالمقدام 39
المزيد.....
-
دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-.
...
-
-سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر
...
-
البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة)
...
-
تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
-
المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز
...
-
طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه
...
-
بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال
...
-
كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم
...
-
عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة
...
-
مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
المزيد.....
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
المزيد.....
|