أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - نعمى8















المزيد.....

نعمى8


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5312 - 2016 / 10 / 12 - 09:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ام منصور
يجلسن فى اماكنهن يراقبن ام منصور رزقها اليوم اعلى من ذى قبل ..كانت تبتسم منذ بدا البنائين فى بناء الغرفتين وهى تضع فى ايديهم كل قرش علهم يسرعوا فى الانتهاء ..منذ ان اخذوا الفتاة من دارها لم ترها من جديد لكنها تعلم انها لاتزال هنا فى البلدة لم ياخذوها بعيدا ستنهى كل شىء وتضع المهر امام ابيها فى النهاية عندما يرى كل شىء قد تم واستطاعت تدبير خاتمين من الذهب وطابقين لابنته سيوافق يعلم انها تريد فتاها فلن يعارض ..لاجل منصور ستفعل اى شىء..تعلم ان ام رزق لاتعلم الصمت ولديها اذن تنقل الهمس بين جدران البيوت تخبرها ان الفتاة كانت لدبها انها لولدها فحسب ..زارتها نعمى فى المنام بعد ان انقطعت عنها لاعوام تبشرها بالفرح والحفيد ..تخبرها بان القيراط سيعوض باضعافه كنا اسياد البلد يوما وسنعود كما كنا على يد منصور ابنى ابن جده ..تزوم ام مرزوق وابن ابيه تردد جليلة ومن ابيه انه لجده ..يمر المارين مسرعين العرق يزداد مع اقتراب الظهيرة اصوات التلفاز ترتفع عبر تلك القهوة القريبة تتكىء على الاخرى جوارها تنهض تسحب القفص الخالى بعد ان تاكدت سرتها الصغيرة جوار صدرها يتحركن فى صفوف صوب محطة القطار متكومات جوار بعضهن على رصيف القطار فى انتظار اقترابه منهن ..تصل وقت العصر الى قريتها لاتبالى بالصمت الذى حل دكان نصحى مغلق تردد ماذا هل احدهم سيزور بلدتنا ؟
انتفضت كادت ان تسقط استندت على جدار قريب كان صوت صراخ حنان قد مزقها حاولت ان تلتقط انفاسها ربما هو قد رحل على اريكته ولكن ماذا عليها ان تفعل الان ؟ستنهض سريعا تحضر الدار للعزاء ستنقطع عن العمل ايام كيف ستخبر منصور انه يحب اباه رغم كل شىء ..ربما هذا يؤجل ما يتمنى لن تستطيع ان تزوجه سريعا اذا انتظرت اشهر فحسب ستتحدث النسوة لكن لا ستدبر الامر لن تجعله ينتظر عاما اخر ..ستتحدث مع عقيل الموظف ستخرج له بعض ما تستطيع لتمر اجراءات المعاش بخفه معاش ذلك الرجل هو كل ما ستشكره عليه حسنا فعلها فى شبابه ..تزفر تتقدم ببطء الى دارها عندما ترى بناتها ستبكى معهن ستبكى امها نعمى التى رحلت على غير ارادتها ستبكى اختها نعمى وماسببته لهن من حديث للناس ستبكى الارض التى راحت مع ابيها وذلك المعتوه الذى سحره به وجعله يرحل من خلفه يطوف معه المدن ويترك زوجته وبناته وارضه ويجعل منهن سيرة تتحاكى بها النسوة والرجال فى ليالى سمرهن ..
كانت هناك حنان على الارض ضامة قدميها تبكى جوارها الفتيات يتطلعن فى وجهى ولكن ماذا ؟هل جننت فارى شبحا لا لست مثل نعمى ارى ما لم يراه غيرى انه هو هو على اريكته جالس ولكن الفتيات انهن هناك لا جميعهن من لمن الصراخ؟
صرخت جليلة لما تصرخن تحدثن انت اخبرنى لما تبكى حنان ماذا ماذا
منصور منصور يتمتم بحسره يضرب كفيه منصور
صفت المدينة على الجانبين جهز الشادر جاءت الكراسى من المحافظة ..تم رصف القرية سريعا اغلقت ماسورة الصرف ارتفعت صورة منصورة بحبلين على اكبر بيتى بالمدينة تصدر العمدة القاعة يتسقبل صيوف المحافظ والامن يتلقون العزاء صور منصور جوارها سعيد يمر الموكب سريعا ينتقل الى البلدة المجاورة هناك اخريين ..
تردد ام مرزوق للاخريات :من يومها ولم تنطق بكلمة من يومها واتخرست بيقولوا اخدت مكافاة الشهيد!
اما اما اتكلمى منصور مش راجع مش راجع صحيح امال مين هيفضل لنا هنفضل احنا لحالنا كده اما اما اتكلمى طيب قولى اى كلمة اى حاجة طيب عيطى اعملى زينا ..اما ابويه راح الصبح استلم الفلوس بيقولوا مكافاة فلو س كثير العصر ادن وابويا ولا رجعش بصيت عند نصحى مرحش اما بيقولوا مش راجع انتى قولى هو راجع منصور لو راجع مش مهم خلاص المكافاة تروح ولا مش راجع ..اما ..اروح ادور عليه فين هكلمه يمكن ناخد حاجة ..اما طب لو هو مش راجع ما حنان اهيه قدامك كمان سعيد مش راجع ..طيب لو سعيد مش راجع هو انا ..هفضل...
طيب اروح اسال فين قول كلمة وانا اسكت هسكت طيب واتكلمى انت منا كمان كنت مستنية هم كلهم عارفين ..عارفين كمان ام مرزوق بيقولوا فهيمة بنتها ..هى المكافاة كبيرة ..ابويه مستناش ..هيرجع ويقول عاوز منصور تانى ..لا لا مش هيرجع لاهو ولا منصور..ولا المكافاة ..دى حقنا قوليلهم حقنا احنا ..اخدوه منننا ومرجعش ..كنا هنفرح كنت فى دور وهو فى دور ..كان البيت لنا ..كنت حاسة قولت سعيد حاساها ابويه هيغدر بينا وغدر..
اما شهرين مروا اتكلمى ..البلد كلها سمعت صوت فرحة ضرب النار كان كثير ولا فرح العمدة اتجوز بدم منصور سمعاه بيقولهم انا ابو الشهيد الشهيد البطل كان ابنى ..كان ابنك انتى واخويا انا انما ابنه هو لا..بيقولوا بنت ام مرزوق حملت بيقولوا ان تعويض ليه عن الشهيد ..طيب واحنا وانتى متكلمتيش من يومها وانا مش كان ليه فرح ام سعيد نطقت واتكلمت عنه ياماه بيقولوا سالوها فى الجرانين واتكلمت ..وانتى هتتكلمى امتى ..لا انا كمان بحب منصور زيك بلاش العين دى ..مكان فرحى انا كمان ..اما انا هنزل من بكره مكانك ..من الفجر هعجن واخبز الفطير معندش عندنا فراخ بتجيبلنا بيض اتنظرت ومرضت خالتى عديلة بعتت اللبن والجبنة كفاياك كدة يا جليلة انا من بكره مكانك ..خلاص من بعد سعيد خلاص ..
تحمل القفص على راسها تسير فى بطء تكاد تسقط لاتبالى بنظراتهن تكره الشفقة الهمس تنتظر القطار فى صمت يقترب يضرب على قضبانه تخاف تشعر انه سياتى اليها هى لتموت من صغرها تخشاه لم تخبر احدا انه كان كابوسها وهى تمر علي شريطه فى الصباح حتى تذهب الى مدرستها الابتدائية قبل ان تجلس فى البيت بعد ان عادت منتصف نهار ذات يوم فوجدت غطاء ابيض على القبضان به بقع حمراء كبيرة يضربون كف على الاخر كان صغيرا يركض من الكمسرى لايريد دفعها ..لا ليس معه سقط وهو يركض سقط دهسه ..تركض تحلم به ليلا يصرخ القطار يقترب الغطاء الابيض من فوقها تحاول ان تصرخ فلا يصدر عنها صوت الغطاء من فوقها تتحس قدمها فلا تجدها تحاول ان تصرخ فتصرخ لاتجد صوتها تتيبس قدماها لثوان قبل ان تحركها تنهض تتلفت للنائمين على الارض من حولها لم يستيقظ احد ..لاتريد لاحد ان يعلم انها تحلم به يحترق يدخل على بيوتهن فتركض وسط القرية تراقب بيوتها تحاول الهرب من النار فلاتجد طريق تصرخ سعيد سعيد عاد الكابوس بعد العمر من جديد جليلة هناك مستيقظة تنظر اليها تشرب بهدوء وتعود لتغمض عيناها من جديد ..تشعر ان عينى جليلة تراقبها تنظر اليها وهى مستلقية معطية اياها ظهرها تتظاهر بالنوم ..
تقترب جليلة تنام الى جوارها ..تفتح حنان عيناها تشم رائحة الفطير ترى دخان الموقد تدير بصرها جليلة هناك جالسة تعمل فى همة تحصى البيض..تجلب قفصا جديدا للطيور واخرى به زجاجات اللبن والجبن ..تتحركا ببطء متجاورين تساعد جليلة على الجلوس فى انتظار القطار تحمل عنها ما استطاعت مع بقية النسوة تجلس الى جوارها ..تراقب جليلة تلك القهوة المعلونة التى جلبت الخبر المشؤم ذلك اليوم لها ..الطريق هو الطريق وزبائنها على حالهم تسألها واحدة اين كنت يا جليلة ؟ ليس مثل جبناك وبيضك الطازج ماذا لديك طيور طازجة ايضا بكم جليلة يبدو عليك المرض هل هو زوجك اسفة لم الاحظ الاسود اه اه الفتاة تشبهك انها ابنتك يقولون الكبرى ..تساعدك الله يحرسها لك تشوفيها عروسة تمر الموظفات والمدرسات والعاملات عليها ينتصف النهار لا تتحدث تراقب حنان وهى تعمل انها ايضا لا تتحدث ..
رأتها صرخت جدتى جدتى كانت نعمى هناك تمسك بعصاتها تسير ببطء تجذبها نحوها راتها تتقدم حيث المقابر كان الليل حنان تكره الظلام تغمض عيناها بشدة قبل ان تبدا فى تخيل الاشياء التى يمكنها مهاجتمها فى الظلاموالان تسير من خلف نعمى لايمكنها التراجع تسير من خلفها لايمكنها التراجع هل ستاخذها معها لاتدرىتصرخ عندما تختفى ..تفتح عيناها على زوج عيون جليلة وحليمة بجانبها يراقبانها تمتمت انها نعمى لم ارها من قبل ولكن اعرف انها نعمى اخذتنى معها حيث دفنت ..اغمضت عيناها وعادت لتبحث عنها من جديد لكنها لم تعد.قالوا امسكتها روح نعمى وكأنها هى تعود من جديد ..حتى شجرتها التى ذبلت تذهب لها الفتاة وكانها تحياها من جديد..ارتجفت جليلة ابتعدت عنها لما تاتى الى حنان وليست لى وانا من انتظرتها لسنوات منذ ان خرجت تعيد نعمة وتركتنا جميعا والان عندما تزور تاتى لحنان بصيرة كانت محقة ..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعمى7
- ايام الكرمة19
- نعمى6
- نعمى5
- نعمى4
- نعمى3
- نعمى2
- نعمى1
- متى نتحرر؟
- ايام الكرمة18
- ايام الكرمة17
- القلعةوالمقدام 39
- القلعةوالمقدام 40الاخيرة
- القلعة والمقدام 38الفصل الحادى عشر القلعة
- قدر
- ايام الكرمة16
- ايام الكرمة15
- لمن نكتب؟
- القلعة والمقدام37
- القلعة والمقدام38


المزيد.....




- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...
- تطورات في قضية داني ألفيش -المتهم بالاغتصاب-
- رومي القحطاني.. أول سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون 202 ...
- شون كومز.. مغني الراب الأمريكي الشهير واتهامات -الاغتصاب وال ...
- بصورة مع علم السعودية.. رومي القحطاني تعلن تمثيل المملكة بأو ...
- الشهادة السابعة من حملة #مش_طبيعة_المهنة
- لأول مرة.. سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون
- العنف الرقمي يهدد اللبنانيات.. ابتزاز واحتيال وانتهاك خصوصية ...
- نازحو/ات اليمن.. معاناة متفاقمة باستمرار الحرب


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - نعمى8