أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - جامعة إيدن العربية














المزيد.....

جامعة إيدن العربية


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"شكرا لك يا إيدن"، وإيدن هذا هو وزير خارجية بريطانيا الأسبق الذي أسس ما يطلق عليها جزافا ،جامعة الدول العربية أو الجامعة العربية، وكان هدف السير إيدن بطبيعة الحال ليس توحيد كلمة العرب، فشعار بريطانيا أصلا هو "فرق تسد"، بل كان شعاره إجراء مكالمة واحدة مع شخص واحد للإملاء عليه ما تريده بريطانيا ، وقد إنتقل الإملاء من بريطانيا إلى أمريكا حسب سنن الكون "لو دامت لغيرك ما إتصلت إليك".
ومعروف أن هذه الجامعة تأسست في 22 آذار عام 1945 ،ومؤسسها هم :إمارة شرق الأردن ،السعودية،الجمهورية السورية الأولى ،لبنان،المملكة المصرية والمملكة العراقية ، ومعروف أيضا لمن كان ولاء هذه الكيانات في تلك الفترة ، وليس صدفة إختيار هذا الوقت الذي سبق تسليم الساحل الفلسطيني للعصابات الصهيونية ،وها هو التاريخ يعيد نفسه.
لو قلّبنا صفحات ملف جامعة إيدن العربية ،ودققنا في إنجازاتها ،لوجدنا أنها سجلت فشلا ذريعا على المستوى العربي ، في حين أنها أنجزت ما عليها بالنسبة لبريطانيا ومن بعدها امريكا ،وقريبا جدا سنرى هذه الجامعة وقد توسعت ،وسيصبح إسمها الجديد :"جامعة الشرق الأوسط الكبير " ، وستضم ممثلين عن كافة الكيانات الإثنية الجديدة من كرد وشيعة ومسيحيين ودروز وعلويين ، والأنكى من ذلك أن مستدمرة إسرائيل اليهودية الخزرية الصهيوينة ستكون هي المؤسس في هذه الجامعة التي سيختفي حتى إسمها العربي.
بداية الإدانة لهذه الجامعة التي لا تمت للعروبة بصلة ،هي ضياع فلسطين ،وها قد مر على ذلك 68 عاما جرى خلالها ليس تسليم الساحل الفلسطيني، بل لحقه تسليم كامل فلسطين في مسرحية ما أطلق عليه" حرب الأيام الستة"، أو نكسة حزيران ، وهي في الحقيقة لم تستمر سوى ست ساعات ،هي الفترة الزمنية التي تحركت فيها قوات مستدمرة إسرائيل ، علما أن وزارة الدفاع السورية آنذاك، أذاعت بيانا عسكريا أعلنت فيه سقوط الجولان ، وما تزال القوات السورية فيها ، وهذا الإعلان الرسمي يعني ما يعني.
لم تتوقف امورناعلى ضياع فلسطين فقط، بل ضيعنا أراض عربية اخرى ، وأوهمتنا جامعة إيدن أنها تقاطع مستدمرة إسرائيل ، علما أن المنتجات الإسرائيلية كانت تدخل جمهوريات الموز العربية بعلم نواطيرها ، وكانت تعليماتهم لموظفي المنافذ الحدودية ":أن أبلغونا عند وصول الشحنة الإسرائيلية ونحن نرسل لكم " الليبل "لتضعوه فوق علامة المنشأ الإسرائيلي، وهكذا كانت مستدمرة إسرائيل تخترقنا بعلم من نواطيرنا وجامعة إيدن العربية لا حس ولا خبر.
ليس هذا فقط ، بل شهدنا إحتلالات أخرى وبإسهام من جامعة إيدن العربية ،أولها إحتلال جيش حافظ الوحش اليهودي الأصفهاني تحت عنوان " المبادرة السورية" للبنان ،والعبث به والتنكيل بشعبه ومصادرة حتى رغيف خبز الفقراء اللبنانيين ، وآخر جرائمه كانت التنسيق مع السفاح الإرهابي شارون لإجتياح لبنان صيف العام 1982 ،وجامعة إيدن العربية لا تملك سوى الحوقلة ، وقد أسفر ذلك التنسيق عن ذبح الثورتين الفلسطينية واللبنانية ، تأسيسا لحشر الفلسطينيين في ممر أوسلو غير النافذ ،على طريق شطب القضية الفلسطينية برمتها عن طريق الكونفدرالية الأردنية – الفلسطينية التي ستخرج إلى الوجود قريبا.
لم يتوقف مسلسل الهزائم التي أسهمت فيها جامعة إيدن ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تعميق الأزمة العراقية – الكويتية التي أسفرت عن إجبار الجيش العراقي على دخول الكويت ،إستكمالا للمؤامرة التي حيكت بليل ضد كل من العراق والكويت ، ولا ننسى فشل الجامعة العربية في وقف الحرب العراقية –الإيرانية ، ولعل أكبر جريمة فيها هي أن أحد مؤسسي جامعة إيدن قد تحالف مع إيران ضد العراق وهذا خرق واضح ، ولو كان عند حافظ الأصفهاني ذرة من عروبة لإستغل علاقاته مع إيران لوقف النزيف الذي أجهز علينا جميعا .
ضربت جامعة إيدن العربية أكبر رقم قياسي في التآمر على الشعوب العربية ،فهي لم تبذل جهدا في منع العدوان الأمريكي – الغربي – "العربي" على العراق ربيع العام 2003 ، والذي إنتهى بإحتلال العراق وتدميره على طريق تقسيمه قريبا بعد إستعادة الموصل من داعش ، وكان ذلك مقدمة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي الذي أقره الكونغرس الأمريكي في جلسة سرية عام 1983 ، وخطة "كيفونيم" الإسرائيلية التي أقرتها مستدمرة إسرائيل في 11 حزيران عام 1982 ،أي إبان إقتحام جيش شارون للبنان بالتنسيق مع حافظ الأصفهاني .
وعلاوة على ذلك فقد طلبت جامعة إيدن رسميا من حلف النيتو التدخل لقصف ليبيا ، وها هي عاجزة عن رأب الصدع في سوريا واليمن وليبيا،وعن وضع حد للعبث في لبنان ، ولم تقو على منع الإعتداءات الإسرائيلية على الدول العربية ، ودرجة السفه التي وصلتها تمثلت في تبنيها لمبادرة السلام العربية التي تعهدت فيها بإحضار ليس الدول العربية فقط بل والإسلامية وعدد57 دولة للتطبيع مع مستدمرة إسرائيل ، وفتح كافة فضاءاتها لها ،لكن السفاح شارون آنذاك ركل المبادرة التي أقرتها قمة بيروت العربية عام 2002 وإستباحت قواته مجددا عددا من المدن الفلسطينية ، وإنتهى الأمر بإغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ،ليبدأ عهد فلسطيني جديد أقل وصف له أنه مخز ،فالتضحيات الفلسطينية التي يشهد لها العالم ،لم تكن من أجل إستلام طغمة فلسطينية بائسة لتكون وكيلا جديدا للإحتلال ، وتصل الأمور برئيسها أن يجوح وينوح في جنازة الثعلب الإسرائيلي الماكر شيمون بيريز قبل أيام ، وما يندى له الجبين أن وزير خارجية الأم مصر قد أبدى هو الآخر الكثير الكثير من الحزن .
آخر إبداعات جامعة إيدن العربية غنحيازها قبل أيم ضد تركيا ومطالبتها بسحب قواتها المحدودة في شمال العراق، لمنعها من الإسهام في إستعادة الموصل من داعش الذي تسلمها من قوات نوري المالكي بردا وسلاما ، ولعل التفسير المنطقي الوحيد أن هذا الموقف ينسجم مع موقف رئيس دولة المقر السيسي المعادي لتركيا ،بسبب موقفه الإيجابي من جماعة الإخوان المسلمين.
آخر المطاف شكرا لك يا إيدن لأنك إقتصرت " الألو" البريطاني سابقا والأمريكي حاليا على رجل واحد.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبعدي يا هند
- للأردن ضفتان
- زيارة القدس تطبيع
- المستدمر البولندي بيريز ..صديق العرب
- الإرهاب وسهولة الإيقاع بالعرب والمسلمين
- جرائم الإسلام السياسي والمسيحية الصهيونية لا تنتهي
- المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تدين استهداف زم ...
- بشار سليمان الوحش
- التطبيع مع مستدمرة إسرائيل وصل الجزائر؟؟!!
- المأساة السورية... هنا موسكو
- هند الفايز تكشف المستور
- البرلمان 18...سنة واحدة ومهمة خطيرة واحدة
- المرشح عبد الهادي المحارمة يفتتح مقره الإنتخابي بالهتاف ثلاث ...
- الكونغرس والدعم الأمريكي لإسرائيل
- طريق خراسان إلى إيران سالكة
- الناشطة الأمريكية جاكي تيللور إسرائيل تحرض البيض على السود ف ...
- ما أبلغ - القحباء- وهي تحاضر عن العفاف
- العرق دساس لسابع جد
- احمد ابو حسان: العربية للهلال والصليب الأحمر تشيد بالدور الإ ...
- -سيسامي-


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - جامعة إيدن العربية