أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - نضوج الفكرة وتألق اللغة في - هكذا ينتصر الحب على الحرب- شذى أبو حنيش














المزيد.....

نضوج الفكرة وتألق اللغة في - هكذا ينتصر الحب على الحرب- شذى أبو حنيش


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5290 - 2016 / 9 / 20 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


نضوج الفكرة وتألق اللغة في
" هكذا ينتصر الحب على الحرب"
شذى أبو حنيش
من المفرح أن نجد كتاب شباب يستخدمون لغة مكثفة، يوصلون بها فكرتهم عن الحياة، فالتكثيف ينتج ويتشكل بعد أن يكون الكاتب قد عصرة خلاصة فكره، وجير كامل قدراته الابداعية واللغوية في النص، "شذى أبو حنيش" قدمت لنا نص متمرد على واقع المرأة الشرقية وطرحت فكرتها بكل جرأة لكنها لم تكن مباشرة، بل استخدمت طاقتها الابداعية لإيصالها بصورة الترميز أو من وراء الستار، وهذا ما جعل نصها يتألق أكثر ويقنع المتلقي بفكرته ويستمتع بلغته.
سنورد النص كما جاء في جريدة الحياة الجديدة الصادرة يوم 19/9/2016، "
"1
قدماي متوحشتان
حين يتعلق الأمر بالذهاب اليك!
2
ليدي ذاكرة
انها تحمل رائحة يدك التي صافحت!
3
صوت قلبي أعلى من صوت البنادق
هكذا ينتصر الحب على لحرب!
4
أحب أن أتجول في حدائق جسدك
وأقطف منها أزهار الرغبة!
5
قلبك
الهاوية الوحيدة
التي أحب السقوط فيها!
6
يجيد العزف علي جيدا
الرجل الموسيقي الذي أحبه!
7
الوحدة تعض قلبي
مثل حيوان مغترس!
8
جسدك مرعى
وأنا قطيع أغنام جائع!
9
وحده حبك يستطيع ردم الفجوة الهائلة
بيني وبين العالم!"
في هذه النصوص ثلاث أفكار، احدها متعلقة بالراوية التي تصف تأثير الحبيب عليها، فنجدها "متوحشة" عند الذهاب للقاء الحبيب، ونجد أيضا تطرق للعلاقة الجسدية من خلال "أتجول في حدائق جسدك/جسدك مرعى" فهنا تؤكد الراوية على حيوية العلاقة الجسدية بين المحبين، وهي ترفض اقتصارها على العلاقة الروحية/العاطفية وحسب، وكأنها بهذا الاصرار على تناول فاعلية الجسد تريد أن تنفي اكتمال أي علاقة بين الاحباء بدون أن يكون للجسد دور في هذه العلاقة، فهو الذي ينميها ويطورها ويوصلها إلى الذروة، من هنا جاءت هذا التشبيه "ليدي ذاكرة" فهنا كانت ذكرى وأثر اليد مستمر وحيوي وفاعل، وجاء اعطاء صفة الشم لليد يمثل حيوية علاقة الملامسة الجسدية وأهميتها للحبيبة وللحبيب.
المسألة الثانية الحديث عن الحبيب، وهذا التمرد الثاني الذي يحسب للنص، فالفعل ليس من طرف واحد، بل من الطرف الثاني، وكأنها بهذا التناول لفعل الحبيب تريد أن تؤكد حضوره، وترفض أن تغيبه، فبما أنها تحبه بهذا القدر عليها أن تحدثنا عن افعله فيها فتقول: "يجيد العزف/حبك وحده" فهنا تم تفصيل فعل الحبيب، فهو يجيد التعامل مع جسدها تماما ويتقن هذا الأمر، وهناك أثر نفسي عليها حيث يجعلها تنسجم/تتصالح/تتآلف مع الآخرين، وكأنها بدون الحبيب تكون منعزلة ووحيدة.
المسألة الثالثة التي تقدمها في هذه النصوص علاقتها مع الآخرين ومع ذاتها، فتقول: "صوت قلبي/الوحد تغص" فهنا كان الحديث عن مشاعر شخصية بعيدة عن ذكر الحبيب وأثره أو تأثرها به، وكأنها بهذا الطرح تريد أن تقول بأن الوحدة تقتلي ،وحبه هو من ينقذني/يخلصني من هذه الحرب/الوحدة.
وما يحسب لهذا النص حضور الطبيعة فيه، فنجد ألفاظ "متوحشتان، حدائق، أزهار، الهاوية، السقوط، حيوان مفترس، قطيع أغنام" كل هذه الالفاظ تشير إلى حياة البكر التي عاشها الإنسان بعيدا عن الحياة الاجتماعية والمدنية، وكأنها بهذا الطرح تدعو ـ بصورة غير مباشرة ـ إلى حياة البكر للإنسان، ففيها يجد ما يريد من حرية وبعيد ان القيود التي يضعها المجتمع المدني، فهي تريد حياة برية صافية وخالصة.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتألق محمد شحرور
- الانسجام في ديوان -نوبات شعرية- مالك فايز المصري
- النبوءة في قصيدة -لأجل الغياب.. الذي أنا فيه- فرات إسبير
- احداث أيلول في رواية -المحاصرون- فيصل الحوراني
- الألوان في قصيدة -حالات البحار العاشق- عبد الناصر صالح
- الفكر الديني في قصيدة -في حضرة القدس- همام حج محمد
- الجنون في عالم مجنون في قصص -الخراب- نصري الصايغ
- لسرد الفارغ والشكل العادي في رواية -دنيانا... مهرجان الأيام ...
- التأنيث في قصيدة -غريب على الخليج- بدر شاكر السياب
- البياض والسواد في ديوان -رفيق السالمي يسقي غابة البرتقال- مح ...
- قوة السرد في مجموعة -قبل أن نرحل- عبد الغني سلامة
- اللفظ والمعنى عند همام حاج محمد في قصيدة - ما أطيب اللقيا بل ...
- الشاعر في ديوان -شرفات الكلام- علي الخليلي
- التناص في قصيدة -هيت لك- حبيب الشريدة
- الطفولة في مجموعة -أنثى المارشميللو- نور محمد
- التأنيث في ديوان -معجم بك- محمد حلمي الريشة
- الأدب الروائي في ديوان -أولئك اصحابي- حميد سعيد
- الإنسان في ديوان -ذاكرة البنفسج- ناصر الشاويش
- الفانتازيا والرمز والواقعية في مجموعة -أوهام أوغست اللطيفة- ...
- السواد في قصيدة -كأي سواد...بلا معنى وفراشات- جمعة الرفاعي


المزيد.....




- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - نضوج الفكرة وتألق اللغة في - هكذا ينتصر الحب على الحرب- شذى أبو حنيش