أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأدب الروائي في ديوان -أولئك اصحابي- حميد سعيد














المزيد.....

الأدب الروائي في ديوان -أولئك اصحابي- حميد سعيد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 21:55
المحور: الادب والفن
    


الأدب الروائي في ديوان
"أولئك اصحابي"
حميد سعيد
يستحضر الشاعر أعمال روائية عالمية في هذا الديوان، ومن خلالها يحفز المتلقي لتناولها، وأيضا يستفيد منها في تدعيم الفكرة التي يريد طرحها، وهذا التناص يعطي القصيدة فضاء اوسع وفكرة اعمق، أعتقد بأن هذا الشكل من القصائد يعطي المتلقي مساحة أوسع للتخيل والتفكير من خلال ربط النص الشعري بالأعمال الروائية التي يتناولها الشاعر.
يستحضر الشاعر روايات تتحدث عن البحر رواية "بوبي ديك" ورواية "الشيخ والبحر" وكأنه يريد أن يؤكد/يشير/يتناول مأساة البحر التي أخذت آلاف الأرواح من البشر، فنجده يربط ما يحدث للمهاجر من المنطقة العربية في البحر مع ما جاءت به رواية "بوبي ديك" لهيرمان بلفيل فيقول:
"... وأغرب مما انتهت إليه ...سيأتي
فمن ستكون ... بلا بحر؟
لا سفن.. لا رفاق
ولا عائلة
لو حلمت .. بأنك بالقرب من باب بيتك
كنت تشك.. بأنك بالقرب من باب بيتك
لا أحد في الجوار
مذ أسرتك المياه البعيدة .. غاب الحوار" ص10، فهذا الوصف ينطبق على "ايهاب" بطل الرواية وعلى كل إنسان ركب البحر هربا من جحيم الدواعش، وهذا ما يجعل النص ثنائي الأبعاد، فهو يحاكي نصا روائيا وفي ذات الوقت يتحدث عن واقع المواطن في المنطقة العربية، في العراق، وكأنه بهذا يعيد مأساة الإنسان في البحر، بصرف النظر أن وصل إلى هدفه أم لا.
ويحدثنا عن الشعور بالاغتراب من خلال تناوله لرواية "أنا كارنينا" لتيلولستوي فيقول:
"وبغربتين..
في الروح والجسد المنافق..
لا يحيط بمائها المر المرائي.. غير ما يهب الخراب
تتوالد الظلمات في اللغة المريبة..
كل من فتنوا بها .. ندموا
ومن حاموا على لآلاء فضتها .. تلبسهم سعار
واستباحوا ليل فتنتها.. كما تغدو الذئاب
وبغربة أخرى .. تفارقها حرائقها..
ويجفوها الصحاب" ص28، لفظ الغربية تكرر مرتين، وهذا يشير إلى حجم التناقض مع الواقع الذي يعيشه الشاعر، ونجد لفظ "الظلمات، المر، الخراب، المريبة" وكل هذا يؤكد حالة السواد وعدم الانسجام بين الواقع وما يطمح إليه الشاعر، وهناك ذكر "للذئاب" التي غالبا ما يكون ذكرها مقترن بالشراسة والقسوة، وهذا الاستخدام يؤكد بأن الكتاب عندما يذكرون الحيوانات أو الحشرات فإنهم يمرون بظروف قاسية وصعبة، ولهذا يستخدمونها في نصوصهم كتأكيد على حالة القرف والغربة التي يمرون بها.
الوطن يبقى حاضرا ومؤثرا رغم البعد عنه، فهو كالأم بالنسبة لنا، يحدثنا الشاعر عنه من خلال هذا الحوار:
"فبادرني بالسؤال
أأنت الذي لم يجد في البلاد .. بلاداً..
ففارقتها؟
قلت .. لا
لم أفارق.. فقد سكنتني بلادي" ص50، هذا المقطع يشير إلى مكانة الوطن/الجغرافيا/المدن/الإنسان/المجتمع الذي عاش فيه الشاعر، ولا مجال التخلي عنه، فهو باق فينا حتى لو ذهبنا إلى آخر الدنيا.
أما الحديث عن الاحتلال الامريكي للعراق وما أحدثه من خراب وتفشي الموت فيه،:
"رأى الضابط الأمريكي .. مرتبكا
...يدوس ببسطاله كتب الجاحظ وابن المقفع وابن هشام
وما ضمت المكتبة
من فرائد..
هل كان بين العريف الملون والطبري
عداء قديم؟" ص69، بهذا المشهد يؤرخ الشاعر حرق مكتبة بغداد في أول يوم دخلت فيه الجيش الامريكي المحتل بغداد، فقام بحرق مكتبتها ونهب المتحف الوطني العراقي، وهذه القصيدة لا يمكن لأي قارئ للشعر الحديث أن يتغافل عما فعله الاحتلال الامريكي في بغداد، فالسؤال الذي يطرحه الشاعر يدين الاحتلال ومن ساهم وساعد ودعم المحتل.
ضم هذا الواقع، الهروب إلى البحر والغرق فيه، الاغتراب في الوطن، الاحتلال الامريكي وفاشيته اتجاه كل ما هو حضاري في العراق، كل هذا يقود الشاعر إلى حالة من الدونكوشية، فلا مجال لتقبل الواقع بشكل عقلي/منطقي، ولهذا يتجه الشاعر إلى الدونكوشية، مستهزئا/غاضبا/معريا/متمردا/ساخطا على الواقع:
"تبدو قلاع الأمس .. حيث كان
مدنا مهجورة
تأوي إلى أحراشها الذئاب
لا الفنادق التي غزاها .. فتحت أبوابها لنا
ولم نجد من كان في انتظارنا من الأصحاب" ص74، التناص مع رواية "دون كيخوت" يأتي كرد على الواقع البأس الذي وصل إليه العراق، فليس من المنطق أن يمسى هذا الوطن الذي كان مفخرة لمنطقة العربية بهذا الحال، وبهذا الخراب وتفشي الموت فيه، ويبقى العقل حاضرا، ولهذا تدفعه الظروف والواقع إلى الجنون، أو هو يتجه نحو الجنون كرد على عدم منطقية/عقلانية ما يجري.
الحرب الأهلية التي تجري في العراق كان لهذا توثيق شعري أيضا، فهي من اقذر وابشع الحروب التي يخوضها البشر، فالأخ يقتل أخاه، فيقول في قصيدة "الأخوة الاعداء" تناصا مع روائية كانزاكي:
"لا احد في البلاد التي تتعثر بالموت
ينجو من الموت
من لم يمت بالرصاص المخبأ في الخبز
يقتله الخبز
ومن لم ينله رصاص الجنود
ناله من رصاص أخيه!
في الليلة الأخيرة من موعد لن يكون
تذهب كل نساء القرى بثياب الحداد
إلى المقبرة
يتبادلن جمر المراثي ويسألن عن دم أبنائهن
فارغة كانت القبور
ومهجورة هذه المقبرة..
... يخرج من كل بيت إمامان
يفتي الأب القادم من صفحات كتاب عتيق..
بغير فتوى ابنه الداخل في كذب الحاضر
يختلفان
كل له من قراءته الفاسدة
لغة باردة
ويقتل الأخوة ...كل الذين يموتون
جاءوا إلى الموت.. من مدن الفقراء
والفقهاء
يغتنموا الأساطير والوهم
من اجل متعتهم بالدماء" ص93 و94. توصيف لما يجري في العراق، فالحرب الأهلية الدائرة فيه تجعل كل إنسان نبيل يدين هذه الحرب ويقف ضدها، فهي وبال على العراق والعراقي، وهي الخراب للعراق والموات للعراقي، وبهذا يكون الشاعر قد بين لنا حقيقة ما حصل في العراق، فكل طرف مستفيد منها إلا المواطن العادي فهو الضحية ومن يدفع الثمن، مكن هنا علينا نحن القراء أن ننحاز/نتخذ موقف المناسب من هذه الحرب القذرة.
الديوان من منشورات الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين وبالتعاون مع بيت الشعر، فلسطين، الطبعة الأولى 2015.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان في ديوان -ذاكرة البنفسج- ناصر الشاويش
- الفانتازيا والرمز والواقعية في مجموعة -أوهام أوغست اللطيفة- ...
- السواد في قصيدة -كأي سواد...بلا معنى وفراشات- جمعة الرفاعي
- المرأة والكتابة والطبيعة في ديوان -الجهة الناقصة- -جمعة الرف ...
- الفلسطيني في رواية -السلك- عصمت منصور
- دقة الترجمة في ديوان -شعر الحب الصيني- محمد حلمي الريشة
- هدوء اللغة في ديوان -السروة آنستي- عيسى الرومي
- الاختزال والتكثيف في مجموعة - نقوش في الذاكرة- شريف سمحان
- الجغرافيا في ديوان -ليلة الخروج من الأندلس- نزيه خير
- عطيل فلسطين في رواية -السفر إلى الجنة- وفاء عمران
- حقيقة التاريخ في رواية -مسك الكفاية- باسم الخندقجي
- الحرية والأمومة في مسرحية -المدعوة- فرانسوا دو كوريل
- الطرح السياسي في رواية -فرسان الحرية- هشام عبد الرازق
- حب المرأة في رواية -يافا- نبال قندس
- تغير خرائط سايس بيكو
- بحث تاريخي في كتاب -توازن النقائض- سليمان بشير
- ثلاثة شخصيات ولغة واحد في رواية -عرافو السواد- داليا طه
- التناسق والانسجام في مسرحية -وجهة سفر-
- السخط في ديوان - الساعة الناقصة- فايز مقدسي
- المرأة والرجل في رواية -امرأة للفصول الخمسة- ليلى الأطرش


المزيد.....




- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأدب الروائي في ديوان -أولئك اصحابي- حميد سعيد