أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفانتازيا والرمز والواقعية في مجموعة -أوهام أوغست اللطيفة- مشهور البطران














المزيد.....

الفانتازيا والرمز والواقعية في مجموعة -أوهام أوغست اللطيفة- مشهور البطران


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5220 - 2016 / 7 / 11 - 08:19
المحور: الادب والفن
    


الفانتازيا والرمز والواقعية في مجموعة
"أوهام أوغست اللطيفة"
مشهور البطران
من عناصر الكتابة الابداعية سهولة تناول المتلقي للنص، والمتعة التي تلازم ـ النص اللغوية لغويا أو موضوعيا، والشكل الذي يقدم به الكاتب نصه، فالشكل المتجدد الذي يقنع المتلقي بأن هناك ما هو جديد بالتأكد القارئ ينسجم مع النص، "مشهور البطران" يقدم لنا أربعة نماذج من النصوص، احدها يجمع بين الرمز والفنتازيا، بحيث لا يمكن الفصل بينهما، وتحديد لأي مدرسة تنتمي هذه القصص، وأخرى جاء بشكل فانتازيا/حلم كامل تماما، والشكل الثالث جاء بشكل القصة الواقعية، والرابع جاء يحمل الرمز.
ما يجمع العديد من القصص حضور الحيوانات أو الحشرات أو الزواحف، وهذا الأشياء دائما تشير إلى شيء من الواقع المظلم/الأسود الذي يجمله الكاتب، والذي ينعكس فما يقدمه للمتلقي، المجموعة مكونة من عشرين قصة، أكثر من نصفها يجمع بين الفانتازيا والرمز، وأقل من سبع قصص جاءت بشكل القصة الواقعية.
قصة "الرجل ذو العين الواحدة" التي تماثل حكاية الغول المتداولة شعبيا، وما يحمله من رعب في لقلوب، فهو يأكل الناس، ويحيط به أجواء/عالم مرعب "متكئا على النافذ أراقب الأفق، جذوة الصيف انطفأت، والسماء تثاءبت وزفرت آخر أنفاسها الحارة، والشمس تكدرت من الغيمات التي اعترضت سبيلها، في الأفق نعيق غربان، وعلى الأرض قطيع من كلاب المزابل تنتهك وقار جثة رجل ظننته حيا" ص 19، من خلال هذا المقطع يتشكل لنا الصورة القاتمة التي بدأ بها الراوي حكايته، فالأجواء سوداء، عنيفة ومرعبة، ونجد الكلاب المفترسة والغربان رمز الشؤم تلقي بظلالها على الحدث.
ويحدثنا "الرجل ذو العين الواحدة/الغول" قائلا: "ـ هذه الإصبع تروق لي، لذيذة، أحب الأصابع البشرية" ص21، الجمع بين الذاكرة الشعبية حول فكرة "الغول" وما يقدمه الكاتب في قصة "الرجل ذو العين الواحدة" يخدم الفكرة التي يريد طرحها، وفي ذات الوقت ينشط الذاكرة الشعبية عند المتلقي للتوحد وتندمج من النص، وهذا التقديم يمثل حالة ابداعية عند الكاتب.
ومن الرموز الموجودة في هذه القصة "احتل مكانه في ابيت، كأنه يعرفه شبرا شبرا، راح يمارس حياته بأريحية تماما كما لو أنه صاحب البيت" ص20 مما لا شك فيه أن هذا الحديث متعلق برمزية الاحتلال وما يقوم به في فلسطين، ومن رمز أيضا ما جاء به الراوي عندما حدثنا عن الخيرات الموجودة في بيته/فلسطين "مشيت أمامه متعمدا المرور بجانب قوارير العسل، وصرر القطين والزبيب التي تملأ المطبخ" ص21 بهذا الشكل استطاع الراوي أن يجذب المتلقي لقصته، ويجعله يتوحد معها.
وقصة "الدمل الذي كاد يفقأ صاحبه" وقصة "مسوخ في الطريق" وقصة الطوفان الثاني" وقصة في عهد السجان" وقصة النهر الذي أرد أن يكون شاعرا" وقصة " تأملات في صورة" كلها جاءت بشكل الفنتازيا أو تجمع بين الرمز الفنتازيا.
أما قصة "اليد اليسرى" التي يمكن للمتلقي أن سقطها على واقع الحال لليسار الفلسطيني تحديدا واليسار العربي عموما، وقصة "حرب الصراصير" تحاكي ما جري في العراق قبل الاحتلال وكيف استطاع العدو الامبريالي أن يجره إلى الهاوية بالتدريج، عندما جعله يتخلى شيئا فشيئا عن مقومات القوية لديه، وهذه القصة أيضا يمكننا أن نسقطها على الواقع الفلسطيني بعد اتفاقيات أوسلو وكيف وقع الفلسطيني في مستنقع المفاوضات، والحوار الذي جارى بين الأب والأبن حول تحديد الأربعاء القادمة كان يعطي تأكيدا على الوهم الملازم للخراب الذي اصاب الفلسطيني.
"ـ متى موعد جلسة المفاوضات القادمة
ـ الأربعاء
ـ أي أربعاء
ـ الأربعاء القادم.
ولكن كل الأربعاءات قامة، من الآن وحتى الأبد؟!" ص 101و102، واعتقد بأن هذه القصة كانت من أورع ما جاء في المجموعة، حيث أنها جاءت بشكل سلس وممتع، وبحبكة متينة، وتحوي الحوار المنطقي من جهة وغير المنطقي من جهة ثانية.
أما قصة "كوميديا الأخطاء" وقصة "أوهام أوغست اللطيفة" وقصة "معنى السلام" وقصة على قلق" وقصة "القصيدة لم تأت بعد" جاءت بشكل القصة والواقعية.
وهناك مجموعة من القصص القصيرة "ستائر" وقصة "جزن أعلي القلب" وقصة "جرد حساب"

وما يحسب لهذه المجموعة المقدمة التي وضعها الكاتب، وتحدث فيها عن دوافع الكتابة لديه، وأعتقد بأن هذا الموضع بحد ذاته يشكل ابداعا يضاف إلى ما جاءت به المجموعة القصصية.
المجموعة من منشورات الاتحاد العالم الكتاب والادباء الفلسطينيين، الطبعة الأولى 2016.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السواد في قصيدة -كأي سواد...بلا معنى وفراشات- جمعة الرفاعي
- المرأة والكتابة والطبيعة في ديوان -الجهة الناقصة- -جمعة الرف ...
- الفلسطيني في رواية -السلك- عصمت منصور
- دقة الترجمة في ديوان -شعر الحب الصيني- محمد حلمي الريشة
- هدوء اللغة في ديوان -السروة آنستي- عيسى الرومي
- الاختزال والتكثيف في مجموعة - نقوش في الذاكرة- شريف سمحان
- الجغرافيا في ديوان -ليلة الخروج من الأندلس- نزيه خير
- عطيل فلسطين في رواية -السفر إلى الجنة- وفاء عمران
- حقيقة التاريخ في رواية -مسك الكفاية- باسم الخندقجي
- الحرية والأمومة في مسرحية -المدعوة- فرانسوا دو كوريل
- الطرح السياسي في رواية -فرسان الحرية- هشام عبد الرازق
- حب المرأة في رواية -يافا- نبال قندس
- تغير خرائط سايس بيكو
- بحث تاريخي في كتاب -توازن النقائض- سليمان بشير
- ثلاثة شخصيات ولغة واحد في رواية -عرافو السواد- داليا طه
- التناسق والانسجام في مسرحية -وجهة سفر-
- السخط في ديوان - الساعة الناقصة- فايز مقدسي
- المرأة والرجل في رواية -امرأة للفصول الخمسة- ليلى الأطرش
- الارهاب والفساد في رواية -ذاكرة الماء- واسيني الأعرج
- انتصار المرأة في رواية -الحضارة أمي- إدريس الشرايبي


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفانتازيا والرمز والواقعية في مجموعة -أوهام أوغست اللطيفة- مشهور البطران