أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اللفظ والمعنى عند همام حاج محمد في قصيدة - ما أطيب اللقيا بلا ميعاد -!!














المزيد.....

اللفظ والمعنى عند همام حاج محمد في قصيدة - ما أطيب اللقيا بلا ميعاد -!!


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5246 - 2016 / 8 / 6 - 21:10
المحور: الادب والفن
    


اللفظ والمعنى عند
همام حاج محمد في قصيدة
" ما أطيب اللقيا بلا ميعاد "!!
الكثر الشعراء يقعون في فخ التباين بين الالفاظ والمعنى، مستخدمين ألفاظا قاسية للتعبير عن حالة ناعمة/هادئة، وهذا يشير إلى ما يحمله العقل الباطن من ألم ووجع، بحيث يؤثر عليهم ـ دون أن يشعروا ـ فنجدهم يستعذبون هذه الالفاظ، "همام حاج محمد" من اللذين وقعوا في هذا الفخ، فنجد قصيدة " ما أطيب اللقيا بلا ميعاد !!" احدى الأمثلة على هذا الأمر والتي يقول فيها: إذا تأملنا
" ما زلــــت أكتــبُ حسرتي وحدادي
ما زال هجـــرُكِ يستحـــث جهادي
..
لقـــد التقينا صـــدفة ًمـحـمــودةً
(ما أطـــيـــب اللــقيا بـلا ميــعادِ)
..
تبكـي السماءُ علــى شفاك كــأنها
تبكـــي نــزيفا مهــدُهُ بـفـــؤادي
..
يا فتنـــةَ الشيطان فيـــك مفاتـــنٌ
غـُـــرزتْ بـأرض الله كـــالأوتـــادِ
..
يا لعنــة النيـــران شئــتِ تكبـــراً
وتتــذلــلاً للــحـــب لـــمْ تعـتادي
..
ها قـــد لعنتكِ ما عشقتكِ عُنْـــوَة ً
فــتشبثـي بالكـبــرِ بــل وازداديْ
..
إني ابن هذا الحـقـد فـيه مفاخري
وعليـــه بالنســـيان كـل عمــادي
..
بيتي التكبــُّر ُما تــكـــبَّرَ قاتلـــي
والغــدر عند الغــدر مـن أمجـادي
..
ما أصعـــب النسيانَ حيــن طلبتــهُ
ما أقبـحــنَّ العيــــش بــالأحقــادِ
..
عـــودي فمـا زال الفــؤاد متـيمـًا
والشمــس تأفل مــن ظلامِ سُهادي
..
لو كان عطرك ِفي دمشـــقَ شممتهِ
ولصِغـــتــهُ لــحناً يطــوف بـلادي
..
أو كان ثغرك في خضــوري ساطعًا
لجعــتــــهُ نـــصـــراً بلا إعـــدادِ
..
لــو شئــتِ لاشتاق القصــيد تألما ً
ولخضتُ فخــراً في هـوى أجدادي
..
ماذا أقـــول وقـد لعنتِ قصــيدتي
وغــرزتِ ظلمــكِ فـي جوى شدَّادِ
..
لا شيء الا الحـــب أعلــنَ مقتَلـيْ
لا شيء الا الشــوق قاد جــوادي"

إذا تأملنا هذه القصيدة سنجد التبابين من عنوانها وبين الالفاظ المستخدمة فيها، فالعوان يتكون من لفظين، "اطيب والقياء" وكلاهما يعطي معنى جميل، لكن الشاعر يدخلنا إلى عالم قاسي من الألفاظ وكأنه يعيش في حالة من الصراع والحرب، فيستخدم هذه الألفاظ: " حسرتي وحدادي، هجـــرُكِ يستحـــث جهادي، تبكـي، نــزيفا مهــدُهُ بـفـــؤادي، فتنـــةَ الشيطان، غـُـــرزتْ، يا لعنــة النيـــران، هذا الحـقـد، والغــدر، ما أقبحن، بالغدر، تأفل، تألما، لعنتِ،" كل هذه الالفاظ جاءت لتعطي حالة التناقض والتباين مع عوان ومضمون القصيدة، وكأنهما على طرفي نقيض، وإذا تأملنا فيها سنجد هناك الفاظ تعطي معنى التعذيب والتألم، حالة من (المازوشية) يعاني منها الشاعر، وهذا أيضا يؤكد حالة الاضطراب وعدم الاتزان التي يمر بها الشاعر .
في المقابل هناك الفاظ قليلة، تم استخدامها تمثل التناغم مع المضمون والعنوان منها: " السماءُ علــى شفاك، بـأرض الله، للــحـــب، عشقتكِ، متـيمـًا والشمــس، لــحناً يطــوف بـلادي، يطــوف بـلادي ، عطرك ِفي دمشـــقَ شممتهِ" اعتقد بأنه كان بإمكان الشاعر أن يمتعنا أكثر بهذه القصيدة لو أنه تحرر من تلك الالفاظ القاسية والصعبة على إذن المتلقي، فهو يمتلك قدرة على التصوير الفني كما هو الحال في هذا المقطع الذي يقول فيه:
" لو كان عطرك ِفي دمشـــقَ شممتهِ
ولصِغـــتــهُ لــحناً يطــوف بـلادي"

فنجد فيها هذا المقطع التناغم والانسجام التام بين المضمون والعنوان من جهة، وبين الألفاظ من جهة أخرى، ونجد كذلك التصوير الفني الذي يستحضر المكان "دمشق" وما تحمله من هيبة وحضارة وتوغل في التاريخ، وكأنه يجعل من دمشق والعطر روحا في جسد.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر في ديوان -شرفات الكلام- علي الخليلي
- التناص في قصيدة -هيت لك- حبيب الشريدة
- الطفولة في مجموعة -أنثى المارشميللو- نور محمد
- التأنيث في ديوان -معجم بك- محمد حلمي الريشة
- الأدب الروائي في ديوان -أولئك اصحابي- حميد سعيد
- الإنسان في ديوان -ذاكرة البنفسج- ناصر الشاويش
- الفانتازيا والرمز والواقعية في مجموعة -أوهام أوغست اللطيفة- ...
- السواد في قصيدة -كأي سواد...بلا معنى وفراشات- جمعة الرفاعي
- المرأة والكتابة والطبيعة في ديوان -الجهة الناقصة- -جمعة الرف ...
- الفلسطيني في رواية -السلك- عصمت منصور
- دقة الترجمة في ديوان -شعر الحب الصيني- محمد حلمي الريشة
- هدوء اللغة في ديوان -السروة آنستي- عيسى الرومي
- الاختزال والتكثيف في مجموعة - نقوش في الذاكرة- شريف سمحان
- الجغرافيا في ديوان -ليلة الخروج من الأندلس- نزيه خير
- عطيل فلسطين في رواية -السفر إلى الجنة- وفاء عمران
- حقيقة التاريخ في رواية -مسك الكفاية- باسم الخندقجي
- الحرية والأمومة في مسرحية -المدعوة- فرانسوا دو كوريل
- الطرح السياسي في رواية -فرسان الحرية- هشام عبد الرازق
- حب المرأة في رواية -يافا- نبال قندس
- تغير خرائط سايس بيكو


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اللفظ والمعنى عند همام حاج محمد في قصيدة - ما أطيب اللقيا بلا ميعاد -!!