أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التناص في قصيدة -هيت لك- حبيب الشريدة














المزيد.....

التناص في قصيدة -هيت لك- حبيب الشريدة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 29 - 19:25
المحور: الادب والفن
    


التناص في قصيدة
"هيت لك"
حبيب الشريدة
تقديم قصيدة كاملة تحاكي قصة يوسف يعتبر ابداعا بحد ذاته، فما بالنا أن كان هذا التقديم جاء بشكل شعري وبلغة أدبية وبسلوب جديد!، مما لا شك فيه أننا أمام نص متألق استطاعت الشاعر فيه أن يمتع المتلقي ويجعله يحلق مع فضاء القصيدة.
ما يحسب لهذه القصيدة استخدام الشاعر للبحر القصير مما يجعل المتلقي يستسهل تناوله للفكرة ويستمتع باللغة في ذات الوقت، ومن الحسنات لهذه القصيدة استخدام الالفاظ القرآنية، بحيث تجعل القارئ يبحر فيما جاء به القرآن الكريم ولعهد القديم معا، فهذه القصة تتطابق مع ما جاء في القرآن الكريم والعهد القديم أيضا، والأبداع الثالث يكمن في تكسير زمن الاحداث، فالشاعر "حبيب الشريدة" تعمد عدم تناول القصة بتسلسلها المعروف، فنجده يتجاوز السرد التقليدي وقديم أحداث قبل أحداث، وتفاصيل قبل تفاصيل، وهذا يجعل المتلقي للقصيدة يعيد تركيبها والتفكير فيها أكثر من مرة، وأيضا تجعله يشعر بطول القصة رغم أن عدد الابيات لا يتجاوز المائة بيت، وهذا يشير غلى قدرة الشاعر على الاختزال والتكثيف معا، وهذا ميزة اضافية تحسب للشاعر.
من الأمثلة على التناص مع القرآن الكريم عنوان القصيدة "هيت لك" فهذه الجملة تتطابق تماما مع ما جاء في سورة يوسف عندما قالت امرأة العزيز له: "هيت لك" " وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23( وتحمل هذه الجملة مدخلا يستسهله ويستحببه المتلقي للدخول إلى النص، فهي تجعله يأخذ فكرة أولية عن موضوع القصيدة ـ موضوع الحب والإخلاص ـ وهاذين الموضوعين من المواضع المحببة عند المتلقي. وعلى الأمثلة على التناص مع سورة يوسف هذا المقطع:
"قـالـتْ نِـسـاءٌ في المَـديـنَةِ" فهذا أيضا يمثل تناص مطابق مع اللفظ القرآني الذي جاء بهذا الشكل "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (30( وهذا يمثل دعوة ـ غير مباشرة ـ من الشاعر للتقدم من النص القرآني والنهل من، وهناك العديد من هذا التناص كما هو الحال عندما قال الشاعر "قد شغفت به حبا" لكننا سنكتفي بهذا المقدار لننتقل إلى الحديث عن عناصر أخرى في القصيدة.
الشاعر يلتزم مع ما جاءت به النصوص المقدسة إن كانت في القرآن الكريم أو في العهد القديم، فنجده يتماثل معها في استخدامه لتعدد الأصوات فنجد صورت الراوي وصوت امرأة العزيز صوت يوسف، وهذا يمثل خروج/تخلص النص الشعري من هيمنة الراوي، فنجد هذا التعدد في اكثر من موضع كما هو الحال فيه هذا المقطع:
" إذْ قُـلْـنَ : قــدْ شَـغُفَتْ بـهِ حُــبّـاً ، تــعـالَ لأسْــألَـكْ !
مَــــنْ أنْـــتَ إنّـــي لا أرى بَـشَراً أمـامِيَ بـلْ مَـلَكْ ؟!" "فهنا نجد صوت النسوة وصوت زوجة العزيز معا، ونجد الشاعر يسمعنا صوت يوسف من خلال:
" أنَـا (يـوسُفُ) الـصِّدّيقُ مَـنْ درْبَ الـهِـدايَةِ قــدْ سَـلَكْ !
" يـــا لــيْـتَ تـذْكُـرُني لـديْـهِ وَهـــا أنـــا مَـــنْ خَــوَّلَـكْ !
ولكي لا يبقى الراوي ويوسف هما فقط المهيمنان على النص، نجده يسمعنا صوت العزيز المخان من زوجته:
" يـــا أيُّـــهـــا الــصِّــدّيــقُ أنْـبِـئْـنـا نُــهـاكَ فـنَـجْـزِلَكْ !
" كل هذ يجعل من القصيدة قصة كاملة متكاملة لا تغفل أن حضور الشخصيات كافة بصرف النظر عن مكانتها وأهميتها.
هناك مقاطع يتوحد بها الشاعر مع النص بحيث تأخذه (الحمية) إلى الاندماج مع القصة فيسرد لنا تفاصيل عن اعجابه ب"يوسف" تبدأ من هذا المقطع:
" سُــبْـحــانَ مَــــنْ أعْــطــاكَ حُـسْنـاً كـالمَلاكِ وجَـمَّــلَــكْ !
إلى المقطع:
" نَـصَـبَـتْ عَــرائِـشَ فـوْقَـنـا لــتُــظِـلَّـنـي وتُــظَــلِّــلَـكْ !
" ورغم أن هذه المقاطع بدأت بقول زوجة العزيز إلا أنها تميل/تحمل إلى صوت الراوي أكثر مما تميل إلى صوت زوجة العزيز، حيث أننا نجد هذا المقطع:
" سُــبْـحــانَ مَــــنْ أعْــطــاكَ حُـسْنـاً كـالمَلاكِ وجَـمَّــلَــكْ !
لــقَــدِ اجْــتَـبـاكَ اللهُ مِــــنْ بــيْــنِ الأنـــامِ وفـضَّـلَـكْ "
فهذا الصوت لا يكون/يصدر من شخص يؤمن بأهمية الأخلاق بل من شخص آخر هو الراوي الذي يؤمن بها وبمن وضعها لنا، وبهذا يكون الراوي قد انحاز إلى شخصية يوسف وغفل/تجاهل دوره كراوي من المفترض عليه أن يترك الشخصيات تتحدث بلغتها هي، لا يصوته هو.
ننهي بقولنا بأننا أمام ظاهرة ابداعية تتألق عاليا وتمتعننا معها، فرغم أنها قصيدة إلا أن وجود/حضور القصة كان كاملا فيها، مما يجعل المتلقي يستمتع بالغة الشعرية وبالقصة الدينية معا.
القصيدة غير مطبوعة ورقيا، وتم استلامها عن طريق النت.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفولة في مجموعة -أنثى المارشميللو- نور محمد
- التأنيث في ديوان -معجم بك- محمد حلمي الريشة
- الأدب الروائي في ديوان -أولئك اصحابي- حميد سعيد
- الإنسان في ديوان -ذاكرة البنفسج- ناصر الشاويش
- الفانتازيا والرمز والواقعية في مجموعة -أوهام أوغست اللطيفة- ...
- السواد في قصيدة -كأي سواد...بلا معنى وفراشات- جمعة الرفاعي
- المرأة والكتابة والطبيعة في ديوان -الجهة الناقصة- -جمعة الرف ...
- الفلسطيني في رواية -السلك- عصمت منصور
- دقة الترجمة في ديوان -شعر الحب الصيني- محمد حلمي الريشة
- هدوء اللغة في ديوان -السروة آنستي- عيسى الرومي
- الاختزال والتكثيف في مجموعة - نقوش في الذاكرة- شريف سمحان
- الجغرافيا في ديوان -ليلة الخروج من الأندلس- نزيه خير
- عطيل فلسطين في رواية -السفر إلى الجنة- وفاء عمران
- حقيقة التاريخ في رواية -مسك الكفاية- باسم الخندقجي
- الحرية والأمومة في مسرحية -المدعوة- فرانسوا دو كوريل
- الطرح السياسي في رواية -فرسان الحرية- هشام عبد الرازق
- حب المرأة في رواية -يافا- نبال قندس
- تغير خرائط سايس بيكو
- بحث تاريخي في كتاب -توازن النقائض- سليمان بشير
- ثلاثة شخصيات ولغة واحد في رواية -عرافو السواد- داليا طه


المزيد.....




- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التناص في قصيدة -هيت لك- حبيب الشريدة