قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 15 - 16:43
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ما في حدا بنام بِهَم عتيق ..!!
يبدو بأن أمثالنا الشعبية ،تُعبر بصدق عن واقعنا الحياتي ،عبر مئات السنين .. فهذا المثل يُصور حالة نفسية مستدامة عندنا . فالهموم تتراكم وتتجدد يوميا بحيث لا تترك للإنسان فسحة من الراحة . فالحياة بالنسبة لشعوبنا هي أشبه بالحرب ، لكن دون استراحة المحارب المشهورة ..
توقُّع المصائب والكوارث على الصعيدين الشخصي والعام ،يُلازمنا حتى في ساعات الضحك والفرفشة ، فكلما ضحك واحد منّا ، دعا ربه أن "يُنجيه" من تبعات وعواقب هذا الضحك .. أللهم إجعله خير .. يا رب..!! أو ، الله يجيرنا من الجايات (الآتيات القادمات ).
حتى الإبتسامة نستكثرها على أنفسنا ، ونراها تحمل بُشرى بنذير شؤم ..!!
هذا المزاج العام السوداوي ، لم يأتِ من فراغ ، على ما يبدو .. فالمصائب التي كانت تنهمر على رؤوس الفقراء وبسطاء الناس لم تتوقف للحظة ..
وقائمة الهموم طويلة طويلة ، بدءاً بتوفير الحاجات الأساسية للفرد والعائلة ، من غذاء ، ملبس ، تعليم ومسكن .. مرورا بالفواتير والضرائب التي تُثقل الكاهل ، وانتهاءً بالشعور بالأمن والأمان ... وأنّى يكون ذلك ؟!
متى أمِن الإنسان في "أوطاننا" على نفسه وعائلته ؟؟ ثمّ متى ضمن الإنسان فيها وجبته التالية ؟!
حياة الإنسان "العربي" عامةً والفلسطيني خاصة ، مشوشة وضبابية ، ليس فيها شيءٌ مضمون سوى الموت .. لا إستقرار ولا سلامة نفسية ..
وكما تقول جداتنا ، وفي أبلغ تعبير عن الواقع الغارق بالهموم ، " اللي خِلِق عِلِق" ، يعني من يأتي الى الحياة فقد وقع في ورطة كبيرة ..
لكن متى يا تُرى ، ستكون الضحكة رفيقة "شعوبنا" ، دون خوف أو تشاؤم من قادم الأيام ؟
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟