أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قاسم حسن محاجنة - اللغة أم أبناؤها؟! تداعيات على مقالات الزميل صالح حماية ..














المزيد.....

اللغة أم أبناؤها؟! تداعيات على مقالات الزميل صالح حماية ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 11 - 13:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اللغة أم أبناؤها؟! تداعيات على مقالات الزميل صالح حماية ..
لنتفق بداية بأن لا لغة بدون أبنائها .. فكم من لغات انقرضت مع انقراض الناطقين بها ، وخاصة لغات بعض القبائل في شمال أمريكا وأفريقيا . فاللغة أولاً وأخيرا هي الإنسان ، الذي يُبدع ويطور ، يفكر وينتج بها.. اللغة هي أداة وليست "صانعة" لواقع ،سواء كان هذا الواقع، إجتماعيا ،سياسيا ،فكريا أو اقتصاديا .
فالإرهاب يصنعه الانسان مستعينا باللغة كوعاء ايديولوجي لحمل ونشر الأفكار، والعلم يصنعه الانسان "ويقولبه " في اللغة .. التخلف هو نتاج "مجهود " انساني كما التحضر ، وما اللغة إلا مرآة للواقع الحضاري والاجتماعي لهذا الانسان وهذا المجتمع .
الإنسان هو الذي قرر "التعريب" ، والإنسان (في حالتنا المعاصرة)، هو الذي يروج لفكر دون الآخر .. وكما يقول المثل العبري، " صاحب المئة (أي النقود)، هو صاحب الرأي..!! ومن صاحب المئة في عالمنا "العربي"؟!
وكنتُ قد كتبت قبل فترة ، مقالة ، أرغب بإعادة نشرها .. وهذه هي :
كُنا وفي عهد المد القومي الثوري ، نتباهى بلغتنا وثرائها . وكان مدعاة إفتخارنا حينها ، عدد الكلمات الكبير في قاموس اللغة العربية . فقد بلغ عددها وحسب بعض التقديرات ال 12 مليون كلمة وإشتقاقا ، بينما باقي اللغات كالانجليزية فمجموع كلماتها لا تتعدى النصف مليون . فما بالك بالعبرية وغيرها من اللغات ؟!
نعم ، لم يكن يُشغُلنا السؤال حول عدد الكلمات التي نستعملها في حياتنا اليومية من هذا الكم الهائل بل والمحيط الزاخر من الكلمات ؟؟ وما هي نسبة الناطقين بالعربية الفصحى ؟ يتضح بأن العربية الفصحى ليست لغة أُم ، لأحد في هذا الكون ، وهذه مأساة العربية .
من يتحدث العربية الفصحى كلغة أم ؟؟أو يرضعها مع حليب الأم ؟؟ يبدو أن لا أحد . هذا هو حال اللغة اللاتينية في حقيقة الحال ، فهي لغة مكتوبة ، يتكلمها البعض ، تُستعمل في الطقوس الدينية . وقد تصدر ، بين الفترة والأخرى ، منشورات باللاتينية أو تُعقد مؤتمرات تبحث في فقهها ، لا أكثر .
فهل هذا ما ينتظر العربية الفصحى في قابلات الأيام ؟؟ لا أستغرب ذلك ، فاللغة تعيش وتتنفس بالرئة التي يملكها أبناء هذه اللغة . وبما أنها( اي العربية ) أم بلا أبناء ، فستختنق لأن "أبنائها" المُفترضين لا يستطيعون "إسعافها " وإحيائها قبل أن تدخل في حالة موت سريري .
إذن اللغة هي حياة وإبداع الناطقين بها ، وهي ليست قائمة بذاتها ولذاتها ، كما يُحاول أنصار "التحنيط " تصوير الأمور . فالعبرية والتي كانت الى قرن مضى لغة محنطة في المتاحف ، أصبحت لغة الأم لملايين الأطفال في إسرائيل ، يتعلمون بها ، يتخاطبون بها ، يحلمون ، يكتبون ويتشاتمون بها . أصبحت لغة حية جدا .
حتى أنها قد "تسربت " بهدوء إلى بعض اللغات (عن طريق بعض الكلمات العبرية ) ، ووصلت إلى العالمية ، لأن أبنائها يُبدعون ويخلقون بها . فكثير من انواع الاسلحة ، التكنولوجيا المتقدمة وفي علوم الطب ، مصدرها اسرائيلي ولهذا فهي تحمل اسماء عبرية او اسرائيلية .
ومن التلاحم ، التزواج أو "سطوة " العبرية على العربية ، فقد تولدت لغة جديدة (خليط أو هجين من العبرية والعربية ) يتحدث بها الفلسطينيون من سكان اسرائيل .
ففي هذه اللغة ، تم تعريب كلمات ليس لها بديل سهل ويعطي المعنى المُباشر في العربية ، لذا فقد تبنت هذه اللغة الكلمات التي تحتاجها ودون تكلف زائد ويستعمل هذه الكلمات والمصطلحات الكبير والصغير ، الأُنثى والذكر والأُمي والمتعلم .
و"تتفوق " اللغة العبرية والتي كانت الى وقت قريب لغة "طقوسية " فقط ، على العربية في كمية الترجمات منها وإليها .
وما يهمني أكثر هو كمية الترجمات الى العبرية ،والتي تصل الى ألاف العناوين الجديدة سنويا(4000) ، بحيث يُحافظ قاريء العبرية على تواصل وثيق مع مُنجزات الثقافة الإنسانية .
بينما ما يتم نقله الى العربية ، بسيط ، ضئيل ولأسفي الشديد ، ليس بمستوى يليق بالقاريء ، المؤلف والمُترجم . وبما أنني ثنائي اللغة والثقافة ، أستطيع إجراء مقارنة سريعة ، بين الترجمتين العبرية والعربية لرواية واحدة ، هي رواية "عداء الطائرة الورقية " للروائي العالمي خالد حسيني .
الترجمة العبرية شيقة ،تجذب القاريء لإتمام الرواية من الغلاف إلى الغلاف ، الأنيق والورق الصقيل .
الترجمة العربية ، "صحيحة " وقد تكون أمينة للنص ، لكنها غير مشوقة ويحس القاريء بالتعب والملل ، ناهيك عن الغلاف والورق ذي الجودة المتدنية .
وأود أن أُنهي بذكر هذه التجربة الصغيرة التي "أجريتُها " على مجموعتين اثناء عملي في ارشاد المجموعات ، كانت لدي مجموعتان ، عربية ويهودية ، وسألتُ اعضاء المجموعتين : من يعرف خالد الحسيني الروائي ؟؟
لم تكن النتيجة مفاجئة ، فقد قرأ ستة من اعضاء المجموعة اليهود الثمانية ، رواية خالد حسيني . بينما لم يقرأ إلا واحد من اعضاء المجموعة العربية الستة ،رواية خالد الحسيني .
ونعود مرة أُخرى الى نفس السؤال : هل المشكلة في العربية (الفصحى ) أم في الشعوب العربية ؟؟
وبدأ يقيني يزداد بأن العربية الفصحى ، ليست (لغة أم ) لأحد ..!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالسريع ..!!
- مسيحيو الشرق ؟؟!!
- تركتها تموت ..
- النحو والبيدوفيلية ..!!
- العزيز جان برجاء الإطمئنان..
- مُرتزقة الرياضة ..
- مشهد صادم ..
- هدية عيد الميلاد ..
- مقال مكرر..
- الدين هو الإنسان الذي يعتنقه ..
- بِحُكم العادة ..
- الملاذ الأخير لفتاة مضايا
- سَمُّور وحَمُّور ..
- كلمات في العيد ..دعوة للفرح
- الصدمة ..
- الامارات الفلسطينية المتحدة .
- التَزَمُّت ..
- الديخوتوميون-dichotomy
- السجدات الضائعة ..
- صُنعَ في السعودية


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قاسم حسن محاجنة - اللغة أم أبناؤها؟! تداعيات على مقالات الزميل صالح حماية ..