أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - مصيرُ آلاف - الخديجات - في أعناقكُم














المزيد.....

مصيرُ آلاف - الخديجات - في أعناقكُم


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 11 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خديجة من قرية البو جداع جنوبي مدينة الفلوجة ، قتلَ إرهابيو داعش ، زوجها محمد ، في اليوم الأول لإحتلالهم القرية قبل أكثر من سنتَين ، بحجة أنهُ مُنتَمٍ إلى الشُرطة الحكومية ، وذلك بإخبارِيةً من أحد أبناء القرية . وأجبروا إبنها " سعد " البالغ سبعة عشر سنة ، على الإنضمام لتشكيلاتهم الجهادية ، وإلا فأنهم سيأخذون أخته وأمه وأخوه الصغير محمود ، للإنخراط في جهاد النكاح . حرص سعد ان لا يشترك فعلياً في عمليات القتل والذبح والتفجيرات ، وتفّرَغ لعمله الذي يجيدهُ ، كخّباز ، في أفران ما يُسمى الدولة الإسلامية داعش .
في أواخِر حُزيران 2016 ، حّرَر الجيش العراقي والقوات الأمنية ، قرية البو جداع . كان الفرن ، أحد الأماكن التي ، تحّصنَ فيها قناصو داعش ... فأصبحَ هدفاً للطائرات الحربية ومدفعية دبابات الجيش ، فتهّدَمَ الفُرن على مَنْ فيهِ . كان مِنْ ضمن القتلى " سعد " .. سعد إبن محمد ، الشاب الجميل المُسالِم ، الخّباز الذي لم يطلق رصاصةً ، في حياته القصيرة .
في الساعات الأولى من إحتلال القرية ، قتلَ إرهابيو داعش ، زوج خديجة ، وفي الساعات الأولى من تحرير القرية ، قتل الجيش إبن خديجة .
خديجة الثكلى .. خديجة المنكوبة .. خديجة الجريحة ، فقدتْ كُل شئ ، زوجها وإبنها البكر ، ولا تعرف كيف تعيل إبنتها الشابة وولدها الصغير . فداعش ، لم تكن تدفع لهم ما يكفيهم ، رغم عمل ولدها سعد في الفرن لساعاتِ مضنية يومياً ، بحجة أن زوجها كان شرطياً . والحكومة لم تُنصفها ، بتُهمة أن إبنها كانَ منتمياً لداعِش ! .
.....................
إلى متى سننظر الى الأمور بسطحية ؟ إلى متى سنخلط بين الجميع بدون تَرّوٍ ؟ مَنْ سينصف " سعد " والآلاف من أمثاله ؟ ما الفرق بين " سعد " الذي عمل خّبازاً لدى داعش غصباً عنه ، وبين عشرات الآلاف من الذين إنتموا إلى البعث ، إجبارياً ، فقط لكي يعيشوا ، ولم يُؤذوا أحداً في حياتهم ؟
مَنْ سيمسح الدمعة عن عينَي " محمود " الصغير ، إبن خديجة ؟ ونحنُ على أعتاب العيد ؟ هل سنهمله ونعاقبه مرتَين . لأن أباه الشُرطي لم يُقاوِم داعش ؟ بأي شئ كانَ سيُقاوِم ، والجيش والشرطة ، إنهارَتا والقيادات العُليا تواطئتا مع داعِش ؟ وفوق ذلك ، فأن إرهابيي داعش ، قتلوهُ لأنه كانَ شرطياً حكومياً .
أم نعاقب محمود الصغير ، لأن أخاهُ " سعد " كانَ منتمياً لداعش ؟ بالله عليكُم ، ماذا كانَ سيفعل سعد ؟ فبعد أن قتلوا أباه أمامَ عينيهِ .. خّيروهُ بين أن يأخذوا أمه وأختهُ سبايا ، أو ينظم إليهم ... ماذا كُنتم ستفعلون لو كُنتم مكانهُ ؟ وفوق ذلك ، ومن حُسن حّظه ، فانهم كانوا بحاجة إلى خدماته في الفُرن ، فلم يوكلوا إليهِ واجبات القتل والذبح والتفجير ؟
أيها الحُكّام السَفَلة ... أيها الفاسدين حتى النُخاع ...
ان مصير آلاف " الخديجات " وأبناءهن الصِغار ، في أعناقكم . آلاف الخديجات وعلى مدى مساحة العراق ، يُعانَين الأمرَين ، بسبب خطأ سياستكم وسوء إدارتكم وتفاهتكم وحساباتكم الحقيرة وفسادكم المزمِن .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الواقِع والطموح
- قَد تكون صحيحة
- أردوغان .. الجيش وجرابلُس
- - حَبيب ألْبي -
- كبابٌ إيراني
- الملف الكردي في مباحثات بوتين / أردوغان
- بوتين .. والعَولمة المتوحِشة
- هل ثّمة أمل ؟
- كافكا .. وأشياء أخرى
- غِطاء القِدْر
- خُدَيدا
- الوشائِج التي تجمعنا
- مناخ أوروبا لا يُساعِدُ على الكِتابة
- فُلان الفُلاني .. إنسانٌ طّيِب
- على سبيل الإحتياط
- التوقيت المناسِب
- الضمير
- بريطانيا تتحّرر من - الإستعمار - الأوروبي
- كما هو ظاهِر .. كما هو حاصِل
- بعض ملامِح الوضع في الأقليم


المزيد.....




- قمة ترامب - شكلا ومضمونا، كل شيء مقابل لاشيء
- سوريا: فيديو متداول لـ-انشقاق قوات من قسد وانضمامها إلى العش ...
- -لا يمكن رشوة بوتين لإنهاء الحرب-- مقال رأي في التلغراف
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- رجال الإطفاء يصارعون النيران للسيطرة على حرائق الغابات المست ...
- مسؤولان سابقان في إدارة بايدن: الجيش الإسرائيلي لم يقدّم أدل ...
- جعجع يؤكد دعم المؤسسات ويعتبر تصريحات قاسم تهديدا للبنان
- الليثيوم.. المعدن الحيوي يشعل سباقا عالميا في عصر الطاقة الم ...
- صحف عالمية: الطفولة تختفي بغزة وأطفالها يخضعون لجراحات دون ت ...
- “نظرتُ خلفي ولم أرَ أحدًا”.. ناج من فيضان مفاجئ يصف مصرع حوا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - مصيرُ آلاف - الخديجات - في أعناقكُم