امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 12:36
المحور:
كتابات ساخرة
" ... فلان الفُلاني ، إنسانٌ طيبٌ جداً ، أجزم بأنَ لا أحَد ضدهُ ولا أحد يكرهه ... أن الجميع بدون إستثناء ، راضونَ عنهُ . يالهُ من شخصٍ مُحتَرَم " .
ان فلان الفُلاني ، لا يُسانِد أحداَ ولا يُعارِض أحَد . أنهُ مثالي ، لا يتذمَر من السلبيات والنواقِص ، بل يقول بأن هذهِ الأشياء حتى ولو كانتْ موجودة فعلاً ، فأن لا أحد مسؤولٌ عنها ، فهي موجودة وحَسب ، وتلك طبيعة الحياة .
ان صاحبنا فلان الفُلاني ، خبيرٌ بالتبريرات ، فهو لا يستغرب من أي شئٍ على الإطلاق ولا يهتز جراء أي حدثٍ جَلَل ... أنهُ يقول ، بأن الفَتى الذي إختطفَتْهُ جهاتٌ أمْنية وعّذبتْهُ ، لا بُد أن يكون قد قامَ بفعلٍ مُشين وإلا كيف يمكن أن يُلقى القبض عليهِ ؟ وحين يُطلَق سراحهُ بعد إهانته وإذلاله ، يُؤكِد : يبدو أنهُ بريء ، وإلا كيف خرجَ ؟ .
فُلان الفُلاني ، عندما قامتْ السُلطة ، بمنع رئيس البرلمان من دخول العاصمة وأوقفَتْ بعض الوزراء عن أداء أعمالهم ، قال : أنا واثِق ان هذه الخطوة صحيحة وتفيد الناس . ولّما إلتقى بالذين مُنِعوا وطُرِدوا ، قالَ لهم : أنتُم على حَق ولقد ظُلِمْتُم .
فُلان الفُلاني حين تواجده في الأقليم ، يقول ان أربيل مُحِقة في بيعها للنفط مُنفرِدة وإبتعادها عن بغداد وميلها إلى الإستقلال ... وفي بغداد يُؤكِد بنفسه ، على الوحدة الوطنية ويدعم مواقف العاصمة .
فلان الفلاني ، يجلسُ مع الشباب ، في الليل ، ويكرع المُنكَر ويُلقي نكاتٍ بذيئة ، فهو النديم خفيف الظِل الذي يُنير الجلسات بمرحه وإنبساطه... ويُصّلي جَمعاً في الصباح ، مُثيراً إعجاب المُصّلين بإلتزامه وورعه .
فلان الفُلاني ... اللهُ يرعاهُ ، والشيطانُ صديقه .. يالهُ من شخصٍ مُحتَرَم وإنسانٍ طيب ، فالجميع راضونَ عنهُ ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟