امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5158 - 2016 / 5 / 10 - 18:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتبَ السوري " عُمران عزالدين " :
( جدّي أوصى أبي قبلَ وفاته ببندقيتهِ ، وأبي أوصى بها لي ، وأنا أوصيتُ بها لإبني، ولكن الذئابَ أجهزَتْ على آخر خروفٍ في قطيعنا دون أن يستعمل أحد منا تلك البندقية ) .
.......................
أسلافنا نحن العراقيين ، من السومريين والآشوريين والميديين ... الخ ، شغلوا الدُنيا ، بصخبهم وفتوحاتهم وعلومهم وبأسهم ... وحتى الأمويين والعباسيين ، طالما إشتكوا من صعوبة حُكم البصرة والكوفة وبغداد ، وعانوا من كُثرة الثورات والإنتفاضات المتعاقِبة ، ضِد الإستبداد والظُلم .
كانَ أسلافنا القُدامى .. كما يبدو ، لايتوانون عن إستخدام " بندقيتهم " لإيقاف الذئاب عند حّدها ... بندقيتهم ، كانتْ عبارة عن جذوة الثورة المشتعلة دوماً في أفئدتهم ... عبارة عن الإستعداد الكامِل للمقاومة ضد كُل إعتداء . لهذا كانوا صعبي المِراس .
لا أدري .. هل نحنُ العراقيين الحاليين ، أحفاد أولئك ، حقاً ؟ أم أن عصور الإنحطاط ، والإحتلالات البشعة ، من تيمور لنك وهولاكو ، وصولاً الى الطورانية العثمانية ، وما تلاها ... قد أضعفَتْ جينات الثورة ، عندنا ، وأصبحناً سَهلي القِياد ، وقطيعاً يأتمِرُ بأوامِر الحُكام ، مَهْما كان هؤلاء الحُكام سَفَلة وفُجّار ، ومَهْما كانتْ أوامرهم ظالمةُ وشنيعة ؟ .
...................
بَعدَ أن بُتْنا قطيعاً من الخُرفان ... فأن ذِئاب أحزاب الإسلام السياسي بِشقَيها والأحزاب القومية ، أدمَنتْ على نَهشنا ، منذ ثلاثة عشر عاماً وما زالتْ مُستمرة .
هل مِنْ شُجاعٍ ، ينفض الغبار عن بندقية جدّنا .. هل مِنْ بطلٍ يُزيل الصدأ عنها ، ويُزّيتها جيداً ، ويحشوها تماماً . ثُمَ يرفعها في وَجه الذِئب المُعّمَم ، تاجِر الدين ، و تاجر القومية .. ويُجندله . قبلَ أن يجهز على آخر خروفٍ فينا ؟! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟